يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن الزراعه ، و أهمية الزراعة ، و أنواع الزراعة ، و التغيرات التي طرأت علي الزراعة ، و التقدم التكنولوجي في مجال الزراعة ، تُعدّ الزراعة أهم مقوّم من مقوّمات الحياة على وجه الأرض، فهي من المصادر الأساسية التي يحصل من خلالها الإنسان على المواد الغذائيّة الخاصّة به، وبالتالي تكفل له البقاء على قيد الحياة، يُضاف على ذلك أنّ الزراعة حرفة وفن من الفنون التي يقوم بها الإنسان للحصول على الإنتاج النباتي والحيوانيّ. فيما يلي بحث علمي عن الزراعه.

بحث علمي عن الزراعه

بحث علمي عن الزراعه
بحث علمي عن الزراعه

بحث علمي عن الزراعه

الزراعة أو الفلاحة هي عملية إنتاج الغذاء، العلف، والألياف وسلع أخرى عن طريق التربية النظامية للنبات والحيوان. كلمة زراعة تأتي من “زَرَعَ” الحبً زرْعاً أي بَذَرهُ، وحرَثَ الأرض للزراعة أي هيئهَا لبذَر الحبً.

قديماً الزراعة كانت تعني “علْمُ فلاحة الأراضي” فقط ولكن كلمة زراعة الآن تغطي كما سبق الذكر كل الأنشطة الأساسية لإنتاج الغذاء والعلف والألياف، شاملة في ذلك كل التقنيات المطلوبة لتربية ومعالجة الماشية والدواجن.

وقد جاءت الإحصائيات والاستبيانات لتؤكد أن اثنان وأربعون في المائة من العاملين في العالم يشتغلون في مجال الزراعة، جاعلين الزراعة أكثر الوظائف شيوعاً بلا استثناء.

تعريف الزراعة

يمكن تعريف الزراعة بأنّها مجموعة من العمليات والممارسات العلميّة المدروسة، التي يتمّ فيها تطويع الأرض لإنتاج قدر وافر من المحاصيل النباتية والثروة الحيوانية، ولا يقتصر دور هذه العمليات عند هذا الحدّ بل يهدف في ذات الوقت إلى حماية الأرض من التدهور والاستخدام غير المسؤول.

أهمية الزراعة

تتمثّل أهمية الزراعة في الأمور الآتية:

  • تغطية احتياجات الإنسان المختلفة: تُعتبر احتياجات الإنسان إلى الغذاء والملبس والمسكن من الاحتياجات الضرورية التي تجعله على قيد الحياة، وتعمل الزراعة على إمداد الإنسان بكافّة هذه الاحتياجات بالقدر الكافي، كما وتعتبر الخضار والفواكه الناجمة عن عملية زراعة الأشجار من مصادر الغذاء الرئيسية للإنسان والحيوان فهي تحتوي على الكثير من الألياف الطبيعية والفيتامينات المتنوّعة التي تحتاجها الكائنات الحيّة.
  • توفير الأعلاف الحيوانية: يوجد عدّة أنواع من الفواكه والخضار التي تزرع خصيصاً لتوفير علف للحيوانات مثل الماشية والدواجن، حيث أوردت جمعية صناعة الأعلاف الأمريكية بوجود أكثر من 900 مكوّن من الأعلاف من زراعة أشجار الفواكه والخضار، والتي من بينها؛ التبن والقش والحبوب مثل البقوليات وغيرها.
  • إنتاج المطاط الطبيعيّ: تُساعد الزراعة على توفير كميّات جيّدة من مادّة المطاط الطبيعيّ، والتي تُعتبر من المواد الأوليّة للكثير من استخدامات الإنسان المختلفة، وتشتهر كل من؛ تايلاند، وأندونيسيا، وماليزيا، بصناعة المطاط الطبيعيّ حيث بلغ نسبة إنتاجهم قُرابة 90% من نسبة الإنتاج حول العالم.
  • توفير القطن: تُستخدم مادّة القطن في إنتاج الملابس وغيرها من الاستخدامات التي يحتاج لها الإنسان، حيث تتم زراعة القطن في بيئة تصلح لذلك ومن ثم حصاده ومعالجته وغزله ليصبح في النهاية مادة صالحة للاستخدام، وزراعة القطن مشروع رائد حيث يشكّل القطن ما نسبته 31% من جميع أنواع النسيج المستخدمة على مستوى العالم.
  • إنتاج الوقود الحيويّ: يوجد العديد من المنتجات الزراعيّة التي تُسهم في إنتاج الوقود الحيويّ، مثل: الذرة، وفول الصويّا، وقصب السكر، والطحالب، لذا تُسهم زراعة هذه الأنواع من المحاصيل في وجود الوقود الحيويّ الذي يُمكن استخدامه في العديد من المجالات المختلفة.
  • إنتاج المنتجات الصناعية والدوائية:تُساهم الزراعة في إمداد الصناعات بالمواد الأوليّة التي تدخل فيها مثل؛ المشتقات الصناعيّة لبعض النباتات، والزيوت النباتية التي تدخل في صناعة مركّبات الأدوية المختلفة، وقبل تطوّر صناعة المركّبات الدوائية كانت تستخدم النباتات في الأصل قديماً في علاج الكثير من الأمراض وهي في صورتها الأوليّة.

