يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الزراعه ، و نشأة الزراعة وتطورها ، و أنواع الزراعة ، و أهمية الزراعة ، و مشاكل الزراعة وحلولها المقترحة ، يمكن تعريف الزراعة بأنّها مجموعة من العمليات والممارسات العلميّة المدروسة، التي يتمّ فيها تطويع الأرض لإنتاج قدر وافر من المحاصيل النباتية والثروة الحيوانية، ولا يقتصر دور هذه العمليات عند هذا الحدّ بل يهدف في ذات الوقت إلى حماية الأرض من التدهور والاستخدام غير المسؤول. فيما يلي بحث جامعي عن الزراعه:

بحث جامعي عن الزراعه

بحث جامعي عن الزراعه
بحث جامعي عن الزراعه

يُمكن تعريف الزراعة (Agriculture) بالعلم أو الفن الذي يُعنى بالتربة والعناية بالأرض لزراعتها وإنبات المحاصيل الزراعيّة والأشجار المختلفة، بالإضافة إلى تربية الماشية والدواجن.

كما وتُعدّ الزراعة أهم مقوّم من مقوّمات الحياة على وجه الأرض، فهي من المصادر الأساسية التي يحصل من خلالها الإنسان على المواد الغذائيّة الخاصّة به، وبالتالي تكفل له البقاء على قيد الحياة، يُضاف على ذلك أنّ الزراعة حرفة وفن من الفنون التي يقوم بها الإنسان للحصول على الإنتاج النباتي والحيوانيّ.

نشأة الزراعة وتطورها

شكّلت الزراعة نقطة التحول التي انطلقت منها المجتمعات المتحضّرة الحديثة، فقد تحولت أساليب عيش الجماعات البشرية من تلك المعتمدة على الصيد البدائي العشوائي إلى الأساليب الزراعية؛ نتيجة تنامي أعداد السكان والحاجة إلى موارد موثوقة لسدّ احتياجات هذه الأعداد من السكان، ويُعتقد أيضاً أنّ التغيّرات المناخية الحاصلة في نهاية العصر الجليدي كان لها دور بارز في التحول إلى الزراعة، وكانت الحبوب والتين من أقدم الأنواع النباتية المزروعة، حيث وُجدت أدلة على زراعة أشجار التين قبل حوالي 11.300 عام مضى.

أمّا فيما يتعلق بالزراعة الحيوانية فكانت الأبقار، والماعز، والأغنام، والخنازير أول الأصناف المُروّضة لأغراض الإنتاج الغذائي في منطقة الهلال الخصيب، ويُعتقد أنّ بعض المجتمعات في منطقة جنوب شرق أوروبا كانت في فترة ما قبل التاريخ لا تستطيع شرب حليب الأبقار، إلّا بعد حدوث طفرة جينية غيّرت من خصائصه من خلال الانتقاء الطبيعي.

أنواع الزراعة

زراعة الكفاف

تُعتبر زراعة الكفاف (بالإنجليزيّة: Subsistence Agriculture) من الأنظمة الزراعية واسعة الانتشار في أمريكا اللاتينية، وآسيا، وأفريقيا، وهي نظام زراعي يُنتج فيها المُزارِع كميةً قليلةً من الغذاء لإطعام أسرته، وبيع الفائض إن وجد لعائلات أخرى للحصول على ربح بسيط، وتتميز زراعة الكفاف بما يأتي:

  • تعتمد على زراعة أصناف عديدة من المحاصيل الزراعية في منطقة واحدة.
  • تحتاج إلى الكثير من العمالة لأنّ أعباء العمل تقع فقط على البشر والحيوانات، حيث لا وجود لآلات زراعية متطورة، بل تُستخدم أدوات يدوية وآلات بسيطة فقط.
  • لا تستخدم الأسمدة بل تعتمد على روث الحيوانات لتخصيب التربة.
  • لا تستخدم مبيدات حشرية بل تعتمد على المفترِسات الطبيعية للآفات الزراعية.

زراعة القطع والحرق

تُعدّ زراعة القطع والحرق (بالإنجليزية: Slash-And-Burn Agriculture) من أنواع زراعة الكفاف، وهي من الممارسات القديمة المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وتُعرف بأسماء عدّة من بينها الزراعة المتنقلة، ويعتمد هذا النوع من الزراعة على قطع أشجار بقعة محددة من الغابة لزراعتها عدّة مواسم، ثمّ تُترك لتستعيد عافيتها وتنمو الأشجار فيها من جديد، حيث ينتقل المزارع إلى بقعة أخرى من الغابة.

