يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الصدقة ، و تعريف الصدقة ، و أنواع الصدقة ، و مشروعية الصدقة في القرآن والسنة ، و آداب الصدقة ، و الفئات التي تستحق الصدقة ، و شروط قبول الصدقة ، و فضل الصدقة ، تٌعدً الصدقة من الأمور التي حسنها عليها الإسلام القادرين وغير القادرين حيثُ يستطيع المسلم الفقير الصدقة ولو بشق تمر كما جاء عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لما لها من أجر عظيم ومنفعة كبيرة تعود على الإنسان وحياة بوجه عام. فيما يلي سنعرض لكم بحث جامعي عن الصدقة.

بحث جامعي عن الصدقة

بحث جامعي عن الصدقة
بحث جامعي عن الصدقة

إنّ الصدقةَ في الإسلام من أفضل العبادات التي يتقرّب بها العبدُ من ربّه، ولو نظرنا إلى اشتقاق كلمة”صدقة”؛ سنجدها مأخوذةٌ من الصّدق، فالتّصدُّق والإنفاق علامةٌ من علامات الصّدق مع الله، وهذا إن أخرجها الإنسان سرًّا، لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ويُمكن أن يُخرجها في العلن؛ وذلك إذا كان مقصود المُتصدّق حثّ النّاس على التصدُّق والإنفاق في سبيل الله، أما إذا كان يقصد بفعله هذا الافتخار أو التّشهير بما يُعطي لهم الصّدقة فلا صدقة له؛ لأن الضابط في إخراج الصّدقة أن تكون خالصةً لوجه الله الكريم، وليس لأحدٍ فيها شيء.

الصّدقة هي: اقتطاع المُسلم جزءًا من ماله على سبيل الشُّكر على ما أنعم الله عليه، وليست الصّدقة من الفرائض التي أوجبتها الشّريعة الإسلاميّة الغرّاء، فهي بابٌ من أبواب النّافلة، وأما الزّكاة فهي واجبةٌ على كُلّ مُسلمٍ ومُسلمة قادرٌ مُستطيعٌ أداؤها، وإذا لم يُخرجها المُسلم في وقتها فهو آثمٌ؛ لأن الزكاة من أركان الإسلام الخمسة، فقد روي عن ابن عمر-رضي الله عنهما- عن النبي-صلى الله عليه وسلّم- أنه قال :”بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ”

قد حثّ القُرآن الكريم على بذل المال في الصّدقة، وبشّر المُتصدّقين بأن أجرَهم عند ربّهم والله تعالى واسع عليم، ولا خوفٌ عليهم، ولا هم يحزنون، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

من هُنا كان الفضل الكبير والأجر الجزيل من ربّ العالمين على المُتصدّقين؛ فأجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يجزنون، وهذه الفضائل لا يحظون بها إلّا إذا أنفقوا دون أن يتبعوا صدقاتهم منًّا ولا أذًى، فإن لحق بها أحدهما؛ بطلت تلك الصدقة، ولم ينتفع صاحبها بها.

تعريف الصدقة

تُعرف الصدقة بأنها كلّ ما يعطيه المسلم الغني لغيره من المحتاجين والفقراء والمساكين والأرامل وذوي القربى، وذلك بنيّة التقرب لله سبحانه وتعالى ونيل رضاه، ولا تقتصر على المبالغ الماليّة فقط، بل تشمل الطعام والثياب والعقار والصدقات الجارية؛ كبناء المشافي، والمدارس، والمستشفيات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل وكلّ معروف هو صدقة.

أنواع الصدقة

هناك نوعين رئيسيين للصدقة وهما:

  • صدقة الفرض: وتطلق على الزكاة، التي يُقصد بها لغة الزيادة والنمو، وفي الإصطلاح: اخراج جزء مخصوص من المال لفئات مخصوصة بشروط مخصوصة من بلوغ النصاب وحولان الحول، وهي من أركان الإسلام الخمسة وقد دلّ على فرضيتها قول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وقوله -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها)، وسمّيت الزكاة بالصدقة لأنّ المسلم يتحرّى بها الصدق والإخلاص لله -تعالى-.
  • صدقة التطوع: وهي الصدقة التي تُستحب في سائر الأوقات دون تخصيص لمقدارها وفئاتها، وقد دلّ على استحبابها قول الله -تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـه قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً). وتنقسم صدقة التطوع إلى نوعين هما:
    • صدقة جارية: وهي الصدقة التي يستمر ثوابها وأجرها بعد موت الإنسان، ومن الأمثلة عليها: بناء المساجد، حفر الآبار، غرس الأشجار.
    • صدقة غير جارية: وهي الصدقة التي لا يستمر ثوابها بعد موت الإنسان ومن الامثلة عليها: رعاية المسنين، وكفالة الأيتام، تفطير الصائمين، اطعام الفقراء.

