يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن الثقافة ، و تعريف الثقافة ، و أنواع الثقافة ، و مكونات الثقافة ، و خصائص الثقافة ، و أهمية الثقافة ، يعد موضوع الثقافة من الموضوعات التي شغلت اهتمام الكثير من المفكرين والأدباء والعلماء الذين يقع اختصاصهم ضمن مجال العلوم الإنسانية وذلك لما تمثله الثقافة من أهمية كبيرة داخل المجتمعات عبر التاريخ الإنساني بأكمله فهي تشكل هيكل ومضمون المجتمع الذي يميزه عن باقي المجتمعات الأخرى، ولقد تنوعت واختلفت الآراء والأفكار حول تحديد الثقافة أنها مركب يشتمل على المعرفة والفنون والقيم والعادات والعقائد التي يكتسبها أفراد المجتمع الواحد، وهناك البعض الاخر يري أن الثقافة عبارة عن تنظيم يضم المظاهر التي تعبر عن الأفكار والمشاعر والأفعال التي يقوم بها الأفراد في المجتمع ويعبرون عنها باللغة أو الرموز التي يتعاملون ويتواصلون بها مع بعضهم البعض.

بحث علمي عن الثقافة

بحث علمي عن الثقافة
بحث علمي عن الثقافة

بحث علمي عن الثقافة

الثقافة هي عبارة عن تاريخ الإنسان الذي يتراكم عبر الأجيال، وهناك بعض آخر يري أن الثقافة هي صفة مكتسبة. وتدور كافة تلك الآراء والمفاهيم حول الثقافة حول فلك معني واحد وهي أن الثقافة عبارة عن مركب يضم مجموعة مختلف من السلوكيات وأسلوب التفكير والتوافق والتكامل في الحياة الذي ارتضي افراد المجتمع الواحد على قبولها في نمط حياتهم اليومية فأصبحت تلك الأمور تميزهم عن غيرهم من المجتمعات الأخرى، ويدخل في تلك الأمور التي تميز أفراد المجتمع الاتجاهات والمهارات التي يكتسبها الأفراد ويتناقلونها في أشكال وصور مختلفة من جيل لآخر في المجتمع، وقد تنتقل تلك الأشكال والصور كما هي وقد يتم تعديلها وتغيرها وفق تغيرات الظروف بين الأجيال في المجتمع.

تعريف الثقافة

تُعرّف الثقافة (Culture) لغة على عدّة أوجه، وتعني العمل السيف، والثقاف هي الخشبة التي تُسوَّى الرماح بها، فعند قول جملة (تثقيف الرماح) يعني تسوية الرمح بآلة الثقاف، ومن جهة أخرى تُعرَّف الثقافة على أنّها الفطنة، فعند القول (ثقف الرجل ثقافة) يعني أنّه صار رجلاً حاذقاً وذا فطنة، وتعني كلمة ثقافة، كل ما يضيء العقل، ويهذب الذوق، وينمي موهبة النقد، وباشتقاق كلمة ثقافة من الثقُّف يكون معناها الاطلاع الواسع في مختلف فروع المعرفة، والشخص ذو الاطلاع الواسع يُعرَف على أنّه شخص مثقّف.

أمّا في الاصطلاح فتُعرَّف الثقافة على أنّها نظام يتكوّن من مجموعة من المعتقدات، والإجراءات، والمعارف، والسلوكات التي يتمّ تكوينها ومشاركتها ضمن فئة معينة، والثقافة التي يكوّنها أيّ شخص يكون لها تأثير قوي ومهم على سلوكه، وتدلّ الثقافة على مجموعة من السمات التي تميّز أيّ مجتمع عن غيره، منها: الفنون، والموسيقى التي تشتهر بها، والدين، والأعراف، والعادات والتقاليد السائدة، والقيم، وغيرها.

أنواع الثقافة

الثقافة المادية

إن الثقافة المادية (بالإنجليزية: Material Culture) هي كل ما هو محسوس ويدل على الجانب الثقافي، حيث اشتهرت مجموعة من دول العالم بوجود صناعات معينة شكَّلت جانبًا هامًا من موروثها الثقافي والاجتماعي، خاصةً بعض الدول الصناعية التي استطاعت أن تدخل إلى قلب الشعوب الأخرى من خلال الصناعات التي انخرطت تدريجيًا في حياتهم وأصبحت العديد من الممارسات اليومية تتم من خلال تلك الصناعات العبقرية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك صناعة السيارات، والماركات العالمية المرتبطة بها، والتي تعكس الفخامة والعصرية.

الثقافة غير المادية

إن الثقافة غير المادية (بالإنجليزية: Nonmaterial Culture)هي كل ما هو غير محسوس ويدل على الجانب الثقافي، ويشمل ذلك العديد من المعتقدات والعادات والتقاليد والموروثات الثقافية والاجتماعية، حيث تساهم في تشكيل الحالة الثقافية للشعوب الإنسانية، وتعطي بعض الخصوصية للشعوب بناءً على ما يناسبها من أدوار اجتماعية وطرق التواصل بين أفراد المجتمع الواحد.

