يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن النابغة الذبياني ، و حياة النابغة الذبياني ، و صفات النابغة الذبياني ، و النابغة الذبياني شاعرًا ، و خصائص شعر النابغة الذبياني ، و الأغراض الشعرية في شعر النابغة الذبياني ، و وفاة النابغة الذبياني ، النابغة الذبيان هو زياد بن معاوية ، يُكنّى بأبي أُمامة. ويُصنّف من أبلغ الشعراء الجاهليين، وأُطلق عليه لقب النابغة لشدّة بلاغته الشعريّة، حيث كان شعراء العرب يحتكمون إليه، فيقارن بين أشعارهم.

بحث جامعي عن النابغة الذبياني

بحث جامعي عن النابغة الذبياني
بحث جامعي عن النابغة الذبياني

هو أبو أمامة زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن مرة بن عوف الذبياني، لم تذكر كُتب الأدب تاريخ ولادته، بيد أنه توفي عام 605م، تعود قبيلة النابغة الذبياني إلى أحد قبائل ذبيان، وفي الإجابة عن سؤال في أي عصر عاش النابغة الذبياني؟ فهو عاش في العصر الجاهلي، ويُعد من أحد فحول شعراء الجاهليّة لذلك لُقب بالنابغة لنبوغه في شعره، إذ كان ذلك النبوغ قد جاء دفعة واحدة، وذلك مما جعل الكثير من النقاد يختلفوا في تعليله وتفسيره، نشأ النابغة في بلاد قومه، وكانت أسرته من الأسر التي تنال المنزلة المرموقة بين القبائل، وبذلك فقد كان من سادات قومه، إذ كان يهتم بأمور قومه وخاصة في ظروف الحرب.

حياة النابغة الذبياني

اشتهر النابغة في حياته بالنبوغ الأدبي والشعري، أمّا عن المعلومات حول طفولته وشبابه فلم يُذكر سوى الضئيل منها، وذلك لأن شهرته الأكبر كان قد اكتسبها بعد أن برع بالشعر، فصوّر الحياة والذات بأبيات شعرية معبرة، كما كان في حياته يُكنّى بأبي أمامة وأبي تمامة وذلك نسبةً إلى ابنتيه، كانت فترة حياته الثانية مليئة بالوقائع والأحداث، وهي فترة الاكتمال والنضوج عند النابغة، وتبدأ هذه الفترة بوفادته إلى بلاط الحكام والأمراء، وهنا كانت أولى خطوات شهرته الأدبية في حياته، إذ تفوّق على أقرانه في نظم الشعر، واكتسب المكانة الاجتماعية المرموقة ليس عند قومه فحسب، بل في سائر أنحاء الجزيرة العربية، إذ كان سيد قومه وسفيرهم، فغدا يُدافع ويرفع عنهم الأذى.

صفات النابغة الذبياني

كان النابغة من سادات قومه، وبذلك فقد كانت صفاته وأخلاقه تُميزه بقوته وشجاعته وحكمته، إذ كان جديرًا بتلك المكانة، إضافة إلى جدارته بالشهرة التي وضعها له الأدباء والنقاد، ففي شعره استطاع أن يجمع بين خلتين اثنتين، الأولى بصفاته التي تنعكس بوصفه الرقيق وحسه المتميز وخياله البارع في انتقائه للمعاني والألفاظ، والخلة الثانية هي الصفات الحميدة، والمزايا الأخلاقية التي ظهرت في وقاره فحققت هيبته ومكانته، إذ رفعت من قدره بين معاصريه، فحقق المنزلة السامية التي جعلت الكثير من الشعراء يحتكمون إليه، فيأخذون من فضله ورأيه الحكيم، ويذكر ابن قتيبة أنّ النابغة كان شريفًا فغض الشعر منه، بيد أن نقاد العصر الحديث لا يقبلون ذلك؛ إذ كان معززًا عن الملوك ومكرمًا في قومه.

