يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن القلب ، و وظيفة القلب ، و أجزاء القلب ، و أمراض واضطرابات القلب ، و نصائح للحفاظ على صحة القلب ، هو أحد الأعضاء المهمة والعجيبة في جسم الإنسان، فالقلب هو المحرّك الأساسي لجسم الإنسان، إذ إنّه المسؤول عن ضخ الدّم المحمّل بالأكسجين والمواد الغذائية والهرمونات وغيرها ممّا تحتاجه جميع خلايا الجسم إلى جميع أنحائه عبر شبكةٍ من الأوعية الدموية يبلغ طولها حوالي مائة ألف كيلومتر، فينبض القلب لدى الإنسان البالغ ما يقارب أيضاً مئة ألف نبضةٍ في اليوم الواحد أي ما يعادل أربعين مليون نبضةً خلال السنة الواحدة إن قمنا بحسابها في حالة الراحة، وبالتأكيد فإنّ القلب يقوم بهذه العملية بشكلٍ لا إراديٍّ وبصورةٍ منتظمةٍ من دون التوقف طيلة حياة الإنسان حتى أثناء النوم، فيبدأ القلب بالعمل في خلال مراحل تكون الجنين ولا يتوقف عن العمل إلّا عند الموت.

بحث علمي عن القلب

بحث علمي عن القلب
بحث علمي عن القلب

بحث علمي عن القلب

القلب (بالإنجليزيّة: Heart) هو الجزء الرّئيس لجهاز الدّوران في جسم الإنسان، وهو عبارة عن مضخّة تضخ الدّم إلى أجزاء الجسم المختلفة، والرّئتين. يوجد القلب في القفص الصّدري بين الرّئتين، ويكون مائلاََ قليلاََ نحو اليسار، ويستقرّ فوق عضلة الحجاب الحاجز التي تفصل الصّدر عن التجويف البطنيّ. يُقسَم القلب إلى نصفين مُنفصلَين تماماً، وهو مكوّن من أربع حجرات، ويحيط به كيس مليء بسائل يُسمّى غشاء التّامور.

وظيفة القلب

وظيفة القلب هي تزويد خلايا الجسم بما تحتاجه من أكسجين وغذاء، وتخليصها من ثاني أكسيد الكربون والفضلات النّاتجة عن عمليات الأيض، ويتمّ ذلك من خلال الدّورة الدّمويّة الصّغرى (بالإنجليزيّة: Pulmonary Circuit)، والدّورة الدّمويّة الكبرى أو الدورة الجهازيّة (بالإنجليزيّة: Systemic Circuit.

الدورة الدّمويّة الصُّغرى

يتلقّى الأذين الأيمن الدّم غير النّقي المُحمَّل بثاني أكسيد الكربون من أجزاء الجسم المختلفة عن طريق الوريد الأجوف العلوي، والوريد الأجوف السّفلي، وعند انقباض القلب يمر الدّم من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن الذي ينقبض بدوره فيضخ الدّم إلى الشّريان الرّئوي الذي يتفرع إلى شريان رئوي أيمن يصبّ الدّم في الرّئة اليمنى، وشريان رئوي أيسر يصب الدّم في الرّئة اليسرى، وفي الرّئتين يتم تبادل الغازات، فينتشر ثاني أكسيد الكربون من الدّم إلى الحويصلات الهوائيّة، وينتشر الأكسجين من الحويصلات الهوائيّة إلى الدّم، ثمّ يعود الدّم الغني بالأكسجين إلى الأذين الأيسر عن طريق الأوردة الرّئويّة، ومنه إلى البطين الأيسر، وبذلك تكتمل الدورة الدّمويّة الصّغرى.

الدورة الدّمويّة الكُبرى

ينتقل الدّم الغني بالأكسجين من البطين الأيسر إلى الشّريان الأبهر الذي يتفرّع إلى شرايين رئيسة وشرايين ثانويّة، تتفرّع بدورها إلى شعيرات دمويّة دقيقة تصل إلى أنسجة الجسم المختلفة حيث يتم تبادل المواد، فتنتقل الفضلات وثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الشّعيرات الدّمويّة، وينتقل الأكسجين والغذاء من الشّعيرات الدّمويّة إلى الأنسجة، بعد ذلك يعود الدّم من الشعيرات الدّمويّة إلى الأوردة الصّغيرة، ومنها إلى الأوردة الكبيرة، ثمّ عبر الوريدين الأجوفَين العلوي والسّفلي إلى القلب، ومن الجدير بالذّكر أن بعض أجزاء الجسم، مثل: الطّحال، والكبد، ونخاع العظام لا توجد فيها شعيرات دمويّة، بل جيوب يتمّ من خلالها تبادل الموادّ.

