يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث علمي عن الثقافة الاسلامية ، و مفهوم الثقافة الإسلاميّة ، و خصائص الثقافة الإسلامية ، و مصادر الثقافة الإسلامية ، و أهمية الثقافة الإسلامية ، و أهداف الثقافة الإسلامية ، و آثار الثقافة الإسلامية ، تعرف الثقافة بأنها جملة من العلوم، والمعارف، والفنون التي يجب المعرفة فيها، والتمكن منها، أما الثقافة الإسلامية فقد اختلف العلماء في وضع تعريفٍ واضحٍ لها، والسبب في ذلك يعود إلى جديّة هذا المصطلح، واختلاف تصوُّرات العلماء المعاصرين للثقافة، ويمكن تعريف الثقافة الإسلامية بأنّها النتاج الكليُّ من العلوم، والآداب، والمعارف، والسلوكيات، والفنون، والدين، والتاريخ، والحضارة، والقيم، والأهداف التي نتجت عن الأمة الإسلاميّة، والتي ميزتها عن باقي الأمم من خلال التفاعلات التي حدثت لهذه الأمة بين الماضي والحاضر. فيما يلي بحث علمي عن الثقافة الاسلامية.

بحث علمي عن الثقافة الاسلامية

بحث علمي عن الثقافة الاسلامية
بحث علمي عن الثقافة الاسلامية

تعرف الثقافة الإسلامية بأنها جملة من المعارف، والعلوم، والمعلومات النظرية، والفنون، والخبرات العلمية المستمدة من القرآن الكريم، والسنة النبوية التي يكتبها الفرد، ليتمكن من تحديد طريقة تفكيره على ضوئها، وكذلك منهج سلوكه في الحياة، ونجد أن العلماء قد اختلفوا في تعريف الثقافة الإسلامية؛ وذلك بسبب جدية هذا المصطلح، ووجود اختلاف في تصورات العلماء المعاصرين للثقافة، ويمكن تعريف الثقافة على أنها نتاج شامل للعلوم، والمعارف، والآداب، والفنون، والسلوكيات، والدين، والفنون، والحضارة، والتاريخ، والقيم، والأهداف التي خرجت بها الأمة الإسلامية، وبالتالي ميزتها عن باقي الأمم الأخرى عن طريق التفاعلات التي قامت بها الأمة التي عاشت ما بين الماضي والحاضر.

مفهوم الثقافة الإسلاميّة

سيتم توضيح مفهوم الثقافة الإسلامية لغة واصطلاحًا على النحو الآتي:

  • مفهوم الثقافة لغةً

إن مفهوم كلمة ثقافة في اللغة العربية أصلها كلمة ثقف، وتعني تقويم الاعوجاج والاستقامة، ويقال للرمح إذا تم تعديل اعوجاجه بثقف الرمح، ومن معاني كلمة الثقافة الحذق وسرعة الفهم، وأخذ العلم على أتم وجه.ومما لا شك فيه أن أخذ العلم والفهم والمعرفة هو تعديل للإنسان وتهذيب له وصياغة جديدة لشخصيته.

  • مفهوم الثقافة الإسلامية اصطلاحًا

هي المعرفة الشرعية، والإحاطة بأمور الدين الحنيف بحيث تكون هذه الثقافة طريقة لحياة المسلم، تشتمل على علم المسلمين بدينهم، وعملهم به وتكوين الفكر الإسلامي القائم على الفهم الصحيح للكتاب والسنة، وبالتالي ينبثق لدى المسلم سلوك يتسم بالاعتدال أي أنها منهج الحياة المتكامل للفرد المسلم.

خصائص الثقافة الإسلامية

للثقافة الإسلامية خصائص ميزتها عن باقي الثقافات الأخرى، حيث جعلتها ذات شخصية مستقلة وصبغة متفردة، وفيما يأتي بيان هذه الخصائص:

ربانية المصدر

تعتمد الثقافة الإسلامية على الوحي من الكتاب الذي أوحى به الله-تعالى- إلى سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم-، بعيدة عن الفكر الفلسفي، وأن هذا المصدر الرباني يتسم بالخلود والصدق والصحة، لأن الكتب السماوية الأخرى دخلها بعض التحريف مما سلب منها هذه الميزة، وبقي القرآن الكريم متفردًا بها، فقد قال-تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

الثبات

وتعني هذه الخاصية بثبات المصدر المنبثقة منه الثقافة الإسلامية، ووحدة رسالته وهي الإيمان بوحدانية الله -عز وجل- وبوجوده، وقدرته، وكل صفاته وأسمائه، فهذه عقيدة ثابتة لا تتغير؛ أما ثمرة هذه الخاصيّة ضبط حركة الإنسان، وتقييد تصرفاته ضمن إطار محدد وهو لا يتخلى عن الموازين الإلهية.

الشمول

تميزت الثقافة الإسلامية بالشمول؛ لأنها قدمت تصورًا اعتقاديًا كاملًا للفرد، ومنهجًا شاملًا لكل مناحي الحياة، وصالح للتطبيق في كل زمان ومكان، وهذا التصور الشامل يرد الإنسان إلى خالقهِ، فيتلقى منه العقيدة والمبادئ والقيم الثابتة، كما يستطيع الإنسان العيش في إطار هذا التصور لآخرته ودنياه معًا.

التوازن

أي أنها ثقافة لا إفراط فيها ولا تفريط، ولا مغالاة ولا تقصير، والثقافة الإسلامية بهذه الصفة توازن بين عبودية الإنسان لله الواحد -تبارك وتعالى-، وبين مقام الإنسان الكريم في الكون.

فالثقافة الإسلامية هي ثقافة معتدلة، وتقف وسطا بين الثقافات، ولأن الوسطية منهج الإسلام، فقد جاءت الثقافة الإسلامية متماشية مع أصل الدين وفكره القويم؛ والثقافة الإسلامية تخرج أجيالا معتدلة التفكير بعيدة كل البعد عن التطرف الفكري.

وثقافتنا الإسلامية تكسب الشخصية الإسلامية المرونة والقدرة على التكيف مع معطيات الحياة، كما أنها أيضا تمنحنا التوازن؛ لأن شريعتنا هي شريعة متوازنة تجمع بين الحاجات الروحية والحاجات المادية، فليس في الدين حجر على الإنسان أو تضييق على حريته، بل هو دين فيه من التنوع ما يجعله الدين الفطري الذي يتناسب مع الناس جميعا.

الإيجابية

توضح هذه السمة بأن الإنسان يعبد الله-تعالى- له صفات وأسماء وكل هذه الصفات والأسماء تدل بمضمونها على الفاعلية والإيجابية، كالرزاق،البصير، السامع؛ والثقافة الإسلامية إيجابية لأنها تكلف الفرد وفقًا لإمكانياته ومواهبه وقدراته، وتحذر يشده من التخاذل والتكاسل، فلهذا فلس المسلم في عرف الثقافة الإسلامية إنسانًا سلبيًا، بل يعيش لأمته،ويسعى جاهدًا لتغيير كل واقع لا يخضع لحكم الله، ولا يدين بدين الحق.

مصادر الثقافة الإسلامية

تعتمد الثقافة الإسلامية على أربعة مصادر رئيسية، وهي كما يلي:

  • القرآن الكريم: يُعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للثقافة الإسلامية، حيث يتم أخذ التوجيهات الرشيدة منه، والقرآن الكريم هو الكتاب الرئيسي في الديانة الإسلامية، وهو الكتاب الذي يؤمن به المسلم، ويثق بأنه كلام الله عز وجل المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • السنة النبوية: تعتبر السنة النبوية ثاني مصادر الثقافة الإسلامية بعد القرأن الكريم، وهي منهاج للمسلم يعمل على تفصيل الأحكام، كما أنها خطة يومية لعمل ونشاطات المسلم.
  • الخبرات البشرية النافعة: هي عبارة عن نتائج فكر واجتهاد لأشخاص بذلوا جهدهم في إفادة المسلم، وبشكلٍ عام تتراكم الخبرات عبر العصور نتيجة تعدد الأبحاث والعلوم والمخترعات.
  • الفكر والتراث الإسلامي: يُعتبر مصطلح الفكر الإسلامي من المصطلحات الجديدة، وهو جميع ما أنتجه المسلمون خلال الإسلام من المعارف الكونية المتعلقة بالله عز وجل والإسلام منذ عصر صحابة الرسول عليه السلام.

أهمية الثقافة الإسلامية

تتجلى أهمية الثقافة الإسلاميّة فيما يأتي:

  • علامة على انتماء المسلم لدينه الإسلام، فالمسلم وفق منظور الدين الإسلامي لا يصح إسلامه، ولا يكون داخلاً في الإسلام إلا بمعرفة حد أدنى من الثقافة الإسلامية معرفة يقينية، تطبق في واقع حياته تطبيقاً عملياً، ومثال على ذلك أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان المسلم إلا إذا علمها، واعتقد بها اعتقاداً يقنياً جازماً، وهذه الأركان هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وكذلك معرفة ما دعا إليه الإسلام من أخلاق ليتحلى الإنسان بها، ومعرفة ما نهى عنه من أمور فيجتنبها.
  • الحصانة الفكرية، ففي ظل الانفجار المعرفي الذي يشهده العالم، ووصول الأفكار والمعلومات إلى كلّ مكان بدون وجود حواجز زمنية أو مكانية، كان لا بد للمسلم من أن يكون عنده موازين يستطيع أن يميز بها بين ما هو حق وما هو باطل، وأن يكون عنده كذلك مقاييس تبين له ما يقبله الإسلام وما يرفضه من الأمور، وكل هذه المقاييس والموازيين يكون مصدرها الثقافة الإسلامية التي تسلح الفرد المسلم بها فلا ينجر وراء دعوات خارجة عن الإسلام، ويكون محصناً فكرياً اتجاه الدعوات التي تدس له السم في الدسم.
  • الإيجابية في حياة المسلم، فقد خلق الله الإنسان لمهمة عظيمة واستخلفه في الأرض ليعمرها وفق منهجه سبحانه، وإنّ إدراك هذه المهمة العظيمة للإنسان يتطلب أن يكون على معرفة بجميع جوانب ومظاهر المنهج الرباني، وما يتطلبه تحقيقه من معرفة لسنن الله في الكون والناس، والمجتمعات حتى يحقق معنى الإيجابية في حياته، وكذلك معرفة سنن الله تعالى في نشوء الأمم ورقيها، أو سننه في انحدارها وزوالها، والقيم التي تساعد على كلّ ذلك.
  • الحاجة إلى معالجة مشكلات العالم بالإسلام، فالمسلم قادر على وضع الحلول لمشاكل الإنسانية من خلال ثقافته الإسلامية ومنهجه الرباني، وقد قدمت الحضارة الإسلامية المستندة على الوحي وهدايات الإسلام النموذج المثالي للحضارة الربانية التي تتمثل فيها كل المعاني الرائعة من عدل ومساواة وعزة وتقدم، وفي المقابل كان في البعد عن التسمك بالإسلام من قبل الحكام والعلماء فشو للظلم والشقاء والضنك في أنحاء المعمورة.

أهداف الثقافة الإسلامية

للثقافة الإسلامية التي تستمد من القرآن الكريم ومن السنة ومن التراث الإسلامي ككل أهمية كبيرة سواء على الأفراد بشكل خاص أو على المجتمعات بشكل عام، وتتجلى هذه الأهمية على النحو الآتي:

  • تقديم التصور الصحيح للإنسان، والحياة، والكون، وذلك من خلال تحديد العلاقة الواضحة بين الإنسان وربه، وعلاقته بالآخرين من المسلمين، وغير المسلمين، بالإضافة إلى علاقة الإنسان المسلم بالكون المتمثل بالكائنات الحية المختلفة، وغير الحية، وعناصر البيئة المختلفة.
  • إمداد المسلم الدارس بحصيلة معرفية كاملة مُتكاملة بكلِّ ما يتعلّق بالإسلام، وعقيدته، وشريعته، ومنهاج حياته وحضارته، وذلك من خلال الإيمان بأنّ الدين الإسلامي دينٌ صالحٌ للبشرية في كل الأزمان والأماكن، مما يعطي الإنسان المسلم حصانةً قويّة ضد كلِّ تيارات الإلحاد المنتشرة في العالم.
  • تقوية روح الانتماء للإسلام، والولاء له، وتقديم هذا الانتماء على غيره من الانتماءات الأخرى، مثل القومية، والعرقيّة العنصرية، لأنّ الولاء الأساسيّ للإنسان المسلم يكون لله سبحانه وتعالى، وللرسول، وللمؤمنين، ولكلِّ ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى من أوامر وتعاليم.
  • إيصال فكرة النظرة الشموليّة للإسلام في قلب المسلم، على اعتبار أنّ الدين الإسلاميَّ دينٌ كاملٌ مُتكاملٌ ومُترابط، والمساهمة في التخلُّص من النظرة الجزئيّة لهذا الدين، وضرورة الالتزام بالعبادات والفروض الخمسة اليوميّة، مع أخذ الجوانب الأخرى من الحياة؛ كالسياسة، والاجتماع، والاقتصاد من منظور إسلامي.
  • تحصين الإنسان المسلم الدارس للثقافة الإسلاميّة من كلّ الغزوات الفكريّة الغربيّة المُعاصرة التي تدعو إلى تمييع الشخصيّة الإسلامية، وإذابتها في الشخصيات الأخرى المختلفة.
  • ترجمة التعاليم الإسلامية المُتمثّلة بالأخلاق، والسلوكيّات، والتعاملات في حياة المسلم إلى واقع حيٍّ وملموسٍ من خلال سلوك الإنسان مع الآخرين من المسلمين، وغير المسلمين في الحياة اليوميّة، على اعتبار أنّ الدين الإسلاميّ هو دينٌ تطبيقيٌّ بحت.
  • إظهار وسطيّة الإسلام، وسموِّه، وقُدرته على تحقيق السعادة للإنسان في الدارين.

آثار الثقافة الإسلامية

للثقافة الإسلامية عدة آثار، منها ما يأتي:

  • التأثير في الثقافات الأخرى، والقوميّات المُختلفة، والأشخاص بطريقة إيجابيّة، وفي مختلف ميادين الحياة.
  • انتشار التعاليم الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ومن ذلك انتشار الدين الإسلاميِّ في الشرق الأقصى من خلال حركة التجار المسلمين في هذه المناطق.
  • ترجمة الكثير من الكتب الإسلامية؛ والكتب العربية، وكتب العلوم، والفلسفة، إلى لغات متنوعة.
  • المساهمة في التقدم العلمي والفكري.
  • تقديم فلسفة جديدة تربط بين جميع أفراد المجتمع.