يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن الاخلاق ، و موضوع عن الأخلاق في الإسلام ، و موضوع عن الأخلاق وأهميتها ، و تعبير عن الأخلاق ، و تعبير عن الأخلاق والمجتمع ، يُمكن تعريف الأخلاق في اللغة على أنَّها السجيّة والطّبع والدين، وهي بمثابة الصورة الباطنيّة للإنسان، والخَلق هو الصورة الظاهرة للإنسان، ويوصف المرء بأنَّه حسن في ظاهره وباطنه إذا كان حسن الخَلْق والخُلُق، أمّا الأخلاق في الاصطلاح فتعني حالة راسخة وثابتة في النفس، وتصدر عنها الأفعال بكل سهولة ويسر؛ وذلك دون الحاجة إلى الفكر والتروّي، ونتيجة لذلك إما أن تصدر أفعال محمودة ويكون الخُلُق حسناً، أو أفعال مذمومة ويكون الخُلُق سيئاً. فيما يلي تقرير عن الاخلاق.

تقرير عن الاخلاق

تقرير عن الاخلاق
تقرير عن الاخلاق

المقدمة: فطرة الإنسان تقوم على الأخلاق الحميدة

خلق الله الإنسان على الفطرة السليمة التي يكون فيها حبّ الخير هو الأساس، فالأصل في الإنسان هو الخلق الحسن الطيّب الذي يضمّ جميع الفضائل، لكنّ ما إن يبدأ الطفل يكبر بالعمر حتى تصبح لديه الأخلاق المكتسبة من البيئة المحيطة والأهل والأصدقاء، وربّما تتلوث فطرته السليمة ويكتسب أخلاقًا سيّئة بسبب سوء التربية وأصدقاء السوء، وربما حافظَ على فطرته السليمة إذا نشأ في بيئة صالحة تحثُّه على الخير وتُعلّمه مكارم الأخلاق، والأساس هنا في تربية الأم والأب أولًا الذين عليهم تربية أبنائهم على مكارم الأخلاق. تقرير عن الاخلاق .

العرض: الأخلاق سنة حسنة في المجتمع

الأصل في الأخلاق أن تكون أخلاقًا فاضلة سائدة في المجتمع ويتعلمها الجميع من بعضهم بعضًا كسنة حسنة، فالمجتمع الذي يكثر فيه الأشخاص أصحاب الأخلاق الفاضلة يسوده الخير وتسوده كلّ الصفات الحميدة التي ينبغي أن تكون في الأشخاص، خاصة أنّ الأخلاق تنتقل بالعدوى ويتعلّم الناس من بعضهم بعضًا الكثير من الأخلاق المكتسبة مثل: الصدق والأمانة والوفاء.

وفي الوقت نفسه يتأثّر الناس بالصفات والأخلاق السيئة وقد يقلّدونها حتى تصبح من الطباع الملتصقة بهم مثل: السرقة والخيانة والكذب والقذف والشتم، لهذا يتم إصلاح المجتمع ونشر الأخلاق الفاضلة فيه بإصلاح الفرد أولًا وتنمية مكارم الأخلاق في نفسه حتّى ينشرها ويؤثر بالمجتمع.

الأخلاق الفاضلة حياة للمجتمع وسببٌ في نموّه وتطوّره وسببٌ في نيل رضا الله تعالى ونبيه الكريم، ويُمكن لكلّ شخص أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه مجتمعه، وأن يسعى لإصلاح نفسه بأن يكون شخصًا مُتّصفًا بأفضل الصفات ونفسه ممتلئة بالطاقة الإيجابية.

ويمكن للإنسان أن يبدأ بنشر الأخلاق الفاضلة بمجرد ابتسامة بسيطة ومحادثة لطيفة مع الآخرين وتمنّي الخير لهم وعدم الاستماع أو الالتفات للغيبة والنميمة والتعامل مع الناس بالتسامح وعدم الأنانية، فهو بهذا يُشجّع الآخرين على أن يكونوا مثله، ويكسب قلوبهم، ويُصبح بالنسبة لهم قدوة حسنة، كما تُصبح مكارم الأخلاق في المجتمع عادة وتقليدًا يسير عنه الجميع لأنّها تكون الأساس في التعامل فيه. يجب أن تنعكس الأخلاق الفاضلة على الأفعال وطريقة التعامل بين الناس، وألّا تكون مجرّد أخلاقٍ بالاسم.

فالإنسان الذي يُنادي بالصدق عليه أن يكون صادقًا وألا يناقض نفسه أبدًا، ومن المعروف أنّ الإنسان صاحب الأخلاق الحسنة يستقي أخلاقه من دينه أيضًا لأنّ الدين هو الأخلاق، وهذا يجعله إنسانًا يسعى لنيل رضا الله تعالى بتفاصيل حياته كافّة، وليس فقط بأداء العبادات، والمجتمع الذي يطبق الديني ويصبّ تركيزه على الأخلاق الحميدة يستطيع أن يُوصل للناس قناعة بأنّ الأخلاق هي دستور الحياة، فالله تعالى عندما وصف نبيه الكريم في القرآن الكريم وصفه بأنه صاحب خلق عظيم، لأنه الله تعالى بعثه ليتمم مكارم الأخلاق للناس.


بالأخلاق يحيا المجتمع ويصبح مجتمعًا صالحًا، لأنّها أساس صلاحه والقوام الذي ترتكز عليه، ويلتفت أبناؤه إلى البناء والعمل والتطوير بدلًا من الالتفات إلى التشاحن والتباغض وحل المشكلات، فمجرّد أن يكون أبناء المجتمع أصحاب خلقٍ فاضل تختفي المشكلات العادية من المجتمع ويصبح مجتمعًا فاضلًا يحمل رسالة سامية ويتمنى الجميع أن يكون مثله، لهذا فإنّ البداية تكون بالفرد ثم بالبيت والأسرة ثم بالمجتمع.

وليس من الخطأ أن يتم تدريس الأخلاق وتعميمها وتكثيف الحديث عنها وتعريف الناس بين الصالح منها وبين غير الصالح، والأهم من هذا نشر معاني الأخلاق الفاضلة في وسائل الإعلام من إذاعة وتلفاز، وحتى من خلال الدراما التي يجب أن تُركّز على القضايا الأخلاقية.

من المهم تدريس الأخلاق في المناهج الدراسية في جميع مراحلها، لأنّ تأثر الفرد بما يأخذه في دراسته يبقى معه إلى الأبد، خاصّة خلال سنين طفولته الأولى، كما يجب تعليمه التصرّف الصحيح وكيف يكون إنسانًا سويًا، ينشر الخير بين الناس وينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف، فهذه كلّها من الأخلاق الحسنة التي تنشر المحبة بين الناس.

ومن الأمور التي يجب معرفتها أنّ الأخلاق لا تتجزأ، لأنّ الشخص الذي يكون لديه خلقٌ فاضل ترتبط بقية الأخلاق به فيصبح متصفًا بها جميعًا فلا يرضى على نفسه أن يكون غير ذلك، والأخلاق يجب أن تكون كلّها مجتمعة في الشخص حتى يكون صاحب خلقٍ طيب، كأن يكون شهمًا كريمًا صادقًا محبًا للخير وطلق الوجه ومبتسمًا في وجه الآخرين، فهو بهذا يكون صاحب خلق.

القدوة الحقيقية في الأخلاق الفاضلة هو النبي -عليه الصلاة والسلام- وجميع الأنبياء والصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم-، فقد كانوا مثالًا في الخلق الرفيع، يُميّزون بين الخير والشر ولا يسمحون لأنفسهم بالتجاوز أو الاتجاه نحو الخطأ، وهؤلاء يجب أن تكون أخلاقهم وطريقة تعاملهم درسًا يتبعه الناس جميعًا حتى يكون المجتمع فاضلًا وراقيًا ولا ينحدر نحو الشر.

وفي الوقت نفسه يجب تفعيل أسس العقاب التي تعاقب مَن لا يلتزم بالأخلاق الفاضلة كي يكون عبرة لغيره، وفي الوقت نفسه يتحمل المجتمع مسؤولية كبيرة تجاه الأشخاص أصحاب الخلق السيئ الذين يجب تأديبهم وتوجيه النصح لهم كي يكفوا عن الأخلاق السيئة ويوازنوا بين أقوالهم وأفعالهم.

الخاتمة: ينهض الإنسان بأخلاقه الحميدة

الأخلاق الحميدة الفاضلة سببٌ في أن ينهض الإنسان بنفسه ومجتمعه، وهي أيضًا سببٌ في تحقيق رفعة الإنسان وقبوله بين الناس، فالشخص صاحب الخلق الطيب ينال محبة الآخرين ويعتبرونه قدوة لهم، ويسعون إلى التقرب منه لأنهم يستأمنون أنفسهم وأموالهم معه، ولا يخافون منه غدرًا، ويثقون بأقواله وأفعاله لأنهم يعلمون أنه لا يكذب، وهذا كلّه يُسهم في تحسين العلاقات بين الناس ونشر المحبة والتكافل والتعاطف، واختفاء الجرائم التي تؤرق المجتمعات، خاصة أنّ الأخلاق الحسنة تنهى عن كلّ الشرور. تقرير عن الاخلاق .

موضوع عن الأخلاق في الإسلام

ارتبطت دعوة الإسلام منذُ بزوغ فجره بالدعوة إلى التحلّي بمكارم الأخلاق ونَهْي النفس عن الأخلاق الذميمة، والقبيح من الأعمال والتصرفات، ودعوةُ الإسلام إلى التحلّي بمكارم الأخلاق لا تعني أن الأخلاق لم تكن موجودة قبل الإسلام، بل كان العرب في الجاهلية يتصفون بالعديد من الأخلاق الحميدة كالكرم والشجاعة والمروءة والصدق وعزّة النفس والأمانة، وكان الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم -يلقّب بالصادق الأمين قبل الإسلام لصدقه وأمانته، وبقدوم الإسلام تثبتت الأخلاق الفاضلة، ودليل ذلك قول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ”.

وقد أكد الإسلام أن الأخلاق الفاضلة هي روح الدين، ودون الأخلاق الفاضلة والالتزام بها والدعوة إليها لا تتضح هوية المسلم، وهناك العديد من الأخلاق الفاضلة التي ثبتها ودعا إليها الإسلام، مثل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد دعا الإسلام إلى الأمر بالخير والمعروف والنهي عن المنكر من الأقوال والأفعال، بأسلوب حسن ولطيف وبقول لين، لقوله تعالى” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”.

إضافة إلى أنه دعا إلى الابتعاد عن الغيبة والنميمة، إذ شبّهَ الله تعالى المستغيب بالذي يأكل لحم الميت، في صورة قبيحة ومنفرة لردعه عن هذا الخلق القبيح، وقد قال تعالى في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.

والصدق والتواضع، فقد نهى الإسلام عن الاستعلاء والغرور والتكبر،والمشي بخيلاء، ودعا إلى التواضع لله، ومصداق ذلك قوله -عزّ وجلّ- في سورة لقمان: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.

والصبر على الشدائد، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- للصابرين منزلة عظيمة عنده، خاصًة عند وقوع المصيبة، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

وكظم الغيظ والابتعاد عن العصبية في الأقوال والأفعال، وعدم التسرع في الحكم على الآخرين، والعفو قدر المستطاع عن المخطئين لقوله تعالى في سورة آل عمران: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

والأمانة، فقد حثّ الإسلام على التخلق بخلق الأمانة، وتأدية حقوق الناس، وبيان ثقل مسؤولية تأدية الأمانة، لقوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.تقرير عن الاخلاق .

ويعدّ الالتزام بالأخلاق الحميدة، من القربات التي يتقرب بها العبد الصالح إلى ربه، ومن أبواب التقوى للوصول إلى الله -سبحانه وتعالى-، وينعكس الالتزام بالفضائل على نفس الإنسان، فيكون صابرًا، هادئًا، كريمًا، أمينًا، كاظمًا للغيظ، وعافيًا عن الناس، حافظًا لسانه من القيل والقال،مؤمنًا يسعى إلى نيل محبة الله ورضاه، وبصلاح الفرد يصلح المجتمع، وتصلح الأمة، وهذه الغاية الأسمى من الدين الإسلامي، التحلي بالفضائل والبعد عن الرذائل لتحقيق مفهوم خلافة الله على الأرض. وفيما تقدّم موضوع عن الأخلاق في الإسلام التي لطالما دعا إليها في تشريعاته.

قديهمك:

موضوع عن الأخلاق وأهميتها

خلق الله تعالى البشر على نحوٍ مظهريّ مختلف، فمنهم الأسود والأبيض، والطويل والقصير، والقويُّ والضعيف، ولا يقتصرُ الاختلاف بين البشر على الناحية المظهرية فقط، بل يمتدُّ هذا الاختلاف إلى وجود تباين في الأفكار والمعتقدات والأنماط السلوكية والأخلاق، وتُمثِّلُ الأخلاق جانبًا مهمًّا من شخصية الإنسان، حيث تنعكس أخلاق الإنسان بشكل مباشر على الأسلوب الذي يتعامل فيه مع الناس، فمن خلال السلوكيات التي تصدر عن الإنسان تظهر أخلاقه بشكلٍ سلبيّ أو إيجابيّ تبعًا لوجود الأخلاق الحسنة أو السيئة فيه، وقد توجد جملة من الأخلاق الحسنة والسيئة معًا في الإنسان نفسه، وهنا يتَّخِذُ سلوكه النمط الحسن أو السيء تبعًا للخلق الذي يغلب على تصرُّف الإنسان، فيكون سلوكه حسنًا أو سيئًا.

وقد حثَّ الدين الإسلاميّ العظيم على امتثالِ الأخلاق الحسنة، حيثُ بُعثَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ليُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق، وظهرَ ذلك في شخصِ النبيّ الكريم، حيث كان يُلقَّب بالصادق الأمين لما عهده عليه أهل مكّة من صدق في القول وأمانة في الفعل، كما وُصفَ -عليه الصلاة والسلام- بأنّه كان قرآنًا يمشي على الأرض، وكان يبتسم للناس فيدخل إلى قلوبهم، وقد تجلَّت أخلاق النبيّ الكريم يوم فتح مكة حين عفا عن أهلها رغم الأذى الشديد الذي ألحقوه به هو وأصحابه الكرام في بداية الدعوة الإسلامية في مكة، وأخبرهم بأنّهم الطُّلقاء، وهذا يدل على عظمة الشّخصية المُحمَّدية من الناحية الخُلُقيّة، ويعزّز أهمية الأخلاق، ويُبرز دورها في نشر الدِّين، ومن الأمثلة على ذلك وصول الإسلام إلى بعض الدول من خلال التُّجار المُسلمين وأخلاقهم العالية، حيث أحبَّ الناس تعاملهم، وقادتهم هذه الأخلاق إلى الدخول في الدين الحنيف.

ويجبُ على الآباء أن يُحسِنوا تربية الأبناء، وأن يُربُّوهم على الأخلاق الحسنة من خلال تعليمهم كيفية التعامل مع الناس بشكلٍ جيّد، وغرس قيم المحبَّة والصدق والأمانة فيهم، وأن يتم ضبط سلوكهم داخل المنزل ومراقبتهم بشكل لا يُوحي لهم بذلك، وأن يحافظوا عليهم من رفاق السوء الذي قد يُأثِّروا على الأبناء بشكل سلبي ويعزّزوا فيهم الأخلاق السيئة، فيعتدُون على المرافق العامة، ويُؤذون الناس بألسنتهم وأيديهم، ويتطاولون على أموال الناس، وهنا يبرز دور التَّفكك الأُسري أو المشاكل التي قد تحدث داخل البيئة المنزلية في الانحلال الأخلاقي للأبناء من خلال لجوء الأبناء إلى بيئة الشارع التي يتعلَّمُون منها سوء الخلق.

ولحسنِ الخلق العديد من الفوائد على الشخص الذي يتحلى به، فهو سبيل إلى مرضاة الله تعالى من خلال الأجور التي يتحصّل عليها الإنسان من التَّبسم في وجه الناس، ورعاية الأمانة، وصدق الحديث، والكلام الطيِّب، كما أن الأخلاقَ الحسنة تجعل الإنسان يدخل إلى قلوب الناس بسبب الراحة التي يشعر بها كُلّ من يتعامل معه، كما أن الإنسان حسَن الخُلق طيِّبُ الذكر في كل المجالس، سواء كان ذلك في حياته أم بعد مماته، وهذا الأمر قد يجعل الناس تتذكره بعد الموت فيصِلُهُ الدُّعاءُ منهم.

تعبير عن الأخلاق

تقرير عن الاخلاق ، الأخلاق معيار مهمّ لتقييم الأشخاص، وهي بمثابةِ العطر الذي يجملُ صاحبه، فيجذب إليه الناس، كما أن الأخلاق مقياس لمقدار ما يملكه المرء من ادب وتربية وحكمة، فالشخص الخلوق ينال رضا الله تعالى ورسوله، ويكسبُ ثقة الناس، ويرتفع شأنه بينهم، ولهذا تملك الأخلاق حصة كبيرة في أذهان جميع الناس، ويعدّونَها دلالة على الشخصية المتوازنة، ولهذا قالوا في المثل: “في سَعةِ الأخلاق كنوزُ الأرزاق”، حتى أنّ الله تعالى جعلَ ميزان المفاضلة بين الناس أخلاقَهم، وحين مدحَ رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وصفَه بأنّه صاحب خلق عظيم، وهذا يبرز ضرورةَ أن يتّصفَ الإنسان بمكارم الأخلاق بوصفها حديقة تطيب فيها الثمار وتحلو فيها الأزهار.

تنكشفُ أخلاق الشخص الحقيقيّة في المواقف المختلفة؛ لأن الأفعال وردود الأفعال التي تصدر من الأشخاص في لحظة غضب أو استفزاز، تميّز صاحب الخُلُق الحسن من عديم الخلق، كمان أن الأخلاق لا تتجزأ، فمن اتّصف بخلق الصدق لا بد وأن يتصف بالأمانة وعدم النفاق والإيثار وحب الخير للناس، ومن أراد أن تكون أخلاقه مثالية فعليه أن يجمعها في شخصه قدر استطاعته، فهي مثل سلسلة طويلة، إن انقطعت منها حلقة تنقطع السلسلة وتضيع، وتصبح مجرد سلسة مقطوعة لا فائدة منها.

عندما بعث الله أنبياءه -عليهم السلام-، بعثهم ليَدعوا إلى محاسن الأخلاق، وكي يقروا الحسن منها وينهون الناس عن كل ما هو فاسد، لذلك لن يدخل الجنة من كان صاحب خلق سيء، فالأخلاق الحميدة مثل الشجرة الطيبة التي تمتد جذورها في الأرض بكل قوة وثبات، وتنشر ظلالها الوارفة في الأرجاء، وتعطي أطيب الثمار، لذلك لا بدّ من تربية الأبناء على الحسن منها، وتعليمهم أنها مفتاحٌ لدخولهم إلى الجنة ليكونوا بجوار النبي -عليه السلام-، وفي هذا يقول الشاعر:

إنما الأمم الاخلاق ما بقيت   فإن هي ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

الإنسان صاحب الخلق الطيب يظلّ الناس يذكرونه بالخير في حياته حتّّى بعد مماته، على عكس الشخص صاحب الخلق السيء، لذلك فإنّ الأخلاق تُعدّ إرثًا مهمًّا يجب الحفاظ عليه من الشوائب والصفات السيئة، لتوفير قدوة حسنة للأبناء في كلّ وقت، فالإنسان مهما علت رتبتُه العلمية أو الاجتماعية أو المالية، فلا غنى له عن أخلاقه، فكلّ شيءٍ يذهب ولا يبقى من الإنسان إلا عمله الصالح وخلقه الطيّب وذكره الحسن وأخلاقه العالية، ومن أراد أن يكسب قلوب الناس ومحبتهم فعليه أن يحرص على أخلاقه من الضياع، وعليه أن يكون قدوة لمن حوله، ومنارة مشرقة للآخرين.

تعبير عن الأخلاق والمجتمع

المقدمة: الأخلاق هي من ينشئ المجتمعات

الأخلاق هي الركيزة الأساسية التي من المفترض أن ينشأ عليها المجتمع، وهي الأساس في تكوين أفراد يتمتعون بالرقي والفضائل ولا يقبلون بالصفات السيئة؛ لأنّ الأخلاق هي التي تقوّم الإنسان وتجعل تصرفاته راقية ليس فيها أي سوء، وهي التي تجعل الخير يعم بين الناس وتمنع من انتشار الرذائل والأخلاق السيئة.

لهذا فإنّ التمتع بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة يجعل من المجتمع مثل البستان المليء بالأشجار المثمرة، الذي لا يأتي إلّا بالخير والطيب، ومن واجب كل شخص أن يجعل الأخلاق أساس تعامله دومًا.

العرض: غياب الأخلاق مؤذِن بسقوط المجتمع

الأخلاق هي التي تجعل من المجتمع مجتمعًا فاضلًا يهاجم الشر ويدعو للخير، وغياب الأخلاق مؤذن بسقوط المجتمع إلى الحضيض، ويجعل من أفراده مجرد وحوش تحاول الهجوم على الآخرين، ويجعل الحقوق ضائعة.

كما أنّ الأخلاق تجعل في داخل كل إنسان ضميرًا مستيقظًا يردعه عن فعل الشر، ويدعوه دومًا إلى أن يتصرف بطريقة صحيحة، فالأخلاق تمنع من الغدر والخيانة وتبادل الشتائم، كما تمنع من السرقة والتبلّي على الناس وظلمهم، وهي تشجع الإنسان دومًا على أن يكون وفيًا صادقًا لا يعرف الخيانة ولا يقبل بالظلم.

الأخلاق بمجرد غيابها في أيّ مجتمع يصبح هذا المجتمع فارغًا من القيم الصحيحة، ويتصرف أفراده بعشوائية وجهل، وتنتشر فيه الجرائم والمشاكل والرذائل، ويصبح مجتمعًا فاسدّا لا يوجد فيه مكان للحكمة والفضيلة.

كما يُسبب غياب الأخلاق غيابًا لصوت الضمير الحي، وتراجعًا في إنجازات المجتمع في مختلف المجالات؛ لأنّ أفراده يتفرغون لفعل المشكلات فقط والتفكك الحاصل فيه، ويضيعون طاقاتهم وإبداعاتهم بأشياء لا تجلب لهم أيّة فائدة.

المجتمع الذي يسوده الصلاح يكون مستمدًا صلاحه من الأخلاق الشائعة فيه، بعكس المجتمع الذي تسوده الأحقاد والضغائن والأخلاق الفاسدة، كما أنّ المجتمع الذي لا يؤمن بالأخلاق الفاضلة تنقصه الكثير من الأشياء التي تجعل منه مجتمعًا متماسكًا.

لأنّ غياب الأخلاق يزعزع استقرار المجتمعات ويرمي بها في دوامة من الفوضى، ويجعل منها مجتمعات بلا قيمة، لا يحب أي أحد أن يكون من ضمن أفرادها، ولا ينتشر فيها أي مظهر من مظاهر الخير.

للأخلاق أهمية عظمى في العرف الديني والمجتمعي، فقد أمر الله تعالى عباده أن يكونوا أصحاب خلق رفيع عظيم لا تشوبه شائبة، حتى إنّ الله تعالى امتدح نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- بوصفه بأنه صاحب خلق عظيم.

لهذا علينا جميعًا أن نقتدي بهذا الخطاب القرآني الكريم الذي يرشدنا إلى الاتصاف بزينة الأخلاق والبعد عن الظلم والكذب والاتصاف بالصدق والأمانة والسمو والترفع عن أي رذائل تسقط بالأخلاق إلى الحضيض.