تُترك الأشجار بعد قطعها لتجف بضعة أيام، ثم تُحرق لتزويد التربة بالمغذيات استعداداً لزراعة المحاصيل، وبذلك لا يكون هناك حاجة لاستخدام الأسمدة لزيادة خصوبة التربة، ولا حاجة لاستخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب؛ وذلك لأنّ النار بالفعل قضت عليها مسبقاً.

الزراعة المكثفة

تُعتبر الزراعة المكثفة (بالإنجليزيّة: Intensive Agriculture) نظاماً زراعياً يعتمد على استخدام كبير من العمالة ورأس المال بالنسبة للأراضي التي تُزرع؛ وذلك لإنتاج محاصيل زراعية كبيرة، ويُعدّ رأس المال الضخم ضرورياً في هذا النوع من الزراعة لشراء وصيانة معدات الريّ وآلات الزراعة، والحرث والحصاد عالي الكفاءة، بالإضافة لكميات كبيرة من الأسمدة، ومبيدات الحشرات، ومبيدات الفطريات، ومبيدات الأعشاب، التي تشتهر الزراعة المكثفة باستخدامها بكثرة.

الزراعة الموسعة

تُعرف الزراعة الموسعة (بالإنجليزية: Extensive Agriculture) بأنّها نظام زراعي يعتمد على استخدام القليل من العمالة ورأس المال بالنسبة للأراضي التي تُزرع، حيث يكون الاعتماد بشكل رئيسي على عدّة عوامل طبيعية، مثل: الخصوبة الطبيعية للتربة، والتضاريس، والمناخ، وتوافر المياه.

الزراعة العضوية

تُعرف الزراعة العضوية (بالإنجليزيّة: Organic Agriculture) بأنّها نظام زراعي يهدف إلى المحافظة على التركيب العضوي للتربة والتقليل من انجرافها، والحد من مخاطر تعرض الإنسان والحيوان والبيئة للمواد السامة، وذلك من خلال تقييد استخدام المواد الصناعية بما في ذلك؛ الأسمدة الصناعية، ومبيدات الآفات، والأدوية البيطرية، والمواد الحافظة، والمواد المضافة، والإشعاع، والبذور المعدلة وراثياً.

يوجد بعض العيوب للزراعة العضوية مثل ارتفاع تكاليف الغذاء على المستهلك، وانخفاض الإنتاج بشكل عام؛ حيث تقل محاصيلها بنسبة 25% عن محاصيل الزراعة التقليدية، لذلك فإنّ على الزراعة العضوية مواجهة بعض التحديات في المستقبل، من بينها الحفاظ على فوائدها البيئية، وزيادة المحاصيل، وخفض الأسعار، بالإضافة إلى مواجهة تحديات تغير المناخ، وزيادة عدد سكان العالم.

الزراعة المائية

يمكن تعريف الزراعة المائية أو الزراعة بدون تربة (بالإنجليزية : Hydroponics) بأنّها تقنية زراعة النباتات في وسط آخر غير التربة، باستخدام خليط من العناصر الغذائية النباتية الأساسية الذائبة في الماء، ويمكن أنّ يكون الوسط المستخدم في الزراعة مادة غير عضوية مثل الرمل، أو الحصى، أو البيرلايت، أو الصوف الصخري، أو يمكن أنّ يكون مادة عضوية مثل الإسفغنون، أو لحاء الصنوبر، أو جوز الهند.[٩] كما يوجد عدةّ تقنيات للزراعة المائية من أبرزها ما يأتي:

  • تقنية الفتيل: تُعد تقنية الفتيل (بالإنجليزيّة: The Wick System) من أبسط تقنيات الزراعة المائية، حيث إنّها تعتمد على وضع النبات ووسط النمو في دلو موضوع في دلو آخر يحتوي على محلول مغذي، وتمرير فتيل أو قطعة من القماش ثُبت أحد طرفيها بالقرب من جذور النبات إلى خارج الدلو الأول لتصل إلى الدلو الثاني فتمتص المادة المغذية وتمررها إلى جذر النبات.
  • تقنية الزراعة الهوائية: تُعتبر تقنية الزراعة الهوائية (بالإنجليزيّة: The Aeroponic System) إحدى تقنيات الزراعة المائية الأكثر تعقيداً؛ حيث تُعلق النباتات وجذوره في الهواء بدون وسط نمو، ثم ترش البخاخات محلول المغذيات في الهواء لترطيب جذور النباتات ثم تُصرّف الرطوبة غير المستخدمة في المحلول ليُعاد تدويرها.