أنواع الزراعة

تتمثّل أنواع الزراعة في الآتي:

  • زراعة الكفاف

سميّت هذه الزراعة بالكفاف لأنّ هدف المزارع الحصول على ما يكفيه من الغذاء هو وأسرته، أمّا في حين كان هناك فائض في الإنتاج فيتم بيعه في السوق المحليّة، وتحتاج زراعة الكفاف عمالة كثيرة لأنّها تعتمد على الطرق التقليدية والأدوات اليدوية البسيطة.

  • زراعة القطع والحرق

هذا النوع من الزراعة كان موجوداً قديماً في غالب قارّات العالم، بحيث يتبّع غالب المزراعين نمطاً مشتركاً، حيث يتم قطع معظم الأشجار والشجيرات في مكان صغير نسبياً في الغابات، ثمّ تُترك لتجف، و في غضون أيام قليلة يتم حرق النباتات الذابلة لوضع المغذيّات في التربة استعداداً للزراعة.

  • الزراعة المكثّفة

هينظام زراعيّ يعتمد على استخدام كميات كبيرة من العمالة ورأس المال بالنسبة لمساحة الأرض، بالإضافة إلى استخدام الأسمدة ومبيدات الحشرات ومبيدات الفطريات ومبيدات الأعشاب لزراعة المحاصيل.

  • الزراعة العضويّة

هي نظام زراعيّ يُستخدم لمكافحة الآفات القائمة على البيئة والأسمدة البيولوجية المشتقة إلى حد كبير من النفايات الحيوانية والنباتية ومحاصيل الغطاء المثبتة للنيتروجين.

  • الزراعة الموسّعة

هي الزراعة التي تعتمد بشكل أساسيّ على الخصوبة الطبيعية للتربة والتضاريس والمناخ ووفرة المياه، وبالتالي يؤدي إلى الاعتماد على عمالة قليلة ورأس مال قليل أيضاً.

التغيرات التي طرأت علي الزراعة

شهد القرن العشرون تغييرات ضخمة في الممارسات الزراعية، خصوصاً في مجال الكيمياء الزراعية. الكيمياء الزراعية تتضمن تطبيقات الأسمدة الكيميائية، المبيدات الحشرية الكيميائية(راجع مكافحة الآفات)، المبيدات الفطرية الكيميائية، تركيب التربة، تحليل المنتجات الزراعية، والاحتياجات الغذائية لحيوانات المزرعة. بداية من العالم الغربي، الثورة الخضراء قامت بنشر الكثير من هذه التغييرات إلى المزارع حول العالم، بنسب نجاح مختلفة.

من التغييرات الحديثة في الزراعة: الزراعة بدون تربة، تربية النبات، التهجين، المعالجة الوراثية، إدارة أفضل لمغذيات التربة، ومكافحة حشائش محسُنة. لقد أنتجت لنا الهندسة الوراثية محاصيل لها سمات تفوق النباتات الموجودة طبيعياً، كالحاصلات الأكبر ومقاومة الأمراض. البذور المعُدلة تنبتَ أسرع، وذلك يمكننا من تنميتها في مساحة نمو ممتدة. الهندسة الوراثية للنباتات موضوع مثير للجدل خصوصاً في حالة النباتات المقاومة لمبيدات الحشائش.

يقوم المهندسون الزراعيون بتطوير خطط للري، الصرف، الصيانة والهندسة الصحية، وذلك يكون ذو أهمية شديدة في المناطق الجافة عادة والتي تحتاج لري مستمر، وأيضاً في المزارع الكبيرة.

التعبئة، المعالجة، وتسويق المنتجات الزراعية هي أنشطة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعلم. طرق التجميد السريع والتجفيف قامت بتوسيع السوق للمنتجات الزراعية.

