يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن العنف الاسري ، و تعريف العنف الأسري ، و أسباب العنف الأسري ، و أنواع العنف الأسري ، و آثار العنف الأسري ، و علاج العنف الأسري ، هو أحد المشكلات التي تعاني منها بعض المجتمعات خاصة العربية والتي تترتب على عدة أسباب منها الجهل وضعف الدين وغيرها من الأسباب الأخرى، والذي دوماً ما يكون له آثار سلبية فردية ومجتمعية لذلك لا بد من مكافحته ومحاولة القضاء عليه بكافة أشكاله وأنواعه.

بحث جامعي عن العنف الاسري

بحث جامعي عن العنف الاسري
بحث جامعي عن العنف الاسري

بحث جامعي عن العنف الاسري

نشأ العنف الأسري مع نشأة البشرية، حيث كانت بدايته في الخلاف الذي حدث بين قابيل وهابيل، وانتهى بجريمة شنعاء بقتل أحد الأخوين للآخر، وبعد التطور التي آلت إليه الثقافات والمجتمعات تطورت أساليب العنف الأسري وأسبابه، ومما لا شكّ فيه انّ ظاهرة العنف الأسري هي من أخطر الظواهر في المجتمع، فهي تترك أثرًا بالغًا في نفوس أفراد الأسرة يهدد حياتهم الخاصّة وأمنهم وسلامتهم، كما أنّ سلوك العنف الأسري يأخذ العديد من الصور فهو يبدأ بالضرب البسيط ليصل إلى ذروة خطورته في القتل، ويكون القتل وخاصة العمد منه هو الانموذج المكتمل عن العنف، لذلك كان العنف الأسري وجرائمه موضوعًا يستحق الدراسة والبحث، وسيكون هذا المقال عن ظاهرة العنف الاسري وأسبابها ونتائجها وعلاجها.

تعريف العنف الأسري

يُعّرف العنف الأسري اصطلاحاً بأنّه إلحاق الأذى بين أفراد الأسرة الواحدة؛ كعنف الزوج ضد زوجته، وعُنف الزوجه ضد زوجها، وعنف أحد الوالدين أو كلاهما اتجاه الأولاد، أو عنف الأولاد اتجاه والديهم، حيث يشمل هذا الأذى الاعتداء الجسدي، أو النفسي، أو الجنسي، أو التهديد، أوالإهمال، أو سلب الحقوق من أصحابها، وعادةً ما يكون المُعنِّف هو الطرف الأقوى الذي يُمارس العنف ضد المُعنَّف الذي يُمثّل الطرف الأضعف.

و في تعريف آخر للعنف الأسري هو أيّ سلوك يُراد به إثارة الخوف، أو التسبب بالأذى سوآء كان جسدي، أو نفسي، أو جنسي دون التفريق بين الجنس، أو العمر، أو العرق، وتوليد شعور الإهانة في نفس الشريك، أو إيقاعه تحت أثر التهديد، أو الضرر العاطفي، أو الإكراه الجنسي، ومحاولة السيّطرة على الطرف الأضعف باستخدام الأطفال، أو الحيوانات الأليفة، أو أحد أفراد الأسرة كوسيّلة ضغط عاطفيّة للتّحكم بالطرف المقابل، وعادة ما بيفقد ضحايا العنف الأسري ثقتهم بأنفسهم، وينتابهم الشعور بالعجز، والقلق، والاكتئاب الذي يتطلب تدخُل طبّي لعلاج هذه الآثار.

تمّ اعتبار العنف الأسري جريمة جناية أو جنحة يرتكبها فرد يشترك مع الضحية بمكان الإقامة وقد يكون بينهما طفل، أو قد يكون زوجاً حاليّاً أو سابقاً، أو صديقاً مقرّباً للضحية، ويشمل العنف المصنّف كجريمة تعنيف أيّ شخص لشخص آخر محميّ قضائياً ضمن قوانين العنف الأسري أو العائلي، كما يشمل العنف الأسري دائرةً أوسع من الأسرة فقد تكون هناك علاقة وثيقة بين الجاني والضحية خارج نطاق الأسرة الواحدة؛ كالعنف الذي يرتكبه الأقارب أو أصدقاء العائلة.

أسباب العنف الأسري

يفترض أن تكون الأسرة هي المعطف الآمن، ولكن في بعض الأحيان يكون هذا المعطف منسوجًا بخيوطٍ باردة، ورغم عدم وجود مبررٍ له، إلا أن للعنف الأسري أسبابًا عدة منها ما يأتي:

غياب الوازع الديني

جميع الأديان السماوية ترفض العنف وجميع أشكاله، وقد اهتم الإسلام بالأسرة وحرص على استقرارها وترابطها، وقد حث على معاملة الزوجة معاملة حسنة وعدم مضايقتها أو إهانتها أو تعنيفها بشكل لفظي أو جسدي في قوله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف”.

