يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الفقر ، و تعريف الفقر ، و أسباب الفقر ، و آثار الفقر ، و علاج مشكلة الفقر ، الفقر هو حالة اجتماعية تنعدم فيها الموارد الأساسية اللازمة للعيش والبقاء، أو الموارد الضرورية للوصول إلى أدنى مستوى ممكن من مستويات المعيشة المتوقعة للمكان الذي يعيش فيه الشخص، كما يُمكن تعريفه بأنّه عدم إمكانية الحصول على المأكل، والملبس، والمأوى، بحيث يُعاني فيه الأشخاص من الجوع المستمر، وغياب التعليم، والرعاية الصحية، أو عدم كفايتهما، وللفقر عدّة أنواع منها: الفقر المطلق، والفقر النسبي، وفقر الدخل، والفقر الدوري، والفقر الجماعي، وفقر الحالة، وفقر الأصول.

بحث جامعي عن الفقر

بحث جامعي عن الفقر
بحث جامعي عن الفقر

يعتبرُ الفقر أحدَ المشكلات الاجتماعيّة التي عانى منها الإنسان القديم والحديث، ويعني شحّ المادّة وعدم القدرة على تحمّل نفقات وتكاليف الحياة، فيعجز الإنسان عن الاستمتاع بالحياة أو إمتاع أبنائه، ولا يرقى ليعيش الحياة الهانئة والمطمئنّة ضمنَ المستويات المعيشيّة الجيّدة، وتصنّفُ كلُّ بلدٍ من البلدان الفقرَ وفقَ مقياسٍ معين.

ورد عن سيّدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: ((والله لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته))، في إشارةٍ إلى عظَم تأثيرِ الفقر على الإنسان وعلى المجتمع أيضاً من الناحية السلبية بالتأكيد، وفي مقولةٍ أخرى قال: ((إنّ السماء لا تمطرُ ذهباً ولا فضة))، في إشارةٍ أيضاً إلى أهميّة السعي للحصول على العمل، وعدم التخلّفِ عن ذلك، وفي هذا المقال سنتحدّث عن أسبابِ الفقر وآثاره، وسنوردُ في هذا المقال بعضَ الحلول لهذه المشكلة.

تعريف الفقر

الفقر هو الحالة أو الوضع الذي يحتاج فيه الفرد أو المجتمع إلى الموارد الماليّة، والأسس الضروريّة للتمتُّع بأدنى مستوىً من الحياة والرفاهيّة الذي يعتبر مقبولاً في المجتمع الذي يعيش فيه، أمّا المعيار الدوليّ للفقر المدقع فهو حصول الفرد على أقلّ من دولار واحد في اليوم، وهو أيضاً عندما يفشل دخل الأسرة في تلبية الحاجات الأساسيّة لأفراده، ويقاس الفقر عادةً بناءً على الأسرة التي تعيله وليس الفرد.

أسباب الفقر

تتعدّد أسباب الفقر في المجتمعات، ونذكرُ منها:

  • البطالة، تسبب ظاهرة البطالة التي تستشري في بعض المجتمعات والدّول تفاقم مشكلة الفقر، فربّ الأسرة الذي لا يستطيع الحصول على عملٍ مناسب يوفّر له راتباً يمكّنه من تلبية متطلّبات أسرته وسدّاإحتياجاتها يعيش في حالةٍ من العوز، والافتقار إلى أدنى مستويات الحياة الكريمة.
  • ضعف التّحصيل العلمي في بعض المجتمعات وانتشار الجهل، فهناك من المجتمعات من لا يعير العلم والتحصيل العلميّ الاهتمام الكافي، ولا يدرك أهميّته في صناعة الأجيال القادرة على العمل وامتلاك أدوات الإنتاج والتّقدّم، فمن يملك العلم يملكِ المعرفة، ومن يملك المعرفة يستطيع تطويعها في خدمة أسرته ومجتمعه ووطنه، وبتكامل جهود أهل الكفاءات يستطيع الوطن النّهوض بقدراته وزيادة إنتاجه وتقوية اقتصاده، وهذا بلا شكّ ينعكس إيجاباً على دخْل النّاس ووضعهم المعيشيّ.
  • الأعراف وثقافة العيب، فهناك عددٌ من الأعمال التي يحجم النّاس عن العمل بها بحجّة ثقافة العيب وأعراف المجتمع، وهذا بلا شكّ يؤدّي إلى عزوف النّاس عن العمل في مهنٍ قد تدرّ دخلاً كافياً للعامل بها وتمكّنه من إعالة أسرته، ممّا يؤدّي إلى بقاء النّاس الذين يقعون في أسر هذه الثّقافات في وضعٍ معيشيّ صعب.
  • الكسل وترك أسباب الرّزق والاتكاليّة، فالعمل هو وسيلة تحصيل الرّزق وسبب من أسبابه، فلا يتصوّر بحالٍ أن يرزق الله تعالى الإنسان وهو في بيته، متكّلٌ على غيره في الإنفاقِ عليه، بل يكون ذلك بالجدّ والعمل والاجتهاد والمبادرة والبحث باستمرار عن الحلول التي تفتح الآفاق الواسعة أمام الإنسان.

