يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن الحج ، و حديث عن الحج ، و بحث كامل عن الحج مع مقدمة وخاتمة ، يُشير معنى الحجّ في اللغة إلى: قَصد الشيء المُعظَّم، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: قَصْد بيت الله الحرام؛ لأداء مناسك مخصوصةٍ، كما ويُعرَّف بأنّه: زيارة مكانٍ مُعيَّنٍ، في زمنٍ مُعيَّنٍ، بنيّة أداء مناسك الحجّ بعد الإحرام لها، والمكان هو: الكعبة، وعرفة، والوقت المُعيَّن هو: أشهر الحجّ، وهي: شوّال، وذو القعدة، وذو الحِجّة.

تقرير عن الحج

تقرير عن الحج
تقرير عن الحج

شرّع الإسلام منذ أن خيم على سطح الأرض العديد من الفروض على المسلم، ومن أهم هذه الفرائض هي الحج، حيث يعتبر الحج من أركان الإسلام الخمسة، والتي لا يصح إسلام المسلم من دونها، فما هو الحج؟ وما هي أبرز الأعمال التي يجب القيام بها في الحج؟

تعريف الحج

الحجّ هو التوجّه إلى مكّة المكرّمة، لأداء أعمال محدّدة حدّدها الإسلام في المكان والزمان المحدّدين، وجعل الإسلام الحج فريضة على كلّ مسلم ومسلمة، ويشترط في الحجّ أن يكون الإنسان قادراً من الناحية الماديّة والجسميّة، بحيث يكون الشخص قادراً على تحمل مشاق السفر وأداء المناسك، أي أن يكون الشخص صحيح الجسد، وأن يكون هناك محرم مع المرأة أيّ أن لا تسافر وحدها، وكذلك يجب توفر شرط الأمن والأمان في طريق الحاج، وتوفر القدرة المادية؛ لأنّ الحج بحاجة إلى تكاليف السفر والإقامة، ومن أبرز مناسك الحج الإحرام، الطواف بالكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمرات ومن ثم الحلق، وذبح الهدي، والطواف بالكعبة، ثم رمي الجمرات الثلاث، ثم طواف الوداع.

فضل الحج وثوابه

تبرز أهميّة الحج في كونه مؤتمراً ضخماً يجمع المسلمين من شتّى بقاع الأرض، ويساعد الحج في تعزيز روح الصبر وتحمل المشاق في نفس المؤمن؛ وذلك لأن الحج يحتاج مجهوداً بدنياً كبيراً، كما ويعود الحج المؤمن على البذل والعطاء وغرس قيمة الكرم لدى المؤمن، كما ويكرّس الحج مبدأ المساواة بين الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم، لأنّ الحج يجمع الناس من كافة الجنسيات والعروق، يساعد الحج المسلم في مغفرة الذنوب والخطايا، وهو فرصة للتوبة عن الذنوب.

فوائد ومقاصد أخرى للحج

ويُعوّد الحج المسلم على الالتزام بالوقت؛ لأنّ الحج يحتاج أن تؤدى مناسكه في أوقات محددة، وبطريقة منتظمة، هذا إلى جانب الترويح عن النفس؛ وذلك لأن الحاج يسافر ويعبر الكثير من المناطق أثناء ذهابه لموسم الحج، وذلك يتيح للحاج التعرف على بلدان وثقافات مختلفة عن الثقافات التي يعرفها، كما ويعيد موسم الحج إلى ذهن الحاج ذكريات عديدة متعلقة بالرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام؛ لأنّ مكة المكرمة مكان مولد الرسول وبذرة النواة لظهور الإسلام، ويربي موسم الحج الحاج على حسن التعامل والأخلاق؛ لأنّ الحاج لا يجدر به التلفظ بالألفاظ البذيئة والأخلاق السيّئة أثناء أدائه مناسك الحج.

