يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن الذات ، و تعريف مفهوم الذات ، و جوانب مفهوم الذات ، و تكوين مفهوم الذات ، و أمور مشتركة لتعريفات مفهوم الذات ، و البحث عن الذات ، و أهمية معرفة الذات ، و كيفية معرفة الذات. الذات هي إحدى المفاهيم المختلفة التي تحاول فهم الإنسان، وذلك من خلال اعتبارها عامل مساعد داخلي يتوسّط ما بين داخل الإنسان والبيئة الخارجيّة المحيطة به، فكانت الحاجة لظهور مفاهيم العقل والأنا والذات، وتمّ إظهار مفهوم الذات بواسطة وليم جيمس وأطلق عليها اسم “الأنا العمليّة “، وهي كل ما يمتلكه الإنسان من جسده وصفاته وممتلكاته ومهنته وأصدقائه. هنا تقرير عن الذات، تابعوا معنا.

تقرير عن الذات

تقرير عن الذات
تقرير عن الذات

يعتبر الإنسان مجموعة من الأنظمة الإجتماعية، والنفسية، والعصبية المرتبطة ببعضها البعض، وقد اهتم علماء النفس بالإجابة عن سؤال من أنت، ومن هنا جاء مصطلح الذات، فبعض العلماء كانت رؤيتهم للذات على أنها مجرد مجموعة من التصورات، والبعض الأخر أولى هذا المفهوم اهتماماً كبيراً، ويمكن تعريف الذات بأنها نظام معقد تتضمن أربعة مستويات وهي الجزيئية، والعصبية، والنفسية والاجتماعية، وبما أن الذات هي سلوك الفرد، فهي تعتمد على العوامل الفطرية المكتسبة، بالإضافة إلى توقعات الآخرين، لذلك على الفرد أن يفهم نفسه ويعرف عنها آخذاً بعين الاعتبار المستوى الاجتماعي، وليس فقط المستويات العصبية والنفسية، ولذلك تعتبر الذات مفهوماً معقداً.

وللذات دور كبير في تفسير سلوك الفرد اليومي، كما لها دور كبير في تحفيز وتنظيم سلوكه، وهي مجموعة من المعلومات المتنوعة التي تصف الفرد، وتتكون من جزأين، أحدهما يخص الفرد نفسه، في حين يتعلق الجزء الآخر بالمجتمع أو ما يعرفه الأفراد عن الشخص نفسه، وقد جاءت تعريفات أخرى للذات، ومنها أنها شخصية الفرد وسلوكه الذي من شأنه الكشف عن حقيقته، وأنه اتحاد لمجموعة من العناصر وهي الجسم، والعواطف، والأفكار والأحاسيس، وهي ميزة لكل شخص وتعبر عن هويته، والذات هي جزء من الشخصية، وهي التي تميز كل فرد عن غيره وتجعله مختلفاً.

تعريف مفهوم الذات

تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم الذات ومنها:

  • تعريف روجرز: فقد عرف مفهوم الذات بأنه تنظيم عقلي ومعرفي، ومجموعة قيم ومفاهيم ترتبط بالفرد وتعتبر سمة من سماته.
  • تعريف هولتر: وقد عرف مفهوم الذات بأنه الطرق التي يستخدمها الفرد للتعريف بها عن نفسه أمام الأفراد.
  • تعريف لابين وجرين: يعرف لابين وجرين مفهوم الذات على أنه تقييم الشخص لنفسه، من حيث مظهره، وخلفيته وأصوله، بالإضافة إلى قدراته واتجاهاته ومشاعره.
  • تعريف العنزي: أما العنزي فيرى أن مفهوم الذات ليس بعداً شخصياً، إنما هو عملية بناء متنوعة ومتغيرة للنفس تعتمد على عدد هائل من الاعتقادات التي تكونت وتراكمت من خبرات الفرد في مختلف مواقف الحياة.

كما تم تعريف مفهوم الذات بأنه تكوين معرفي منظم للتقيمات والتطورات الخاصة بذات الفرد والتي تعتبر تعريفاً نفسياً لذاته، كما أنه الجانب المنظم من جوانب الشخص، والتي تستقبل حولها مجموعة من النشاطات التي من هدفها تحقيق كمال الإنسان، حيث تزوده هذه المبادئ بالوحدة والاستقرار، وهما هدف الفرد في حياته.

جوانب مفهوم الذات

طرأ تغيّر على مفهوم الذات وتطور ليشمل جانبين:

  • موضوعياً أي تقييم الفرد لذاته ومعرفته لها، وعملياً أي كل ما يقوم به من فعلٍ أو نشاطاتٍ، وعملياتٍ عقلية كالتفكير والتذكر والإدراك.
  • يحكم مفهوم الذات سلوك الفرد بشكلٍ واضحٍ سواء أكان هذا المفهوم إيجابياً أو سلبيّاً، فهو يلعب دوراً محورياً في تشكيل سلوك الفرد وإبراز صفاته الحياتية، فكل فرد يسلك الطريقة التي تتفق مع فهمه لذاته، فلو اجتمع فردان على تسلّق قمة جبلٍ وكان أحدهما يتخذ مفهوم ذاته بأنهّ قوي قادر على تسلقها فسنجده قد نفذ ما اعتقد، أمّا الأخر إذا اتخذ مفهوم أنّه ضعيف البنية لا يقوى على فعل شيء، فسنجده لن يقدم جهداً جسدياً في هذا العمل.

