يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن الحال ، و أنواع الحال في اللغة العربية ، و إعراب الحال ، و أمثلة عن الحال ، اللغة العربية هي منبع العديد من اللغات الأخرى، وهي لغتنا الأم في الوطن العربي بشكل عام، كما أنها تحتوي على العديد من القواعد الإملائية المختلفة التي تجعل من أصحابها كُتاب لغة لا مثيل لهم، يجب علينا جميعاً أن نتعرف بشكل أكبر على قواعد اللغة العربية ومعرفتها خير المعرفة، من قواعدها الأكثر استخداماً بها وهو الحال، وله طرق مختلفة من أجل الإعراب في الجملة. فيما يلي بحث جامعي عن الحال:

بحث جامعي عن الحال

بحث جامعي عن الحال
بحث جامعي عن الحال

الحال نوعٌ من المنصوبات في اللغة العربيّة،وتعريف الحال لغةً: هو الوقت الذي يكون فيه الإنسان الآن، وما ينطوي عليه من خير أو شر، وأمّا اصطلاحًا: فهو اسمٌ منصوبٌ فضلةٌ، مشتقٌ أو جامد مؤوّلٌ بمشتق، يعود على اسم معرفة يسبقه فيصفه ويذكر هيئته، ويُطلَقُ على هذا الاسم المعرفة صاحب الحال، ولو أُنعِمَ النّظر في دلائل هذا التّعريف لوُجِدَ فيه أنّ قول علماء النحو عن الحال إنّه اسمٌ “فضلة” يعني أنّه ليس من المكوّنات الأساسيّة للجملة، فهو ليس مسندًا ولا مسندًا إليه، ولكن هذا لا يعني أنّه من الممكن الاستغناء عنه، ففي بعض الجمل قد يكون وجود الحال ضروريًّا جدًّا.

أمّا في قولهم “مشتق” فهو أن يكون الحال من المشتقّات كنحو قولهم: “عاد الجّنديّ منتصرًا” و”شكرَ التلميذُ المعلّمَ مُمتنًّا”، فإنّ الحالين “منتصرًا وممتنًّا” اسمان مشتقّان، وأمّا قولهم “جامد مؤوّل بمشتق” فتوضيحه في المثال التالي: “قاتل الجنديُّ الأعداء أسدًا”؛ فمعنى الجملة هنا أنّ الجنديّ قويٌّ كالأسد، وأمّا قولهم “يعود على اسم معرفة ويُطلَقُ على هذا الاسم المعرفة صاحب الحال”، فيعني أنّ الحال يصف اسمًا معرفةً، وهذا الاسم يُطلَق عليه صاحب الحال، فمثلًا “جاء زيدٌ ضاحكًا” فإنّ الحال “ضاحكًا” تعود على اسم معرفة، وهو “زيد”، فاسم زيد هنا يُسمّى صاحب الحال.

وقد يخلط بعض الدارسين بين الحال والصفة في بعض المواقع، ولعلّ الفرق بين الحال والصفة يمكن أن يتّضح إن علِمَ الدّارس أنّ من وظائف الحال أن تبيّن هيئة صاحب الحال، بينما الصفة لا تبيّنها، وأنّ الحال منصوبة بينما الصفة تتبع الموصوف في الإعراب، وكذلك الحال تكون نكرة بينما الصفة أيضًا تتبع الموصوف في التعريف والتنكير.

أنواع الحال في اللغة العربية

الحال هي وصفٌ فضلة منصوب يبيّن هيئة صاحبه كما يعرّفها النحاة، وهي مختلفة عن النعت، ولها ثلاثة أنواع مشهورة، هي: الحال المفردة، والحال الجملة، والحال شبه الجملة، وتفصيلها فيما يأتي.

