يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن الوجبات السريعة ، و تاريخ نشأة الوجبات السريعة ، و مكونات الوجبات السريعة ، و أضرار الوجبات السريعة ، و تأثير الوجبات السريعة على الأطفال ، و خطوات تحد من تناول الوجبات السريعة ، الوجبات السَّريعة أو بالإنجليزية “Fast Food”، هي الأطعمة التي يتم تحضيرها بوقتٍ أقل من الوجبات العادية المُحضرة في البيت، وهي سهلة التَّحضير ولذيذة المذاق، مثل “البرغر”، و”البيتزا”، و”الساندويش” بأنواعها المختلفة، حيث إن هذه الوجبات التي ذكرناها وغيرها مما تُعدُّه المطاعم العالمية المشهورة غنيةً بالدُّهون، والمواد الحافظة، والسُّكريات، والسُّعرات الحرارية، والتي من شأنها أن تؤدِّي بأضرار عديدة.

بحث علمي عن الوجبات السريعة

بحث علمي عن الوجبات السريعة
بحث علمي عن الوجبات السريعة

بحث علمي عن الوجبات السريعة

الوجبات السّريعة أو Fast food أصبحت من أكثر المصطلحات تداولاً بين النّاس خاصّة فئة الشّباب والمراهقين وهي صفة للطّعام الذي يتمّ تحضيره عادّة في وقت قصير دون بذل مجهود كبير؛ فأصبح هذا النّوع من الوجبات تجارة رابحة للكثير من الشّركات الغذائيّة ولمطاعم الوجبات السّريعة التي عادة ما تنتشر في الأسواق، وعلى الطّرقات وفي الأسواق التِّجاريّة، كالشّاورما والبرغر والنّقانق والبطاطس المجمّدة والتي تمتاز بأنّها تكون قد تعرّضت لنصف عمليّة طهيّ عند التّصنيع؛ فيسهل إكمال عمليّة الطّهي سواء في المطاعم أو المنازل.

وقد وجد الأطباء ومختصو التّغذية أنّ أهم ما يميز هذه الوجبات إضافة إلى سرعة التّحضير أنّها تحتوي على كميّات كبيرة من الدّهون والسّكريات والسّعرات الحراريّة والصّوديوم، كما أنّها قليلة القيمة الغذائيّة حيث إنّ نسبة احتوائها على الفيتامينات والمعادن والأملاح والألياف قلية جدّا.

تاريخ نشأة الوجبات السريعة

كان أول ظهورٍ للوجبات السَّريعة في العهد الروماني في بريطانيا، حيث إنه في عام 1762 قام “جون مونتاجو” بلف قطع من اللحم المجفَّف بالخبز حتى لا يتأخر أو يقاطع عمله، وكان هذا أول شكل من أشكال “الساندويش”، كما قامت المملكة المتَّحدة بأخذ بعض الوصفات من حضارات البلدان الأخرى، كالبيتزا الإيطالية التي كانت في البداية عبارة عن وجبةٍ سريعة تعدُّها الأمهات الإيطاليات لأطفالهن.

قام أحد الرجال الإيطاليين بفتح مطعمٍ صغيرٍ لبيع البيتزا، لذلك انتشرت واشتهرت إيطاليا بالبيتزا، كما أن الصينيين اشتهروا قديماً بوجبة “النودلز” المعروفة. لكلِّ أكلةٍ من الأكلات التي نتناولها في أيامنها هذه أصلٌ تاريخي، وسنذكر أشهرها:

  • الهامبورغر: يعود أصل هذه الكلمة إلى المدينة الألمانية “هامبورغ”، حيث إن الألمان كانو يضعون اللحم المفروم المدخَّن مع الخبز المفتَّت والبصل.
  • الساندويتش: أصله من المملكة المتَّحدة كما ذكرنا سابقاً.
  • البيتزا: إيطالية الأصل.
  • الكشري: من الهند وهذا ما ذكره ابن بطوطة في كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”.