حديث عن الحج

يعتبر الحج من أركان الإسلام الخمسة، فلا بدَّ من أدائه للقادر عليه، وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حجَّ مرةً واحدةً فقط،[١] وقد رُويت العديد من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، وسنذكر في هذه المقالة بعض الأحاديث الورادة عن الحج مما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكرت السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحثُّ على الحج وتبين فضله، منها:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: إيمانٌ باللهِ ورسولِه. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال جهادٌ في سبيلِ اللهِ. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرورٌ) يُبين الحديث النبوي أنّ الحج الذي يفعله المسلم ويكون خالصاً لوجهِ الله سبحانه وتعالى هو الحج الذي يقبله الله، وذلك لأنه يكون خالياً مما يؤثر في قبوله مِن الرِّياءِ والسُّمعةِ والمالِ الحرامِ، كما ويبين ظاهر الحديث أنّ الجهاد في سبيل الله مقدّم على الحج من حيث الأفضلية، وقد حمل العلماء هذا على حج النافلة، لا حجة الإسلام، أما إذا كان الجهاد فرض كفاية لا فرض عين فإنّ حجة الإسلام مقدمة على الجهاد.
  • عَن أبي هُريرة رضي الله عنه، قال: سَمعتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: (مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفُث، ولم يَفسُقْ، رجَع كيوم ولدَته أمُّه) يبين الحديث النبوي الشريف أنّ المسلم إذا حج ولم يفعل في حجه ما يُبطله من جماع، أو إتيان بمعصية، أو ذنوب، عاد كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب مغفوراً له.
  • قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (جِهادُ الكبيرِ، والصَّغيرِ والضَّعيفِ والمرأةِ: الحجُّ والعُمرةُ). يبين الحديث النبوي الشريف أنّ جهاد كلٍّ من: المُسِنِّ والصَّغيرِ الَّذي لم يبلُغْ والضَّعيفِ صاحبِ المرَضِ والمرأةِ هو الحجُّ والعُمرةُ، فهم يُؤجَرونَ بتأديتهم للحجِّ والعُمرةِ بمِثْلِ ما يُؤجَرُ به مَن يَخرُجُ للغزوِ والجِهادِ في سبيلِ اللهِ، وقيل إنّ المراد أنَّ الجِهادَ المفروضَ على هذه الفئة هو أداءُ الحجِّ والعَمرةِ.
  • عَنْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (يا رسولَ اللهِ، نرى الجهادَ أفضلَ العملِ، أفلا نجاهِدُ؟ قال: لا، لكنَّ أفضلَ الجهادِ حجٌّ مبرورٌ).
  • عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنه، قال : (…أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلت: ابسُطْ يمينَك فلْأُبايِعْك، فبسَطَ يمينَه، قال: فقَبَضْتُ يَدي، قال: ما لَك يا عمرُو؟! قال: قلتُ: أردتُ أن أشتَرِطَ، قال: تشتَرِطُ بماذا؟ قلتُ: أن يُغفَرَ لي، قال: أمَا عَلِمْتَ أنَّ الإسلامَ يَهدِمُ ما كان قَبْلَه، وأنَّ الهجرةَ تَهدِمُ ما كان قبلها، وأنَّ الحَجَّ يهدِمُ ما كان قَبلَه…)
  • قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ). يبين الحديث الشريف أنّ الحج المبرور الخالي من الرياء، والرفث، والفسوق، جزاء صاحبه الجنة.
  • قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : (ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النار، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ، فيقول: ما أراد هؤلاءِ ؟) يبين الحديث الشريف أنّه ليس هناك يوم يُعتِق فيه الله سبحانه وتعالى من النار أكثر من يوم عرفة.
  • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تابِعوا بين الحجِّ والعُمرةَ فإنَّهما يَنفيان الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكِيرُ خبثَ الحَديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليس للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ إلَّا الجنَّةَ وما من مؤمنٍ يظلُّ يومَه مُحرِمًا إلَّا غابت الشَّمسُ بذنوبِه). في الحديث النبوي الشريف حثٌّ على المتابعة بين الحج والعمرة والمقاربة بينهما، لما في المقاربة بينهما من إزالة الفقر، ومحو الذنوب.
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أيها الناسُ، قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا فقال رجلٌ: أكل عامٍ يا رسولَ اللهِ، فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو قلتُ: نعم لوجبت ولما استطعتم…). يبين الحديث النبوي الشريف أنّ الحج مفروض على المسلم مرة في العمر، وفي ذلك تيسير على المسلمين وتسهيل عليهم.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طاف بهذا البيتِ أسبوعًا فأحصاه، كان كعِتقِ رقبةٍ، لا يضعُ قدمًا، ولا يرفعُ أخرى، إلا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، و كَتب له بها حسنةً).
  • عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (سُئل أيُّ الأعمالِ أفضلُ قالَ العَجُّ والثَّجُّ).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاءَني جبريلُ فقالَ يا محمَّدُ مُر أصحابَكَ فليَرفَعوا أصواتَهُم بالتَّلبيةِ فإنَّها مِن شعارِ الحجِّ).

