يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن الزواج المبكر ، و تعريف الزواج المبكر ، و أسباب الزواج المبكر ، و أضرار الزواج المبكر ، و معدلات وأماكن انتشار الزواج المبكر في العالم ، و آليّات التعامل مع الزواج المبكر ، الزواج المبكر هو الزواج الذي يتم بين شاب وفتاة لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر ، سواء أكان ذكراً أو أنثى لم يبلغ هذا السن بعد ، وكلاهما يقع تحت مسمى الطفولة ، لذا فهما غير مؤهلين. لتحمل مسؤوليات الزواج. فيما يلي بحث علمي عن الزواج المبكر.

بحث علمي عن الزواج المبكر

بحث علمي عن الزواج المبكر
بحث علمي عن الزواج المبكر

يُعدّ الزواج المُبّكر مغامرةً يخوضها العديد من الأشخاص في شتّى الدول، ولكنْ بنسب متفاوتة وتختلف من دولة لأخرى، ويعود ذلك التفاوت إلى عادات وتقاليد وأعراف تلك البلد؛ وذلك لأنّ الزواج المبكر في كثيرٍ من البلدان يُعدّ مطلبًا أساسيًا، أمّا في بلدان أخرى فهو نادر الحدوث، وفي حال حصل ذلك فإنها تكون تجربةً ومغامرةً لا ندري إنْ كانت ستنجح أو تفشل.

تعريف الزواج المبكر

يُعرّف الزواج لمُبكّر أو ما يُسمّى بزواج الأطفال على أنّهُ الزواج الذي يكون فيه عمر أحد الطرفين أو كليهما دون سن 18 عاماً، أو لم يبلغا سن الرشد المحدد في الدولة، ويُعدّ الزواج المُبكّر أحد أنواع الزواج القسري، حيث إنّ أحد الطرفين أو كليهما لا يملك الحريّة الكاملة في الموافقة، أو لا يُظِهر موافقةً صريحةً على الزواج، حيث إنّه لا يمتلك القدرة على تحديد الشريك المناسب له.

لا سيّما أنّ أسباب عدم القدرة على الموافقة قد تختلف من شخص لآخر، وذلك لعدّة عوامل منها؛ معدل النمو الجسدي، أو النفسي، أو الجنسي، أو العاطفي، أو قد يفتقد أحد الطرفين إلى خبرات الحياة التي تُمكّنه من اتخاذ القرار المناسب.

وفي كثير من الأحيان، تُعدّ الفتيات الصغيرات هنَّ الأكثر تأثّراً بظاهرة الزواج المُبكّر، حيث إنّ بعض الأسر تفرض على الطفلة شريك حياتها المستقبلي منذ ولادتها، فما إن تصل إلى سنّ تستطيع فيه الإنجاب حتّى يتمّ تزويجها فوراً.

أسباب الزواج المبكر

الفقر

تميل العائلات الفقيرة إلى القيام بما يشبه بيع أطفالها للزواج، ويكون ذلك إما لتسوية الديون المتراكمة عليها، أو للحصول على بعض المال، أو للتخلص من حالة الفقر التي يعيشون فيها، علماً أنّ زواج الأطفال يزيد من نسبة الفقر في الحقيقة، وذلك لأن الفتيات اللواتي يتزوجن في عمر مبكر لا يتلقين تعليماً جيداً، بالإضافة إلى أنهنّ لا يشاركن في مجالات العمل المختلفة.

العادات والتقاليد

وفقاً للدراسات التي أُجريت مع مجموعة من الأشخاص، فإنه من أهم أسباب الزواج المبكر هو المحافظة على اسم العائلة العريق، والمكانة الاجتماعية الجيدة، حيث إن نجاح الأطفال بالنسبة للرجال على وجه الخصوص بحسب العادات والتقاليد، هو مقياس لرجولتهم، ولمكانتهم الاجتماعية، ويعتمد نجاح الإناث على قدرتها على تأسيس زواج ناجح، وربط اسم عائلتها بعائلة أخرى، وبالتالي تقوية اسم كلا العائلتين.

