يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن التعاون ، و تعريف التعاون للاطفال ، أمثلة عن التعاون في الإسلام ، و أقسام التعاون في الإسلام ، والتَّعاون الإنسانيّ ، و فوائد التَّعاون ، و ما أهمية التعاون؟ ، التعاون هو شكل من أشكال المساعدة التي يمكن تقديمها للآخرين، حتى يخفف عنهم العبء في مختلف أمورهم، وهو ما يحثنا عليه الدين الإسلامي بأمر من الله ورسوله حتى يزيد التواضع بين الناس يبعد عنهم صفة التكبر والأنانية فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”. فيما يلي تقرير عن التعاون.

تقرير عن التعاون

تقرير عن التعاون
تقرير عن التعاون

التَّعاون خُلقٌ من الأخلاق الحميدة التي حثّ عليها الدِّين الإسلاميّ؛ وشجّع على ضرورة التَّمسك بها. قال الله تعالى:”وتعاونوا على البِّر والتَّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” ، التَّعاون كلمةٌ مشّتقةٌ من الفعل الرُّباعي أَعَانَ أي قدَّم المساعدة والخدمة للآخرين من دون مقابلٍ مادّيٍّ أو معنويٍّ في العادة؛ فالتَّعاون هو التَّشارك مع الغير في إنجاز أمرٍ ما بحيث تقلُّ تكلفة الإنجاز وتتحقّق المنفعة العامّة للجميع. التَّعاون ليس حِكرًا على بني البشر؛ فالله جلّ جلاله يكون معاونًا للإنسان الذي يُقدّم العون والمساعدة لأخيه الإنسان كما جاء في الحديث الشَّريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:(إنّ الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)، كذلك نجد التَّعاون بين مختلف الكائنات الحيّة من أجل تحقيق المنفعة لكلا الطَّرفيّن؛ فالنَّحلة على سبيل المثال تمتّص رحيق الأزهار لصُنع العسل وفي المقابل تستفيد هذه الأزهار من النَّحلة بنقل حبوب اللقاح من زهرةٍ إلى أخرى؛ فتتم عمليّة التَّلقيح وبالتالي التَّكاثر.

تعريف التعاون للاطفال

التعاون يعني العمل المشترك، أي أنه حالة أو فعل لتحقيق غرض أو منفعة مشتركة بين طرفين أو أكثر، ويمكن أن تكون تلك المشاركة أو المنفعة من أشخاص أو منظمة.

يشمل التعاون أنواعًا كثيرة والعديد من الأطراف المختلفة، ومن ضمن تلك الأطراف التعاون بين الأطفال؛ فالتعاون مهارة يجب تعلمها وتعليمها للأطفال الذين تحت رعايتنا؛ وذلك عن طريق فعل الأعمال المشتركة التي تعلمهم مهارة التعاون.

قديهمك:

أمثلة عن التعاون في الإسلام

حثت الشريعة الإسلامية على التعاون بين المسلمين في أبواب الخير المختلفة ونهاهم عن التعاون الذي يفضي إلى معصية الله وارتكاب الآثام، قال الله تعالى في محكم كتابه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ۖوَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، ومن الأمثلة على التعاون في الإسلام ما يلي:

من السيرة النبوية

تخبرنا السيرة النبوية في بداية نزول الوحي عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم لبيته عند السيدة خديجة من غار حراء بعد نزول جبريل، وقد كان خائفاً وفزعاً فبدأت زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تهدئ من روعه وتقول: (كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ).

وفي كلام أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أمثلة على سعيه صلى الله عليه وسلم للتعاون وقضاء حاجة من يحتاج العون من مختلف فئات الناس، وفيه كذلك كيف أن مد يد العون للناس تقي المكاره ، كما تخبرنا القصة عن نماذج للتعاون بين المسلمين مثل استقبال الضيف وإكرامه والقرى ما يقدم للضيف من طعام، وكذلك إعانة الفقير المعدوم وغيرها.

ومن أمثلة تعاونه صلى الله عليه وسلم ما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت ما يصنع الرسول الكريم في بيته قالَتْ: (كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ)، ويعني الحديث أن الرسول عليه السلام كان في بيته يساعد زوجاته في أعمال البيت وينشغل بما يحتاج البيت من أعمال.

التعاون في الدعوة والجهاد

منذ أول عهد الإسلام تعاون المسلمون في مجال الدعوة والجهاد فكان التآخي بين المهاجرين والأنصار، وكان التعاون في الجهاد في سبيل الله، ومن أمثلة ذلك كان حفر الخندق الذي اقترحه الصحابي الجليل سلمان الفارسي على النبي صلى الله عليه وسلم.

