يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تدريبات على البحر الكامل ، و سبب تسمية البحر الكامل ، و أنواع البحر الكامل ، و زحافات وعلل البحر الكامل ، و أبيات شعر على البحر الكامل مع التقطيع ، يُرجع رجال التراجم الفضل في نشأة علم العروض إلى العلامة الفذّ الخليل بن أحمد الفراهيدي أحد أئمة اللغة والأدب في القرن الثاني الهجري، حيث ابتكر ستة عشر بحرًا شعريًّا حصر فيها أوزان الشعر العربي العمودي، وسنعرض في هذا المقال أحد تلك البحور الشعرية الستة عشر، وهو: البحر الكامل.

تدريبات على البحر الكامل

تدريبات على البحر الكامل
تدريبات على البحر الكامل

البحر الكامل واحدٌ من بحور الشعر العربيّ الصافية، وهي التي تتألّف من تَكرار تفعيلة واحدة في كلِّ البحر، وقد سُمِّي بهذا الاسم لاجتماع ثلاثين حركة فيه، وهو ما لم يكن لغيره من البحور، فسُمِّي بالكامل لِكَمال حركاته.

يتألّف الكامل من تَكرار تفعيلة واحدة ستّ مرات في كلِّ بيت، وهي تفعيلة “مُتَفَاعِلُنْ”، وضابط البحر الكامل هو:

كَمُل الجمالُ منَ البحورِ الكاملُ

مُتَفَاعِلُن مُتَفاعلن مُتَفَاعِلُ

تدريبات على البحر الكامل

قطّع الأبيات الآتية تقطيعًا عروضيًا واكتب التفعيلات لكل بيت منها:

  • يا دميةً نصبت لمعتكف *** بل ظبية أوفت على شرفِ
  • هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ *** أَم هَل عَرَفت الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
  • وطن على الآفاق صرح مجده *** هيهات يعلو سوره الأعداء
  • لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّها لَم تُحلَلِ *** بَينَ الكِناسِ وبَينَ طَلحِ الأَعزَلِ
  • والغُصنُ في بستانه *** يزهو إذا رطُب الهوا

سبب تسمية البحر الكامل

قيل إن الخليل بن أحمد دعاه بهذا الاسم لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر، فهو كامل لكمال حركاته.

أنواع البحر الكامل

يُستعمل البحر الكامل تامًّا ومجزوءًا، على الشّكل الآتي:

  • الكامل التامّ: تُكتب القصيدة فيه بتفعيلاته الستّة، حيث تكون كلّها موجودةً في البيت، مثل قول الشاعر:

هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ

أَم هَل عَرَفت الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ

  • مجزوء الكامل: تُكتب القصيدة فيه بحذف تفعيلة من كلِّ شطر من البيت، مثل قول الشاعر:

وَإِذَا افْتَقَرْتَ فَلا تَكُنْ

مُتَخَشِّعًا وَتَجَمَّلِ

زحافات وعلل البحر الكامل

على الرّغم من أنَّ البحر الكامل يتألّف من تَكرار تفعيلة واحدة، إلَّا أنَّ هذه التفعيلة تقبل الكثير من التغييرات والزّحافات والعلل، ومن الزحافات التي تجوز في حشو الكامل ما يأتي:

  • الإضمار: وهو تسكين الحرف الثاني المتحرّك، حيث إنَّ تفعيلة “مُتَفَاعِلُن” تصبح “مُتْفاعلن”، وهو زحاف حَسَن.
  • القطع: وهو علّة من العلل التي تصيبُ ضَرْب البحر الكامل، أيْ التفعيلة الأخيرة من البيت والتي يلتزم بها الشاعر في كلِّ القصيدة، وهي حذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، يعني “مُتَفَاعلن” تصبح “مُتَفَاعلْ”، ويمكن أيضًا أن تكون مضمرة ويدخلها القطع مثل “مُتْفَاعِلْ”.
  • الأحذ: يأتي البحر الكامل أحذًا أيْ يُحذف من ضربه الوتد المجموعة كلُّه، فتفعيلة “مُتَفَاعِلُن” تصبح “مُتَفَا”.
  • التذييل: يأتي البحر الكامل أيضًا مذيّلًا، وهي إضافة حرف ساكن إلى ضرب البيت، فتصبح “متَفَاعلن” “مُتَفَاعِلان”، ومضمرة: “مُتْفاعلان”.
  • الترفيل: وهي علّة أيضًا تصيب ضر الكامل، وهي إضافةَ سببٍ خفيفٍ إلى التّفعيلةِ الأخيرة في البيت، حيث إنَّ “مُتَفَاعِلُن” تصبح “متفاعلاتن”.

