يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الخيانة الزوجية ، و أسباب الخيانة الزوجية ، و الخيانة الزوجية في الإسلام ، و آثار الخيانة الزوجية على الأسرة والمجتمع ، و كيف يمكن الحد من انتشار الخيانة الزوجية ، للمزيد من المعلومات تابعوا معنا المقال التالي:

بحث جامعي عن الخيانة الزوجية

بحث جامعي عن الخيانة الزوجية
بحث جامعي عن الخيانة الزوجية

بحث جامعي عن الخيانة الزوجية

تُعرّف الخيانة بمجموعةٍ من التعريفات اللغويّة والاصطلاحيّة بناءً على المراد منها؛ وبناءً على موضعها وسياق استعمالها، وفيما يأتي بيان المراد بالخيانة الزوجيّة في اللغة وفي الاصطلاح الفقهي:

معنى الخيانة الزوجيّة لغةً

الخيانة هي مصدر خان يخون خوناً فهو خائنٌ، والمفعول به: مَخون، وتدور معاني الخيانة حول عدّة أمورٍ؛ كخيانة العهد، ونقض الميثاق، وخيانة الثقة ونقضها وإفسادها، ومنه قولهم: خانته عيناه؛ أي أنّه نظر بهما نظرة اختلاسٍ فيها ريبةٌ أو نظر بهما نظرةً يُشكُّ بالمراد منها، وخيانة الأمانة؛ أيّ نقضها وعدم صيانتها، والخيانة الزوجيّة: نقض عهد الرابطة الزوجيّة من قبل أحد الزوجين أو كليهما وعدم المحافظة عليه.

الخيانة الزوجيّة اصطلاحاً

أن يقيم أحد الزوجين -الرَّجل أو المرأة- أو كلاهما، علاقةً مُحرَّمةً مع شخصٍ آخرٍ غير زوجه، يُخفيها عن زوجه، ولا تكون تلك العلاقة ممّا أباحه الشرع من التعاملات بين الجنسين؛ كأن يتزوَّج الرجل بأخرى بطريقةٍ شرعيّةٍ فذلك لا يُعتبر من الخيانة الزوجية، ومن أشكال الخيانة؛ المواعدة والنظر المحرّم والوقوع في الفاحشة وغير ذلك.

أسباب الخيانة الزوجية

تعتبر الخيانة الزوجية واحدة من الأمور التي تُفسد العلاقة بين الشريكيْن، وقد تُنهيها، وهناك العديد من علامات الخيانة الزوجية، والعديد من العوامل التي يُمكن أن تكون سببًا في حدوثها، منها ما يأتي:

التعاسة وعدم الرضا

يعد شعور عدم الرضا عن الزواج في العلاقات الزوجية سواءً من الناحية العاطفية أو الجسدية سببًا من أسباب الخيانة الزوجيّة، فغالبًا ما يكون الطرف الذي يخون غير مشبع من المشاعر العاطفية من الطرف الآخر.

أو قد يشعر الشريك بالتعاسة بسبب قلة التفاهم، والتواصل الصحيح مع الطرف الآخر؛ فيرى أنّ بإمكانه تعويض شعوره بالنقص في هذا الجانب من خلال الخيانة؛ فيبرر خيانته وغشه للطرف الآخر بأنّها حق له.

قلة الاحترام

الشعور بعدم التقدير وقلة الاحترام بين الأزواج من أسباب الخيانة الزوجيّة، وبالرغم من أنّ الخيانة الزوجية لا تبرر، إلاّ إن شعور النقص يدفع الطرف الآخر للبحث عن التقدير في الخارج.

انعدام الالتزام والمسؤولية

قلة الالتزام أو انعدامه في العلاقات الزوجيّة سبب من أسباب الخيانة، فعندما يكون أحد الأزواج غير ملتزم في حياته، ولا يتحمل المسؤوليات التي ينبغي عليه أن يقوم بها، يصبح هناك فرصةً أكبر للخيانة، ولا بدّ أن يحصل اختلال بالموازين في العلاقات الزوجيّة في هذه الحالة حتى لو تحدث الخيانة.

الملل

الروتين في العلاقات الزوجيّة يقتل الحب والانجذاب، فبدلًا من أن يحاول الطرف الذي يشعر بالملل إشعال الحب مرة أخرى، وإعطاء العلاقة الزوجيّة فرصة للنضوج والاستمرار بشكل ممتاز، يبحث في الخارج عن الشعور بالحب الذي يحتاجه، وقد أصبحت معظم العلاقات الزوجيّة تنهار بسبب هذه المسألة.

تقدم العمر

مع تقدم العمر عند الرجال تحديدًا، يصبح ممكنًا أن تربطهم علاقات غراميّة مع نساء في عمر بناتهم، فقط ليثبت لشريكته أنه ما زال في مقتبل العمر، وبالطبع هذا الشعور يعبر عن قلة الثقة بالنفس لدى بعض الأزواج.

الانتقام

قد يرى بعض الأزواج أنّ بإمكانه الانتقام من الطرف الآخر بسبب خيانته له؛ وذلك من خلال إقامة علاقة غرامية مع شريك جديد، فيقابل الخيانة بالخيانة، أو إذا كان قد أضرّه بطريقة فيرى أنّ الخيانة أيضًا وسيلة انتقام مُجدية.

العيش بعيدًا لفترة طويلة

يُعد عيش أحد الزوجين بعيدًا عن الآخر سببًا في الخيانة الزوجيّة، حتّى وإن كان بُعدًا مبررًا ومرتبطًا بظروف العمل خارج البلاد أو بالدراسة خارجًا؛ ففي هذه الحالات، يبقى الشريك وحيدًا، فيرى أنّ هناك مبررًا لخيانته، والبعض الآخر يُشغل نفسه بالأصدقاء والإنجازات الأخرى ليحمي نفسه من الخيانة وآثارها.

الاستخدام المفرط للانترنت

أصبح من السهل التعرّف على أشخاص جدد عبر شبكة الإنترنت والتحدث لساعات معهم خلال اليوم أو في العمل أو في أي مكان، ويُمكن أن يتطوّر هذا التواصل إلى لقاءات لتكون هناك بهذا فرصة لبداية علاقة جديدة؛ الأمر الذي سهّل من أمر الخيانة الزوجية.

قد يهمك:

الخيانة الزوجية في الإسلام

لا شكَّ أنَّ الخيانة بشكلٍ عامٍّ تعتبر من الأمور المحرّمة التي نهى عنها الإسلام، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)، فقد أضاف الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الخيانة إلى الكفر، وجعل الخائن كفوراً؛ أي شديد الكفر.

فإذا وقعت الخيانة بين الزوجين؛ أي من الزوج لزوجته أو من الزوجة لزوجها، وقد تمَّ بينهما إجراء عقد الزواج الشرعيّ الذي وصفه الله بأنّه ميثاقٌ غليظٌ، فإنّ الخيانة تكون أعظم إثماً وأشدَّ حُرمةٌ، وأكثر تأثيراً وأعمق من حيث الآثار المجتمعيّة والأخلاقيّة، والخيانة في غيرهما كذلك محرّمةٌ كخيانة المواثيق والعهود وغير ذلك، وفيما يأتي بيان الحكم الشرعي للخيانة الزجيّة:

  • تختلف درجة الخيانة الزوجيّة باختلاف الفعل والنظرة إليها في المجتمع، فمثلاً ربّما يُعتبر أيُّ تصرفٍ يقوم به أحد الزوجين دون علم الآخر وفي الخفاء عنه خيانةً له، ولكنّ ذلك لا يدخل في باب الحُرمة أو الكراهة أو الحِلّ؛ لكونه لم يرتكب ما يُعاقب عليه شرعاً أو قانوناً، ولم يقم بفعلٍ منهيٍ عنه شرعاً، فلا تكون خيانته من الأفعال المحرّمة، ولكنّه في نظر الآخر يعتبر خائناً لفعله ما يسوءه.
  • إذا بلغ حدُّ الخيانة أن يرتكب أحد الزوجين جريمة الزِّنا أو ما يجري مجراه من الأفعال المُحرَّمة؛ كأن يُقيم أحد الزوجين مع شخصٍ غريبٍ عنه علاقة حبٍّ، وتبادلا خلالها الأفعال المحرّمة حتى لو لم يصل الأمر بينهما للزنا والوقوع في الفاحشة، فإنّ ذلك يُعتبر ممّا نهى عنه الإسلام وحرَّمه وحذَّر من الوصول إليه.

وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الزنا أو اقتراف ما يؤدي له أو فعل شيءٍ ممّا يدور حوله؛ كالنظر والحديث والمواعدة والملاطفة بين الطرفين وغير ذلك، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

  • إذا فعل أحد الزوجين أمراً مباحاً يخالف ما يُحبُّه زوجه الآخر ولا يُرضيه، فإنّ ذلك لا يُعتبر خيانةً؛ كأن يتزوج الرَّجل بزوجةٍ أخرى غير زوجته، فقد أباحت الشريعة الإسلاميّة تعدد الزوجات وجعلته مشروعاً، ولكنًّ المطلوب في هذه الحالة من الزوج أن يعدل بين زوجتيه، وأن يؤدي حقوقهما وأن يكون بينهما عادلاً حكيماً.

آثار الخيانة الزوجية على الأسرة والمجتمع

الخيانة الزوجية أحد أبرز الأمراض الاجتماعية التي لا ينحصر تأثيرها على الخائن وزوجته / الخائنة وزوجها وأولادهما، بل يطال تأثيرها المجتمع ككل، وهذا ما سنوضحه تالياً:

  • ضعف الثقة في العلاقات الزوجية: تفشي ظاهرة الخيانة الزوجية تؤدي لفقدان الثقة بين الأزواج سيما إذا كان أحد من أقرباء الزوجين خان شريكه فيزداد القلق من أن يسلك الزوج/الزوجة السلوك ذاته.
  • ارتفاع معدلات الطلاق وتفكك الأسرة: غالباً لا يحتمل أحد الزوجين الخيانة، فيقوم بطلب التفريق والطلاق ما يسبب بتفكك الأسرة وتشرذمها ويكون الخاسر الأكبر هم الأولاد الذين يفتقدون سند الأب وحنان الأم.
  • وصمة العار: حيث تعاني عائلة الزوج الخائن أو إذا كانت الخائنة هي الزوجة؛ من وصمة عار في المجتمع تمتد لسنوات وأحياناً عقود.
  • الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الطلاق: فإذا حدث الطلاق يسبب بقاء أحد الشريكين مع الأولاد بانخفاض دخل الأسرة أو انعدامه، لاسيما إذا كانت الزوجة المطلقة لا تعمل، بالتالي ستحتاج إلى المساعدة مما يشكل ضغطاً على المجتمع سيما إذا ارتفعت نسبة الطلاق كثيراً.
  • تؤثر الخيانة الزوجية سلباً على التنمية: فالزوج الخائن /الزوجة الخائنة، سيشعر بتأنيب الضمير لأنه يخون زوجه ويضيع جهده في الاهتمام بالشخص الآخر الجديد، مما يؤدي إلى قلة تركيزه على عمله، وانخفاض إنتاجيته، كذلك الأمر بالنسبة للزوج المخدوع /الزوجة ستتراجع ثقته بنفسه وسنشغل تفكيره بكيفية التعاطي مع هذه الخيانة ما ينعكس سلباً على عمله وإنتاجيته.. بالتالي كلما زادت الخيانة الزوجية تأثرت التنمية في المجتمع سلباً.
  • انتشار الأمراض المنقولة جنسياً: كالإيدز، فممارسة الجنس خارج إطار الزواج ومن دون اتباع أساليب الحماية يزيد خطر الإصابة بمرض الإيدز وغيره من الأمراض، وقد ينتقل المرض إلى الزوجة والأولاد ما يسبب كارثة للأسرة، بالتالي كلما زادت حالات الخيانة الزوجية زاد احتمال انتقال الأمراض المنقولة جنسياً في المجتمع وهذا يشكل تحدياً لهذا المجتمع عليه مواجهته.
  • زيادة حالات الاكتئاب والحزن: تترك الخيانة الزوجية آثارها على الزوجين الخائن والمخدوع، وقد يسبب لهما الاكتئاب فالمخدوع قد يغرق بتأنيب الضمير لتسببه بتفكك أسرته والمخدوع سيشعر بالاكتئاب وتنخفض ثقته بنفسه، وتختلف هذه الحالة باختلاف طبيعة الأشخاص فقد يتجاوزها بعض الأزواج فيما تصل بآخرين حد قتل الطرف الخائن أو الانتحار.
  • الآثار السلبية على الأطفال: الخاسر الأكبر من أي خيانة زوجية أو طلاق هم الأطفال، قد يتخلى عنهم والديهم فيصبحوا عرضةَ للعنف والتحرش وقد يتم استغلالهم من قبل أشخاص منعدمي الضمير حتى من الأقارب ذاتهم، ليضيع مستقبل هؤلاء الأطفال.

