يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الخنساء ، و إسلام الخنساء ، و أهم ملامح شخصية الخنساء ، و حياة الخنساء الشخصية ، و إنجازات الخنساء ، و وفاة الخنساء ، الخنساء هي شاعرة مخضرمة عُرفت بأشعارها الكثيرة ورثائها لإخوتها وأبنائها، وفي هذا المقال سوف نوضح لكم الكثير عن حياة الخنساء وإنجازاتها وحقائق عن حياتها ومتى توفيت.

بحث جامعي عن الخنساء

بحث جامعي عن الخنساء
بحث جامعي عن الخنساء

من البَدَهَيِّ أن يتمَّ الحديث عن نسب الخنساء عند أخذ نبذة عن الخنساء الشَّاعرة الجاهلية، وهي أم عمرو، تُماضِر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، من بني رِياح، ثم من بني سليم، لُقِّبت بالخنساء بسبب ارتفاع أرنبَتَيْ أنفها، ولدت الخنساء عام 575م، وهي أشعر شواعر العرب في العصر الجاهلي والإسلام، قال عنها النابغة الذبياني: “الخنساء أشعر الجن والإنس”، وتقول بعض الروايات إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان شديد الإعجاب بشعر الخنساء أيضًا، تزوجتِ الخنساء رواحة بن عبد العزّى السّلمي فأنجبت له أبا شجرة، وتزوجت مرداس بن أبي عامر السّلمي فأنجبت له زيد ومعاوية وعمرو وعباس ويزيد وعمرة.

وفي عام 612م، قُتل ابنا أخيها معاوية، فحرَّضتِ الخنساء أخاها صخرًا للثأر، وفي حروب الثأر قُتل صخر عام 615م، فبكته بكاءً شديدًا حتَّى أصيبت بالعمى من فرط بكائها على أخيها، وقد اسلمت الخنساء فيما بعد، وقد خرج أولادها الأربعة للجهاد وهم: عمرة وعمرو ومعاوية ويزيد، وقد استشهدوا جميعًا في معركة القادسية، وقد توفِّيت الخنساء عام 645م، تاركة وراءها نتاجًا شعريًا عظيمًا ما زال الناس يتداولونه حتى الوقت الحالي.

إسلام الخنساء

لقد دخلتِ الخنساء الإسلام في العام الثامن للهجرة، وهو العام الموافق لعام 630م، حيث أسلمت مع قومها من بني سليم حين وفدوا على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ودخلوا في الدين الجديد، وقد جاء في الأثر أنَّ الخنساء حرَّضت أبناءها الأربعة على الخروج في الجهاد وكان هذا عام 16 للهجرة وهو ما يوافق عام 638م.

إذ قالت لهم: “يا بنيَّ! إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله غيره إنَّكم لبنو رجل واحد، كما أنَّكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعدَّ الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أنَّ الدَّار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، فإذا أصبحتم غدًا -إن شاء الله- سالمين؛ فاغدوا إلى قتال عدوِّكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمتْ لظًى على سياقِها وجللتْ نارًا على أوراقها، فتيمَّموا وطيسَها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة”، والله أعلم.

أهم ملامح شخصية الخنساء

تميّزت شخصية الخنساء بالعديد من الملامح والصفات، وهي على النحو الآتي:

  • قوة الشخصية، حيث تميّزت الخنساء برأيها المتحرّر، وقوة شخصيتها، ويعود السبب في ذلك إلى نشأتها في رحاب بيت عزّ وجاه، حيث نظمت قصائد شعرية في التفاخر بكرم أهلها وجودهم، وخير دليل على قوة شخصيتها هو رفضها الزواج من دريد بن الصمة؛ وذلك لأنَّها فضّلت الزواج بأحد أبناء قومها.
  • البلاغة وحسن المنطق والبيان.
  • الشجاعة وقوة التضحية، والتي تظهر في مواقفها بيوم القادسية، فعندما استشهد أولادها قالت: (الحمد لله الذي شرّفني باستشهادهم).