مشروعية الصدقة في القرآن والسنة

لقد جاء في كتاب الله وسنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام ما يدل على مشروعية الصدقة والحث عليها. 

مشروعية الصدقة من الكتاب

لقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على مشروعيتها ومنها ما يأتي

  • قول الله -تعالى-: {إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}.
  • قول الله -تعالى-: {يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}.
  • قول الله -تعالى-: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ}.

مشروعية الصدقة من السنة

كما جاء عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث الدّالّة على مشروعيتها ومنها ما يأتي:

  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “وَأَهْلُ الجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ”.
  • قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “لا نُورَثُ، ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ”.

آداب الصدقة

هناك العديد من الآداب التي يجدر بالمسلم الإلتزام بها عند دفع الصدقة واخراجها ومنها ما يأتي:

  • تنقية القلب من الرياء والمباهاة والتفاخر: وهي أمور تعدّ سببا في العقاب يوم القيامة، وملئ القلب بالإخلاص لله -تعالى- فقد قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-: (يؤتى بصاحبِ المالِ فيقولُ اللَّهُ ألم أوسِّعْ عليكَ حتَّى لم أدعْكَ تحتاجُ إلى أحدٍ قالَ بلى يا ربِّ قالَ فماذا عمِلتَ فيما آتيتُك قالَ كنتُ أصلُ الرَّحمَ وأتصدَّقُ فيقولُ اللَّهُ لَه كذَبتَ وتقولُ الملائِكةُ لَه كذَبتَ ويقولُ اللَّهُ بل أردتَ أن يقالَ فلانٌ جَوادٌ وقد قيلَ ذلكَ) إلى قوله (أولئِك الثَّلاثةُ أوَّلُ خلقِ اللهِ تُسعَّرُ بِهمُ النَّارُ يومَ القيامةِ).
  • مجانبة المنّ والأذى: وهما سببان في ابطال الصدقة وعدم قبولها لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، والعلم بأنّ المنّة لله -تعالى- وحده الذي أعطاه المال وأنعم عليه به، والعلم بأنّ الفقير صاحب المنّة عليه لقبوله صدقته فأمكنه من كسب الأجر والثواب من الله -تعالى-.
  • الإسرار بالصدقة وعدم البوح بها والإعلان عنها: إلّا إذا كان في ذلك مصلحة راجحة، حيقث قال الله -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
  • كون الصدقة من كسب طيب: فذلك أدعى في قبولها وزيادة الثواب المترتب عليها حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما تَصَدَّقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ، ولا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، إلَّا أخَذَها الرَّحْمَنُ بيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو في كَفِّ الرَّحْمَنِ حتَّى تَكُونَ أعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ كما يُرَبِّي أحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، أوْ فَصِيلَهُ).
  • قصد المحتاجين والبحث عنهم: بحيث لا تُعطى الصدقة إلّا لمَن عُرفت حاجته وفقره، ويجدر بالمسلم تقديم ذوي الرحم حال كونهم من أهل الحاجة ولا يوجد من يصلهم بالمال فيكون حقهم في الصدقة أعظم من حق غيرهم لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ).

الفئات التي تستحق الصدقة

لقد جاء في القرآن الكريم توضيح الفئات التي تستحقها وهي ثمانية وجاء ذلك في قول الحق سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ}، أمّا التطوع فهي من الأمور المستحبة والطاعات التي يتقرب بها العبد لربه لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي أشير إليه مسبقا: (إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ).

قد يهمك:

شروط قبول الصدقة

يُشترط لقبول الأعمال الصالحة والتي منها الصدقة شروط ثلاثة وهي كما يأتي:

  • الإيمان بالله -تعالى-: حيث أنّ الله -تعالى- لا يقبل العمل إلّا من المؤمن لقوله -تعالى-: (وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا).
  • الإخلاص لله -تعالى-: حيث أنّ الله -تعالى- لا يقبل العمل إلّا إذا كان خالصا له وحده لقوله -تعالى-: (فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
  • موافقة الهدي النبوي: حيث أنّ الله -تعالى- لا يقبل العمل إلّا إذا كان ممّا جاء به رسول الله، وذلك لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ).

فضل الصدقة

لا يشرع الله سبحانه وتعالى أمر من أمور الدين إلا يعود بالنفع علينا وتٌعدّ من أهم العبادات التي تعود بالنفع على المتصدق ومنً يستحقها ومن أهم فضائلها وفوائدها ما يلي: 

  • تكفر الذنوب وترفع السيئات: وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ”.
  • تنجي من عذاب وحر يوم القيامة: وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “كلُّ امرئٍ في ظلّ صدقتِه، حتى يُقضَى بين الناسِ”.
  • تزيد البركة في الحياة والزيادة في المال: وذلك لقول الله -تعالى-: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
  • تضاعف الأرزاق وتزيد الخير: وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ”