يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن الغش في الامتحانات ، و مفهوم الغش بالامتحان ، و أسباب الغش في الامتحانات ، و حكم الغش بالامتحان و أضرار الغش في الامتحانات ، و علاج ظاهرة الغش في الامتحانات ، الغش في الامتحانات ظاهرة متفشية بين الطلبة بشكلٍ عام سواء أكانت بين طلبة المدارس أم الجامعات، وهذا عملٌ يتنافى مع الدين والقيم الفاضلة والأخلاق، فالشخص الذي يخاف ربه ويخشى عقابه يعرف جيدًا أنّ الغش مُحرم في الإسلام، وأنّ الله تعالى لا يُبارك نجاح شخصٍ اعتمد على الغش لتحقيق الدرجات العالية.

تقرير عن الغش في الامتحانات

تقرير عن الغش في الامتحانات
تقرير عن الغش في الامتحانات

أحد أنواع الغش هو الغش في الامتحانات، سواء في المدرسة أو الجامعة، أو أي اختبار يتحدد من خلاله مستوى الطالب العلمي أو العملي، والغش في الامتحان هو الاعتماد على جهود الغير وسلبها منه إما بإرادته أو رغماً عنه، من أجل الحصول على درجات أعلى وتحقيق النجاح لكن دون وجه حق.

تُعد ظاهرة الغش في الامتحانات ظاهرة سلبية منتشرة في مدارسنا، وهي من أكبر المشاكل التي يواجهها التعليم والمعلّمين، وأكثرها تأثيراً على الطالب وعلى المجتمع، إذ غالباً ما يجتمع الغش مع سلوكيات سلبية وأخلاق ذميمة أخرى، مثل الكذب والخداع والسرقة.

الغش في الامتحانات هو خيانة للنفس وخيانة للمعلم الذي يراقب قاعة الامتحان، وهو من ناحية أخرى سرقة لجهد شخص آخر، والحصول على امتيازات غير مشروعة، وكأي تصرف سلبي، يتبع الغش في الامتحان تصرفات سلبية أخرى، حيث يضطر صاحبه بطبيعة الحال إلى الكذب والتملص من الاتهام إن كشفه المعلم، ولذلك فالغش يجمع أسوأ الصفات معاً.

لقد حرّم الدين الإسلامي الغش بجميع أشكاله، بما في ذلك الغش في الامتحانات، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح: “من غشّنا فليس منا”، والغش هو خيانة صريحة للأمانة وللمعلم وخداع للآخرين والحصول على مكاسب من خلال جهود الآخرين، والله تعالى حرّم الخيانة، وذلك يتضح في الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” [الأنفال:27]

مفهوم الغش بالامتحان

يُطلق مفهوم الغشّ في الامتحان على ما يقوم به الشخص من طلب العون من غيره وتحقيق ما يريده بالنقل من ورقة زميله، أو قد يقوم زميله بإملاء المعلومات التي يقوم بسماعها منه وكتابتها، وقد يتحقّق الغش بإدخال الشخص ورقة كُتب عليها معلومات متعلّقة بالامتحان، فيقوم بالنقل منها على ورقة الامتحان.

ويُعدّ الغش عامةّ -ومنه الغش في الامتحان- من الأمور التي نهى الإسلام عنها، لما يتضمّنه من خيانة الأمانة، والتهاون في جهد الآخر الذي بذله وهو يدرس للامتحان، ثمّ إنّه يرّبي الإنسان على التواكل على جهد غيره، وعدم اعتماده على نفسه.

أسباب الغش في الامتحانات

يلجأ بعض الطلاب للغش في الامتحانات نتيجة للأسباب الآتية:

  • ضعف التحصيل العلمي للطالب وإدراكه لذلك مما يدفعه للحصول على درجات أعلى بطرق أخرى غير الدراسة ومنها الغش.
  • استهتار الطالب وقلّة تحمله للمسؤولية اللذان يدفعانه لعدم الدراسة والاستعداد بشكل كافٍ للامتحانات.
  • انعدام ثقة الطالب في قدراته الذهنية والتحصيلية.
  • وجود مشكلة تتعلق بفهم الطالب لمادّة معينة، أو مشكلة تتعلّق معلّمها.
  • الشعور بالقلق المفرط من الامتحانات، مما يدفع الطالب للتخلص منه عن طريق الغش.
  • وجود البيئة المناسبة للغش؛ فاستهتار المراقب وغش الطلبة الآخرين قد يكونا دافعاً للغش في الامتحانات.
  • شعور الطالب بتمييز معلّم المادة بين الطلبة، مما يجعله يتّخذ من الغش وسيلة لإنصاف نفسه.
  • قلّة وقت الامتحان، إذ يكون ذلك سبباً من أسباب الغش في الامتحانات أحياناً.
  • الرغبة في إثبات قدرة الطالب على الغش واتّباع الأساليب المتنوّعة فيه من باب التسلية أحياناً، أو الشعور بالإثارة، أو إثبات الذات أمام الأقران.