آثار الفقر

أثر الفقر على الفرد

للفقر آثار وخيمة على الأفراد ومنها:

  • سوء التغذية: حيث يعاني الفقراء من عدم وجود الغذاء، وحتى إن وجد، فقد لا يكون صحياً أو جيداً للصحة، وتعتبر دولة رواندا الإفريقية من الدول التي يعاني سكانها من سوء التغذية؛ حيث يعاني الأطفال فيها من التضوّر جوعاً حتى الموت.
  • عدم القدرة على تلقي العناية الصحية: حيث يعاني الفقراء في الغالب من عدم القدرة على الذهاب للطبيب للعلاج، أو شراء الأدوية التي يحتاجونها.
  • التشرد: حيث يعاني الفقراء من عدم قدرتهم الحصول على مسكن أو بيت، فيعيشوا في ملجأ أو في الشارع.
  • التسول: حيث يمكن أن ينتهي الأمر بالفقير إلى التسول أو إلى الانحراف واتباع سلوكيات سيئة؛ كالسرقة، أو الدعارة، أو تجارة المخدرات.

أثر الفقر على المجتمع

يتسبب الفقر في أغلب التوترات التي تحصل بالمجتمع؛ حيث إن عدم المساواة في الدخل قد تؤدي إلى تقسيم الدولة، ويحدث ذلك عندما تتوزع الثروة في الدولة بشكل غير عادل بين مواطنيها؛ بحيث يكون أغلبية مال الدولة ملكاً لفئة قليلة من المجتمع؛ لذلك تحافظ الدول المتقدمة على الاستقرار فيها عن طريق المحافظة على وجود طبقة متوسطة فيها، كما يُعتبر الفقر عاملاً خطيراً للغاية يمكن له أن يهدد استقرار دولة بأكملها.

آثار أخرى للفقر

يرتبط الفقر ارتباطاً وثيقاً بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض، والأوبئة، والوفاة المبكرة؛ حيث تكون أوزان الأطفال الذين يولدون في الأماكن الفقيرة من العالم أقل مقارنة بالأطفال الذين يولدون لأُسر غنية، وتقل في الغالب عن 200غ، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة خلال فترة الطفولة، أو الإصابة بالعجز، أو حتى الوفاة عند الولادة، كما أن الصحة السيئة خلال الحياة تؤدي إلى قصر العمر المتوقع للفرد.

قد يهمك:

علاج مشكلة الفقر

  • إعادة هيْكلة المؤسّسات من قبل الدولة، حتى يكون هنالك ما يسمّى بتساوي الفرص للجميع.
  • زيادة عدد الاستثمارات والمستثمرين، خاصّةً من قبل رجال الأعمال المهمّين وأصحاب المشاريع الناجحة.
  • التكافل الاجتماعيّ، بحيث يساعدُ الغنيّ الفقير في المجتمع الواحد، ويشعرُ به ويرأف بحاله.
  • الحرص على التعليم مهما تتطلّب الأمر، فالعلم ينيرُ العقل ويتيح للإنسان الدخول لسوق العمل فيما بعد.
  • حسن توزيع الثروات وتقسيمها، حتى يحصل الغالبيّة على فرصٍ في العمل، والدراسة، وغيرها.
  • عدم الاعتماد على الغير، والسعي للحصول على العمل بالجهود الفرديّة، وعدم التقاعس.