يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن القلق ، و أنواع القلق ، و أسباب القلق ، و أعراض القلق ، و علاج القلق ، و طرق طبيعية للتخلص من القلق ، يقال أن هذا العصر هو ” عصر القلق ” ، و لا نستطيع الجزم بصحة هذا القول ، لأنه مما لا شك فيه أنه في الأزمنة السابقة عانى الناس من الجوع والمرض والعبودية والحروب وكوارث عامة مختلفة تجعلهم معرضين للقلق كما نحن الآن ، ولكن تعقيد الحضارة وسرعة التغير الاجتماعي ، وصعوبة التكيف مع التشكيل الحضاري السريع والتفكك العائلي ، وصعوبة تحقيق الرغبات الذاتية بالرغم من إغراءات الحياة وضعف القيم الدينية والخلقية مع التطلعات الأيديولوجية المختلفة ، تخلق الصراع والقلق عند الكثير من الأفراد ، مما جعل القلق النفسي هو محور الحديث الطبي في الأمراض النفسية والعقلية بل والأمراض السيكوسوماتية.

بحث جامعي عن القلق

بحث جامعي عن القلق
بحث جامعي عن القلق

يُعرف القلق على أنّه الحالة النفسية التي تصيب الإنسان، نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر الإدراكية والجسدية والسلوكية، وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه، ولا يمكن للإنسان القلق تحديد سببه تحديداً دقيقاً، وقد يظهر القلق على هيئة توتر واضح على الإنسان، ويبقى هذا التوتر لفترات طويلة نتيجة لشعور هذا الإنسان بأنّه قد يتعرض لنوع من أنواع الخطر، وفي بعض الحالات يكون الخطر موجوداً بالفعل، وحالات أخرى يكون مجرد تخيّل وأوهام يصاب بها الإنسان، وتؤدّي إلى إصابته بحالة من القلق الشديد، والذي يؤثر سلباً على مجريات حياته.

أنواع القلق

هناك أنواع مختلفة للقلق وهي كما يلي:

  • القلق الوجودي: وهو تفكير الإنسان في حياته وصحته ووجوده على هذه الحياة، وينتج هذا القلق من طبيعة الحياة التي يعيشها الإنسان وظروفه، وهذا النوع من القلق له تأثير سلبي على حياة الإنسان، إذ إنه يصبح غير قادر على ممارسة حياته بالشكل الطبيعي، وهذا النوع من القلق ظهر في الفترة الحديثة على خلاف الأنواع الأخرى للقلق، وهذا النوع مرتبط بالروح، والموت، والحياة.
  • القلق من الامتحان: ينتج هذا القلق من الشعور الذي يسيطر على الطالب في فترة تقديم الامتحانات، وخوفه من الرسوب والفشل ينتابه حالة من القلق الشديد، وقد ينتج هذا الخوف من عدم وجود ثقة عالية في نفس الطالب، ورغبته في الحصول على تحصيل علمي عالي، والخوف من التعرّض لأي إحراج من قبل الطلبة والمعلمين في حالة عدم الحصول على العلامة المناسبة، والخوف من عقاب وتوبيخ الأهل له، كل هذه الأمور تؤدي إلى تعرض الطالب للضغوطات الكبيرة والتي تؤدي إلى شعوره بالقلق والخوف.
  • عدم الجرأة على التعامل والتفاعل مع الآخرين: والشعور بالقلق عند مجالسة الغرباء والحديث معهم، ويطلق على هذه الحالة بالرهاب الاجتماعي، والذي يكون له نتائج سلبية على الإنسان.