فكما عرفت سعدية بهادر مفهوم الذات بأنّه ما يجيب به الفرد عادةً عن سؤال من أنا؟ بما يتضمّن هذا السؤال من تفاصيلٍ واسعةٍ تتعلّق بمكانةِ الفرد ووصفهِ الاجتماعي، وبدوره بين المجموعة التي يعيش فيها أو ينتمي إليها، وبانطباعاته الخاصة عن مظهره العام وشكله وعمّا يحبه ويكرهه وعن تصرفاته وأساليب تعامله مع الآخرين .

تكوين مفهوم الذات

منذ اللحظة الأولى يبدأ الفرد في تكوين مفهوم محدد لذاته من حياته، حيث يبدأ تجميع المعلومات عن نفسه وعن البيئة المحيطة به، والتي يعيش فيها وينتمي إليها، ليعمل على إظهار الكثيرمن المشاعر والعواطف والأحاسيس التي تتراكم يوماً بعد يوم، وسرعان ما يتعلّم كيف يتكيف مع بيئته.

قديهمك:

أمور مشتركة لتعريفات مفهوم الذات

  • قياس مفهوم الذات عن طريق خبرة الفرد بواقعه .
  • شمولي ويتضمن عدة جوانب، اجتماعية ونفسية وجسدية.
  • يتمّ تكوين مفهوم الذات عن طريق معرفة الفرد عن ذاته، من خلال إدراكاته وخبراته وتصوراته.
  • يتضمن وجهة نظر الشخص لنفسه، سواء أكان سلبياً أو إيجابياً.
  • ثابت إلى حد كبير إلّا أنّ هنالك احتمالية لتعديله.

البحث عن الذات

لا بد للإنسان أن يلجأ إلى نفسه ويتقرب من ذاته ليكتشفها ولتتضح له الحياة ويستطيع الالتزام مع نفسه ومع غيره من البشر، ولا تعد مسألة التعرف إلى الذات مسألة سهلة؛ لأن الإنسان معقد التركيب ومتناقض الأفكار والمشاعر، وهناك جانبان مهمان يؤثران على حياة الإنسان ويجعلانه متأرجح النفس وهما: العقلانية والعاطفية، بالإضافة إلى تأثير بعض العوامل المحيطة به، والتي تجعله يبعد عن ذاته وينسى أن يحدد هويته، ولا تقتصر هويته على انتمائه أو وضعه الاجتماعي، بل يجب أن يبحث عن نفسه المجردة من كافة الأمور التي أُدخلت على حياته، فيجب أن يكون صافي الذهن، ويحتاج كذلك إلى الشفافية المطلقة بالتعامل مع نفسه ومع الأمور التي قد يواجهها.

أهمية معرفة الذات

لمعرفة الذات الكثير من الفوائد، منها:

  • معرفة الذات تجعله قادراً على معرفة حدود قدراته وطاقاته.
  • ليفهم مقدار ما يستطيع التخطيط له في حياته، ومقدار ما يستطيع إنجازه من مخططاته.
  • ليتصرف جيداً في المواقف المختلفة التي تواجهه.
  • ليتعرف على قيمته أمام ذاته وأمام الآخرين.
  • ليقوم بتصحيح حياته، وتغيير السلبيات في نفسه وفي حياته.
  • حتى يقدم لنفسه كل ما يلزمها من رعاية نفسية وعقلية وروحانية.
  • ليتمكن من قبول الآخر بعد تمكنه من قبول ذاته، فالتواصل مع الآخر ليس بالأمر البسيط، ويحتاج الإنسان أن يبدأ بفهم ذاته أولاً حتى يتمكن من فهم الآخرين والتعامل معهم بالشكل السليم.

كيفية معرفة الذات

يمكن للفرد التعرف على ذاته من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  • حتى يتمكن الإنسان من معرفة ذاته يجب عليه أولاً أن يحبها، فحب الذات يجعله قادراً على أن يقدم الأفضل وأن يتخلص من سلبياته، ويعزز إيجابياته، فالحب يعني الاحترام، وبالتالي يحدد قيمته ويحترمها ويلتزم بها ويضع نفسه بالمكان المناسب لشخصيته.
  • يجب أن يبتعد الإنسان عن وضع نفسه في السجن الذي يسمى نظرة الآخرين؛ لأن هذا سينسيه ذاته ورغباته ويجعله يسعى لتحقيق ما يرغب به الآخرون حتى لو كان بعكس ما يريد، على الإنسان أن يعرف ذاته أولاً ويحققها ولا ضير بعد ذلك من النظر للآخرين ومعتقداتهم، والتأثر الإيجابي بهم بعد أن رسم صورته الحقيقية وشخصيته المستقلة، ولكن لا بد من احترام نظرة الآخرين مهما كانت؛ وذلك لأنها تعبرعن ذاتهم، وأنت تعبرعن ذاتك بنظرتك لنفسك وللأمور الأخرى من حولك.
  • يجب على الإنسان أن يثق بنفسه لكي يبدع وينطلق إلى الحياة بالشكل المناسب، وحتى يحقق أهدافه التي رسمها لنفسه بشكل واعٍ ومتزن، ولكي يستطيع تخليص نفسه من كل الأمور السيئة في شخصيته وحياته.
  • المواجهة وعدم الخوف من المسؤوليات ، لأن الخوف والانكماش يمنعانه من التجارب التي ستفيده من تحديد هويته الفكرية والعاطفية وتجعله يفكر بالحلول التي تتناسب مع شخصيته.
  • الثقافة والمعرفة في جميع مجالات الحياة تجعله يرى كل شيء حوله بنظرة صحيحة وسليمة.

معرفة الذات تجعل الإنسان قادراً على معرفة حقيقة الحياة وحقيقة كل من حوله، مهما كانت الحقيقة خفية فهي تبدأ بخطوة البحث عن الذات.