يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن التسول ، و تعريف التسول ، و أشكال التسوّل ، و أسباب التسول ، و علاج ظاهرة التسول ، و سلبيات التسول ، التسوّل هو طلب المعونة كالمالِ والطّعام من عامة النّاس واستعاطفهم بعباراتٍ وأساليب متعددة، وهو من الوسائل التي تَجلب للمتسولّين المال دونَ عناء بِمجرّد تكلمهم عباراتٍ مُعينة، وارتدائهم لِثياب مُمزقة، فيمارسون التسوّل كمهنةٍ لهم، وتَعاطُف النّاس معهم، وتقديم المساعدة لهم يرفع نسبة دخلهم مما يجعلهم يقبلون على التسوّل بشكلٍ كبير، وبالتالي تنتشر ظاهرة التسوّل وتزداد يوماً بعد يوم. فيما يلي تقرير عن التسول.

تقرير عن التسول

تقرير عن التسول
تقرير عن التسول

تقرير عن التسول ، تُعدُّ ظاهرة التسول من الظواهر المُنبوذة في المجتمع رغم رواجها وانتشارها؛ حيثُ يتوزع هؤلاء المتسوّلون في الشوارع العامة، والأزقّة، وأمام المحال التجارية، وفي الأماكن التي يزدحم فيها الناس عموماً، ورغم كلّ الجهود والمُحاولات المبذولة، في سبيل إيقاف تلك الظاهرة؛ إلا أن بعض المجتمعات ما زالت غير قادرة على اقتلاعها، أو تغيير فهم القائمين عليها بمدى سلبية وخطورة ما يقومون به.

تعريف التسول

إنّ كلمة التسوّل مشتقة من كلمة سوِل، والتي تعني لغةً أنّها الاستعطاء والشحاذة، فعند القول إنّ فلاناً تسوَّل فهذا يعني أنّه شحذ من الآخرين وطلب منهم العطّية والاستحسان، أمّا عند القول إنّ فلاناً تسوّل الحماية فهذا يعني أنّه التمسها، فهو يطلب الحماية من الآخرين، أما الشخص الذي يقوم بالتسوُّل فيُطلق عليه “مُتسوِّل”، ويُعرَّف التسوّل اصطلاحاً على أنّه طلب المساعدة من الآخرين والتي قد تكون عبارة عن مال أو ملابس أو طعام أو غيرها من أشكال المساعدة ودون أيّ مقابل من الطرف الآخر، حيث تتم مُمارسة التسوّل في الشارع أو في الحدائق أو في أيّ مكان يكثُر فيه تواجد الناس.

يعتبر التسوّل ظاهرة سلبية منتشرة منذ القِدم، فهو من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً بين المجتمعات العربية والغربية وبمختلف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن أهم أسباب انتشاره هو أنّ التسوّل يمثل الطريق الأسهل للحصول على الكثير من المال من غير أي عمل صعب أو عمل متعب، لكنه بنفس الوقت يُفقد المتسوّل احترامه بين الناس، كما قد يعرّضه للسخرية أو لأقوال وأفعال تنتهك مشاعره، كما أنّ المتسوّل قد يقف في مكان معيّن ويمد يده أمام الآخرين للدلالة على حاجته للمساعدة دون أن يتحرك من موضعه، وهو ما يعُرف بالتسوّل السلبي، وأحياناً قد يُمارس أساليب عدوانية كالإلحاح في طلب المساعدة، أو قد يتبع المتسوّل الشخص لمسافة قصيرة، أو غيرها من السلوكات، وهذا ما يُعرف بالتسوّل النشط.

قديهمك:

أشكال التسوّل

  • تسوّل الشّخص العاجز، وفي هذه الحالة يُسمى بالاضطراري؛ لأنه لا يَملك مالاً أو وظيفةً، ولا يتوفر له مصدرٌ للدّخل، فلا يتمكن من تلبية حاجاته ومتطلباته إلّا عن طريق التسوّل.
  • التسوّل المُتخفي أو المقنع، ويكون بِبيع سلعٍ مُعينة، أو تقديم بعضِ الخدمات كمسح زُجاجِ السّيارات.
  • التسوّل الواضح، ويكون بطلبِ المال بشكلٍ مُباشر.
  • التسوّل في مواسمِ الأعياد، أو في شهر رمضان المبارك، أو عند مواجهة ظرفٍ مُعين ويُسمى بالتسوّل العَرَضي، أو المَوسمي.
  • التسوّل الحِرَفي، وهو مُمارسة التسوّل كمهنةٍ دائمة، وبشكلٍ يومي.