وما أصاب المسلمين من أثر حفره والعمل على إنجازه من تعب وإرهاق شديد، وما شهده الحفر من تعاون الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلب رجل واحد لتحقيق أفضل درجات الإعداد لجهاد المشركين وما يحقق خدمة وحماية المسلمين في تلك المعركة التي تكالب بها الكفار على رسول الله وصحابته.

التعاون في طلب العلم

كثيرة هي الأمثلة التي تزخر بها السيرة النبوية الشريفة ومن بعدها سيرة السلف الصالح في التعاون على طلب العلم، ومن هذه الأمثلة تعاون الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع جار له من الأنصار حيث كانا يتبادلان الأدوار ويتناوبان على مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم والتعلم منه فيقوم عمر بذلك يوماً وجاره آخر، وعندما يلتقيان يخبران بعضهما بتفاصيل يومهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أقسام التعاون في الإسلام

  • التعاون على البر والتقوى والمقصود بها التعاون في الخير مثل التعاون في الدفاع عن البلاد وحمايتها، والتعاون في إقامة حدود الله، وإعطاء كل ذي حق حقه وغيره من الأفعال التي يححبها الله ورسوله لأنها تعد ثمرة من ثمار الإيمان وتحقيق لسنة الله سبحانه تعالى في خلقه
  • التعاون على الإثم والعدوان، وهو التعاون في الشر التعاون في إعانة الأفراد مع بعضهم البعض على إراقة دم المعصوم، أو الإعانة على أَخذ مال معصوم، أو التعاون على ضرب من لا يستحق والتهجم عليه، وغيرها من الأفعال التي حرمها الله ورسوله لأنها تؤدي إلى خراب المجتمع وفساد الذِّمم وانتشار الظلم والطغيان ويفتح أبواب الشر

التَّعاون الإنسانيّ

الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه؛ فلا يستطيع العيش بمفرده، لذلك أيضًا لا يستطيع عمل كُلِّ شيءٍ بمفرده؛ فهو يحتاج إلى عونٍ ومساعدةٍ من المحيطين به، كما يتوجّب عليه تقديم العون والمساعدة لمن حوله بالمقابل. قد تتطوّر فكرة التَّعاون؛ فيتّم إنشاء المؤسسات والجمعيّات التعاونيّة التي يكون هدفها في العادة تقديم الخدمات المجانيّة أو شبه مجانيّةٍ لأُناسٍ في أمسّ الحاجة إلى العون والمساعدة من الفقراء والأرامل وذوي الدَّخل المحدود.

فوائد التَّعاون

التَّعاون بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد المجتمع يعود بالنَّفع والخير على جميع الأفراد؛ فمن فوائده:

  • زيادة أواصر اللُّحمة والتَّعاضد والتَّكاتف بين المتعاونين.
  • زيادة كفاءة العمل المُنجز وبركته؛ فيد الله مع الجماعة.
  • تقليل الوقت اللّازم لإتمام العمل وإمكانيّة إنجاز أكثر من عمل في الوقت نفسه.
  • التَّغلب على الأنانيّة وحب الذّات؛ فالتَّعاون يجعل الإنسان يُؤثر مصلحة الجماعة على مصلحته الشَّخصيّة.
  • التّشارك مع الآخرين وتخفيف آلامهم ومعاناتهم ومساعدتهم على عبور دهاليز الحياة الصّعبة بسلامٍ وأمانٍ.
  • من يفعل الخير والمعروف يُجزى به وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؛ فالخير سوف يُردّ إليك لا محال.
  • تقليل الطّلب على بعض السِّلع والأدوات التي يمكن استعارتها من الآخرين ثُمّ إرجاعها؛ فيتمّ بذلك توفير المال واستخدامه في شراء الأساسيّات.
  • إدخال الفرح والسُّرور على النَّفس أولًا بتقديم العون للمحتاجين أو التّشارك مع الأهل في أعمالهم، وثانيًا إدخال الفرح على الآخرين لمساعدتك لهم في إنجاز أعمالهم المنوطة بهم.

ما أهمية التعاون؟

للتعاون أهمية كبيرة وهي:

  • ازدياد الترابط بين عناصر البيئة التي تضم مجموعة من الأشخاص سواء كانت هذه البيئة اجتماعية أو مهنية.
  • التخلص من بعض السمات الشخصية التي تضر بالإنسان.
  • تظهر حب الناس لمن حولهم، وشعور الفرد بالسعادة الداخلية بسبب الابتسامة التي يقومون برسمها على وجوه الأشخاص بسبب التعاون بينهم.
  • ازدياد قوة المجتمع.
  • تعزيز شعور الشخص بأهميته وقيمته اتجاه المجتمع.