المفرد

تأتي الحال مفردة وهي الأشهر في أنواع الحال، ولكن هذه الحال لها شروط حتى تعمل، وأشهر هذه الشروط ما يأتي:

  • أن تكون الحال نكرة لا معرفة: وهذا هو الأشهر، ولكن قد تأتي الحال معرفة شريطة إمكانية تأويلها بنكرة مثل قول المعلّم في الصفّ مثلًا: “أجيبوا أيّها الطلّاب الأوّل فالأوّل”، وتقدير الكلام هنا: أجيبوا مرتّبين.
  • أن تكون الحال متنقّلة: يجب أن تكون وصفًا مؤقّتًا لا ثابتًا، وذلك مثل قولهم: “نظر الناس إلى القمر منيرًا”، فالحال هنا هي كلمة “منيرًا” وهي وصفٌ مؤقّت هنا لا ثابت، غير أنّ النحاة قد وضعوا استثناءً لهذا الشرط وهو وجود حال ثابتة ولكنّها قليلة في الكلام، وذلك مثل قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا}، فكلمة “مُفَصَّلًا” هي وصف لكتاب الله تعالى وهو وصف ثابتٌ لا مؤقت.
  • أن تكون الحال مشتقّة لا جامدة: فالأصل في الحال المفردة أن تكون من المشتقّات، وأجاز العلماء أن تأتي جامدة شريطة تأويلها بمشتق، ولها في ذلك حالات ثلاث قد نصّ عليها العلماء، وهي:
    • أن تدلّ على تفاعل أو مفاعلة: مثل قولهم: قابلتهم وجهًا لوجه؛ ومعنى الكلام: قابلتهم متواجهين.
    • أن تدل على ترتيب: وذلك مثل قولهم: قلّب المعلّم الدفتر صفحةً صفحة؛ ومعنى الكلام: قلّبه مرتّبًا.
    • أن تدل على تشبيه: مثل قولهم: ظهرت الحقيقة بدرًا؛ ومعنى الكلام: ظهرت واضحةً.
  • أن تكون الحال هي نفس صاحبها: ومعنى ذلك كمثل قولهم: جاء الطفلُ ضاحكًا.

الحال المفردة تتعدّد وليس شرطًا عدم تعددها، بل تتعدّد ويبقى صاحبها واحدًا، وذلك في مثل قولهم: “جاء المسافر باسمًا متفائلًا”، وقد تتعدّد هي وصاحبها معًا في مثل قولهم: “جاء أحمد وسعد متفائلَين”، وقد يتعدّد الحال ويتعدد صاحبها بألفاظ مختلفة في مثل قولهم: “جاء خالد وأسامة ضاحكَين مستَبشرَين”.

الجملة

للحال الجملة نوعان؛ جملة اسمية، وجملة فعلية، وتفصيلهما فيما يأتي:

الجملة الاسمية

من أنواع الحال أن يأتي جملة اسمية يمكن تأويلها بمفرد، وذلك نحو قولهم: “جاء الرجلُ ثغره باسم”، فجملة (ثغره باسم) يمكن تأويلها بمفرد كأن يُقال -مثلًا- مبتسمًا، أو مبتسمَ الثغر، ولكن كي تكون الجملة الاسمية في محل نصب حال يجب أن يتوفّر فيها عدد من الشروط، وهي:

  • أن تكون الجملة خبريّة لا إنشائية: والإنشاء يشمل الطلب والنهي والأمر وغير ذلك.
  • أن تشتمل الجملة على رابط يربط بينها وبين صاحب الحال: والرابط هذا إمّا أن يكون ضميرًا “مستترًا أو ظاهرًا لا فرق”، وإمّا أن يكون واو الحال، وإمّا أن يكون الواو والضمير معًا.
  • ألّا تكون مصدّرة بما يدل على الاستقبال: والأدوات الدالة على الاستقبال هي سوف والسين ولن وأدوات الشرط ونحوها.
  • ألا تكون جملة الحال تعجبية: مثل قولهم: جاء زيد أكرم به، فهذا التركيب لا يصح أن يكون حالًا.