أسباب التسول

  • الفقر: لا يتمكن البعض من الحصول على فرصة عمل، وإعالة أطفالهم أو ذويهم، وبالتالي فهم لا يمتلكون أدنى وأبسط مقومات الحياة، ولا يجدون بُداً من التسوّل؛ للحصول على طعامٍ يكفيهم ليومٍ واحد، وفي هذا الإطار يجب أن تتحمل الدول مسؤولية توفير الوظائف للأفراد بمختلف أعمارهم.
  • المرض: إنَّ بعض المرضى لا يملكون المال للعلاج، وكُلفة العلاج تفوق مقدرتهم المادية، ورغم تذرع العديد من المتسوّلين بحاجتهم المادية للمال بسبب المرض مُحضرين معهم الوثائق الطبية المُزورة، إلا أنّ بعض الحالات يكون دافعها الفعليّ هو البحث عن مالٍ يكفي للعلاج.
  • المُعتقدات الخاطئة: يرى البعض أن لا مشكلة في التسوّل، أو أنه لا يُشكل عيباً اجتماعياً، وهو لا يختلف عن العمل، لكنه لا يحتاج سوى القليل من التذلل، وهدر الكرامة، وهذا ما يُنافي القيم المجتمعيّة التي يجب أن يتصرّف جميع الأفراد وفقاً لها.
  • التعود: إن بعض المتسوّلين للأسف قد ورثوا هذه العادة الاجتماعيّة السيئة من آبائهم وذويهم الذين سبقوهم إلى التسول في الميادين العامّة دون الإحساس بالحرج أو التردُّد، ويُصبح التسول في هذه الحالة أكثر تعقيداً؛ لأن قناعة الفرد بُنيت على ضرورة القيام بالتسول بغض النظر عن الأسباب، فالمتسوّل لأجل الحصول على المال للعلاج يمكن توقيفه بالتكفُّل الكامل بعلاجه من قبل الجهات المعنيّة، أما المتسول بالوراثة فيحتاج لبذل المزيد من الجهد لإقناعه بالتوقف عن التسول.

علاج ظاهرة التسول

رغم أن التسول من المظاهر الاجتماعيّة التي تفتك بالكثير من المجتمعات، وقد استعصت في كثيرٍ من الأحيان، على الجهات الرسميّة وحتى الجمعيات الإنسانية، والهيئات الخاصة بالإصلاح المُجتمعي؛ إلا أنّ هناك بعض الخُطط العامّة التي يُمكن أن تحدَّ من تلك الظاهرة، وسوف نذكر بعضاً منها فيما يلي:

  • تشجيع الأفراد على العمل والكسب بدلاً من التفكير بالتسوّل أو اللجوء إليه كحلٍّ لمشكلة الفقر والحاجة.
  • تحسين الأوضاع الاقتصاديّة العامة للأفراد.
  • التكفُّل بالأيتام ورعايتهم؛ ففاقد المُعيل يحتاج لمن يُعيله، وغالباً ما تتحمل وزارة العمل الاجتماعي بالتعاون مع بعض الجهات الخيرية تلك المَهَمَّة.
  • ضبط الميزان الاقتصادي، وتوزيع الثروات؛ فلا تنحصر الأموال في طبقةٍ أو فئةٍ اجتماعيةٍ دون أُخرى.
  • سنّ القوانين التي تُعاقب مَن يقومون بالتسوّل، وتُلاحق شبكاته المُنظّمة، وتجّاره الذين يختفون ما وراء الكواليس، ولا يظهرون في الميادين العامة كالمتسوّلين.
  • التوعية بمخاطر ظاهرة التسول، وأثرها السلبيّ في المجتمع والأفراد عبر المحاضرات والندوات، وتوعية الوالدين في الأسرة على عدم تُشجيع أطفالهم على تلك الظاهرة، وحثّهم بالمقابل على عدم مدّ أيديهم طلباً للحاجة والمعونة ما داموا قادرين على العمل والكسب.

سلبيات التسول

يوجد لظاهرة التسوّل العديد من الآثار السلبيّة على المجتمع ومن هذه الآثار:

  • انتشار السلوكيات السّلبية: تؤدي ممارسة التسوّل إلى انتشار سلوكيات غير أخلاقية بين أفراد المجتمع وتتنافى مع الدّين، ممّا يُشكّل خطراً على المجتمع.
  • انتشار ظاهرة التشرّد بين المتسوّلين: أثناء ممارسة التسوّل قد يلجأ المتسوّلون إلى الأماكن العامة كالحدائق لأخذ قسط من الراحة وللنوم وهذا السلوك يُشكّل مظهراً غير حضاري في الأماكن العامة.
  • التأثير في تواصل الفرد بأسرته وبمجتمعه: يقضي المتسوّل معظم وقته في جمع المال من غير الاهتمام بالأمور الاجتماعية ممّا يؤثر على تدني تفاعله مع مجتمعه وعدم الاهتمام بتطويره وقلّة انتمائه له وبالتالي تدهور المجتمع.
  • انتشار الجرائم وتجارة المخدرات: قد يلجأ المتسوّلون إلى طرقٍ غير مشروعة أخرى للحصول على المال في حال تمَّ منعهم من ممارسة التسوّل، إذ إنّ هدفهم الوحيد هو جمع المال دون الاهتمام لمصدر هذا المال، لذا فهم يلجؤون للسرقة أو غيرها من الجرائم، إضافةً لتورطهم في تجارة المخدرات، إذ قد يلجأ تجّار المخدرات المحترفين للمتسوّلين كي يكونوا وسيلة تساعدهم على بيع المخدرات، مقابل مبالغ مالية كبيرة، وعادةّ يُمكن استدراج المتسوّلين بسهولة لمثل تلك الأمور.
  • تشكيل الخطر على الخدمات الأساسية: وذلك يكون بسبب زيادة الضغط على استخدام هذه الخدمات وزيادة الطلب عليها، كما تزيد ظاهرة التسوّل من الازدحام المروري بسبب ممارسة هذه الظاهرة عند إشارات المرور وبين المركبات.
  • التسبب بمشاكل صحية للآخرين: فهي لا تقتصر على أمراض المتسوّلين أنفسهم، إذ قد تنتقل الأمراض المُعدية للآخرين نتيجة الاحتكاك بالمتسوّلين في الاماكن العامة، أو الاحتكاك بالأماكن التي يكونون فيها.
  • التأثير بشكلٍ سلبي على السياحة: يكون ذلك بالتأثير على المظهر الجمالي للدولة بسبب انتشارالمتسوّلين في الأماكن العامة، كما أنّ الأساليب التي يستخدمها المتسوّلون لجمع المال تعتبر مصدر إزعاج للآخرين، خصوصاً أنّهم يُمارسونها في جميع الأماكن العامة المُتاحة لهم كالحدائق والمقاهي والحافلات والمهرجانات وغيرها من الاماكن العامة، ممّا يُشكل عدم رضا نفسي واجتماعي على هذه الظاهرة، وتصبح هذه المشكلة أكبر عند ممارسة هذه الأساليب مع السوّاح الاجانب والذين يفضلون الاستمتاع بالآثار أو المهرجانات دون أي إزعاج من المتسولين أو من غيرهم، وبما أنّ الهدف الأساسي للمتسوّل هو جمع المال دون المبالاة بأثر هذه الممارسة على الوطن فإن ذلك سيؤثر سلباً على السياحة، إضافةً لتقديم صورة سلبية عن المدينة.
  • ارتفاع نسبة البطالة: وذلك لأنّ التسوّل من أسهل الطرق للحصول على المال فهو لا يحتاج لجهدٍ بدني، وهذا يُؤدي إلى الاتّكالية وعدم بذل الجهد لممارسة أيّ عمل مُتعب، فيسبب ضياع وإهدار طاقات الشباب والتي ينبغي الاستفادة منها لتنمية وتطوير المجتمع، كما يؤدي إلى تعطيل الكثير من الأعمال التي يؤثر توقفها على سير العملية الاقتصادية، كما أن الفراغ الناتج من عدم العمل يؤدي إلى التفكير في وسائل إجرامية لكسب المزيد من المال كالسرقة، وهذا يؤدي بالتالي إلى إفساد المجتمع.
  • إضعاف الإقتصاد: إنّ انتشار ظاهرة البطالة بسبب التسوّل وعدم إيجاد حل لكلٍ منهما، يؤدي إلى استقدام عمالة من الدول الأخرى بسبب الحاجة إلى أيدٍ عاملة لسد النقص الناتج عن البطالة، وهذا يؤدي إلى إضعاف اقتصاد الدولة.
  • تكديس الأموال وعدم تشغيلها: إنّ بعض المتسوّلين الذين يجمعون الكثير من المال يعملون على تجميع أموالهم وتكديسها، فيكون هدفهم تجميع أكبر قدر من النقود دون الاهتمام بالاستفادة منها في إنشاء المشاريع التي تُفيد البلد والتي تساعد على التطوُّر والتنمية الاقتصادية في البلاد، وقد يكون ذلك بشكلٍ مُتعمّد حتى لا يعلم الآخرين عن ثروتهم، ويستمرون في جمع المال عن طريق ممارسة التسوّل.
  • انتشار الإرهاب المحلي والدولي: تؤدي ظاهرة التسوّل إلى انتشار الإرهاب لأنّ المُتسوّلين يكونون أكثر عُرضة للاستجابة للمُغريات المادية بسبب فقرهم أو طمعهم وحُبهم للمال، كما أنّ معظم المتسوّلين من المنحرفين وأصحاب الأخلاق غير الحميدة فبالتالي يسهُل استدراجهم من قِبل العصابات والمُنظمات الإرهابيّة من أجل تجنيدهم لصالحهم وتنفيذ العمليات الإرهابيّة داخل البلاد وخارجها مُقابل المال، أو من أجل الاستفادة منهم في تسيير عمليات التجارة غير المشروعة كتجارة الأعضاء البشرية.