النابغة الذبياني شاعرًا

يُعد النابغة من أبرز شعراء العصر الجاهلي الذين وظفوا الموروث في أشعارهم، فهو سار على منوال الشعراء الجاهليين، فكان له الدور المهم في إرساء قوانين الشعر الجاهلي وقواعده، إضافة إلى الأوزان الموسيقية والأغراض الشعريّة، إذ نوّع بين الموضوعات والأغراض كافة، بيد أنه برع في فن الإعتذار، أمّا أسلوبه الأدبي والشعري فإنه لا يخلو من القلق ومن المعاناة، وذلك يعود إلى الظروف التي واجهها ومنها: إقصاؤه من بلاط ملك الحيرة، كما كثر الحديث عن الطبيعة في شعره وخاصة حضور الربيع، وذلك يعود إلى الوقائع التي عاصرها بين القبائل المتنازعة، وفي بعض أشعاره صوّر حالاته النفسيّة الذاتيّة، ولكن معظمه كان يصدر عن الحالات الوجدانية الجماعية لقبيلته وقومه، مثال ذلك قوله:

لَقَد نَهَيتُ بَني ذُبيانَ عَن أُقُرٍ

وَعَن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أَصفارِ

وَقُلتُ يا قَومُ إِنَّ اللَيثَ مُنقَبِضٌ

عَلى بَراثِنِهِ لِوَثبَةِ الضاري

لا أَعرِفَن رَبرَبًا حورًا مَدامِعُها

كَأَنَّ أَبكارَها نِعاجُ دُوّارِ

يَنظُرنَ شَزرًا إِلى مَن جاءَ عَن عُرُضٍ

بِأَوجُهٍ مُنكِراتِ الرِقِّ أَحرارِ

جُمعت أشعار النابغة في ديوان خاص طُبع أول مرة ضمن مجموعة من دواوين ست شعراء من أشهر الشعراء الجاهليين وهم: امرؤ القيس وزهير وطرفة وعلقمة وعنترة، وسُميّت المجموعة بالعقد الثمين، وطُبعت سنة 1869م، وبعد ذلك توالت طبعات ديوان النابغة وتعددت الشروح لأشعاره، إضافة إلى أنه روي بطرق عديدة، ومنها رواية الأصمعي، ورواية ابن السكيت.

ومما يُلاحظ في أشعار النابغة أنها كانت تتراوح بين النتف والقصائد الطوال، فبعض أشعاره مؤلفة من بيتين اثنين، والبعض الآخر يتجاوز الأربعين بيتًا ومنها المعلقة التي عُدّت من عيون الشعر العربي، لقد كان النابغة يتردد بين الحيرة ومنازل قومه في الحجاز، كما كان يتردد إلى قصور المناذرة، فكان مُحكمًا في عُكاظ، ومادحًا وراثيًا لمختلف الملوك والحكام.

خصائص شعر النابغة الذبياني

نال النابغة المكانة العليا عند النقاد والرواة، كما نال الشهرة بين شعراء عصره، ويعود ذلك إلى مجموعة من الميزات والخصائص التي تفرّد بها، ومن هذه الخصائص:

  • تميّز النابغة بقدرته على التنويع بين المعاني وإدخال عنصر الخيال في أشعاره، من خلال الصور الطريفة والمعاني المبتكرة.
  • لاءم النابغة بين الألفاظ والمعاني في أشعاره، إذ كان دقيق الاختيار للكلمات التي تُناسب موضوع القصيدة، فتصفها الوصف الشامل والعميق.
  • التزم النابغة بمواكبة عصره، وخاصة في ألفاظ أشعاره إذ كان يراعي ذوق معاصريه من خلال اختيار الألفاظ البدوية الغريبة السائدة حينذاك.
  • كان النابغة في بعض أغراضه الشعريّة شديد التخيّر للألفاظ الجزلة والناعمة والواضحة، والتي تبتعد عن الأغراب وحوشي الكلام، وكثر هذا التخيّر في قصائد المديح والرثاء والاعتذار لديه.
  • ابتعد النابغة في لغته الشعرية عن التكلف والمبالغة خاصة في المشاعر والمواقف، فكانت أشعاره صنعة حقيقة قائمة على إبراز الصورة الشعريّة في أدق تفاصيلها، وفي بلاغة عالية.
  • تمكّن النابغة من توظيف الموروث الجاهلي بكافة أبعاده في أشعاره، فقد نوّع بين الدين والأسطورة والتاريخ، ويُعد هذا التوظيف بمثابة التوظيف الحي والصادق المعبر عن الحياة الجاهلية وطقوسها وعاداتها ومعتقداتها.

الأغراض الشعرية في شعر النابغة الذبياني

تنوعت الأغراض الشعريّة عند النابغة الذبياني، إذ حفلت أشعاره بمختلف المواضيع، ولعل أشهر هذه الأغراض هي:

الاعتذار

عُرف عن النّابغة تفرّده في غرض الاعتذار، ويعود السبب إلى العلاقات التي أقامها مع الحكام في بلاطي الحيرة والغساسنة، وقد تراوح أسلوبه في الاعتذار بين تعليل لسبب مدحه أحد الحكام، وبين مبالغة في وصفه للحالة النفسية، كما تشمل أشعار الاعتذار عنده إلى تعريض الوشاة والقسم على براءته من أقوالهم.

المديح

تمتّع النابغة بحضوره بين الحكام والأمراء، إذ انتشر المديح في شعره من أجمل التقرب لهؤلاء الحكام، فكان المديح بالثناء على الممدوح، وذكر محاسن أخلاقه وكرمه، إذ كان مدحه يسمو إلى الرفعة والعلو للممدوح، وفي مديحه ذاق طعم العطاء فانساق إلى التكسب بشعره.

الهجاء

ابتعد النابعة في أشعاره عن الهجاء، فهو لم يكن يذم الكثير ممّن عاصروه، لذلك فإن شعره في الهجاء هي أبيات قليلة مقارنة بغيرها، ويعود السبب في ذلك إلى أن النابغة هو صاحب سياسة وحنكة، استطاع أن ينشر محبته بين خصومه، وأن يصقل حياته في بلاط الملوك والأمراء بطيب لسانه وعذوبة ألفاظه.

الغزل

كان الغزل في شعر النابغة شأنه شأن الهجاء فهو قليل، ويعود ذلك إلى طبيعة حياة النابغة وبُعده عن اللهو والانفعالات العاطفية والنفسية، إذ كان شعره أكثر جدية من خلال علاقاته مع الحكام.

الوصف

أبدع النابغة في أشعاره بغرض الوصف، وتراوح ذلك بين وصف الطبيعة وما تحويه من صحراء وحيوانات وبيئة، وبين وصف النساء، ومنها قصيدة النابغة الذبياني يصف زوجة النعمان في شعره، إذ كان النابغة في وصفه شديد الدقة في اختيار ألفاظه التي تُناسب الصور الفنية الموصوفة لديه.

قد يهمك:

وفاة النابغة الذبياني

عاش النابغة في حياته متنقلًا بين بلاط الحكام، من أجل مدحهم والتكسب منهم، وبعد وفاة الحاكم النعمان بن المنذر عاد النابغة إلى دياره سنة 602م، إذ أمضى في هذه الديار آخر أيامه، وهي أيام وُصفت بأنها كانت مليئة بالحاسدين وشماتة الأعداء والخيانة، ورُجّح أن تاريخ وفاته كان في السنة التي قُتل فيها النعمان من المنذر وهي سنة 604م، وهو بذلك كان قد قضى سنتين في دياره قبل وفاته، إذ كانت هذه الوفاة قبل أن تنتهي حرب داعس والغبراء بين عبس وقبيلته، ولا بُدّ أن النابغة في أواخر أيامه كان يتطلع إلى نصر قبيلته، فينتظر هذا النصر بكل شغف، ولكن وافته المنية قبل ذلك.