أسباب القلق

يوجد عدد من الأسباب الكامنة وراء إصابة الشخص باضطرابات القلق، والتي لا بد من معرفتها للحصول على التشخيص الأمثل للحالة، وبالتالي اختيار العلاج المناسب، ومن بعض أكثر الأسباب شيوعاً في التسبب بالقلق ما يأتي:

  • العوامل البيئيّة: يتسبب الضغط الناتج عن بيئة المنزل أو العمل،العلاقات الشخصيّة بالمساهمة بشكل كبير في الإصابة بالقلق، كما من الممكن أن يؤدي التواجد في المناطق العالية ذات نسب الأكسجين المنخفضة بزيادة حدة أعراض القلق.
  • الوراثة: تلعب الوراثة دور كبير في الإصابة بالقلق، لا سيما مع وجود تاريخ مرضي في العائلة.
  • العوامل الطبيّة: قد تتسبب الآثار الجانبيّة للأدوية بالإصابة باضطرابات القلق، إلى جانب الأعراض والإجهادات الناتجة من الإصابة بأمراض خطيرة.
  • كيمياء الدماغ: يعزى سبب الإصابة بالقلق للتغيرات الناتجة في كيمياء الدماغ، كنتيجة لاضطرابات الهرمونات، وإشارات الدماغ الكهربائيّة.
  • التعاطي: سواء أكان تعاطي المواد غير المشروعة كالمخدرات، أو الانسحاب منها، كلاهما يسهم بشكل كبير في الإصابة بالقلق، كنتيجة ومضاعفات لها.

أعراض القلق

للقلق عدة علامات وأعراض، نذكر منها الآتي:

  • القلق المبالغ فيه، وهو القلق حول أمور عادية تحدث في الحياة اليومية ولا تستدعي مقداراً كبيراً من القلق، ومع مرور الوقت يصعب السيطرة على هذه الحالة.
  • التوتر والهياج، حيث يحدث اضطراب عصبيّ في الجسم في حالة القلق، فينتج تسارع في نبضات القلب، وجفاف الفم، وتعرّق الجسم.
  • الأرق، وهو قلة النوم، ويعتبر علامة تشخيصيّة للقلق.
  • الإعياء، وهو الشعور بالتعب بسهولة.
  • صعوبة في التركيز، سواء كان ذلك في الدراسة أو في العمل.
  • الغضب بسهولة ودون مبرر.
  • تشنّج العضلات بشكل مستمر.
  • مواجهة صعوبة في النوم لفترة كافية.
  • نوبات الفزع لغير سبب واضح.
  • تجنّب العلاقات الاجتماعيّة، وذلك لقلة الثقة بالنفس، أو الخوف من الإحراج، أو التعرّض للإهانة.

علاج القلق

يجب أن يكون الشخص على دراية بطبيعة القلق ومدى تأثيره على العقل والجسم، بالإضافة إلى معرفة بأسبابه، إذ لا يمكن علاج القلق إذا لم يتم التخلّص من أسبابه، ويكون علاجه بطريقتين، الأولى عن طريق الأدوية والأعشاب، وبعض العلاجات الأخرى، علماً أن هذه الطريقة تقلّل من أعراض القلق فقط ولكنها لا تعالجه، والطريقة الثانية تسمى العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهي الطريقة الأنجح والأكثر فعالية لعلاج القلق، حيث تعتمد على وعي الشخص بأنّه مصاب باضطراب القلق، وتدريبه عبر الاستشارات، وطلب المساعدة من الأشخاص المختصين للقضاء على القلق وأسبابه والسيطرة عليه.

قد يهمك:

طرق طبيعية للتخلص من القلق

فيما يأتي عدد من طرق المساعدة الذاتيّة، التي تساعد في علاج القلق والتخلّص منه:

تناول الطعام الصحي

يساعد تناول الغذاء الصحي، واتباع نظام غذائي صحي وسليم في علاج حالات القلق الخفيفة إلى المتوسطة، إضافةً للامتناع عن تناول الكحول، وتعاطي المخدرات وغيرها من المواد غير المشروعة.

الانخراط في الأنشطة

يعتبر الانخراط والمشاركة في الأنشطة التي يتم التفاعل فيها مع الآخرين من الطرق البسيطة للتخلّص من القلق؛ مثل التطوّع في تنظيف المدارس، والمساجد وغيرها، إضافةً إلى المشاركة في الطبخ وغيرها من الأنشطة الخيريّة.

ممارسة الرياضة

تعتبر ممارسة الرياضة والتمارين المنتظمة طريقة فعالة للتخلّص من القلق، إلى جانب الفوائد الكبرى التي تقدّمها؛ من حفاظٍ على اللياقة البدنيّة للشخص، وإطلاق هرمون الإندروفين المسؤول عن الشعور بالرضا.