يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الغضب ، و تعريف الغضب ، و أنواع الغضب ، و أسباب الغضب ، و آثار الغضب ، و المشاكل الصحية للغضب ، و طرق التحكم بالغضب ، يُعرَف الغضب بأنّه حالة عاطفية، تترواح درجاته من السخط الخفيف، إلى الغيظ، والغضب الشديد، ويترتّب على هذه الحالة بعض الآثار الجسدية، ومنها: ارتفاع معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الأدرينالين، والنورأدرينالين، وهو شعور قويّ يجعل الشخص يريد أن يؤذي من حوله، بسبب تعرّضه لأمر ما غير عادل، أو قاسٍ في حياته اليوميّة.

بحث جامعي عن الغضب

بحث جامعي عن الغضب
بحث جامعي عن الغضب

غالباً ما ينتج الغضب عن حدث داخلي أو خارجي، قد يأخذ شكل تهديد أو اعتداء أو ظلم، وذهب البعض أنه استجابة تكيفية تكمن منفعتها في الحماية من الخطر، ويختلف من شخص إلى آخر بناء على الطريقة التي تعلمها الشخص في كيفية التعامل مع هذه الانفعالات ضمن عائلته، والمكان الذي نشأ به، وقد يعبر عنه بالصراخ أو السخرية، وقد ينطوي على نفسه، ومنه فالغضب والتعبير عنه هي مسألة نسبية تختلف باختلاف الأشخاص واستجابتهم للانفعال، وتأثير البيئة من حولهم.

تعريف الغضب

يُمكن تعريف الغضب على أنه إحدى العواطف وردود الأفعال التي تصدر من الإنسان بشكل طبيعي وصحي، ويمكن وصف الغضب بذلك الشعور القوي الذي يحرك مشاعر الشخص نحو إيذاء نفس أخرى، أو أن يكون مصدر إزعاج للوسط الذي يوجد فيه؛ نتيجة تلقيه معاملة أو خبراً مزعجاً، وفي حال أصبح الغضب خارج سيطرة الشخص فإن تبعاته ستكون سيئة، وقد تضر بعلاقاته الشخصية؛ سواءً في العمل أو ضمن المجتمع، ممّا يتسبّب بتعكّر صفو حياته بشكل عام.

أنواع الغضب

يوجد ثلاثة أنواع للغضب، وهي:

  • الغضب السلبيّ: يُعرَف بالغضب السلبيّ العدوانيّ، فلا يحاول الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع بالتعامل مع الحالات التي تسبّب الغضب، وبدلاً من ذلك يقومون بكتمانها في الداخل، ويميلون إلى توجيه الحنق الذي بداخلهم إلى سلوكيات، مثل: الحكم على الآخرين، ونشر الشائعات، أو حمل الضغائن.
  • الغضب العدوانيّ: يتمّ التعبير عنه ظاهرياً على عكس الغضب السلبيّ، حيث يرتكب من يعاني من هذا الغضب بعض التصرّفات العداونيّة، مثل: الصياح، أو ممارسة العنف الجسدي، أو القيام بتدمير الممتلكات، أو إلحاق الأذى بالآخرين للانتقام.
  • الغضب الحازم: يعبّر الأشخاص عن غضبهم بحزم، للتعامل مع عواطفهم، ولإيجاد حلّ ما عن طريق التكلّم بحزم، ونقل الغضب بشكل هادئ، وبكلمات مباشرة وصريحة، فلا يقومون بكتم الغضب بداخلهم، ولكن يتحكّمون به.

أسباب الغضب

فيما يلي أهمّ أسباب الغضب التي تؤدي لشعور الشخص بالغضب:

  • التعرض لظروف أو مواقف معينة: حيث تُؤثّر سلباً على الشخص، أو على الأشخاص المُقربين له، وتشمل:
    • التعرّض للتهديد أو الهجوم سواءاً كان ذلك جسديّاً أو لفظيّاً أو ماليّاً.
    • عرقلة السعيّ للأهداف.
    • انتهاك المعايير الأخلاقية.
    • التّعرض لمعاملة سيئة أو غير عادلة.
    • التّعرض للإهانة.
  • التعرّض لمشاعر معيّنة: وتشمل المشاعر التي تجعل الإنسان يشعر بالضعف، كالحزن، والقلق، والخوف، وانعدام الأمان، والخجل، والشعور بالذنب، إذ تبرز عاطفة الغضب كوسيلة لإخفاء مشاعر الضعف عن الآخرين.

آثار الغضب

يتعرّض الإنسان الذي يُصاب بنوبات غضبٍ مستمرة وحادة للعديد من الأمراض الجسدية الخطيرة على المدى البعيد، وذلك لأنّ مشاعر الغضب تعمل على زيادة إنتاج بعض المواد الكيميائيّة كاستجابة للتوتر، وتعدّ هذه المواد أحد أسباب الإصابة بمرض الضغط، وحدوث تغيّرات في العمليّات الأيضيّة، وبالتالي فإنّ أجهزة الجسم المختلفة ستتعرّض لبعض الأضرار الصحيّة أيضاً، ومن أبرز الأمراض الصحيّة المتعلقة بالغضب: الصداع، ومشاكل الهضم؛ كآلام البطن، والأرق، وزيادة معدلات القلق، والاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وضعف جهاز المناعة، وبعض الأمراض الجلديّة؛ مثل الأكزيما، والتعرّض للنوبات القلبيّة، والسكتة الدماغيّة، وغيرها.

يترك الغضب آثاراً سلبيةً على مختلف جوانب الحياة الأخرى غير صحّته، وفيما يلي أبرز آثار الغضب على الإنسان:

  • التأثير على الصحة النفسية: يتسبب الغضب بتعكير صفو حياة الإنسان، فتجعل حياته دائمة التوتر والتشويش، وتسلب منه طاقته وشعور الاستمتاع بالحياة، وقد يؤدي الغضب المستمر لتعرض صحة الإنسان النفسية للخطر، فقد يصاب بالإجهاد، والاكتئاب، بالإضافة للعديد من مشاكل الصحة العقلية.
  • التأثير على الحياة المهنية: تحتاج الحياة المهنية لقبول انتقادات الآخرين، والاستماع لآرائهم ونصائحهم، والدخول في نقاشات حادة، فإذا واجه الفرد الأشخاص في بيئة عمله بنوبات من الغضب، فإن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على علاقاته مع زملائه، أو المشرفين عليه، أو العملاء، وبالتالي فإن حياته المهنية تصبح غير مستقرة ومهددة بالخطر.
  • التأثير على العلاقات: يتسبب الغضب بخسارة الإنسان لأقرب الناس إليه، فهو يؤثر على صداقاته وعلاقاته الاجتماعية، كما يحد الغضب من تقبل الناس للشخص فيخسر ثقتهم به، ويخلق العديد من الحواجز في العلاقات فيكون من الصعب على الآخرين التحدث بصدق وراحة مع الإنسان الذي يواجههم دائما بردة فعل غاضبة.

المشاكل الصحية للغضب

يتسبب الغضب بسيل كبير من المواد الكيميائية داخل جسم الإنسان التي تتسبب بإجهادات وتغييرات أيضية قد تُبحق الضرر بالعديد من أجهزة الجسم المختلفة، ومن أبرز المشاكل الصحية ما يأتي:

  • الأرق.
  • الكآبة.
  • القلق.
  • الصداع.
  • آلام في البطن.
  • مشاكل في الهضم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالأكزيما.
  • الإصابة بالجلطة الدماغية.
  • الإصابة بنوبة قلبية.

قد يهمك:

طرق التحكم بالغضب

يُعدّ الغضب شعوراً طبيعيّاً، ولكنّه يُصبح خطيراً إذا ازداد عن حدّه، لذا ينبغي على الإنسان تدريب نفسه على كبح مشاعرِ الغضب، وفيما يلي بعض أهمّ النصائح التي تُساعد الإنسان على التحكم بمشاعر الغضب لديه:

  • التفكير قبل الكلام: يُساعد ذلك بالسيطرة على الردود الصادرة عن الشخص الغاضب، ومنحه وقتاً كافياً لتجميع أفكاره، والتعبير عن نفسه بطريقة سليمة وغير مؤذية، كما يُسهم ذلك في امتصاص مشاعر الغضب، وأثناء الصمت يمكن ترديد كلمات إيجابية معينة تزيد من الهدوء والتركيز، مثل: “استرخ”، أو “خذ الأمور بسهولة”، وغيرها.
  • البحث عن الحلول: بدلاً من التركيز على المشكلة وتحفيز مشاعر الغضب؛ يجب على الشخص البحث عن طرق لحل المشكلة.
  • تجنب الأسلوب الهجومي: عند قيام شخص ما بموقف أو فعل يُثير الغضب، ينبغي تجنب الأسلوب الهجومي في انتقاده، والتعبير عن الاستياء منه بطريقة مهذبة دون انفعال، مع ضرورة عدم كبح المشاعر؛ لأنها تتفاقم مع الوقت.
  • ممارسة التمارين: تساعد الأنشطة البدنية؛ كالركض على الحد من الشعور بالتوتر والغضب، كما يُمكن ممارسة بعض تمارين الاسترخاء التي تساعد على استيعاب المشاعر السلبية والتخلص منها؛ كاليوغا.
  • تغيير الروتين: يتسبب الروتين والعادات السيئة التي يُمارسها الشخص بتحفيز مشاعر الغضب لديه، لذا ينبغي التخلص من العادات والاختيارات التي تُسبب الانزعاج والتوتر.
  • طلب المساعدة: يخرج الغضب أحياناً عن السيطرة، بالتالي يجب اللجوء لمساعدة شخص مختصّ لحل هذه المشكلة، أو التحدث مع صديق موثوق لتقديم المساعدة.
  • الاسترخاء: عند الشعور بالغضب ينصح باللجوء للاسترخاء، والحصول على قسط من الهدوء، حيث يُساعد ذلك في التحكم بالمشاعر وتهدئتها.
  • التسامح: يُساهم التسامح والتعاطف مع الآخرين وتقبلهم بالتخلص من المشاعر السلبية تجاه الآخرين، وبالتالي من الشعور بالغضب.
  • تفريغ المشاعر السلبية: يُمكن التنفيس عن المشاعر السلبية بكتابتها، إذ تساعد هذه الطريقة على مراجعة ردود الأفعال، وإدراك مواطن الضعف والمواقف التي تُثير مشاعر الغضب، بالتالي يسمح ذلك بالتدرب على طرق أكثر منطقية في التعامل معها.