يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الهجرة ، و تعريف الهجرة ، و أنواع الهجرة ، و أسباب الهجرة ، و آثار الهجرة ، الهجرة في اللغة العربيّة: هي خروج الإنسان من مكان إلى آخر، وجمعها هجرات، أمّا في الاصطلاح، فإنّ الهجرة تعني: انتقال الأفراد من مكان جغرافيّ إلى آخر، بغضّ النَّظَر عن المسافة التي يقطعونها، وبغضّ النَّظَر عن سبب الهجرة، إلّا أنّ مصطلح الهجرة لا يشمل حركة انتقال البدو من مكان إلى آخر؛ لأنّهم لا يعيشون في مكان ثابت ومُحدَّد. فيما يلي كتابة بحث جامعي عن الهجرة

بحث جامعي عن الهجرة

بحث جامعي عن الهجرة
بحث جامعي عن الهجرة

يغادرُ العديدُ من النّاس سنويّاً من بلادهم والأراضي التي يعيشون عليها إلى بلادٍ أُخرى، وعادةً ما تختلفُ بالثّقافةِ والعادات والتّقاليد الاجتماعيّة عن بلادهم، فبُجبرون على التّأقلمِ حتى يتمكنوا من العيش في المجتمع الجديد الذي وصلوا له، وخصوصاً في حال كانت إقامتهم فيه دائمة بعد مُشاركتهم في رحلةٍ طويلةٍ للسّفر من دولتهم إلى الدّولة الجديدة التي سيعيشون على أرضها، ويطلقُ على هذه الرّحلة التي تُؤدّي إلى استقرارِ الأفراد في دولةٍ ما بشكلٍ دائم مُسمّى الهجرة.

تعريف الهجرة

الهجرة لُغةً لفظٌ مشتقٌ من الكلمة الثُلاثيّة (هَجَرَ)، ومعناها الرّحيلُ عن المكان، أو التَخليّ عن شيءٍ ما، وأيضاً تُعرفُ الهجرة بأنّها انتقالُ الأفراد من مكانٍ إلى الآخر بغرضِ الاستقرار في المكان الجديد. أمّا اصطلاحاً تُعرفُ الهجرة بأنّها الانتقالُ مِنَ البلد الأمّ للاستقرار في بلدٍ آخر، وهي حركة أفراد التي يتمّ فيها الانتقالُ بشكلٍ فرديّ أو جماعيّ من موطنهم الأصليّ إلى وطن جديد، وعادةً ما توجدُ ظروفٌ عديدةٌ تُؤدّي إلى الهجرة، مثل انتشار الحروب الأهليّة أو الخارجيّة في الدّول، أو سوء الأوضاع الاقتصاديّة والتي تُعتبرُ من المُحفّزات للهجرةِ. وتحرصُ دول المَهجر على تطبيقِ مجموعةٍ من الآليات القانونيّة والتشريعيّة، والتي تَضمن حماية واحترام كامل حقوق المُهاجرين. ووفقاً للتّعداد العامّ للهجرة عام 2013م وصلَ عدد المُهاجرين من دولهم الأصليّة إلى 247 مليون نسمة.

أنواع الهجرة

توجد للهجرة ثلاثة أنواع، وهي كالآتي:

الهجرة الداخلية

تُعرف الهجرة الداخلية على أنّها الانتقال الجغرافي للسكّان بين المُحافظات التابعة للدولة، وتتضمّن أيضاً الهِجرة الريفيّة، ويُقصد بها انتقال السكّان من الريف إلى المدينة. يَشهد العَالم هجراتٍ داخليةٍ على مستوى أكبر من الهجرات الخارجية وذلك للأسباب الآتية:

  • التكلفة المنخفضة للهجرة الداخلية مُقارنةً بالخارجية، ويعود ذلك لقصر المسافة المَقطوعة نسبيّاً من مكان إلى آخر في نفس الدولة، ولَكننّا لا نَستطيع تَحديد نوع الهجرة اعتِماداً على المَسافة المقطوعة أثناء الانتقال؛ فيُمكن أن تكونَ الهِجرة خارجيّةً بمسافةٍ مَقطوعةٍ تبلغ عشرات الكيلومترات، بينما تبلغ المَسافة المَقطوعة بين بعض الأقاليم في بعض الدول آلاف الكيلومترات.
  • انعدام مَشاكل الدّخول والخروج من الدول مُقارنةً بما يُواجهه المهاجرون دولياً.
  • انعدام مَشاكل اللغة الّتي يَتعرّض لها المُهاجرون دوليّاً عند انتقالهم إلى دولةٍ تَختلف في لغتها عن لغتهم الأم.
  • توافر الاستعداد النفسيّ للهِجرات الداخليّة بشكلٍ أكبر من الهجرات الخارجية.