قد يهمك:

بحث كامل عن الحج مع مقدمة وخاتمة

بحث كامل عن الحج مع مقدمة وخاتمة
بحث كامل عن الحج مع مقدمة وخاتمة

مقدمة بحث عن الحج

الحجُ عبادة عظيمة، وتكمن عظمتها في أنه فريضة تعيد فاعلها نقي طاهر، بريءٌ من كافة الخطايا والذنوب، كمنْ ولدتهُ أمه، كما أنه يساوي بين الفقير والأمير، ويوحّد لباسهم، ويجعلهم جميعًا متوجهين إلى نفس الغاية، مبتهلين ومتضرعين لله -سبحانهُ وتعالى- أن يغفر لهم ذنوبهن وخطاياهم ويرحمهم ويتقبل منهم، وقد فرض الله -جل علاه- هذه العبادة العظيمة في أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، هذه الأيام العظيمة التي أقسم الله سبحانه وتعالى بلياليها بقوله -جلّ وعلا- في سورة الفجر (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، فكل ما يتعلق بالحج يعتبر من الأمور العظيمة المقدسة التي تقرب إلى الله تعالى، حيث يصادف اليوم التاسع من ذي الحجة يوم وقفة عرفات، وفي اليوم التالي الذي يلي يوم عرفة العظيم، هو يوم عيد الأضحى المبارك.

بحث عن الحج

الحج هو ركن الاسلام الخامس، وفي الحديث عن مدى عظمته وأهميته سندرجُ بحثًا كاملاً على نحو الوتيرة الآتية:

تعريف الحج

الحج لغة بمعنى قصد الشيء المُقدس المُبجل، وهو مصدر للفعل: حجَّ، يحجُّ، فهو حاجٌ وحاجج، أما في الاصطلاح الشرعيّ، فالحجُ هو قصد الحاج المُقتدر بيت الله الحرام، وزيارته، في أشهر وأيام معلومة، للقيام بعبادات مخصوصة، كما يعرف بأنه زيارة مكان معين في زمن معين، بنية أداء مناسك الحج بعد الإحرام لها، والمكان هو الكعبة وعرفة، والوقت المعين هو أشهر الحج: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.

حكم الحج

الحج ركن من أركان الإسلام، وهو فرضٌ على كل مسلم مقتدر مرّة واحدة في العمر، حيثُ قال الله -سبحانه وتعالى-:(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، وقد اتفق الفقهاء على فرضيته لورود الأدلة من الكتاب والسنة النبوية، حيثُ قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ).