كيف يمكن الحد من انتشار الخيانة الزوجية

الخيانة الزوجية ليست قدراً، يمكن الحد من الخيانة الزوجية ومنع انتشارها في المجتمع من خلال ما يلي:

  • تعزيز المنظومة الأخلاقية: انتشار الخيانة الزوجية ليس إلّا انعكاساً لضعف المنظومة الأخلاقية، وقد يكون تجنب الحديث المباشر عن الخيانة الزوجية مع الناشئين سبباً لفقدان الروادع الأخلاقية والدينية، لذلك يعتبر العمل على تنمية الروادع الدينية والأخلاقية لدى الأفراد والمجتمع أهم الإجراءات للحد من الخيانة الزوجية.
  • تحقيق العدالة الاجتماعية بين الجنسين: التسامح الاجتماعي مع خيانة الرجل لزوجته أحد الأسباب الجوهرية لانتشار ظاهرة الخيانة، ليس فقط من قبل الرجال بل حتى من قبل النساء اللواتي يلجأن للخيانة كنوع من الانتقام الاجتماعي والانتقام من الزوج الخائن، ولذلك يجب أن يكون الرجل معرضاً للمساءلة عن ارتكابه الخيانة بنفس الدرجة التي تتعرض فيها المرأة للمساءلة والمعاقبة.
  • تعزيز الحب والاهتمام بين الزوجين: من المهم أن يهتم الزوجان ببعضهما البعض وأن يحبا بعضهما، ولكن الأهم التعبير عن هذا الحب والاهتمام صراحة ومن خلال الأفعال والسلوك، كأن يقول أحدهما للآخر كم يحبه ويشعر بالسعادة معه وهذا يساهم في التقارب أكثر بين الزوجين ويبعد شبح الخيانة الزوجية.
  • العلاقة الجنسية القائمة على المودة: من المهم أن تكون العلاقة الجنسية حميمية وبرغبة الطرفين، وهذا يقوّم العلاقة الزوجية ويجعلها أكثر متانة، وإذا لم يكن أحد الزوجين راضياً عن العلاقة فعليه أن يتحدث للطرف الآخر عما يزعجه علهما يجدان حلاً يلائمهما معاً.
  • الاهتمام بالذات: من المهم أن يهتم كل من الزوجين بنفسه وبمظهره كي يكون بأبهى صورة بنظر شريكه فيتجدد الانجذاب بينهما وتصبح علاقتهما ببعضهما أقوى وأقوى، ومن مظاهر الاهتمام شراء الملابس الجديدة على سبيل المثال، تغيير تسريحة الشعر أو لونه، الاهتمام بالصحة الجسدية والنظام الغذائي.. إلخ.
  • تبادل الهدايا: تعد الهدايا أهم الأدوات التي يمتلكها الزوجان لتقوية علاقتهما ببعضهما، مثلاً من الجميل أن تقدمي لزوجك هدية بمناسبة عيد ميلاده، سيما إذا نسي أن هذا اليوم يصادف عيد ميلاده عندها سيشعر كم تحبينه وتهتمين به وستزداد علاقتكما قوة، والأهم ستدفعه للرد على هذا السلوك الإيجابي بإبداء المزيد من الاهتمام بك.