مكونات الوجبات السريعة

تتكوّن الوجبات السّريعة عادّة من عناصر غذائيّة متماثلة لدى معظم المطاعم ومنها:

  • اللحوم المدخنة: وهي لحوم تمّ معالجتها بطرق تصنيعيّة بحيث تخضع لعمليات متتاليّة من المعالجة مع إضافة عنصر الصّوديوم لها كالمرتديلا والنّقانق، وهذه اللّحوم تزيد من فرصة الإصابة بأمراض القلب والسّرطان.
  • اللحوم البيضاء المقلية: عملية قلي السّمك وجوانح الدّجاج وقطع الدّجاج بمختلف أشكالها بعد غمرها بطبقة من الشّوفان أو الطّحين أو الخبز المطحون مع التّوابل والبهارات؛ ذلك يزيد من جاذبيّة مذاقها الذي يضر بالقلب والشرايين بسبب ارتفاع نسبة الدّهون والزّيوت النّاتجة عن عمليّة القلي.
  • البطاطس المقلية: والتي عادة ما تباع في أكياس مجمّدة مغلّفة بكمية كبيرة من الصّوديوم؛ للحفاظ عليها أو قلي البطاطس الطّازجة؛ فيؤدي الإكثار من تناولها إلى زيادة ضغط الدّم بسبب وجود الصّوديوم وإلى زيادة الكوليسترول في الدّم، والبدانة النّاتجان عن استخدام الزّيوت في عملية القلي.
  • اللحوم المشوية: وهي اللّحوم التي تُحضّر عن طريق خلطها بكميّات كبيرة من الدّهون لإكسابها اللّيونة وسرعة الفرد، كذلك تحتوي على الملوّنات الغذائيّة ممّا يرفع خطر الإصابة بالكوليسترول وأمراض القلب.
  • المقبّلات: والتي في العادة تضاف إلى السّاندويشات والوجبات أو توضع بجانبها للتّغميس وتتكوّن من المايونيز المكوّن من الزّيوت بنسبة كبيرة، والصّلصات التي تحتوي على الصّوديوم والبهارات والتّوابل ممّا يضرّ بصحة القلب، كما أنّ المايونيز والتتبيلات الأخرى والسّلطات المحضّرة بإضافة المايونيز والسّكر لها تزيد من خطر الإصابة بالسّكريّ والكوليسترول وانسداد الشّرايين.
  • المشروبات الغازيّة: والتي عادة ما تُقدّم كمشروب مضاف إلى الوجبة يتكون بشكل أساسيّ من ثاني أكسيد الكربون والسّكريات والمواد الملوّنة؛ فتلحق الضّرر بعضلة القلب وتؤثر على العظام والمفاصل.

أضرار الوجبات السريعة

قد يُؤثر تناول الوجبات السريعة بشكلٍ سلبي على معظم أجهزة وأعضاء الجسم، وتَوضّح النقاط الآتية هذه التأثيرات:

  • تأثيرها على الجهاز الهضمي: حيث تحتوي الوجبات السريعة على كمياتٍ عاليةٍ من الكربوهيدرات، وعندما يتمّ تناولها تُهضم هذه الكربوهيدرات ليتمّ إنتاج الجلوكوز في مجرى الدم وهذا يزيد من مستويات السكر في الدم، ويتمّ إنتاج هرمون الإنسولين عن طريق البنكرياس نتيجةً لزيادة الجلوكوز، حيث يعمل هذا الهرمون في نقل السكر إلى الخلايا التي تحتاج إلى الطاقة، حيث يستخدم الجسم السكر أو يُخزّنه حتى يعود مستواه في الدّم إلى طبيعته، ويؤدي تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الكربوهيدرات إلى حدوث ارتفاعاتٍ متكررةٍ في نسبة سكر الدّم، وبمرور الوقت قد يُؤدي هذا إلى تعطّل استجابة الجسم للإنسولين، ممّا يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين، ومرض السكري من النوع الثاني، وزيادة الوزن أيضاً.
  • تأثيرها على القلب: حيث يُؤدّي مزيج الدهون، والسكريات، والصوديوم إلى جعل الوجبات السريعة ألذّ، ولكنّ كمية الصوديوم العالية قد تُسبب احتباس الماء، كما قد تُؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الضغط على القلب والأوعية الدموية، كما أنّ تناول الدّهون المتحوّلة الموجودة في الوجبات السريعة قد يتسبب في رفع مستوى الكوليسترول السيء وخفض مستوى الكوليسترول الجيد، ممّا يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • تأثيرها على الجهاز التنفسي: إذ تُسبب السعرات الحرارية الزائدة من الوجبات السريعة زيادةً في الوزن، مما يمكن أن يُسبب السمنة، التي ترفع من مخاطر الإصابة بمشاكل الجهاز التنفسي، مثل: الربو، وضيق التنفس، وقد بيّنت دراسة أنّ الأطفال الذين يستهلكون الوجبات السريعة بما لا يقلّ عن ثلاث مراتٍ أسبوعياً هم أكثر عرضةً للإصابة بالربو.
  • تأثيرها على الجهاز العصبي المركزي: إذ قد يُؤدي تناول الوجبات السريعة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبةٍ تصل إلى 51%.
  • تأثيرها على الجهاز التناسلي: حيث قد تُؤثر الوجبات السريعة على الخصوبة، وقد وجدت إحدى الدراسات أنّ الأغذية المصنعة تحتوي على الفثالات (بالإنجليزية: Phthalates)، وهي موادٌ كيميائية يمكن أن تُؤثر على وظيفة الهرمونات في الجسم، وقد يُؤدي التعرض إلى مستوياتٍ عاليةٍ من هذه المواد الكيميائية إلى حدوث مشاكل في الإنجاب، بما في ذلك العيوب الخَلقية.
  • تأثيرها على الجلد والشعر والأظافر: فقد تبيّن أنّ الأطعمة المرتفعة بالكربوهيدرات يمكن أن تُسبب ارتفاع السكر في الدم، ويمكن أن تسبب هذه القفزات المفاجئة في مستويات السكر إلى ظهور حبّ الشباب، ووفقاً لإحدى الدراسات، لوحظ أنّ المراهقين والأطفال الذين يتناولون الوجبات السريعة على الأقلّ ثلاث مراتٍ في الأسبوع كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالإكزيما، وهي حالةٌ جلدية تتسبّب في ظهور بقعٍ متهيّجة من الجلد، وتكون هذه البقع ملتهبةً و تُسبب الحكّة.
  • تأثيرها على العظام والأسنان: حيث يُمكن أن تُؤثر السمنة الناجمة عن كثرة استهلاك الوجبات السريعة على كثافة العظام وكتلة العضلات، فالأشخاص الذين يُعانون من السمنة يكونون أكثرعرضةً لكسور العظام، كما يُمكن للكربوهيدرات والسكريات في الوجبات السريعة والأغذية المصنعة أن ترفع من الأحماض في الفمّ، ممّا يُسبب تكسُّر مينا الأسنان، ممّا قد يُؤدّي لترسخ البكتيريا، وحدوث تجاويفٍ في الأسنان.
  • تأثيرها على الجهاز المناعي: إذ إنّ ارتفاع كمية الدهون المشبعة في الوجبات السريعة، قد يُؤدي إلى إنتاج الجهاز المناعي للمزيد من الخلايا الالتهابية، وهذا يُسبب الالتهاب المزمن، الذي قد يُؤثر بدوره على الشعَب الهوائية، ويُسبب حدوث الأمراض التحسسيّة.

تأثير الوجبات السريعة على الأطفال

لا يفهم الأطفال عادةً كيفية التأثير السلبي لهذا النوع من الطعام على صحتهم، وقد يكون ذلك سبباً في إدمانهم عليها، وقد تُسبب لهم الكثير من المشاكل الصحية، فوجبة طعامٍ سريعةٍ واحدةٍ يمكن أن تضيف 160 سُعرةً حراريةً إلى السعرات الحرارية اليومية للمراهقين، و310 سُعرةً إضافيةً للأطفال الأصغر سناً، وتُوضح النقاط الآتية أضرار الوجبات السريعة على الأطفال:

  • التأتُّب: (بالإنجليزية: Atopy)؛ حيث يرتبط تناول الوجبات السريعة أكثر من ثلاث مراتٍ في الأسبوع مع زيادة التعرض إلى الاضطرابات الاستشرائية (بالإنجليزية: Atopic disorders) مثل؛ الربو، والأكزيما، والتهاب الأنف.
  • الإمساك: حيث تُؤدي الكميات الزائدة من السعرات الحرارية، والدهون، والسكريات الموجودة في الوجبات السريعة إلى تغيير رغبات الطفل الغذائية، فيقلّ تناوله للألياف، والفواكه، والحليب، والخضروات، ممّا يزيد تعرضه للإمساك.
  • ضعف القدرات الأكاديمية: حيث يُمكن أن يؤدي تناول الوجبات السريعة إلى ضعف الأداء الأكاديمي لدى الاطفال، حيث يُسبب تناولها من أربع إلى ستّ مراتٍ في الأسبوع انخفاض المهارات الحسابية، والقدرة على القراءة بالمقارنة مع الأطفال الذين لم يتناولوا الكثير من الوجبات السريعة، كما قد يُؤثر ارتفاع مستويات السكر بشكل مفاجئ على الحالة المزاجية، ويُسبب تشتّت الانتباه.
  • انخفاض الطاقة الجسدية: إذ لا تُوفر الوجبات السريعة مواداً مغذيةً كافيةً للنشاط البدني، وهذا قد يُؤثر على الصحة الجسدية والعقلية للأطفال.
  • الاكتئاب: حيث قد تُؤدي السمنة إلى انخفاض تقدير الذات، والاكتئاب، وبعض الأطفال الذين يتناولون الوجبات السريعة معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب بالرغم من عدم إصابتهم بالسمنة، وقد يُؤثر الاكتئاب بدوره على معايير النمو، والأداء الأكاديمي، والعلاقات الاجتماعية، كما قد يُسبب ارتفاع خطر الانتحار.
  • اضطرابات النوم: حيث تحتوي المشروبات الغازية على مادة الكافيين التي تؤثر في القدرة على النوم.

قد يهمك:

خطوات تحد من تناول الوجبات السريعة

هناك خطوات للابتعاد عن هذه الوجبات للحصول على جسم صحي ومتوازن، ومن هذه الخطوات ما يلي:

قوة الإرادة

يجب أن يتحلى الشخص الذي ينوي الابتعاد عن هذه الأطعمة بقوة الإرادة، وذلك بالاقتناع التام بأن هذه الوجبات ضارة بالصحة، وأن الأشخاص الذين كانوا يعيشون سابقاً هم أكثر صحة منا، لعدم وجود الوجبات السريعة في زمانهم.

شرب الماء

من المعروف أن الماء من أفضل الأمور المساعدة في تخفيف الوزن، وكذلك يساعد الماء على فقد الشهية الزَّائدة عن الحد المطلوب، فيجب إعطاء الجسم حصَّته المطلوبة من الماء اللازم للجهاز الهضمي وخلايا الجسم.

الاستبدال

يمكننا استبدال كل صنف من أصناف الوجبات السريعة بأصنافٍ أخرى ولكنها صحية ومفيدة، فمثلاً نشرب العصير الطبيعي بدلاً من المشروبات الغازية والعصائر المُصنَّعة كيميائياً، وكذلك يمكن استبدال اللحوم الغنية بالدُّهون بأنواعٍ أخرى كالأسماك، وصدر الدجاج المنزوع الجلد، وحتى اللحوم العادية ولكن بشرط أن تكون محضَّرةً بشكلٍ صحي.

كما يمكن أن نستبدل الأطعمة المقلية بالأطعمة المسلوقة والمشوية بشكلٍ صحيح، ويمكن استبدال الحلويات التي نشتريها وتحتوي على مواد ضارَّةٍ بصحَّتنا، بحلويات نعدُّها في البيت خالية من المواد الحافظة والكيماويات.

خطوات أخرى

  • التَّوعية للمخاطر: يجب على الأهل توعية الأطفال والمراهقين وتحذيرهم من مخاطر هذه الوجبات التي من الممكن أن تضر بصحَّتهم.
  • ممارسة الرِّياضة: إن ممارسة الرياضة يساعد على إفراز هرمون “الإندروفين” والذي بدوره يحد من الرَّغبة الشديدة لتناول الحلويات وهذه الوجبات.
  • تناول الوجبة قبل الخروج من البيت: في غالب الأحيان يعمد البعض إلى تناول هذه الوجبات السَّريعة بسبب عدم تناولهم وجباتهم الطَّبيعية في البيت، حيث إن الطعام المُعد في البيت صحِّيٌّ للجسم؛ وذلك لاحتوائه على الفيتامينات والمعادن اللازمة.