التربية الخاطئة

وهي التنشئة التي يفرضها المجتمع ويتلقاها الفرد، والتي تجعله يرى أن العنف شيء طبيعي؛ لأنه يحصل بقعرِ بيته، ومن ثم يمارس العنف على أفراد أسرته، والموروث المجتمعي التقليدي الذي يفرق بين الذكر والأنثى، والبحث عن شعور الرجولة والسيطرة.

ومن الاعتقادات الخاطئة أيضًا أن العنف اللفظي أو الجسدي الذي يمارس على الطفل، قد يجعل منه رجلًا وينمي شخصيته ويقويها، في حين أن ذلك يسير في عكس التصورات، ولا تربي إلا عُقدًا نفسية وضعفًا في شخصية طفلك.

غياب الحوار الأسري

الحوار بين أفراد الأسرة مهم جدًا، إذ إنه يقلص فجوة الاختلاف الكبير بين الأجيال، ويقرب وجهات النظر المختلفة لكل فرد من أفرادها، ويقوي العلاقة فيما بينهم، وبغيابه يحدث الكثير من المشاحنات بين الآباء والأبناء، نظرًا لاختلاف الآراء والثقافات، مما يؤدي إلى تعسف وعنف نفسي عواقبه وخيمة.

المشاكل الاقتصادية

سوء الظروف المعيشية وغلاء الأسعار، وعدم قدرة رب الأسرة على تأمين احتياجات بيته، تدفعه أحيانًا لتفريغ شحنات غضبه وصبها على أطفاله وزوجته، فالفقر والبطالة والديون المتراكمة على عاتقه تزيد من الضغوطات النفسية، وتضاعف الشعور بالعجز، فيُحَمل عائلته مسؤولية العبء الثقيل غير القادر على حمله.

وقد أثبتت بعض الدراسات الاجتماعية الحديثة أن الأسر التي تعيش تحت خط الفقر يحدث فيها العنف 5 أضعاف حدوثه في الأسر التي تعيش فوق خط الفقر.

الانحرافات الأخلاقية والسلوكية

انتشار السلوكيات الخاطئة مثل تناول المسكرات والمخدرات التي تذهب العقل من شأنه أن يؤدي إلى الكثير من التصرفات والسلوكيات العنيفة والانحرافات الأخلاقية، نتيجة استجابة العقل لتلك المؤثرات والمواد المخدرة.

وسائل الإعلام المختلفة

أكدت بعض الأبحاث على وجود علاقة بين ارتفاع نسبة الجريمة والعنف المشاهد من خلال جهاز التلفاز، وقد نشرت منظمة الائتلاف الدولي ضد العنف التلفزيوني بحثاً استغرق إجراؤه 22 عامًا، أظهر الأثر التراكمي للتلفزيون الذي يمتد حتى 20 سنة لتظهر نتائجه.

وأفاد هذا البحث بأن هناك علاقة مباشرة بين أفلام العنف التلفزيوني في الستينيات، وارتفاع الجريمة في السبعينيات والثمانينيات، وقالت المنظمة إن ما يتراوح بين 25% و50% من أعمال العنف في سائر أنحاء العالم سببها مشاهد العنف في التلفزيون والسينما.

وأضافت أن العروض التلفزيونية الأمريكية العنيفة التي تُعرض في أنحاء العالم، ساعدت على انتشار الجريمة، ويقول الدكتور رويل هيوزمان إن ذلك يجعل الأطفال يكتسبون عادات عدوانية، بحيث يصبحون عندما تتقدم بهم السن، أكثر ميلًا للأعمال الإجرامية.

أنواع العنف الأسري

العنف الجسدي

يُعرف العُنف الجسدي بأنّه التسبّب بالضرر أو إحداث إصابة جسدية لأحد أفراد الأسرة، فالعنف الجسدي يتحقّق بتوافر شرطين؛ الأول: أن يفعل الفرد أو يمتنع عن فعل أمر معين ينتج عنه أذى بدني، أمّا الشرط الثاني: أن يكون هذا الفعل عن سبق إصرار في إحداث الأذى الجسدي، بينما لا يُشترط أن يحدث الشرطان في وقتٍ واحدٍ، فقد تفصل بينهما فترة زمنية كحالة إهمال الآباء والأمهات لمتابعة أطفالهم، ممّا يُلحق بهم الضرر الجسدي، كما أنّه لا يُنظر إلى دوافع العنف الجسدي كتبرير لفعل العنف سواء كانت بدافع الانتقام، أو التربية، أو السيطرة على الضحيّة، أو الحصول على المال، فطالما أنّ الشرطين السابقين متوافران تُعتبر الحالة عنفاً جسدياً.

