يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن العدل ، و تعريف العدل ، و أنواع العدل ، و أهمية العدل ، و العدل في الإسلام ، و أمثلة على العدل في الإسلام ، العدل هو صفة من صفات الله عز وجل ولا بد وأن يتم تطبيقها في الحياة حتى يستقيم ميزان الكون، ومن الممكن توضيح معنى العدل بكونه النظام القانوني الذي يمكن الشخص من أخذ جميع مستحقاته سواء إن كانت تلك المستحقات طبيعية أو قانونية، ويتم من خلال العدل المحافظة على حقوق الأفراد ومعاقبة الأشخاص عند الخطأ.

بحث جامعي عن العدل

بحث جامعي عن العدل
بحث جامعي عن العدل

بحث جامعي عن العدل

يمكن للإنسان أن يتحلّى بالعديد من الصفات التي تجعله يبدو شخصاً مميزاً وموضع تقدير واحترام، وتختلف تلك الصفات وأهميتها باختلاف القيم والمعايير المنتشرة في المجتمع، ولكن هنالك أخلاق ثابتة لا يمكن لأي مجتمع أن يتخّلى عنها نظراً لأهميتها وخطورة عدم التقيد بها، والعدل هو إحدى تلك الصفات المهمّة والتي تحقق الأمن والاستقرار في المجتمع وتمنع تفشي الظلم والضعف، العدل هو أن يتم إعطاء الحق لصاحبه دون التفرقة بين الناس، ويعدّ العدل أمراً في غاية الأهمية لتحقيق الصلاح للمجتمع وأفراده، وهو من أهم عوامل السعادة التي يتمناها كافة البشر في حياتهم، وهو ما يجعلهم يطمئنوا على كافة حقوقهم وممتلكاتهم وكذلك أرواحهم وأعراضهم، ويبعدهم عن الشقاء والدمار وضياع الحقوق.

للعدل أهمية كبيرة بالإسلام حيث إنّه قيمة من قيم الإسلام والتي يجب أن يتحلّى بها كافة البشر، حيث إن الله تعالى حرم الظلم على نفسه وعلى عباده، وامتثلت به كافة تشريعاته ونظمه، كالتعاملات بين الناس، والقضاء، وكتابة العقود والمواثيق، والسلوك، ولتارك العدل عقاب شديد وإثم عظيم نظراً لخطورة هذا الأمر على وحدة المجتمع الإسلامي وعلى الهدف من وجود الإنسان على الأرض.

يوجد أشكال مختلفة للعدل فهنالك عدل الدنيا الذي يشمل حياة البشر، وعلاقاتهم ببعضهم البعض، وعلاقاتهم بالطبيعة والحياة وهنالك العديد من القواعد والأنظمة التي تحقق العدل عند الالتزام بها، وعدل الآخرة الذي يتمثل بالثواب والعقاب الذي يناله الإنسان نتيجةً لأفعاله في الحياة الدنيا وهذا هو العدل المطلق الذي يختص به الله سبحانه وتعالى وحده، ويمكن تقسيم العدل كذلك على اعتبار تعلّقه بالإنسان كالعدل الفردي من خلال أن يعدل الفرد بين جسده، وروحه، وعقله، ويعمل الأعمال التي تحقّق له السعادة والخير ويبتعد عن الأعمال التي تزيد من شقائه وتعبه، والعدل الجماعي الذي يتمثل باحترام الإنسان لأخيه الإنسان وعدم التعدّي على حقوق الآخرين في كافة التعاملات بين البشر.

بتحقيق العدل سوف يشعر الناس بالطمأنينة والاستقرار، وهذا بالتأكيد سيحفزّهم على العمل والإنتاج بالشكل المتقن والسليم وبالتالي سيزدهر المجتمع ويتقدّم، فمن يشعر بأنّ حقوقه محفوظة سيعمل ويجتهد من أجل الوصول لأهدافه وبالطرق الشرعية والقانونية، ومن يشعر بعكس هذا إما أن يتكاسل ويهمل أو يلجأ للطرق غير القانونية لتحقيق ما يطمح إليه، وعندما تكون الحكومة ظالمة بالتأكيد سيسود الحقد والكره في المجتمع بالإضافة إلى القتل والدمار والتعذيب والاضطهاد، وبالتالي سيكون المجتمع ضعيف والدولة أكثر عرضةً للتدخلات الخارجية والخراب، ويجب على الإنسان أن يبدأ بنفسه أولاً حتى يتحقّق العدل في المجتمع كافّة.

تعريف العدل

يتم تعريف العدل لغةً بأنه الاعتدال والتوسط في الأمور من غير إسراف في الزيادة أو النقصان وهو عكس الجور، أما اصطلاحاً فهو صفة ثابتة في نفس الشخص تدفعه إلى الالتزام بالتقوى والمروءة.

يعرف العدل أيضاً على أنّه الإنصاف في حماية الحقوق والمعاقبة على الأخطاء، إذ إنّ جميع النظم القانونية تحاول ممارسة الإدارة العادلة، بالرغم من ذلك من الممكن وجود قوانين غير عادلة، وبالتالي يمكن تعريفه بأنّه نظام قانوني يحصل به الشخص على حقوقه ومستحقاته من النظام، بما فيها حقوقه الطبيعية والقانونية، كما صنف القديس (توما الأكويني) العدالة بأنها ثاني الفضائل الأساسية، إذ إنّها تأتي بعد الحكمة وقبل الثبات والهدوء، فهي التصميم على إعطاء كل شخص حقه المستحق، كما تحتل العدالة المركز الأول في الأخلاق إذ يتم ممارستها على الأفراد والقوانين والسياسات العامة وغيرها.