توجد للهجرة الداخلية أنواع عدة، أبرزها:

  • الهجرة من محافظة إلى محافظة أُخرى (من إقليم إلى آخر) أو من ولايةٍ إلى أُخرى داخل حدود الدولة الواحدة: يتميّز هذا النوع من الهجرات الداخلية بقصر المَسافة المَقطوعة بداعي الهجرة.
  • الهجرة من الريف إلى المُدن الحضريّة: بدأت هذه الظّاهرة في الانتِشار على مَجالٍ واسعٍ في أغلب دول العالم في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيثُ كان انتقال السكّان من الريف إلى المدينة آنذاك كبيراً بشكلٍ لم يسبق له أن يُكرّر في أيّ مَرحلةٍ تاريخيّةٍ سابقة.

الهجرة الخارجية

يُقصَد بها الانتقال الجغرافي للسكّان دوليّاً، أي من دولةٍ إلى أُخرى من خلال الحُدود السياسيّة لها؛ بهدف الاستقرار الدائم أو العمل وبناء الثروات وغيرها من الأهداف، بغضّ النظر عن المسافة المقطوعة سواءً كانت بضعة كيلومترات أو آلاف الكيلومترات؛ إذ لا تُصنّف الهجرة دوليّةً أم لا اعتماداً على طول المسافة المقطوعة.

الهجرة المؤقتة

تعني الهجرة المؤقّتة انتقال السكّان من مكانٍ إلى آخر لفترةٍ مُعيّنة من الزمن، ثمّ رجوعهم إلى موطنهم الأصليّ، ويندرج تحت هذا النوع من الهجرات هجرة الأيدي العاملة والانتقال الموسميّ لبعض السكّان. يُمكن ضمّ هذا النوع من الهجرات إلى أحد النوعين السابقين، فتتضمّن الهجرة الداخليّة انتقال الأيدي العاملة بين المحافظات، كما يُمكن أن تتضمّن الهجرة الخارجية انتقالهم دوليّاً.

هجرة العقول

هي انتقال الطلاب وأصحاب المواهب والأطباء والمهندسين للدراسة في بلادٍ غير بلادهم تُوفّر لهم بيئةً مناسبةً للتميّز والإبداع؛ حيث يذهب بعض الطُلّاب ليُتمّوا دراستهم في دُولٍ أُخرى بهدف العودة إلى أوطانهم وإفادتها بعلومهم التي اكتسبوها، ولكنّ العديد منهم لا يرجعون لما يَجدونه من إمكانيّاتٍ وفرصٍ أفضل في الدول المُهاجَر إليها.

أسباب الهجرة

يُهاجر العديد من الناس لأسباب مختلفة، تختلف من شخص إلى آخر، وهذه الأسباب نذكرها فيما يأتي:

  • أسباب اقتصاديّة: تُعتبَر الأسباب الاقتصاديّة من أهمّ الأسباب التي تدفع الناس إلى الهجرة، سواء أكانت هجرة داخليّة، أم خارجيّة، حيث يسعى الناس إلى تحسين مستوى معيشتهم من خلال الهجرة إلى أماكن أخرى، وخصوصاً الهجرة من الريف إلى المدينة، وتُعتبَر الهجرة الداخليّة مُرتبِطةً بشكل كبير بالأسباب الاقتصاديّة.
  • أسباب اجتماعيّة: إنّ من أهم الأسباب الاجتماعيّة لهجرة الناس: صِلة القرابة، واللغة، والدين، والمعرفة، وكذلك القوميّة؛ إذ يُهاجر الناس إلى المناطق التي يُوجَد فيها مهاجرن سابقون تَربطُهم بهم علاقات وروابط اجتماعيّة، وتُعتبَر هجرة الألمان إلى البرازيل، واستيطانهم في المناطق الجنوبيّة منها، من الأمثلة على الهجرة لأسباب اجتماعيّة.
  • أسباب جغرافيّة: تتمثَّل الأسباب الجغرافيّة برغبة المهاجرين في الانتقال إلى أماكن ذات مساحات أوسع؛ حيث تتوفَّر فيها فُرَص عمل أكثر، بالإضافة إلى التنوُّع الجغرافيّ، والمناخيّ فيها، وهذا ما يجعل فُرَص العمل فيها أكثر تنوُّعاً.
  • أسباب دينيّة: يهاجر العديد من الناس إلى أماكن أخرى لأسباب دينيّة؛ نظراً لتعرُّضهم للاضطهاد؛ بسبب كونهم أقلّيات دينيّة.
  • أسباب سياسيّة: تظهر الأسباب السياسيّة للهجرة بشكل كبير في الهجرات الدوليّة؛ حيث يُهاجر الناس رغبة منهم في الحصول على حرّياتهم (حرّية التعبير، والمُعتقَد).
  • أسباب حكوميّة: تظهر هذه الأسباب من خلال ما تنفِّذه بعض الحكومات، من توجيه المهاجرين نحو أماكن مُعيَّنة في البلاد؛ من أجل تطويرها، وتحديثها.