قديهمك:

أبيات شعر على البحر الكامل مع التقطيع

سنوفِّر لكم هنا أمثلة على البحر الكامل وتفعيلاته لمزيد فائِدة:

  • أولاً: عروض صحيحة وضرب صحيح، ومثال ذلك:

وإذا صحوت فما أقصر عن ندى … وكما علمت شمائلي وتكرّمي

يكون تقطيع كالتالي:

وإذا صحوت فما أقصر عن ندى

وإذا صحو / ت فما أقصـ / صر عن ندى

///ه//ه  ///ه//ه  ///ه //ه

متفاعلن متفاعلن متفاعلن

وكما علمت شمائلي وتكرّمي

وكما علمـ / ت شمائلي / وتكررمي

///ه//ه  ///ه//ه  ///ه//ه

مُتفاعلن متفاعلن متفاعلن

وهنا نلاحظ أن العروض في نهاية الشطر الأول جاءت صحيحة وكذلك الضرب في نهاية الشطر الثاني جاء صحيحاً لم يدخل عليه أي تغيير.

  • ثانيا: عرض صحيحة وضرب مقطوع؛ أي يدخل عليها زحاف الإضمار نار وعلة القطع.

وزحاف الإضمار: هو تسكين الثاني المتحرك في التفعيلة.

وعلة القطع: تكون  بحذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، ومن ذلك:

شُد الصراط إلى الترابِ ولذ بهِ … في الأرضِ تورقُ جنّة الإنسانِ

يكون التقطيع كالتالي:

شُد الصراط إلى الترابِ ولذ بهِ

شدد صصرا / ط إلتترا / ولذ به

/ه/ه//ه  ///ه//ه  ///ه//ه

مُتفاعلن متفاعلن مُتفاعلن

في الأرضِ تورقُ جنّة الإنسانِ

فلأرض تو / رق جنة لـ / إنساني

/ه/ه//ه  ///ه//ه  /ه/ه/ه

مُتفاعلن  مُتفاعلن مُتفاعل

وهنا نلاحظ أن العروض في نهاية الشطر الأول جاءت صحيحة أما الضرب في نهاية الشطر الثاني فقد دخل زحاف الإضمار على تفعيلته.

فتم تسكين الثاني المتحرك فيها ثم دخلت علة القطع فحذف ساكن الوتد المجموع وتم تسكين ما قبله.

  • ثالثا: عروض صحيحة وضرب أحذّ مضمر، والأحذ أي الذي دخلت عليه علة الحذذ. والحذذ علة تعني؛ حذف الوتد المجموع من آخر التفعيلة فتتحول من (متفاعلن) إلى (متفا)

مُتفاعلن ← مُتفا

///ه//ه ← ///ه

ثم يدخلها زحاف الإضمار: أي يتم تسكين الثاني المتحرك في التفعيلة فتصبح (فعلن أو مُتفا – /ه/ه) ومثال ذلك:

عقم النساء فما يلدن شبيههُ … إن النساء بمثله عقم

والتقطيع كالتالي:

عقم النساء فما يلدن شبيههُ

عقمننسا / ء فما يلد / ن شبيههو

///ه//ه  ///ه//ه  ///ه//ه

مُتفاعلن  متفاعلن  متفاعلن

إن النساء بمثله عقم

إنن ننسا / ء بمثاهي / عقمو

/ه/ه//ه  ///ه//ه  /ه/ه

متفاعلن متفاعلن متفا

وهنا نُلاحظ أن العروض في نهاية الشطر الأول جاءت صحيحة أما الضرب في نهاية الشطر الثاني فقد جاءت تفعيلته مضمرة، فتحولت من متفاعلن إلى متفاعل ثم دخلت عليه الحذذ فحذف الوتد المجموع في نهاية التفعيلة فتحولت إلى (متفا).

عروض حذاء ولها ضربان؛

أولهما؛ عروض حَذّاء وضرب أحذ، وكما ذكرنا فإن الحذذ علة تعني سقوط الوتد المجموع من متفاعلن فتتحول إلى متفا ومثال ذلك:

ورحابة اللقيا لحاضره … وكآبة المنفي لمن عكفا

والتقطيع كالتالي:

ورحابة اللقيا لحاضره

ورحابتلـ / لقيا لحا / ضرهي

///ه//ه  /ه/ه//ه  ///ه

متفاعلن متفاعلن مُتَفا

وكآبة المنفي لمن عكفا

وكآبتلـ / منفي لمن / عكفا

///ه//ه  /ه/ه//ه  ///ه

متفاعلن متفاعلن متفا

وهنا نلاحظ أن العروض في نهاية الشطر الأول جاءت حَذّاء وأما الضرب في نهاية الشطر الثاني فقد جاء أحذ.

عروض حذاء والضرب أحذ مضمر، ومثال ذلك:

وبساكني نجد كلفت وما … يفنى بهم كلفي ولا وجدي

والتقطيع كالتالي:

وبساكني نجد كلفت وما

وبساكني / نجدن كلفـ / تُ وما

///ه//ه  /ه/ه//ه  ///ه

متفاعلن متفاعلن متفا

يفنى بهم كلفي ولا وجدي

يفنى بهم / كلفي ولا / وجدي

/ه/ه//ه  ///ه//ه  /ه/ه

متفاعلن متفاعلن مُتفا

وهنا نلاحظ إن العروض في آخر الشطر الأول جاءت حذا وأما الضرب في نهاية الشطر الثاني فقد جاء أحذ مضمر.

إذا فقد اجتمعت علة الحذذ مع زحاف الإضمار.