يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن الثورة الفرنسية ، و أسباب الثورة الفرنسية ، و نتائج الثورة الفرنسية ، و أهمية الثورة الفرنسية ، و من هم رواد الحركة الفكرية خلال الثورة الفرنسية ، و أهم طبقات المجتمع في فرنسا قبل الثورة الفرنسية ، يعتبر العديد من المؤرّخين الثورة الفرنسيّة أهم الثورات التي عرفتها البشرية نظراً للتحوّلات العميقة التي أدت إليها في التاريخ الحديث بوجه عام في أوروبا ومنها إلى بقية العالم. مرّت الثورة الفرنسية بعدّة مراحل بدايةً من عام 1789 ولمدّة عشر سنوات تالية شهدت فرنسا خلالها موجات شديدة من الاضطرابات الاجتماعيّة والسياسية انتهت بسيطرة الطبقة البرجوازيّة على الحكم بعد تحالفها مع طبقة العمال. في فترة حكم نابليون قامت فرنسا بتصدير الثورة عن طريق الاستعمار وقيام الإمبراطوريّة الفرنسيّة التي كانت البداية لسقوط العديد من الأنظمة الملكيّة وشيوع الحكم الجمهوري.

تقرير عن الثورة الفرنسية

تقرير عن الثورة الفرنسية
تقرير عن الثورة الفرنسية

اندلعت الثورة الفرنسيّة في الفترة (1789-1799)م، وأدَّت إلى حدوث تغييرات كبيرة في المُجتَمع الغربيّ بشكلٍ عامّ، ونظام الحُكْم الفرنسيّ بشكلٍ خاصّ، كما أنَّها أثَّرت في بَقيّة مَناطِق أوروبا، وعلى الرغم من أنَّ هذه الثورة قد ساهمت في إدخال المُثُل الديمقراطيّة إلى فرنسا، إلّا أنَّها لم تستطع جعل فرنسا دولة ديمقراطيّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الثورة ساهمت بشكل كبير في إنهاء الحُكْم المُطلَق للمُلوك الفرنسيّين، بالإضافة إلى جَعْل الطبقة المُتوسِّطة طبقةً قويّة.

وقد بدأت أحداث الثورة الفرنسيّة بأزمة اقتصاديّة حُكوميّة، إلّا أنَّها أصبحت مع مُرور الوقت حركةً للتغيير العنيف؛ حيث احتلّ الشعب في مدينة باريس سِجْن (الباستيل) الذي يُعتبَر من السُّجون الملكيّة التي أصبحت رمزاً للظُّلم، ثمّ تولَّى حُكْم الدَّولة سِلسلة من الهيئات التشريعيّة المُنتخَبة من الشعب، وتمّ إعدام الملك (لويس السادس عشر)، وزوجته (ماري أنطوانيت)، وانتهت الثورة بتولِّي الجنرال (نابليون بونابرت) مقاليد الحُكْم.

أسباب الثورة الفرنسية

هناك العديد من الأسباب المُباشرة، وغير المُباشرة التي مهّدت الطريق لاندلاع الثورة الفرنسيّة، وهذه الأسباب هي:

الأسباب المُباشرة

  • اجتماع مجلس طبقات الأمّة في 5 أيّار/مايو من عام 1789م، وهو الأمر الذي سَعَت إليه الطبقة الأرستقراطيّة في البلاد؛ وذلك في محاولة لإيقاف عمليّة الإصلاح الشعبيّ.
  • انعقاد الجمعيّة الوطنيّة في الفترة ما بين (1789م-1791م)، حيث أصدرت الدستور الديمقراطيّ الخاصّ بفرنسا؛ وذلك لضمان الحُرّيات العامّة للشعب، والالتزام بتوزيع السُّلطات توزيعاً عادلاً، بالإضافة إلى إصدارها لائحة حقوق الإنسان التي عارضها الملك؛ ممّا دفع الشعب إلى المُقاومة العنيفة.
  • انعقاد الجمعيّة التشريعيّة في الفترة ما بين (1791م-1792م)، حيث نظرَت في شَأن مواجهة الخَطر الخارجيّ الذي ظهرت بوادره بإعلان (بلنتز) الذي تمّ إصداره من قِبَل ملك بروسيا، وإمبراطور النمسا، والذي كان بدوره يهدف إلى القضاء على الثورة، وإعادة النظام إلى فرنسا، عِلماً بأنّ تنفيذ بنود الدستور كان من أُولى مَهامّ هذه الجمعيّة.
  • انعقاد المُؤتمَر الوطنيّ في الفترة ما بين (1792م-1795م)، حيث ورد فيه إعلان الجُمهوريّة، وإلغاء الملكيّة، ومُحاكَمة الملك لويس السادس عشر، ومن ثمّ إعدامه، بالإضافة إلى العديد من الأمور، والمَهامّ الأخرى.