حياة الخنساء الشخصية

  • تهافت الكثير على التقرب من الخنساء والزواج منها ومنهم دريد بن الصمة، وسيد بني جشم وكان صديق أخاها معاوية ولكنها رفضت الزواج منه ولم يعارضها في هذا الرفض أباها فهو كان يعلم أن الخنساء ذات عقل كبير وحكيمة، حيث ترك لها حرية الاختيار ولم تكن هذه الحرية مشروعة لكل ابنه، ولكن كان يتمتع بها من يشبه الخنساء في العقل والحكمة فقط.
  • تزوجت الخنساء من رواحة بن عبد العزي الذي كان مقامرا، وكانت تحبه حباً جما، لذلك ضحت بالكثير من كبريائها في سبيل الحفاظ عليه، حتي يتعلق بها ولكنه زاد في انحرافه واستولى على مالها ومال أخيها، وكانت حين تذهب الخنساء إلي أخيها صخر تشكوا إليه حالها، فكان يقسم ماله نصفين بينه وبينها حتي انفصلت في النهاية عنه وأنجبت منه ابن اسمه عبدالله.
  • بعد انفصال الخنساء من رواحة بن عبد العزي تزوجت من مرداس بن أبي عامر السلمي، كان ملقب بالفيض لكثرة سخائه، وكانت مرداس رجل كريم صالح يقدر العمل، لكنه مات في إحدى المغامرات تاركا الخنساء وأربع أبناء ثلاثة ذكور وأنثى وهم : العباس، وزيد، ومعاوية، وبنت اسمها عمرة، وبعد موت زوجها مرداس رثته  لتفصح عن مدي الحزن والآسي في حياتها من بعده.

قد يهمك:

إنجازات الخنساء

  • كانت الخنساء ذات جاذبية طاغية، وعرفت ما في يديها من سلاح وقدرت قيمة ذلك السلاح.
  • تمتعت الخنساء بحكمة كبيرة، ورجاحة الرأي، مما جعلها تنال إعجاب الكثيرين، كما أنه لم يستطع أحد التحدث عنها أو التهجم عليها، وذلك نظراً لقوة شخصيتها.
  • لقد تميز شعر الخنساء بتعدد أغراضه ما بين البكاء، والمدح، والتفجع، والتكرار، إلا أنها سارت على نهج واحد يصبغه الحزن، والأسى، وذرف الدموع، وجاء هذا بالأخص عند رثاء الخنساء لأخيها صخر الذي كانت تحبه حبا لا يوصف فرثته رثاء بالغ الحزن والأسي حتي عُدت فيه بسببه من أعظم شعراء الرثاء في هذا الوقت.

وقد رثت الخنساء أخيها صخر بكلمات حارة يتقطع لها القلب حيث قالت:

أعيني جودا ولا تجمدا :::: ألا تبكيان لصخر الندى؟

ألا تبكيان الجريء الجميل :::: ألا تبكيان الفتى السيدا؟

وفاة الخنساء

بعد ما يزيد على سبعين عامًا من التعب والشقاء، قضت معظمها في الجاهلية وقليلها في الإسلام، ماتت الخنساء -رضي الله عنها- مسلمة صحابية من صحابيات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في عام 24 للهجرة، وهو ما يوافق عام 645م، وقد أدركتِ الخنساء نصر الإسلام في حياتها، وقد اشتهرت الخنساء شهرة كبيرة، بداية ببكائها ورثائها أخاها صخرًا ورثائها سادات مُضر، ثمَّ باستشهاد أبنائها الأربعة، وقد خصَّص لها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في فترة خلافته مئتي درهم عن كلِّ ولد من أولادها الذين استشهدوا في القادسية، إلى أن توفِّي -رضي الله عنه- والله أعلم.