قد يهمك:

آثار الهجرة

يوجد العديد من الآثار الناتجة عن الهجرة، وفيما يأتي بعضها:

الآثار الاقتصادية

تنعكس آثار الهجرة الاقتصادية على كلّ من البلد المُضيف والبلد المُرسِل كما سيتمّ ذكره:

  • البلد المُضيف: تلعب الهجرة دوراً مهماً في تحسين الوضع الاقتصادي للدولة المُضيفة، وتوفّر أسواق عمل مرنة، وعلى الرغم من ذلك يُمكن أن يؤدي ارتفاع أعداد المهاجرين فيها إلى زيادة الضغط على الخدمات العامة كالتعليم، والمرافق، والتأثير على الناتج المحلي الإجمالي للفرد بشكل سلبي، وانخفاض في الأجور، خاصة أجور عمال البلد الأصليين ذوي الخبرة المنخفضة.
  • البلد المُرسِل: قد تؤدي الهجرة إلى تقليل تكلفة العمالة في البلد المُرسِل.

الآثار الصحية

تنعكس آثار الهجرة الصحية على كلّ من البلد المُضيف والبلد المُرسِل كما يأتي:

  • البلد المُضيف: قد تؤدي الهجرة إلى انتقال بعض الأمراض المُعدية من المهاجرين إلى مواطني البلد المُضيف، لذا تقوم بعض الدول بفحص المهاجرين الداخلين إليها، ويُمكن أن يُعاني بعض المهاجرين من أمراض تحتاج إلى رعاية صحية، ممّا يزيد الضغط على الخدمات الصحية في البلد، علماً بأنّ بعض المهاجرين قد يتمتعون بحالة صحية جيدة ممّا ينعكس إيجابياً على البلد.
  • البلد المُرسِل: يُمكن أن تؤثر الهجرة في البلد الذي غادره المهاجرون، ويُعدّ القطاع الصحي أكثر القطاعات تأثراً بذلك؛ لأنّهم يسعون لتحسين وضعهم الاقتصادي، ممّا يؤثر سلباً في البلد المُرسِل لهم؛ بسبب استنفاد البنية التحتية المحلية؛ ولأنّ الحوافز الاقتصادية في البلدان المُضيفة غالباً ما تجذب متخصصي الرعاية الصحية.

آثار أخرى

فيما يأتي ذكر لبعض الآثار الأخرى التي تنتج عن الهجرة:

  • ملء الوظائف الشاغرة، وخاصة الوظائف التي لا تحظى بشعبية كبيرة.
  • توفير العمالة الماهرة وذوي الخبرات كالممرضات، والمعلمين.
  • الاستفادة من العمال الشباب ممّا يُساهم في تحقيق الأرباح لميزانية الدولة.
  • حل مشكلة شيخوخة السكان في بعض الدول من خلال هجرة الشباب إليها.
  • جذب رواد الأعمال المحتملون إلى البلد الجديد.
  • زيادة التنوّع الثقافي.
  • ارتفاع تكاليف السكن والإيجار بسبب زيادة عدد السكان في منطقة ما.
  • وجود التنافر الاجتماعي الذي قد يحدث بسبب الهجرة السريعة.
  • تهديد الهوية الوطنية، وتهديد الأمن القومي الناتج عن الهجرة غير الشرعية أو الإرهاب.
  • هجرة الأدمغة وذوي المهارات التقنية أو المعرفية.