الحكمة من فريضة الحج

الحج طاعة جليلة فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده المسلمين، وفي أداء مناسكه حكم ومنافع عديدة، منها:

  • تعظيم شعائر الله -سبحانه وتعالى-، وذلك من تقوى القلوب، حيثُ قال الله -جلّ علاه-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب).
  • تطهير الحاج من ذنوبه، وتكفيرها، فيرجع كالثوب الأبيض المُنقى من أي شائبة أو دنس، حيث قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أتى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما ولَدَتْهُ أُمُّهُ).
  • مضاعفة أجر الصلاة في الحرم، حيث تعدل الصلاة في المسجد الحرام مئة ألف صلاة فيما سواه، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).

أنواع الحج

الحج لهُ ثلاثة أنواع، لكل منها أحكامه، يأتي بيانها فيما يأتّي:

  • التمتع:

أن يعتمر المسلم خلالَ أشهر الحج ثمّ يتحلل من عمرتهُ، وفي يوم التروية يحرم للحج من مكة المكرمة، ويكون كلاهما عن نفسّهِ أو عن نائبه في سفر واحد، فلو أنه اعتمر في أشهر الحج وعاد إلى بلده ثم حج مرة أخرى لم يكن متمتعًا، والمتمتع يجبُّ عليه الدم.

  • القرآن:

هو أن يحرم الشخص للحج والعمرة في آن واحد، بحيثُ تكون النية لكليهما، ولكن يقدم نية العمرة على نية الحج، وكذلك تكون أعمالهما واحدة، أي أنه يكفيه طواف واحد وسعي واحد لهما، والحاج المقرن عليه دم أيضًا.

  • الأفراد:

هو أن ينوي الشخص نية الحج فقط، أي لا ينوي نية العمرة، ويقوم فيه الحاج بكافة أعمال الحج، والإحرام يكون من الميقات، ولا يجب عليه فديّة.

شروط الحج

تنقسّمُ شروط الحج إلى ثلاثةِ أقسام، نذكرها على النحو الآتّي:

شروط الصحة:

تنقسم شروط الصحة في الحج إلى قسميّن، وهُما:

  • الإسلام: فالحج فريضة على المسلم فقط، فلا يجوز أن يحج الكافر، وإن فعل لا يقبل.
  • العقل: فحج المجنون لا يصح، أما حج الصبي غير المميز فإنه يصحُّ منه إن أتمه، وأذن له وليّه، ولا يجزئه بل يكون له تطوعًا.

شروط الإجزاء:

أما شروطُ الإجزاء فهيّ:

  • الحرية: فالحجُ من العبد يصحُّ لكنه غير واجب، ولا يجزئ.
  • البلوغ: فالحج من الصبي يصح سواء أكان مدرك أم غير مدرك، فإن كان مدرك أحرم بنفسه، وإن لم يكن مدرك أحرم عنه وليه، وعامّة الصبي لا يجب عليه الحج ولا يجزئه أيضًا.

شروط الوجوب:

الحج واجبًا على المسلم البالغ العاقل الحر المستطيع، حيثُ أن الاستطاعة شرطًا من شروط وجوب الحج، فمن وجد ما يفيض عن نفقتهِ، ونفقة من تلزمه نفقتهم، ووسيلة نقل مناسبة لمثله يركبها، وأمن طريقه، وكانت لديه القدرة البدنيّة من غير مشقّة شديدة وجب عليه الحج، ويزاد على النساء وجود المحرم، والخلوّ من العدة.

المواقيت المكانية للحج

المواقيت المكانيّة للحج هي أماكن ذكرها نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وينبغي على المسلم الذي يقصد الحج إلى بيت الله الحرام ألا يتجاوزها إلا وهو محرم، وهيّ كالآتي:

  • مكة: هو ميقات أهل مكة.
  • ذي الحليفة: هو ما يعرف اليوم بآبار علي، وهو ميقات أهل المدينة المنوّرة، وأبعد المواقيت عن مكة.
  • يلملم: هو ميقات أهل اليمن ومن حولهم، واسمه اليوم هو السّعدية.
  • الجحفة: هو الميقات المكاني المحدّد لأهل نجد، والطائف ومن حولهم، ويسمى اليوم بالسيل الكبير.
  • ذات عرق: هو ميقات أهل المشرق والعراق، وخرسان ومن حولهم، ويسمى اليوم بالضريبة أو الخريبات.