الإنسان زينته أخلاقه العالية، وإذا ذهبت منه صفاته وأخلاقه الطيبة أصبح جسدًا بلا روح، ونحن جميعًا لا نقبل على أنفسنا أن نكون مثل أولئك الذين عرفوا بانعدام الأخلاق وقلة الضمير؛ لأننا بهذا نخسر أنفسنا في الدنيا والآخرة ولا يكون لنا أيّة قيمة أو احترام.

بالأخلاق الفاضلة نحقق أمر النبي العظيم الذي حثنا على الاتصاف بمكارم الأخلاق وأن نكون قدوة لغيرنا ومفتاحًا للخير في كلّ مكان وزمان، وهذا بحدّ ذاته يحتاج منا إلى التربية الصالحة التي تزرع فينا وبأبنائنا حب الخير دومًا.

كان نبينا العظيم محمد يُعرف بالصادق الأمين، وهما من أرفع الأخلاق وأسماها، وهذا دليلٌ على أنّ معيار الرفعة عند الله تعالى بعد التقوى هو الأخلاق، ومهما كان مال الإنسان كثيرًا وكان منصبه عاليًا فلا قيمة أبدًا.

لأنّ الأخلاق هي معيار التفاضل بين الناس، ولا فائدة من أي منصب أو علم إن لم تكن الأخلاق أساسه؛ لهذا قيلت الكثير من القصائد والأشعار في مدح الأخلاق الفاضلة والتغني بها، كما أنّ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة جعلت للأخلاق مكانة عالية جدًا.

من لم يكن خلقه طيبًا وحسنًا كانت سمعته بين الناس سيئة، ولم يكن مؤتمنًا على أيّ شيء، فصاحب الأخلاق السيئة لا نأتمنه على مالنا وأعراضنا، ولا نستودعه أسرارنا، أما صاحب الخلق الرفيع فإننا نحترمه ونوقره ونجلّه ونجعل له مكانة عالية في قلوبنا.

لأنه نموذج مشرف للخير والفضيلة، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- حذّرنا من أن نكون أفرادًا يخشانا الآخرون بسبب سوء أخلاقنا؛ لأنّ هذا يؤدي إلى ظلم الآخرين والتعدي عليهم، وهذا ما لا يجب القبول به.

حتى نكون نموذجًا مشرفًا للأخلاق علينا أن نحرص كلّ الحرص على الاتعاظ بمن سبقونا وعاشوا قبلنا وماتوا، فالجميع سيموت في النهاية، ولن يظلّ ذكره خالدًا إلا أصحاب الأخلاق الفاضلة الذين تركوا بصمات واضحة للخير والرفعة، وامتنعوا عن فعل الشر.

وكانوا دومًا مثل الشجرة المثمرة والوردة التي تفوح عطرًا ولا تردّ الإساءة بالإساءة، كما علينا أن نربي أبناءنا على الأخلاق الفاضلة، وأن نقوي فيهم العزيمة كي يقاوموا الشر ويمتنعوا عن فعل أي شيء يطعن في أخلاقهم، وأن يعرفوا جيدًا أهمية الأخلاق.

الإنسان مخلوق قيمته ليست في مظهره وشكله وملابسه، وإنما بالأخلاق التي يحملها والصفات التي يتصف بها، فمن أراد النجاة في الدنيا والآخرة عليه أن يكون صاحب أخلاق فاضلة.

الخاتمة: أخلاق رفيعة تؤدي إلى مجتمعات عظيمة

في الختام، لا بدّ من معرفة أنّ الأخلاق الفاضلة الرفيعة تؤدي إلى إنشاء مجتمعات عظيمة ذات قوّة كبيرة لفعل الخير والتقدم والإنجاز؛ لأنّ الأخلاق الرفيعة التي ترضي الله تعالى ورسوله هي المحرك الأساسي للوصول إلى مراتب عليا، وهي السبيل للوصول إلى الخير والأمان والاطمئنان، وهي الطريق الذي يوصل إلى المجد والرفعة.

لهذا فإنّ المجتمعات التي تسود فيها محاسن الأخلاق هي المجتمعات التي تُعرف بالازدهار والتطوّر، والتي ينشغل أبناؤها بالبناء والعمل وحب الخير لبعضهم بعضًا في كلّ وقت. تقرير عن الاخلاق .