أنواع العدل

يتم تصنيف أنواع العدل فيما يلي:

  • العدالة التوزيعية الاقتصادية: هي إعطاء جميع أفراد المجتمع حصة عادلة من الموارد المتوفرة، وهو أمر في غاية الأهمية لأنه يؤدي إلى استقرار ورفاهية المجتمع.
  • العدالة الإجرائية: هي اتخاذ القرارات وتنفيذها بطريقة عادلة بالتالي فهي تتضمن (المعاملة العادلة)، وهنا يجب اتباع القواعد بطريقة محايدة وتطبيقها باستمرار لضمان اتخاذ قرارات غير متحيزة.
  • العدالة الجزائية: هي أن يستحق الأفراد معاملة بنفس الطريقة التي يعاملون بها الأشخاص الآخرين، ومن الأمثلة التي تطبق هذا النوع أنظمة العدالة المحلية والولائية والوطنية، والإجراءات القانونية الدولية.
  • العدالة التصالحية: يهتم هذا النوع بمعالجة وإصلاح الأضرار التي تصيب العلاقات الشخصية والمجتمع، ويهدف إلى تقوية بنية المجتمع ومنع حدوث أي من هذه الأضرار.

أهمية العدل

أهمية العدل في حياة الفرد

للعدل أهمية بالغة في حياة الفرد، يُذكر منها ما يلي:

  • تحقيق محبة الله تعالى للعبد: فمن يقيم العدل في حياته يحبه الله تعالى، حيث قال في محكم كتابه: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، والمقسطون هم العادلون.
  • تحقيق الطمأنينة في نفوس العباد: فإذا شاع الظلم وقلّ العدل أحسّ الفرد بالقلق الدائم على حقوقه، وزال عنه الاطمئنان والاستقرار.
  • استجابة الدعاء: فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعوَتُهم: الإمامُ العادِلُ، والصَّائِمُ حتى يُفطِرَ، ودَعوَةُ المَظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أَبوابُ السَّمَواتِ، ويَقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: وَعِزَّتي لَأَنصُرنَّكِ ولو بعْدَ حينٍ).
  • تحقيق العدل أمنٌ من عذاب الله تعالى: حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما من أميرِ عشرةٍ إلا يُؤتَى به يومَ القيامةِ مغلولًا ؛ لا يَفُكُّه من ذلك الغَلِّ إلا العَدلُ).
  • العدل ميزان الله تعالى في الأرض به يؤخذ للمظلوم من الظالم.

أهمية العدل في حياة الجماعات

  • إقامة العدل في المجتمع يحفظ البلاد: فلا شكّ في أنّ العدل في المجتمعات سبب مباشر في إعمارها، ففي خلافة عمر بن عبد العزيز كتب أحد العاملين معه كتاباً له يشكو حال البلاد فيه وخرابها، فرد عليه عمر -رحمه الله تعالى- بكتاب قال فيه: “ما بعد، فقد فَهِمتُ كتابك وما ذكرت أن مدينتكم قد خُرِّبت، فإذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل، ونقِّ طُرُقَها من الظلم، فإنه مرمَّتُها، والسلام”.
  • غيابه يسبب هلاك الأمة: حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عليه الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).
  • المساهمة في دخول غير مسلمين إلى الإسلام.
  • توثيق الوئام بين الحاكم والمحكوم.
  • سيادة التعاون والتماسك بين أفراد المجتمع.

العدل في الإسلام

يعتبر العدل من القيم الإنسانية التي حثّ عليها الإسلام، وجعلها من أساسيات الحياة الفردية، والاجتماعية، والأسرية، والسياسية، وقد جعل الإسلام إقامة العدل هدفاً لجميع الرسالات السماوية؛ فبالعدل أرسل الله تعالى الرسل، وأنزل كتبه، كما قامت الأرض والسماوات بالعدل، وبيّن الإسلام أيضاً أن العدل لا يتأثر بالحب أو الكره، ولا بالحسب أو النسب، ولا يفرّق بين مسلم وغير مسلم، بل يُمنح لجميع المتواجدين على الأرض بغض النظر عن المال والجاه، أو ما كان بينهم من مودة أو بغض، كما حرّم الإسلام الظلم، سواء كان ظلماً للنفس أم ظلماً للآخرين، وخاصة ظلم القوي للضعيف؛ فكلما كان الشخص ضعيفاً زاد إثم ظلمه على من ظلمه.

من الجدير بالذكر أيضاً أنّ العدل مع النصارى وغير المسلمين يعد واجباً على كلّ مسلم، والتشريع الإسلامي لا يعرف الظلم؛ حيث إنّ الله تعالى حرّم الظلم حتّى على نفسه، كما في قول الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه:(يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا . فلا تظَّالموا )

قد يهمك:

أمثلة على العدل في الإسلام

يفيض الدين الإسلامي بأروع الأمثلة وأكثرها على العدل، ونذكر منها:

  • كتاب القرآن الكريم والذي يعد أداة تطبيق العدل بين الناس فصّل في الحقوق ووضع قواعدها لكل فئة من فئات من الناس في مختلف الحالات، مثل أحكام الميراث في سورة النساء.
  • من صفات الله الحسنى أنّ اسمه العدل، فلا يظلم أحداً، ويجازي الظالمين وينصف المظلومين ولو بعد حين.
  • حرم الإسلام الظلم بكل أنواعه، والتي تشمل ظلم النفس، وظلم الأقارب، وظلم الزوجة، والظلم عند تقسيم الميراث، وغيرها الكثير من الأمثلة الأخرى.
  • لا تفرقة في الإسلام بين عربي وغربي أو أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، فمقياس التفاضل بين الناس ليس الشكل أو اللون أو الدين.