قد يهمك:

أهمية الزراعة

تُعدّ الزراعة من أهمَّ مقومات الحياة على وجه الأرض، فهي من المصادر الأساسيّة التي يحصل الإنسان من خلالها على المواد الغذائية التي يتغذى عليها، وتتمثّل أهمية الزراعة في الأمور الآتية:

تغطية احتياجات الإنسان المختلفة

تُعتبر احتياجات الإنسان إلى الغذاء والملبس والمسكن من الاحتياجات الضرورية التي تجعله على قيد الحياة، وتعمل الزراعة على إمداد الإنسان بكافّة هذه الاحتياجات بالقدر الكافي، كما وتعتبر الخضار والفواكه الناجمة عن عملية زراعة الأشجار من مصادر الغذاء الرئيسية للإنسان والحيوان فهي تحتوي على الكثير من الألياف الطبيعية والفيتامينات المتنوّعة التي تحتاجها الكائنات الحيّة.

توفير الأعلاف الحيوانية

يوجد عدّة أنواع من الفواكه والخضار التي تزرع خصيصاً لتوفير علف للحيوانات مثل الماشية والدواجن، حيث أوردت جمعية صناعة الأعلاف الأمريكية بوجود أكثر من 900 مكوّن من الأعلاف من زراعة أشجار الفواكه والخضار، والتي من بينها؛ التبن والقش والحبوب مثل البقوليات وغيرها.

إنتاج المطاط الطبيعيّ

تُساعد الزراعة على توفير كميّات جيّدة من مادّة المطاط الطبيعيّ، والتي تُعتبر من المواد الأوليّة للكثير من استخدامات الإنسان المختلفة، وتشتهر كل من؛ تايلاند، وأندونيسيا، وماليزيا، بصناعة المطاط الطبيعيّ حيث بلغ نسبة إنتاجهم قُرابة 90% من نسبة الإنتاج حول العالم.

توفير القطن

تُستخدم مادّة القطن في إنتاج الملابس وغيرها من الاستخدامات التي يحتاج لها الإنسان، حيث تتم زراعة القطن في بيئة تصلح لذلك ومن ثم حصاده ومعالجته وغزله ليصبح في النهاية مادة صالحة للاستخدام، وزراعة القطن مشروع رائد حيث يشكّل القطن ما نسبته 31% من جميع أنواع النسيج المستخدمة على مستوى العالم.

إنتاج الوقود الحيويّ

يوجد العديد من المنتجات الزراعيّة التي تُسهم في إنتاج الوقود الحيويّ، مثل: الذرة، وفول الصويّا، وقصب السكر، والطحالب، لذا تُسهم زراعة هذه الأنواع من المحاصيل في وجود الوقود الحيويّ الذي يُمكن استخدامه في العديد من المجالات المختلفة.

إنتاج المنتجات الصناعية والدوائية

تُساهم الزراعة في إمداد الصناعات بالمواد الأوليّة التي تدخل فيها مثل؛ المشتقات الصناعيّة لبعض النباتات، والزيوت النباتية التي تدخل في صناعة مركّبات الأدوية المختلفة، وقبل تطوّر صناعة المركّبات الدوائية كانت تستخدم النباتات في الأصل قديماً في علاج الكثير من الأمراض وهي في صورتها الأوليّة.

مشاكل الزراعة وحلولها المقترحة

تتمثّل مشاكل الزراعة في التقلّبات المناخية في تغيّر درجة الحرارة ودرجة هطول الأمطار، بالإضافة إلى حدوث الجفاف أو ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، ويكمن حل هذه المشكلة في اتباع المزارعين لممارسات تقلل من تأثير المناخ مثل اللجوء إلى الزراعة الدقيقة وتغيير مواعيد الحصاد وغيرها، كما وتعتبر التكاليف الماليّة من الأمور التي تؤثّر على المشاريع الزراعية وجود المال الكافي للبدء بها، حيث يعتبر عدم وجود تمويل مالي للأنشطة الزراعيّة من الأسباب الرئيسية التي تقلل حجم الإنتاج الزراعي، ويكمن حل هذه المشكلة في دعم الحكومات للقطاع الزراعي بالإضافة إلى إعادة جدولة ودراسة المشاريع الزراعية من الناحية الماليّة.