وكان الإنسان البدائي يعيش على الجمع والالتقاط والصيد وعندما توقف هطول الأمطار وبدأت النباتات تجف وأصبحت الغابات صحاري هبط المصري القديم إلى وادي النيل وبدأ في الاستقرار ومن هنا بدأت الزراعة على ضفاف النيل

خلال العصور الوسطى، قام المزارعون المسلمون في شمال إفريقيا والشرق الأدنى بتطوير ونشر التقانة الزراعية والتي تتضمن نظم الري المبنية على مبادئ الهيدروليكي والهيدروستاتيك، واستخدام الماكينات مثل السواقي، وماكينات رفع الماء، والسدود، والخزانات.

وقد قام المسلمون بكتابة كتب إرشادية زراعية ولكن تطبيقها مكاني(أي يجب تعديلها حتى تناسب مناطق أخرى)، وكانوا السبب في الانتشار الواسع للمحاصيل مثل: قصب السكر، الأرز، الموالح، المشمش، القطن، الخرشوف، الزعفران، وقام المسلمون أيضا بجلب اللوز، والتين، ومحاصيل تحت استوائية مثل الموز إلى إسبانيا.

قد يهمك:

التقدم التكنولوجي في مجال الزراعة

  • الزراعة بالميكروويف: في الإمكان أن تنمو الفراولة والخوخ، والعديد من نباتات الزينة، في بيوت محمية، تدفئها الموجات متناهية القصر Microwave. وبذلك، أصبح العالم أمام فتح جديد، يمكن أن يطبق تكنولوجيا جديدة لزراعة الصحارى، القاحلة. وقد حقق المخترع البريطاني، وليام جونسون William Johnson، الريادة في تقنية زراعية جديدة، يمكن أن تحدث ثورة في مجال زراعة المحاصيل والنباتات، في أيّ مكان في العالم. يسمى الابتكار أنظمة الزراعة المتقدمة، وعماده تغطية أسطح ألواح البلاستيك، التي تبنى بها الصوبة، بطبقات ناعمة من معادن مختلفة. وينجح هذا النظام عندما تكون درجة الحرارة عالية. وباستخدام تقنية الميكروويف، تسخن موجاته النباتات، من دون الجو المحيط بها، ومن دون أن تحرق النبات؛ وتحفزه على النمو. وسيكون التعامل مع هذه الصوبات مأموناً جداً.
  • الجينات والزراعة
    • ري القمح بماء البحر: نجح العلماء في ري القمح، بماء البحر وذلك بنقل جينات نبات الشيلم عالي البروتين إلى نبات القمح، فينتج محصول جديد، أُطلق عليه اسم قمحليم، قادر على النمو في الأراضي منخفضة الخصوبة، ويحتاج إلى قليل من الأسمدة، ويتحمل المياه مرتفعة الملوحة.
    • زراعة جينية: يضطلع النبات بعملية التمثيل الضوئي، للحصول على غذائه، فيمتص النبات الماء من خلال جذوره، وثاني أكسيد الكربون والضوء من الجو، ليستخدم ذلك، بعد تفاعلات عديدة بالبلاستيدات الخضراء في الورقة، لإنتاج الغذاء. وقد أُجرى العديد من التجارب معملياً، لاستخدام هندسة الجينات في تحقيق التمثيل الضوئي المستمر؛ لأن ذلك يتيح للنبات تكوين كمّ أكبر من المواد الغذائية. وكذلك تكوين بلاستيدات خضراء في جينيوم الأجزاء غير الموجود بها، أو التطعيم للجينات المولدة للطاقة الكيماوية مباشرة، من دون الحاجة إلى الطاقة الضوئية. وقد حققت التجارب نسبة نجاح جيدة.
    • إنتاج غذاء متكامل والتخصص الغذائي: بعد التقدم، الذي شهدته تقنية الجينات، اتجه فكر علماء التغذية والنبات، إلى استخدام تقنية الحمض النووي في إنتاج بعض الثمار المحتوية على كلّ أو أغلب العناصر الغذائية، بدلاً من ثمار تحتوى على نوع معين من السكريات والبروتينات والفيتامينات مثلاً. كما اتجه العلماء في أبحاثهم على الأغذية الحيوانية، إلى التخصص الغذائي؛ فكل حيوان مخصص بإنتاج نوع معين من الغذاء، فثمة ما يختص ، مثلاً، بإنتاج اللحوم وآخر بإنتاج الألبان، وثالث بإنتاج الفراء؛ وذلك باستخدام الهندسة الوراثية، التي تستثير الهرمونات المنبهة للغدد الثديية لإفراز اللبن.
    • إنتاج مواد النكهة والرائحة والطعم: تستخدم تقنية الحمض النووي المطعم في إيلاج بعض الجينات، الخاصة بالنكهة والرائحة والطعم، سواء كانت طبيعية أو مستنسخة، في الحمض النووي الخاص بالعديد من الثمار والنباتات، لتعطى رائحة ما أو طعما ما مفضلَين. وكذلك في إدخال رائحة جديدة للزهرة، ما يساعد على التلقيح، وتعديل جينيوم الزهرة بجين مفرز للمواد ذات الرائحة، الجاذبة لنوع معين من الحشرات الناقلة لحبوب اللقاح.ويساعد ذلك على رفع نسبة التكوين ألثمري، بما يوفر الغذاء.
    • التكوين الجيني والنمو: يمكن استخدام تقنية الحمض النووي في توجيه عمليات التكوين الجيني والنمو؛ لتنشيط عمليات الأخير، وتقصير فترة الأول؛ ما يؤدى إلى تسارع نمو النبات، وإنتاج الكثير من الحبوب والثمار ذات الحجم الكبير، وبمعدل نمو يقلّ عن نظيره الطبيعي.
    • التسميد الذاتي: تستضيف جذور بعض النباتات، كالبقوليات، بكتريا العقد الجذرية، التي تثبت النيتروجين الجوى، ليستفيد منه النبات، بصفته سماداً آزوتياً. وقد استطاع العلماء كشف التتابع الوراثي لبكتريا التأزت، ومن ثم صناعة الجينات الخاصة بهذه التتابعات، وتطعيمها في الحمض النووي للعديد من النباتات، التي تحتاج إلى سماد آزوتي. وهناك مشروع بين شركات التسميد في العالم وشركات الهندسة الوراثية، لإنتاج مخصبات ذاتية؛ إلا أن تطبيقها على مساحات شاسعة، ما زال متعثراً. ويأمل العلماء التغلب على المشاكل، التي تواجههم، لتلافي تصنيع المخصبات الكيماوية، والتلوث البيئي الناتج من إضافة تلك المخصبات إلى التربة.
    • مكافحة الآفات: اكتشف علماء الهندسة الوراثية، أن بعض النباتات، تفرز أنسجتها مواد كيماوية قاتلة للآفات، أو منفرة، مطاردة لها. وهذه المواد تتكون تحت توجيه من جينات محددة بشفرة معينة، تجعل الأنسجة تنتجها. وفي مراحل تالية، اكتشف تلك الشفرات، واستنسخت، ولقح جينيوم نبات آخر بالجينات المستنسخة؛ وبحصول هذا النبات على الجين، أمكنه إفراز مواد قاتلة للآفات التي تعتريه.
  • استخدام الروبوت في الزراعة: بدأ، في أواسط الثمانينيات، اتجاه إلى استخدام الروبوت في الزراعة؛ للحفاظ على معدل نمو الإنتاج الزراعي؛ فسُخِّر في تمهيد التربة وتسميدها، والحرث، واجتثاث الحشائش، ورش المبيدات، ونثر الأسمدة، وجني الفواكه من الحدائق؛ وأعمال الحصاد الانتقائية، مثل: البطاطس والكرنب، والطماطم والخيار. ويتميز الروبوت بإمكانية تعرُّف الفواكه الناضجة من غيرها، ويستطيع جني الجذور المائية من تحت سطح الماء. وقد ابتُكر روبوت صديق للفلاح، يطهر الأرض، بالقضاء على الآفات
  • الزراعات المحمية والحاسب: يقصد بالزراعة المحمية للخضراوات إنتاجها في منشآت خاصة، تسمى الصوبات أو البيوت المحمية، تقيها الظروف الجوية غير الملائمة؛ وبذلك يمكن إنتاجها في غير مواسمها. وتتوافر للخضراوات داخل هذه البيوت الظروف البيئية الملائمة، مثل: درجة الحرارة، وشدة الإضاءة. ويُتَحَكَّم في جميع العوامل البيئية، وتعديلها بما يلائم نمو النبات؛ باستخدام الحاسب الآلي، الذي يعدل درجات الحرارة، تلقائياً، للاستفادة القصوى من ضوء الشمس؛ ويضبط نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، ويركز العناصر في السماد، وينظم حقنه في مياه الري، ويرصد الأحوال الجوية، خارج البيت.