يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن الضغوط النفسية ، و تعريف الضغوط النفسية ، و أنواع الضغط النفسي ، و أعراض الضغوط النفسية ، و أسباب الضغوط النفسية ، و علاج الضغوط النفسية ، يتعرَّض الإنسان في حياته للكثير من التجارب، والخبرات المُتنوِّعة، فيتحتَّم عليه خَوضُ بعض التجارب القاسية وغير المرغوب فيها، والتي قد تتَّسم بالتحدّي، والقسوة، والصعوبة؛ ممّا يعني زعزعة التوازُن، والاستقرار النفسيّ، والجسميّ للفرد؛ وبالتالي التسبُّب له بالكثير من الاضطّرابات النفسيّة؛ نتيجة تعرُّضه للضغوط بشكل مُستمِرٍّ، أو مُبالَغٍ فيه؛ ممّا يُؤدّي إلى إمكانيّة وقوع الفرد تحت تأثير الإنهاك، والإرهاق، والإجهاد، والحالات الانفعاليّة المُبالَغ فيها؛ لذا فإنَّ تعلُّم أساليب، وطُرق، واستراتيجيّات مُواجَهة الضغوط النفسيّة، هي من الأمور التي لَقِيَت اهتماماً كبيراً في الوقت الحالي من قبل أخصّائيّي الصحّة النفسيّة، والمُهتمِّين بها.

بحث علمي عن الضغوط النفسية

بحث علمي عن الضغوط النفسية
بحث علمي عن الضغوط النفسية

قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) يمرّ الانسان في حياته بالكثير من الضغوط والأزمات والشدائد والمشقّات التي من شأنها أن تؤثر سلباً في حياته نفسياً وفسيولوجياً إذا لم يتهيأ ويتعلم الطرق والأساليب لتقبلها والتعامل البنّاء معها، كما تظهر أهمية التسليم والقناعة بأنه ليس هناك مناص ومفرٌّ من مرور الإنسان في مثل هذه الأزمات، وأنه من غير الممكن منعها جميعها من الحصول.

أما استجابات الأفراد لهذه الضغوط فإنها متفاوتة بحسب اختلاف مجالاتهم واتجاهاتهم، فبعض الأفراد قد يصاب بالحزن والتوتر عند التفكير بالقرارات المصيريّة كالزواج، والعمل وضغوطه المستمرة. وبعض الأشخاص يؤمن بأنّ تعرّض الإنسان للضغوط من فترة إلى أخرى يجعله أكثر قدرة وكفاءة على القيام بالمهام وإنجازها وأكثر جرأة على خوض التحديات والنجاح فيها، وبالتالي حصول الفرد على الشعور الإيجابي الذي يتبع هذا النجاح.

تعريف الضغوط النفسية

يُعرف الضغط النفسيّ أو الإجهاد على أنّه استجابة الجسم لأي مطالب تُفرض عليه، وقد تكون هذه المطالب متعلقة بالوظيفة، أو الوضع المالي، أو العلاقات، أو الجوع، أو المرض، وما شابه، ويُعتبر الضغط النفسي إحدى التجارب التي تُمكّن الإنسان من التعامل مع المواقف الصعبة، وقد يكون مُحفزاً لتخطي العقبات والبقاء على قيد الحياة، ويكون أداء الإنسان أفضل إذا كانت شدة الضغوط النفسية متوسطة، أما إذا ازدادت لتصبح شديدة أو في حال تعرَّض الإنسان للعديد من الضغوط النفسية في الوقت ذاته فإنّ ذلك يؤثر في أدائه بشكلٍ سلبي وقد يكون ذلك سبباً في التأثير في صحة الإنسان العقلية والجسدية.

أنواع الضغط النفسي

يمكن تقسيم الضغط النفسي إلى أنواع عدة، وذلك على النحو الآتي:

  • الضغط النفسي الحاد: ويُعتبر هذا النوع أكثر أنواع الضغط النفسيّ شيوعاً، ويستمر لفترات قصيرة من الزمن، ويرتبط حدوثه بالعديد من الحالات مع التفكير بالأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة أو بالأمور المرتبط حدوثها بالمستقبل القريب، وقد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالإنسان إلّا أنّ شدة الضرر تكون أخف من تلك التي يسببها الضغط النفسي المزمن، وإذا استمر هذا الضغط لفترات طويلة من الزمن فإنّه قد يتحول من حاد إلى مزمن، ويصاحب حدوث الضغط النفسي الحاد الشعور بالتوتر، والضيق، والصداع، إضافة إلى اضطرابات المعدة وذلك لفترات قصيرة.
  • الضغط النفسي الحاد النوبي: وفي هذه الحالة يُعاني الأشخاص من الإجهاد الحاد بشكلٍ متكرر، ويرتبط هذا النوع من الضغوط بالأشخاص الذين يشعرون بالقلق أكثر من اللازم أو أولئك الذين يترتب عليهم القيام بالعديد من الالتزامات ولا يملكون القدرة الكافية على التنظيم، وقد يؤثر هذا النوع من الضغوط في العلاقات، كما أنّه قد يتسبب بحدوث مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • الضغط النفسي المزمن: ويُعتبر هذا النوع هو الأكثر ضرراً بالأشخاص على المدى البعيد مقارنة بالأنواع الأخرى من الضغط النفسي، وقد يرتبط حدوث هذا النوع بالمشاكل الأسرية الدائمة أو الفقر، إذ إنّ الشخص قد يكون عاجزاً عن الهروب من المُسبّب أو إيجاد حلول له، وقد يعتاد العديد من الأشخاص على تلك الحالة بحيث لا يُلاحظ الآخرين ذلك، وقد تدفع تلك الحالة صاحبها إلى القيام بسلوكيات عنيفة، أو الانتحار، وتُعرّضه للإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.

أعراض الضغوط النفسية

تظهر على الفرد الذي يقع تحت وطأة الضغوط النفسيّة الكثير من الأعراض، وهي كالآتي:

  • الأعراض الجسميّة: وهي ردّات الفعل الفسيولوجيّة التي يستجيب لها الجسم للمثيرات المختلفة التي من شأنها أن تولّد حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار، ومنها ارتفاع عدد نبضات القلب وزيادة قوة خفقانه، وتشنّج العضلات المختلفة، بالإضافة إلى آلام المعدة والتعرّق الشديد والمستمر وسرعة النفس وضيقه.
  • الأعراض الذهنيّة: الضعف العام في التركيز ومواجهة الصعوبات في أداء العمليّات العقليّة.
  • الأعراض العاطفيّة والانفعاليّة: كسرعة الاستثارة والغضب والانفعال والقلق والتوتر، وقد تظهر بعض الانفعالات الباردة نسبيّاً التي تظهر في الحزن والإحباط والاكتئاب والانسحاب.
  • الأعراض السلوكية: والتي تظهر عند تعرض الفرد للضغوط كردة فعل للطاقة السلبية الكامنة ومحاولة تفريغها بالحركات الجسمية النمطيّة؛ كهزّ الركبة، وقضم الأظاهر، بالإضافة إلى التدخين وغيرها من العلامات، وإلقاء الأخطاء الشخصيّة على الآخرين.

أسباب الضغوط النفسية

إنّ معرفة السبب الرئيسيّ الذي أدى إلى حدوث الضغط النفسي تُعتبر الخطوة الأولى للتعامل مع هذه الحالة، وهناك العديد من الأسباب المتعلقة بالضغط النفسي، نذكر منها ما يلي:

  • الضغوط في المواقف المُهدّدة للحياة: وتتمثّل هذه الضغوط بتعرّض الإنسان لأشياء أو مواقف قد تؤذيه وقد تُهدّد حياته، وعندها يتسجيب الإنسان بالهروب أو المواجهة، ولعلّ هذا ما يُفسر أهمية الضغط النفسي في هذه الحالة لحماية النفس وإنقاذها.
  • الضغط البيئي: ويكون الضغط النفسي في هذه الحالة كرد فعل تجاه الأشياء الموجودة حول الشخص والتي تُسبّب له الإجهاد، ومثال ذلك الازدحام، والضوضاء، وضغوط العمل والأسرة.
  • الضغوط الداخلية: وتتمثل الضغوط الداخلية بقلق الإنسان وتوتره تجاه الأشياء التي لا تستحق التوتر والقلق، أو معاناته من استمرار التفكير والشعور بالقلق تجاه الأشياء التي لا يمكنه السيطرة عليها أو القيام بتصرف تجاهها، ولعل هذه الضغوط هي الأكثر قابلية للعلاج والحلّ.
  • الضغوط الناتجة عن الإنهاك في العمل: هناك مجموعة من الأمور المتعلقة بالعمل، أو المدرسة، والتي قد تسبب الضغط النفسي، ومنها:
    • العمل لفترات زمنية طويلة.
    • القيام بالأعمال الصعبة.
    • عدم القدرة على إدارة الوقت جيداً.
    • عدم منح الجسم الوقت الذي يحتاجه من الراحة والاسترخاء.

قد يهمك:

علاج الضغوط النفسية

  • زيادة الايمان بالله تعالى والالتزام بتأدية الصلاة وقراءة القرآن الكريم، فهذا يساعِد على الاسترخاء وعدم التفكير بالأمور السلبيّة، وتقبّل الأمور بأن كل شيءٍ بيد الله تعالى، وما على الشخص إلّا الأخذ في الأسباب.
  • تغيير طريقة التفكير بالضَّغط النفسي وبمسببه، فالتفكير بطريقةٍ إيجابية والتركيز على إيجابيات أي أمرٍ من شأنه أن يغيِّر من تأثير الضَّغط النفسي وعلاجه.
  • المحافظة على التواصل مع الناس وبناء العلاقات الاجتماعيّة فالجلوس مع الناس والتحدّث معهم يساعد من خروج الشخص من دائرة الضَّغط النفسي.