يجدر بالذكر أنّ العنف الجسدي قد يصل ضرره إلى تعطيل الحواس، أو القتل في بعض الأحيان، كما تختلف الأدوات المستخدمة لإحداث الضرر الجسدي؛ فمنها ما هو بسيط كالصّفع أو الدّفع، ومنها ما هو شديد كالآلات الحادة أو الأسلحة.

العنف النفسي

يُعتبر العنف النفسي من أكثر أنواع العنف انتشاراً في المجتمع، إلّا أنّه من أصعب الأنواع في القدرة على تمييزه أو معرفة مدى أثره؛ وذلك لعدم وجود آثار مادية ظاهرة على الضحيّة، كما أنّه يصُعب إثباته في حال لجأت الضحيّة لتقديم الشكوى للسُلطات المعنيّة، فمن أشكال العنف النفسي، التعرّض لألفاظ مؤذية تُسبّب احتقاراً لنفس الضحية؛ كالسّب، والشتم، والقذف، أو إشعار أحد أفراد الأسرة بأنّه شخص غير مرغوب فيه، أو تجاهله والانتقاص من دوره وعدم الأخذ برأيه في أمورٍ تخصّ الأسرة.

يُعتبر منع أحد أفراد الأسرة من مخالطة أقاربه أو أصدقائه؛ كمنع الزوجة من زيارة الأهل، أو منعها من الخروج لممارسة العمل من صور العنف النفسي، وكذلك التهديد بالضرب، أو الطلاق، أو الحرمان من الأطفال، بالإضافة إلى فقدان مشاعر الحب والعطف بين أفراد الأسرة، وعدم تعاون أفراد الأسرة في إيجاد حلول مناسبة لمشاكلهم، كما أنّ عدم اهتمام الوالدين بتربية أبنائهم يُساهم في تنشئتهم تنشئةً اجتماعيةً غير سليمة.

العنف الجنسي

يُعرّف العنف الجنسي بأنّه أيّ فعل أو قول يمسّ كرامة الإنسان ويقتحم خصوصية الجسد سواء كان عنفاً جنسيّاً ماديّاً؛ كزنا المحارم، أو كان عنفاً جنسيّاً معنويّاً؛ كالألفاظ والتعليقات الجنسيّة الجارحة، ومن صور العنف الجنسي أيضاً إجبار الأطفال على بعض الممارسات أو استغلالهم بهدف اكتساب المال أو لأهداف أخرى، ويُشار إلى أنّ العنف الجنسي اختراق واضح للضوابط الشرعية، والأخلاقيّة، والقانونية التي تُنظّم العلاقات الأسرية، كما يصعب حماية الضحيّة ومحاسبة مرتكب العنف الجنسي لتُحفّظ غالبية المجتمعات للحديث عن هذه الأمور.

آثار العنف الأسري

تنقسم آثار العنف الأسرى إلى :

جسدي

  • يصل العنف الأسري في كثير من الأحيان لحد القتل وخسارة الأرواح وهي أسوء نتائجه.
  • كما يترك في كثير من الأحيان جروحاً وآثار يصعب شفائها تاركة علامة على أجساد الضحايا تظل تذكرهم بوحشية ما تعرضوا له.
  • قد يتسبب بإصابة أحدهم بإعاقة تقيدهم مدى الحياة كأن يفقد شخص القدرة على الرؤية.

نفسي

  • العنف الأسري يترك ندوباً في النفس عميقة لا تزول مهما مرت الأيام.
  • فيفقد من يتعرض للعنف الأسري شعور الأمان والثقة بمن حولهم.
  • كما يتسبب بحالة من الخوف الشديد من كل الجنس المتسبب في حالة العنف، كأن تكره الإناث جميع الذكور جراء عنف تعرضت له من والدها أو زوجها، وحتى أخيها.

قد يهمك:

علاج العنف الأسري

تقع المسئولية على عاتق الجميع في المجتمع حتى تختفي ظاهرة العنف الأسري للأبد، وهناك بعض الحلول التي قد تجدي في حل هذه المشكلة مثل  :

  • تفعيل الدور الإعلامي في نشر الوعي حول الأضرار التي يتسبب بها العنف الأسري سواء على الفرد أو المجتمع ككل.
  • فرض عقوبات صارمة على من يتعرض بالأذى لأفراد أسرته بأي شكل من الأشكال.
  • تخصيص دور رعاية لمن تعرضوا للعنف الأسري كملجأ آمن لهم وتقديم الرعاية الطبية والنفسية اللازمة.
  • تركيز الخطاب الديني الموجه للمجتمع على أفعال المصطفى مع ذويه وحث المسلمين على اتخاذه قدوة لهم.