الأسباب غير المُباشرة

  • الأسباب السياسيّة: وقد تمثّلت بسوء النظام السياسيّ للبلاد، واستغلال إرادة الملك من قِبَل كبار الدولة، وتمسُّك الملك بالنفوذ المُطلَق، وغيرها من الأمور.
  • الأسباب الاجتماعيّة: وتمثّلت بوجود الطبقيّة في المجتمع، وهي: طبقة النُّبَلاء، وطبقة رجال الدِّين، والطبقة العامّة أو ما يُعرَف ب(عامّة الشعب)، وهي الطبقة الأكثر انتشاراً في المجتمع، والتي تعرَّضَت للظلم، والقَهْر من قِبَل أفراد الطبقات الأخرى.
  • الأسباب الاقتصاديّة: وتمثّلت بالأزمة الاقتصاديّة، وعَجْز خزينة الدولة، وإسراف الملك، وحاشيته في إنفاق المال، وفَشَل الخبراء في إصلاح وضع الخزينة، بالإضافة إلى التمويل الذي قدَّمَته فرنسا في ما يتعلَّق بحرب الاستقلال الأمريكيّة، ورَفع الأسعار، وغيرها من الأمور الأخرى.
  • الأسباب الفكريّة والثقافيّة: وتمثّلت بظهور رُوّاد الحركة الفكريّة، أمثال: مونتسكيو، وفولتير، وجان جاك روسو، حيث ساهمت هذه الحركة الفكريّة في إيقاظ الطبقات المظلومة، وزيادة وَعيهم، وتحفيز الرغبة لديهم في الحُرّية، والتخلُّص من الاستبداد.

قديهمك:

نتائج الثورة الفرنسية

كانت لاندلاع الثورة الفرنسيّة عدّة انعكاسات لم تقتصر على مستوى الدولة الفرنسيّة فحسب، بل امتدَّ تأثيرها في أوروبّا، والعالَم، ومن هذه الانعكاسات ما يأتي:

  • تعميق مفهوم الحُرّية، والمساهمة في تطويرها.
  • إنهاء الامتيازات الخاصّة بالنُّبَلاء، بالإضافة إلى إنهاء الحُكم الملكيّ المُطلَق.
  • المُساهَمة في إلغاء الامتيازات الطبقيّة، بالإضافة إلى سيطرة طبقة البُرجوازيِّين على مقاليد السُّلطة.
  • التوجُّه نحو ما يُسمّى ب(تجييش الأمّة)؛ أي تجنيد أفراد الشعب كُلِّهم في الجيش، بالإضافة إلى إدخال الأساليب الحديثة في الحرب.
  • المُساهَمة في ولادة ما يُعرَف ب(القوميّة الحديثة)؛ وهي تعني حُبّ الفرد الشديد لوطنه.

أهمية الثورة الفرنسية

لا شك أن الثورة الفرنسية قد أثرت تأثيرًا كبيرًا في التاريخ الأوروبي والعالمي، لذلك تعتبر الثورة الفرنسية خاتمة تطور اجتماعي واقتصادي طويل، حيث جعلت الثورة الفرنسية من البرجوازية سيدة العالم أجمع، كما حررت الثورة الفرنسية الإنسانية من التسليم بنظام مجسّد في الملك، ورجال الدين، والأرستقراطية.

من هم رواد الحركة الفكرية خلال الثورة الفرنسية

يمكن القول أن أهم رواد الحركة الفكرية هم: جان جاك روسو، ومونتسكيو، وفولتير، كما ظهر في ألمانيا فريق من مفكري الفلسفة والأدب مثل: شيللر، وجوته، وفيلاند، أما في إنجلترا فقد كان جون لوك، وديفيد هيوم من أبرز مفكري عصرهم.

أهم طبقات المجتمع في فرنسا قبل الثورة الفرنسية

أهم طبقات المجتمع التي كانت سائدة في فرنسا قبل الثورة الفرنسية هم: طبقة النبلاء الأشراف (الأرستقراطية)، وطبقة رجال الدين، وطبقة العامة والذين يمثلون الفلاحين، والتجار، والحرفيين، حيث كان عددهم يزيد عن 25 مليون نسمة.