مكونات الثقافة

تتكوّن الثقافة من مجموعة من العناصر الرئيسية، والتي تختلف وتتغيّر من ثقافة إلى أخرى، وتتطوّر بتطوُّر المجتمع، وفيما يأتي توضيح لتلك العناصر:

  • الثقافة الماديّة: تُشير الثقافة المادية إلى الأمور المادية التقنية كالاتصالات، والنقل، والطاقة التي تتوفر في مجتمع ما، والتي يؤدي توافرها أو عدمه إلى إحداث تغيّرات مرغوبة أو غير مرغوبة في ثقافة أيّ مجتمع.
  • اللغة: تعكس اللغة قيم وطبيعة المجتمع، وتمتلك بعض الدول أكثر من لغة أو العديد من اللهجات التي من المهم أن تؤخذ بعين الاعتبار؛ لأنّ عدم فهم اللغات أو اللهجات قد يؤدي إلى مشاكل في التواصل، وإذغ وُجد شخص ضمن ثقافة مختلفة عن الثقافة الأصلية يكون من المهم تعلّم اللغة السائدة ضمن الثقافة الجديدة، أو على الأقل يجب أن يكون هناك من يفهمها ويترجمها.
  • الجماليّات: تُشير الجماليات إلى كلّ ما يتعلّق بالجمال والذوق الرفيع داخل أيّ ثقافة، كالموسيقى، والفن، والرقص، والدراما السائدة في مجتمع ما، وغيرها من الأمور، ويؤدي اختلاف هذا العنصر بين مجموعة من الثقافات إلى الاختلاف في التصاميم والألوان، وغيرها من الأمور الجمالية داخل كلّ ثقافة. ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول العلاقة بين الثقافة والفن يمكنك قراءة مقال الثقافة والفن.
  • التعليم: يُشير التعليم إلى الأفكار، والمهارات، والمواقف التي يتمّ نقلها إلى الأفراد، إضافة إلى التدريب في مجالات معينة، ويهدف التعليم إلى إحداث تغيير في المجتمع، كما يتمتع كل مجتمع بمستوىً من التعليم يختلف عن المجتمعات الأخرى.
  • الدين: يساعد الدين السائد ضمن أيّ ثقافة في مجمتع ما على تفسير الكثير من سلوكات الأفراد الذين يعيشون فيه، وهو أفضل وسيلة تساعد على الإجابة عن سبب تصرُّف الأشخاص بتصرُّفات معينة بدلاً من الإجابة عن كيف يتصرَّف الأشخاص ذلك.
  • القيم والاتجاهات: تنشأ القيم في معظم الأوقات من أساس دينيّ، أمّا الاتجاهات فتدلّ على الموروث الاجتماعي للسلوك البشري الذي ساعد على تشكيل الثقافة.
  • التنظيم الاجتماعي: يُشير التنظيم الاجتماعي إلى الأسلوب والطريقة التي يتعامل بها أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، والتي تنظِّم حياتهم.

والجدير بالذكر أنّ هناك عناصر أخرى تتكوّن منها الثقافة، لكن يُمكن اعتبار العناصر السابقة أنّها عناصر رئيسيّة في كلِّ ثقافة.

خصائص الثقافة

يوجد العديد من الخصائص المميِّزة لأيّ ثقافة، منها ما يأتي:

  • الثقافة اجتماعيّة: تُعدّ الثقافة ظاهرة اجتماعيّة، فهي نتاج أيّ مجتمع ولا تتشكّل كظاهرة فردية، أي أنّها تحتاج إلى وجود مجتمع كامل حتى يستطيع أيّ فرد تشكيل وتطوير ثقافته من خلال تفاعله الاجتماعي مع الآخرين ضمن المجتمع.
  • الثقافة سلوك متعلّم: لا تُعدّ الثقافة إرثاً بيولوجيّاً يُورَث من الآباء، كما أنّها ليست أمراً يُكتسب بالفطرة، لكنّها موروث اجتماعي، أيّ يتمّ تعلّم السلوكات السائدة في المجتمع من خلال التفاعل والتواصل مع الأفراد الآخرين فيه.
  • انتقال الثقافة: تنتقل الثقافة من جيل إلى آخر من خلال انتقال الصفات الثقافية من الآباء إلى أطفالهم، والذين بدورهم ينقلونها إلى أطفالهم مستقبلاً، وهكذا، والجدير بالذكر أنّ انتقال الثقافة ليس المقصود به انتقالها بالوراثة عن طريق الجينات، إنّما من خلال التفاعل واللغة، إذ تُعدّ اللغة الأداة الرئيسية في أيّ ثقافة.
  • قدرة الثقافة على إرضاء أفراد المجتمع: تقدِّم الثقافة وسائل عديدة وفرصاً مناسبة من أجل تلبية الاحتياجات والرغبات بما يتوافق مع الطرق الثقافيّة السائدة في المجتمع، منها الاحتياجات البيولوجيّة، أو الاجتماعيّة، كما تساعد الثقافة على إشباع احتياجات الفرد من غذاء، وملابس، ومأوى، وتلبي رغباته من مال، ومكانة، وشهرة.
  • اختلاف الثقافة من مجتمع إلى آخر: الثقافة ليست واحدة في جميع المجتمعات، فكلّ مجتمع له ثقافته الفريدة وطرقه الخاصة التي تميّزه عن غيره من المجتمعات، كاختلاف العادات والتقاليد، والمعتقدات من مجتمع إلى آخر.
  • الثقافة مستمرة وتراكميّة: يمكن اعتبار الثقافة بأنّها ذاكرة العرق البشري، فهي لا تسود في المجتمعات لفترة زمنيّة معينة ثمَّ تُنسى، إنمّا تُعدّ عملية مستمرة تنتقل من جيل إلى آخر مع إمكانيّة إضافة سمات ثقافية جديدة عليها.
  • الثقافة ديناميكيّة: تتغيّر الثقافة من مجتمع إلى آخر ومن جيل إلى آخر عبر الزمن، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تلك التغيّرات تتمّ بسرعات مختلفة.

أهمية الثقافة

توجد العديد من الأسباب التي تجعل الثقافة مهمة جداً، فيما يأتي ذِكر لها:

  • الأجداد: تُعدّ الثقافة مصدراً مهماً للحصول على معلومات تتعلّق بالأجداد والتاريخ، وكأنّها بوابة تساعدنا على الوصول إلى تاريخ أسلافنا والتعرُّف عليه، ومعرفة التقاليد الثقافية التي كانت سائدة في وقتهم، فالثقافة قادرة على تخليد تلك الأمور.
  • فهم الذات: تساعد دراسة الثقافة السائدة في المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد على التعرُّف على نفسه بصورة أفضل من خلال معرفة أصله وتاريخه بصورة واضحة، وبما يُعزز كرامة الفرد، واحترامه لذاته، وشعوره بالفخر بانتمائه إلى تلك الثقافة.
  • التنوّر ومعرفة تطوّر الفرد: يُساعد التعمق بدراسة الثقافة على إلقاء نظرة على العصور القديمة، والتعرُّف على الثقافات الأخرى، وتوضيح مراحل التطوّر التي مرّ بها الإنسان.
  • القيم الأخلاقية: تمتلك كل ثقافة مجموعة من القيم والمعتقدات والمعارف الخاصة بها، والتي تساعد على إنشاء مجتمع أفضل، لذا فإنّ اتّباع ثقافة ما يغرس تلك القيم الثقافية في الشخص، ويجعل منه شخصاً مسؤولاً وقادراً على التفاعل مع مجتمعه ومع الآخرين.
  • الانضباط: تشتمل كل ثقافة على مجموعة من القواعد والقوانين الخاصة بها، والتي يؤدي اتّباعها إلى الحصول على سلوك سليم ومنضبط، فقد وُضِعت كل قاعدة في الثقافة لسبب ما، لذا من المهم التقيُّد بها بشكل صحيح وعدم إهمال التقاليد الثقافية السائدة.
  • المعرفة: تُوفر دراسة جميع جوانب الثقافة التي ينتمي إليها الفرد معرفة عميقة له عن ماضية، فيصبح هذا الفرد أكثر دراية ووعياً به، إذ إنّ كل شيء تمّ شرحه في التاريخ.
  • التعاطف: تهدف التقاليد الثقافية ضمن أيّ ثقافة إلى انتشار السلام بين سكان الأرض، فهي تُعلِّم الناس كيفيّة التعايش مع الثقافات الأخرى السائدة في جميع أنحاء العالم، واحترام الجميع والتعاطف معهم حتى يسود السلام والأمان.
  • فهم معنى الحياة: تساعد دراسة الثقافة على فهم المعنى الحقيقي للحياة التي نعيشها، وفهم كافة مراحلها، فالثقافة توجّه الأشخاص نحو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتّباعه في كلّ مرحلة تحتاج إلى تصرُّف مُختلف من قِبل الشخص.
  • حماية الأجيال المقبلة: يُمكِن حماية الأجيال القادمة من الابتعاد عن ثقافتهم من خلال نقل التقاليد الثقافية القيّمة التي تركها الأجداد والتي تتميز بالخبرة إليهم؛ لجعل حياتهم أسهل.
  • المسؤولية: يساعد انتماء الشخص لثقافته ومجتمعه والتزامه بما فيه من عادات وتقاليد، وقوانين، وغيرها على أن يكون شخصاً مسؤولاً تجاه نفسه وتجاه مجتمعه.