قديهمك:

حكم الغش بالامتحان

حرّم الإسلام الغشّ في كلّ أمرٍ، ومنه الغشّ في الاختبارات، ومن قام به فقد ارتكب ذبناً وحصّل إثماً، وإن كان الأستاذ على علم بما يحصل فهو شريك له في الإثم والذنب.

ويأتي ذلك الحكم بناءً على ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (مَن غَشَّنا فليسَ مِنَّا)، فإذا ما تُركت زمام الأمور للغش، فقد يحصل الأشخاص على الوظائف على غير وجه حقٍ بعد نيله الشهادة بطريق الغش.

ومن أشكال الغش أنك قد ترى المهندس الغاشّ، والمعلم الغاشّ، والطبيب الغاشّ الذي يقوم بتطبيب الناس من غير استحقاق له بهذه المهنة، فيترتّب عليه شرعاً -بسبب غشه- وجوب ضمانه لكل ما يقوم به من أفعال الطب.

ودليل ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من تطبَّب ولم يُعلم منه طبٌّ قبل ذلك فهو ضامنٌ).

أضرار الغش في الامتحانات

يترتّب على الغش في الامتحانات مخاطر عديدة يُذكر منها ما يأتي:

  • استحقاق غضب الله تعالى، فالغش محرّم في كل الأحوال، وهو طريق لحرمان الله تعالى للغشاش من البركة وإجابة الدعاء.
  • عرقلة العملية التعليمية التربوية، والإخلال بأحد أهدافها، وهو تقييم الطالب وإعطاؤه العلامة التي يستحقها، فالتقييم للطالب الغشاش هو بمثابة تزييف وتحريف لنتائجه وفهمه للمادة التدريسية.
  • الإخلال بالمنظومة المجتمعية، فاعتياد الطالب على الغش سيدفعه للاستمرار به في امتحانات الثانوية والجامعة وحتى في امتحانات قبول الوظائف، وهذا ما يجعله فرداً سلبياً في المجتمع، يعتمد دوماً على غيره، ولا يتصف بالإبداع والإنتاج ولا يخدم أية مؤسسة يعمل فيها مستقبلاً، ولذلك فالغشاش مصدر خطر لأي مكان يتواجد فيه.
  • تساهُل المعلمين والمراقبين في موضوع الغش في الامتحانات وعدم وضع عقوبات واضحة له، يسبب في خلق جيل كامل يتصف باللامسؤولية واللامبالاة والاستهزاء بالقوانين والأنظمة، وهو ما يقود إلى مشاكل مجتمعية أكثر خطورة مستقبلاً.

علاج ظاهرة الغش في الامتحانات

تكمن حلول ظاهرة الغش في الامتحانات في اتخاذ تدابير عدّة يُذكر منها الآتي:

  • تربية الأبناء على استشعار رقابة الله، فهذا ما ينتج جيلاً واعياً ومراقباً لنفسه ومستشعراً لهذه الرقابة حتى في ظل غياب رقابة المعلم.
  • تفعيل دور الآباء والأمهات للتخلص من هذه الظاهرة، من خلال مجالس الآباء واجتماعاتهم الدورية.
  • تشجيع الطلّاب على الدراسة، ووضع القوانين التحفيزية التي تُعنى بمكافأة الطالب عند تحسّن أدائه وإن كان هذا التحسّن بسيطاً؛ ممّا يرسّخ لدى الطلاب قيمة الاجتهاد الذاتي ويحفّزهم.
  • إرغام الطالب الغشاش على التواصل مع المرشد التربوي للتوصل إلى حل لسلوكه الخاطئ قبل أن يصبح معدياً لزملائه.
  • وضع عقوبات صارمة وواضحة تجاه الغشاشين.
  • عمل نماذج مختلفة للاختبارات.