أجزاء القلب

يتكوّن القلب من الأجزاء الآتية:

  • جدار القلب: يتكوّن من ثلاث طبقات؛ الطّبقة الخارجيّة وهي النِّخاب، والوسطى وهي عضلة القلب، والطّبقة الدّاخليّة وهي الشَّغاف.
  • حُجرات القلب: يتكوّن القلب من أربع حجرات؛ حجرتين علويّتين تُسمّيان الأذينين، وحجرتين سفليّتين تُسمّيان البطينين.
  • الصّمامات: توجد في القلب أربعة صمّامات، تسمح بمرور الدّم باتجاه واحد فقط، وهي:
    • الصّمام التّاجي، أوالصّمام ثنائي الشّرفات (بالإنجليزيّة: Mitral Valve) الذي يوجّه الدّم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ويمنع رجوعه إلى الخلف.
    • الصّمام ثلاثي الشّرفات (بالإنجليزيّة: Tricuspid Valve) الذي يوجّه الدّم من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن، ويمنع رجوعه إلى الخلف.
    • الصّمام الأبهري، أو الصّمام الأورطيّ (بالإنجليزيّة: Aortic Valve) الذي يوجّه الدّم الذي يتمّ ضخه من البطين الأيسر إلى الشّريان الأبهر.
    • الصّمام الرّئوي (بالإنجليزيّة: Pulmonary Valve) الذي يوجه الدّم الذي يتم ضخّه من البطين الأيمن إلى الشّريان الرّئوي.
  • الأوعية الدّمويّة التي ترتبط بالقلب: وهي:
    • الشّريان الأبهر، أو الأورطيّ (بالإنجليزيّة: Aorta): أكبر الشّرايين في الجسم، ويتفرّع إلى شرايين أصغر تحمل الدّم المؤكسَد إلى أجزاء الجسم العلويّة والسّفليّة.
    • الشّريان الرّئوي (بالإنجليزيّة: Pulmonary Artery): الشّريان الذي يحمل الدّم غير المؤكسد من البطين الأيمن إلى الرّئتين.
    • الوريدان الأجوفان (بالإنجليزيّة: Venae Cavae): أي الوريدان الأجوفان العلوي والسّفلي، ويحملان الدّم غير المؤكسد من أجزاء الجسم المختلفة إلى القلب.
    • الأوردة الرّئويّة (بالإنجليزيّة: Pulmonary Veins): هي الأوردة التي تنقل الدّم المؤكسد من الرّئتين إلى القلب.

أمراض واضطرابات القلب

يُطلق مصطلح أمراض القلب على مجموعة الاضطرابات والمشاكل الصحية التي تصيب القلب بحدّ ذاته، وتُعدّ أمراض القلب أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً، فحسب الإحصائيات يُعزى ما يُقارب ربع حالات الوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإصابة بأحد أمراض القلب، وفيما يأتي بيان لأهم أنواع أمراض القلب:

  • أمراض القلب الخلقية: (بالإنجليزيّة: Congenital heart defect)، وهي التشوّهات أو الاضطرابات التي تكون ظاهرة على قلب المصاب منذ ولادته، ومنها:
    • ثقوب القلب: تتمثل هذه الحالة بوجود ثقب خلقي في القلب بين إحدى حجرتيه.
    • داء القلب الزراقي: (بالإنجليزية: Cyanotic heart defect)، وهي حالة تتمثل بوجود عيب خلقي في القلب يتسبّب في انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم.
  • اضطرابات نظم القلب: (بالإنجليزيّة: Arrhythmia) يُعدّ اضطراب نظم القلب أمراً شائعاً جداً ولا يثير القلق في أغلب الحالات، فكثيراً ما يشعر الفرد برفة أو تسارع دقات قلبه على سبيل المثال، إلّا أنّ حدوث اضطرابات نظم القلب على نحو متكرر أو مصاحبتها لإصابة عضلة القلب بالضعف أو التلف يُعدّ أمراً خطيراً، وقد يكون قاتلاً ويستدعي تلقي العلاج الطبي المناسب، وفي الحقيقة تحدث اضطرابات نظم القلب بسبب حدوث مشكلة في الإشارات الكهربائية التي تنظم دقات القلب، بحيث ينبض القلب على نسق غير منتظم، أو على نحو أسرع أو أبطأ من المعتاد، ونبيّن فيما يأتي أهم أنواع اضطراب نظم القلب:
    • تسرّع القلب؛ وهي حالة تتمثل بزيادة سرعة دقات القلب، بحيث تتجاوز الحدود الطبيعية.
    • بطء القلب؛ أي انخفاض سرعة دقات القلب عن الحدود الطبيعية، بحيث ينبض القلب بشكلٍ أبطأ من المعتاد.
    • الرجفان؛ (بالإنجليزيّة: Fibrillation)، بحيث ينبض القلب في هذه الحالة على نسق غير منتظم وغير طبيعي.
    • الانقباضات البطينية السابقة لأوانها (بالإنجليزيّة: Premature ventricular contractions).
  • مرض القلب التاجي: (بالإنجليزيّة: Coronary artery disease)، تزوّد الشرايين التاجية القلب بما يحتاجه من أكسجين ومواد غذائية، وفي حال تعرّض هذه الشرايين للضرر أو التلف فإنّ ذلك قد يحول دون حصول القلب على حاجته من الأكسجين والمواد الغذائية، ولعلّ أكثر أسباب مرض القلب التاجي شيوعاً هو تراكم الصفيحات المحتوية على الكوليسترول على جدران الشرايين التاجية متسبّبة في تضيّقها.
  • النوبة القلبية: تتمثل هذه الحالة بإعاقة أو انقطاع التروية الدموية عن أحد أجزاء عضلة القلب، وذلك بسبب تشكّل جلطة في أحد الشرايين التاجية أو حدوث تشنّج مفاجئ فيه.
  • فشل القلب: قد تتفاقم بعض أمراض القلب، وتزداد سوءاً مع مرور الوقت ليصاب الشخص بالفشل القلبي؛ وهو فقدان القلب لقدرته على ضخّ الدم بشكلٍ كافٍ لباقي أعضاء الجسم، سواءً كان ذلك نتيجة لعدم قدرته على تعبئة الدم أو الانقباض وضخ الدم بشكلٍ طبيعي وسليم.
  • أمراض صمامات القلب: تُفتح صمامات القلب وتُغلق بطريقة منظمة لتوجيه تدفق الدم عبر القلب بالاتجاه الصحيح، وفي حال حدوث أي عيب أو مشكلة في أحد هذه الصمامات، فإنّ ذلك يتسبب في حدوث خلل في التدفق الدموي السليم عبر القلب، ومن الأمثلة على الأمراض والمشاكل الصحية التي من الممكن أن تؤثر في صمامات القلب: حمّى الروماتزم، وارتفاع ضغط الدم، وبعض الأمراض والعيوب الخلقية، والإصابة بالنوبات القلبية أو أمراض القلب التاجية.
  • أمراض التامور: وهي مجموعة الأمراض والمشاكل الصحية التي تؤثر في غشاء التامور المحيط بالقلب، وغالباً ما يُعزى هذا النوع من الأمراض إلى إصابة التامور بعدوى فيروسية أو بكتيرية، أو بسبب الإصابة ببعض الأمراض الالتهابية، مثل: الذئبة (بالإنجليزيّة: Lupus) والتهاب المفاصل الروماتويدي، أو نتيجة تعرّض التامور لإصابة أو ضربة ما، وفي بعض الحالات قد يلتهب التامور بعد الخضوع لعملية قلب مفتوح.
  • اعتلال عضلة القلب: (بالإنجليزيّة: Cardiomyopathy)، وهو مرض يصيب عضلة القلب، بحيث يؤدي إلى تمدّدها، أو زيادة سمكها، أو صلابتها، ممّا قد يضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكلٍ سليم، ويمكن أن يحدث ذلك دون وجود سبب واضح ومحدد، أو نتيجة الإصابة ببعض الاضطرابات الجينية، أو التعرّض لعدوى فيروسية، أو بسبب تناول بعض أنواع الأدوية أو المواد السامة.

قد يهمك:

نصائح للحفاظ على صحة القلب

يُمكن التّقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب المُختلفة والوقاية منها عن طريق اتّباع مجموعة من النصائح والإرشادات، وفيما يأتي ذِكر لأبرزها:

  • اتباع نظام غذائي صحي، ويتضمّن ذلك تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الفواكه والخضروات، وتناول الحبوب الكاملة التي تحتوي على عناصر غذائيّة بصورةٍ أكبر مُقارنةً بالحبوب الطبيعيّة؛ بما في ذلك الألياف الغذائيّة وفيتامينات “ب” وفيتامين هـ والدهون الصحيّة، كما يُنصح أيضًا باختيار الدهون الصحيّة؛ حيث تُعدّ الدهون الأحاديّة غير المشبعة والدهون المتعددة كالأوميغا 3 والأوميغا 6 من أفضل أنواع الدهون.
  • الاستعاضة عن الملح بإضافة الأعشاب والبهارات المُناسبة إلى الطعام.
  • ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية.
  • المحافظة على الوزن الصحيّ.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنّب التعرّض للتدخين السلبي.
  • التحكّم بمستويات ضغط الدّم والكوليسترول لتبقى ضمن مداها المقبول.
  • السيطرة على التوتر وبالقلق.
  • زيارة الطبيب بشكلٍ دوري بهدف الخضوع لفحوصات القلب؛ خاصّة بعد بلوغ عمر 45 عام.