عدم المساواة بين الجنسين

تعتبر القيم والمعتقدات المجتمعية العميقة الجذور، والقيمة القليلة التي تُمنح للفتيات، والرغبة في السيطرة على المرأة، من أُسس الزواج المبكر، وتبين العديد من المجتمعات توقعات الفتيات بأن عليهن أن يصبحن زوجات وأمهات، ومع وجود فرص محدودة للتعليم والعمل، فإنه لا توجد الكثير من البدائل لهذا القرار، وحتى لو توفرت فرص العمل، فإن الآباء لا يعتقدون أنه من المفيد تعليمهم الفتيات، ويُعتقد أن الفتيات الأصغر سناً سيكن أكثر طواعيةً.

القوانين غير الملائمة

يوجد العديد من الدول في العالم، مثل باكستان، التي تمتلك قوانين ضد زواج الأطفال، ولكن لا يتم فرض تطبيق هذه القوانين، ولكن في أفغانستان مثلاً، تم كتابة قانون جديد في قانون البلاد لتمكين المجتمعات المختلفة فيها من فرض رؤيتها الخاصة فيما يتعلق بقانون الأسرة، وذلك يشمل السماح بزواج الأطفال.

نقص التثقيف الجنسي

بالرغم من الانفتاح الهائل للعالم الحديث الذي يفتقر للقواعد والقيود، إلا أن فئة الشباب لا تتلقى دائمًا تعليمًا كافيًا حول موضوع العلاقات الجنسية، كما تحظر معظم الدول عمليات الإجهاض، ولمنع المسؤولية القانونية وللتهرب من العقاب يُلزم الشباب بالزواج، حتى لو كان يُعتقد أن أحد الشريكين صغير جدًا على تحمل مسؤولية الزواج.

نوع من العصيان

عادةً ما يتأثر الشباب بالميولات الحديثة والتقليد الأعمى للأفلام وقصص المسلسلات، والرغبة في أن يكونوا مثل المشاهير الشباب الذين تزوجوا مؤخرًا، علاوة على ذلك، يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم مثل روميو وجولييت، اللذان وجدا حبًا واحدًا طوال الحياة، فيقررون الهروب ويتزوجون سرًا، في نوع من خرق للمحظورات والقوانين.

تكريمًا للأسلاف وحمايةً لشرف العائلة

في بعض القبائل والمجتمعات يعتقد الآباء أن تزويجهم لابنتهم في سن مبكرة جدًا دلالةً على العفة، وأنهم يحافظون على كرامتهم وشرفهم، بالإضافة إلى أن البعض يزوجون أبنائهم بعمر صغير بسبب العادات المتأصلة في أسلافهم.

أضرار الزواج المبكر

يتّجه الكثير من الناس إلى الزواج المبكر رغبةً في الاستقرار، وإقامة بيت مُستقلّ، ولكنّهم يجهلون عواقب هذا الزواج، والمشاكل الناتجة عنه، وفيما يأتي تفصيل لأضرار الزواج المبكر:

الأضرار العامة للزواج المبكر

وفيما يأتي أبرز الأضرار الناتجة عن الزواج المبكر:

  • تحمّل المسؤولية في سن صغيرة جداً؛ إذ إن المسؤوليّة تكون كبيرةً عند تكوين الأسرة، وتتضاعف عند إنجاب الأطفال، خاصّةً عند عدم وجود شخص بالغ لتقديم النصح والتوجيه.
  • تخطّي مرحلة مهمّة من مراحل الحياة، وهي مرحلة المُراهقة التي تبدأ فيها الشخصيّات بالتشكّل، واستكشاف الحياة، مما يؤثر على شخصية الأفراد وتفكيرهم.
  • التأثير السلبي للحمل على صحّة الفتاة في سن مُبكّرة.
  • احتماليّة انهيار الزواج بسبب الجهل، وعدم القدرة على التكيُّف.
  • صعوبة إكمال التعليم نتيجة زيادة المسؤوليّات.
  • عدم الحصول على فرص عمل جيّدة، وذلك بسبب مُستويات التعليم المُنخفضة للمُقبلين على الزواج المُبكّر.
  • مواجهة صعوبة في تربية الأطفال، وذلك لنقص الإلمام الكافي بأساليب التربية.

تأثير الزواج المبكر على صحة الفتاة

تكون الفتاة المتزوجة مبكرًا غير مُدركة لحقوقها وصحّتها الإنجابيّة في عُمر لا يزال فيه جسدها في طور النمو، وعندما لا تكون مُهيّئةً بدنيّاً وعاطفياً للحمل، فإنها تُصبح عرضةً لخطر الوفاة أثناء الولادة أكثر، بالإضافة إلى الأمراض التي قد تُرافق الحامل ولا يتحمّلها جسد فتاة في عمر المُراهقة، ونظراً لتفشّي الجهل، وغياب تنظيم الأسرة، فقد تتعرّض المرأة لحالات حمل مُتكرّرة تُصاحبها مُضاعفات صحيّة خطيرة.

معدلات وأماكن انتشار الزواج المبكر في العالم

هناك بعض الآليّات المناسبة للتعامل مع ظاهرة الزواج المُبكّر، وهي كالآتي:

نشر الوعي

فقد أقام صندوق الأمم المتحدة للسكان “UNFPA” برنامج “العمل من أجل المراهقات” الذي يشمل 12 دولة في كلّ من آسيا، وأفريقيا، وأمريكيا اللاتينية، يهدف إلى تعليم الفتيات حقوقهنّ التي تتضمّن الحق في التعليم، والصحة، والحق في العيش في مكان آمن خالٍ من العنف، وحق الكرامة، والحق في اختيار شريك الحياة كأيّ إنسان بالغ.

كما تتلقّى الفتيات أيضاً برامج تخصّ الصحة الإنجابية، وتدريبات تشمل المهارات الحياتية؛ كمهارة التفاوض التي يُمكن أن تُساعد على إقناع الأهل عن صرف النظر عن أمر الارتباط لفترة معينة أو حتّى رفضه، حيث أصبحن هؤلاء الفتيات قدوةً في مجتمعاتهنّ يُعبّرن عن الفتاة المراهقة المتعلمة، أملاً في أن يكون هذا الوضع الطبيعي لجميع الفتيات في ذات السن.

فرض القوانين والتشريعات

حيث أصدرت معظم دول العالم قوانين صارمةً ضدّ زواج الأطفال، وفرضت العقوبات اللازمة في تجاوز هذه القوانين، ولكنّ خوف الآباء على بناتهم أضعف هذه القوانين بعض الشيء، فادّعى الأمر إلى إيجاد حلول لجذور ظاهرة الزواج المُبكّر من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين، وإنهاء مشكلة الفقر عن طريق بناء شبكة أمان اجتماعي تحمي الفتيات وذويهنّ، وزيادة فرص التعليم، وتقديم الخدمات الصحية، وتوفير فرص العمل.

إنشاء حملات جماهرية

وذلك من خلال جذب انتباه جميع سكّان العالم والحكّام العالميين، حيث تمّ نشر عواقب الزواج المُبكّر التي يُعاني منها الكثير من الشباب من خلال حملات عالمية، والدعوة لوضع قضية زواج الأطفال ضمن مرتبة ذات أولوية على المستوى الدولي، ففي عام 2015م دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إظهار الدعم ورفض الزواج المُبكّر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

إنشاء خطط طوارىء

وذلك من خلال تقديم المساعدة اللازمة لمن يُعاني من آثار الزواج المُبكّر أو الزواج القسري، عن طريق تقديم المساعدة القانونية من خلال تلقّي الحماية، أو الانفصال القانوني، أو الطلاق، أو البتّ في أمر الحضانة في حالة وجود أطفال، كما يُمكن تقديم الخدمات الاجتماعية، أو تأمين سكن آمن في حالات الطوارىء.

إنشاء مراكز توعوية للمقبلين على الزواج

حيث تستهدف هذه المراكز الشباب في مرحلة ما قبل الزواج، بدعم من منظمات المجتمع المحلي، لإيجاد حلول لمشاكل الشباب في سن المراهقة؛ كالمساعدة في إيجاد فرص عمل مناسبة لهم، وتقديم دورات تأهيل ما قبل الزواج تهتم بالأسرة، وتوضّح أهميتها، وكيفية التعامل مع الزوجة واحترامها، وطرق تأمين سبل العيش في المستقبل.

أمّا بالنسبة للزوجة فتُقدّم هذه المراكز توعيةً تخصّ الفتيات الصغيرات في كيفية تحمّل مسؤولية الزواج، واحترام الزوج، وطرق التربية الصالحة، وأمور تربوية أخرى، بالإضافة إلى التوعية الصحية، والنفسية، والاجتماعية، وغيرها من الأمور التي تهمّ المرأة المتزوجة.

الاهتمام بترابط الأسرة

يؤدّي الحثّ على تماسك الأسرة من خلال بناء أسرة متكاملة مترابطة متفاهمة إلى انخفاض عدد الفتيات المتزوجات في سن مُبكّرة.

قد يهمك:

آليّات التعامل مع الزواج المبكر

ينتشر الزواج المُبكّر في المناطق الريفية بشكل أكبر من المناطق الحضرية، ومن جهة أخرى هناك اختلاف بانتشار الزواج المُبكّر بين المجتمعات الطائفية والقبلية، حيث وجد انخفاض معدل زواج الأطفال عند بعض الجماعات القبلية مقارنةً مع الجماعات الأخرى.

حقّقت دول جنوب أفريقيا في الصحراء الكبرى تحديداً أعلى مستوى من انتشار الزواج المُبكّر بنسبة تبلغ 4 من كلّ 10 شابات تزوجن تحت سن 18، تليها دول جنوب آسيا حيث بلغ عدد 3 شابات من أصل 10 قد تزوجن قبل سن 18، أمّا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بلغت نسبة الزواج المُبكّر 25%، وفي دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 18%، و أخيراً في أوروبا الشرقية ودول آسيا الوسطى بلغت النسبة 11%، كما أنّ هناك اختلاف جغرافي في الدول التي تنشر فيها زواج الفتيات عن تلك الدول التي ينتشر فيها زواج الأولاد في سن مُبكّر.

وقد وثّقت منظمة اليونيسيف لعام 2019م العدد الكلي الذي يضم عدد الذكور والإناث الذين تزوجوا دون سن 18 حيث بلغ 765 مليون حالة، ووصل عدد المتزوجين من الأولاد والرجال الذين سبق لهم وتزوجوا دون سن 18 إلى 115 مليون حالة، وتُشكّل جمهورية أفريقيا الوسطى أعلى نسب لانتشار زواج الأطفال الذكور حيث بلغت النسبة فيها 28%، تليها نيكاراغوا بنسبة 19%، وأخيراً مدغشقر بنسبة 13%.

لا يقتصر الزواج المُبكّر على المجتمعات الفقيرة، فالواقع يُثبت أنّ الزواج المُبكّر ظاهرة انتشرت في جميع أنحاء العالم على اختلاف القارات، والثقافات، والأديان، والمستوى الاقتصادي سواء الدول الفقيرة أو الدول الغنية، إلّا أنّه ينتشر بنسب أكبر في الدول النامية كوّن الفقر أحد الأسباب الرئيسية له، حيث إنّ حوالي فتاة واحدة من أصل 3 فتيات في العالم النامي تزوجن دون سن 18، فالفتيات حققن الغالبية في الزواج دون سن 18 حيث وصلت النسبة إلى 82%، ففي كلّ عام تتزوج 12 مليون فتاة دون سن البلوغ دون أيّ استعداد جسدي أو حتّى عاطفي.

انخفض معدل الزواج المُبكّر بشكل كبير في دول جنوب شرق آسيا خلال العشر سنوات الماضية، فتحوّلت النسبة من 50% إلى 30%، حيث كان لدولة الهند تحديداً الدور الأكبر في هذا التقدّم، ويعود سبب ذلك إلى الاستراتيجيات التي تبنّتها الحكومة الهندية من خلال زيادة معدل التعليم للفتيات، وزيادة الاستثمارات التي تستهدف فئة المراهقات، وبثّ رسائل توعوية على المستوى الوطني تستنكر شرعية زواج الأطفال وتوضّح مدى ضرره.