أركان الحج

للحج أربعةُ أركان، نذكرها فيما يأتّي:

  • الإحرام: أن ينوي الحاج دخوله بالنسك من الميقات المحدد لأهل بلده في أشهر الحج.
  • الوقوف بعرفة: يكون ذلك في الشهر التاسع من ذي الحجة، تحديدًا في الوقت الممتد من زوال شمس اليوم التاسع وحتى طلوع فجر اليوم العاشر.
  • طواف الإفاضة: ويأتي بعد الوقوف في عرفة ومزدلفة، ويبقى على الحاج طوال حياته، ولا آخر لوقته عند جمهور الفقهاء.
  • سعي الحج: ويأتي بعد طواف الإفاضة للمتمتع، أما القارن أو المفرد فلهما أن يسعيا بعد طواف القدوم.

واجبات الحج

للحج سبعة واجبات، وهي كما يأتي:

  • إحرام الحاج من الميقات.
  • وقوف الحاج في عرفة، حتى غروب الشمس لمن وقف فيها في النهار.
  • مبيت الحاج في مزدلفة، في ليلة العاشر من ذي الحجة حتى منتصف الليل.
  • مبيت الحاج في منى، خلال ليالي التشريق الثلاث.
  • رمي الجمرات بالترتيب.
  • حلق الشعر أو تقصيره.
  • طواف الوداع.

محظورات الحج

إن للحج محظورات ينبغي على الحاج تجنبها، ولو فعلها فإن عليه جزاء وهيّ:

  • لبس المخيط والمحيط للذكور، وتغطية الوجه واليدين للنساء.
  • تغطية الرأس للذكور.
  • حلق الشعر.
  • عقد الزواج.
  • الصيد.
  • التطيب.
  • الجماع.
  • قص الأظافر أو تقليمها.

مظاهر التيسير في الحج

الإسلام دين يسر، فقد يسر ورخص في شتى العبادات المفروضّة على المسلم، ويظهرُ ذلك فيما يسره الله لعباده الحجاج أثناء تأديتهم لمناسك الحج، وجعل لهم في أمرهم سعة، وفيما يأتي بيان لأهم مظاهر التيسير في الحج:

التيسير في وجوب الحج مرة واحدة في العمر

فقد أوجب الله -جل علاه- الحج مرة واحدة على كل مسلم في عمرهِ، حيثُ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ)، فاستدلوا على ذلك أن الحج لا يجب فيه التكرار، ووجوب الحج يكون لمن هو قادر عليه.

التيسير في عدم وجوب الحج للمرأة دون وجود محرم

يظهر ذلك جليًا في حال أنه لم يوجد محرم للمرأة يُرافقها في رحلة الحج، فإن حكم الوجوب يعفى عنها، دفعًا للحرج والمشقة، وهذا رأي المذهب الحنفي والحنبلي والكثير من أهل العلم أيضًا، وقالوا بأن وجود المحرم شرط في وجوب الحج كالاستطاعة، وخالفهم في ذلك جمع من الفقهاء، واستدلوا بعدة أدلة، منها: أنّ الاستطاعة مُفسرة بالزاد والراحلة، وليس المَحرم، وذهب القائلون باشتراط المحرم إلى أن رفع وجوب الحج عن المرأة لا يتغير في حال كانت المرأة غنية وذات قدرة مالية.

خاتمة بحث عن الحج

شرع الله -جل عُلاه- العبادات على عباده المسلمين، وجعلت العبادة هي الغاية من خلقهِ سبحانه للجن والإنس، ودليلُ ذلكَ قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وقد عد الله – سبحانه وتعالى- بعض هذه العبادات من أركان الإسلام التي بني عليها، وقد جاء ذلك في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلّا اللهُ، وأنَّ محمّداً رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ).