يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن السلم ، و تعريف السلم ، و السّلم عبر التّاريخ ، و السلم في الإسلام ، و مقومات السلم في الإسلام ، و مُنظّمات السّلام حول العالم ، و نتائج انتشار السِّلْم في المجتمع ، خلق الله المخلوقات جميعها وزرع فيها غريزة حب الحياة، فالجميع يرغبون بالبقاء والاستمرار في هذه الحياة، ولا يوجد كائن أيًا كان حجمه ونوعه جاء إلى هذه الحياة وهو يطمح إلى الموت. والإنسان كباقي المخلوقات يريد الحياة والتمتع بها ويريد أن يحصل على كل الأشياء التي يرغب بها ويتمناها في حياته دون أن يُنغص عليه أي منغص مادي أو معنوي، ولهذا فإن الإنسان السوي دائمًا ما يكون محبًا للسلم والسلام، فحب الحياة لا يمكن أن يجتمع مع النزاع والحرب . فيما يلي تقرير عن السلم .

تقرير عن السلم

تقرير عن السلم
تقرير عن السلم

خلق الله تعالى البشر على سطح الأرض من أجل إعمارها وعبادته كما يُحبّ ويَرضى، لذلك فإنّ الفطرة السّليمة التي جُبِل عليها البشر هي حبّ الخير، والسِّلْم، والاستقرار، ونبذ العنف، والكراهية، والحروب، لكن نتيجةَ طمع الإنسان وتغلغل الأحقاد في النّفوس البشريّة ظهرت المُؤامرات والحروب والصّراعات، ممّا أدّى إلى زعزعة السّلم في العالم.

تعريف السلم

السّلم خلاف العنف، ويُعرف بأنّه التّجانس المُجتمعيّ والتّكافُؤ الاقتصاديّ والعدالة السياسيّة، وهو أيضاً اتّفاقٌ مُتعدّد بين الحكومات وغياب القتال والحروب، وقد يُعَبِّر عن حالةٍ من الاستقرار الداخليّ أو الهدوء في العلاقات الخارجيّة.

السّلم عبر التّاريخ

شهد التّاريخ أمثلةً كثيرةً حول السّلم أهمّها ما يأتي:

  • العالم الإغريقي والرومانيّ: كان العالم يتكوّن حينها من عدّة مدن، وكانت في حالةٍ دائمةٍ من الحروب، حتّى تمّ تأليف العصبة الأمفكتيونيّة والتي تحظر على أيّ مدينة إعلان العداء على الأُخرى أو نهبها، وكانت الألعاب الأولمبيّة تُعدّ إحدى وسائل حفظ السّلام والهدوء المُؤقّت، بالإضافة إلى فترة السّلام الرومانيّ التي امتدّت إلى مئتي عام اتّسعت خلالها حدود الدّولة الرومانيّة.
  • فترة العصور الوُسطى الأوروبية: بسبب انهيار الدّولة الرومانيّة أصبحت الكنيسة الدّاعم الأول للسّلام، وظهرت فترات تُسمّى بهُدنة الله وسلام الله التي حرّمت الكنيسة فيه القتال في أيّام مُعيّنة وأماكنَ مُعيّنةٍ.
  • الفترة المُمتدّة من القرن الخامس عشر إلى الثّامن عشر: تمّت مُحاولة تطبيق السّلام من خلال مبدأ موازنة القوى الذي يقوم على توزيع القوى الاقتصاديّة والعسكريّة بالتّساوي بين الدّول، بحيث لا تتفوّق دولةٌ على دولةٍ أُخرى في مواردها، ولا تتمكّن من إعلان الحرب عليها.
  • مرحلة القرن التّاسع عشر: أُنشئت جمعيّة نيويورك للسّلام، وعُقدت عدّة مُؤتمرات لمُناقشة موضوع حفظ السلّام في عدّة دول منها: بلجيكا وفرنسا وألمانيا، ونتيجةً لشعور ألفرد نوبل بالأسى نتيجةَ ما أحدثه اختراعه للدّيناميت من خراب ودمار في العالم، قام برصد مَبلغٍ ماليّ كجائزة لمن يُساهم في تحقيق السّلام في العالم.

قديهمك:

السلم في الإسلام

الإسلام والديانات السماوية الأخرى نادت كلها بالسلام والسِّلم، وكان الإسلام دائم التطرق للحديث عن السلم والسلام في آيات القرآن الكريم، فقد ذُكر السِّلم في 133 موضع في القرآن الكريم، بالإضافة إلى أن السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم والتي يمكن للعبد أن يتقرب لله عز وجل بالدعاء بها.

والسِّلم هو أساس العلاقات بين الناس، ففي كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة عن الرسول دعوة صريحة وواضحة إلى السلام والتآخي مع الآخر ونبذ العنف بكل أشكاله

مقومات السلم في الإسلام

والإسلام أرسى كل المقومات اللازمة للسلام في كل أنحاء الأرض ووضع قوانين جاءت فيما بعد المنظمات العالمية والإنسانية لتسنها مجددًا على أنها قوانين أرضية، ومن أبرز ما جاءت به الشريعة ما يلي:

  • احترام حياة الإنسان واعتبارها أمرًا مقدسًا من مبدأ أن الإنسان مستخلف في الأرض وأن أجله بيد الله عز وجل وحده لا يتحكم به أحد، ولا يحق لأي شخص أن يعتدي على آخر بإزهاق روحه مهما كان.
  • نبذ الخلافات، فالمعروف أن المشاكل الخلافات في الغالب ما تقود إلى العنف والنزاع المستمر فالخلافات السياسية والاقتصادية والتناحر بين الدول هو أساس الحروب وغياب السلام، لذلك فالإسلام أقر بالاختلاف بين الناس في الرأي والشكل والفكر والعرق، لكنه أيضًا أقر أن هذا الاختلاف يجب أن يبقى ضمن الحدود المسؤولة وضمن معايير الإنسانية وتقبل الآخر.
  • الدعوة إلى الإخاء والتآلف بين المسلمين وبين المسلمين وأهل الكتاب، والدعوة إلى السلام مع الكفار والمشركين ما لم يكونوا أعداء في الدين.
  • الطاعات والتقرب إلى الله عز وجل، وهي أساس السلم الداخلي، فكما ذكرنا في البداية أن السلم لا يقتصر فقط على السلام الخارجي والدولي، بل هو أعمق من هذا ليصل إلى مكنونات النفس البشرية وليصف أيضًا تصالح الإنسان مع ذاته ورضاه بما هو عليه وحبه لكل ما حوله من مخلوقات أو ظروف.

مُنظّمات السّلام حول العالم

لأهميّة السِّلْم في العالم وبين جميع الأجناس أصبحت هناك الكثير من المُنظّمات التي تدعو إلى تحقيق السّلام العالميّ بين النّاس ونبذ العنف والحرب مثل:

  • هيئة الأمم المُتّحدة : مُنظّمة دوليّة أُنشأت عام 1945 وتضمّ 193 دولةً، وظيفتها صون السّلام والأمن الدوليّين، وتعزيز التّنمية المُستدامة، بالإضافة إلى حماية حقوق الإنسان وتقديم المُساعدات الإنسانية للدّول المنكوبة.
  • جامعة السلّام: أُنشئت عام 1980 لتوفير مُؤسّسة للتّعليم العالي لأهداف السّلام، وترسيخ معاني التّعاون والتّفاهم والتّعايش بين البشر، وإزالة الموانع التي تَحول دون تحقيق السّلام، وإتاحة تدريس مُختلف البرامج التعليميّة المَعنيّة بالسّلم مثل: القانون الدوليّ، والأمن الإنسانيّ، إثر الصّراعات المُسلّحة على الأطفال والصّراعات وتدهور البيئة.
  • المُنظّمة العالميّة للسّلام: مُنظّمةٌ غير ربحيّة تهدف للحفاظ على الحياة الإنسانيّة داخل الكوكب وخارجه، تسير على خُطى الأمم المُتّحدة، وتعملان معاً بمُساعدة الدّول الأعضاء على اقتراح وتقرير مَصير الشّعوب.

نتائج انتشار السِّلْم في المجتمع

من نتائج السّلم العائدة على المجتمع ما يأتي:

  • جعل الحياة البشريّة أكثر استقراراً ومُتعةً ورفاهيّةً.
  • تحقيق الأمن الإنسانيّ والتّأكيد على أنّ الإنسان أهمّ من الأرض.
  • الحدّ من الهِجرات السُكانيّة الهائلة.
  • تقليل انتشار الأمراض المُعدية.