الجملة الفعلية

إنّ الجملة الفعليّة هي الشق الثاني من تركيب الجملة في اللغة العربية، ولقد دلّ النحاة على أنّ الجملة الفعلية تأتي أيضًا في محل نصب حال، كمثل قولهم: جاء الولد يضحك، وهنا كان بالإمكان تأويل الجملة الفعلية (يضحك مع الضمير المستتر هو) بكلمة واحدة مفردة وهي “ضاحكًا”، وللجملة الفعلية كي تكون حالًا شروط قد استفاض النحاة في شرحها، وأبرزها ما يأتي:

  • أن تكون الجملة خبريّة: والملة في المثال آنف الذكر في جملة خبرية.
  • ألا تسبق الجملة الفعلية بتسويف: كدخول السين وسوف وما يدل على الاستقبال على الجملة الفعلية.
  • أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين صاحب الحال: وهذا الشرط تكرر في الجملة الاسمية، غير أنّ الرابط هنا لا يكون إلّا ضميرًا، فعلى سبيل المثال لو جيء بجملة: “شاهدتُ الرجلَ يُسرعُ الخُطا”، في هذه الجملة الرابط ضمير مستتر تقديره هو، وهذا الرابط قد ربط بين جملة الحال “يسرع” وبين صاحب الحال “الرجل”.

شبه الجملة

يقصد بشبه الجملة الظرف والجار والمجرور لأنّ معنى الجملة لا يتم بهما، ويحتاجان لما يُتمّ المعنى، ويقصد بالحال شبه الجملة هو تعلّق شبه الجملة بحال محذوفة، فعندما تكون الحال شبه جملة فإنّ الحال يُحذف من الجملة ويتعلّق به شبه الجملة، مثال ذلك قولهم: “رأيتُ العصفور على الشجرة”، فالجار والمجرور (على الشجرة) متعلقان بحال محذوفة تقديرها “مُستقرًّا”.

وكذلك في جملة: شاهدتُ الطائرَ فوق الشجرة، فشبه الجملة هنا (فوق) متعلّق بحال محذوفة تقديرها “مستقرًّا”، والمقصود بالتعليق هو إيجاد الرابط بين شبه الجملة وبين ما قد توضّح في الكلام.

إعراب الحال

فيما يأتي أعاريب للحال بحسب نوعه تبيّن كيفية إعرابه:

  • الحال المفردة: في جملة: “جاء الطفلُ ضاحكًا”، كلمة ضاحكًا في هذه الجملة تُعرب حالًا، يُقال في إعرابها: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
  • الحال الجملة الاسمية: في عبارة: “جاء الطفل وهو يضحك”، هنالك جملتان، الجملة الثانية هي “وهو يضحك” مكوّنة من مبتدأ وخبر، ويمكن تأويلها بمفرد، ويُقال في إعرابها: جملة اسمية في محل نصب حال.
  • الحال الجملة الفعلية: في عبارة: “جاء الطفل يضحك” هنالك جملتان اسمية وفعلية، الجملة الفعلية هي الفعل “يضحك” مع الضمير المستتر “هو”، يُقال في إعرابها: جملة فعلية في محل نصب حال.
  • الحال شبه جملة: في جملة “رأيتُ العصفور على الشجرة”، وجملة: “رأيتُ العصفور فوق الشجرة” هنالك شبه جملة، في الأولى جار ومجرور (على الشجرة)، وفي الثانية (فوق)، وفي الإعراب يُقال: الجار والمجرور -أو الظرف- متعلق بحال محذوفة تقديرها مستقرًّا.

قد يهمك:

أمثلة عن الحال

جمل عن الحال المفرد

  • رجع الغائب سالمًا.
  • هذا الهلالُ طالعًا.
  • سرتُ سيري حثيثًا.
  • يعجبني تأديب الغلامِ مذنبًا.
  • الثمار المقطوفة ناضجةً ثمار طيبةٌ.
  • تنبئني عيناكَ أنك عائدٌ منتصرًا.

إنّ الكلمات في الأمثلة السابقة ما تحتَها خط باللون الغامق كلٌّ منها وقعت حالًا منصوبة، وهي في كلّ الجمل من نوع الحال المفرد، وإعرابها: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.

جمل على الحال الجملة الاسمية

  • جاء الرجل وهو يركض.
  • راقبْت الشمس وهي تغيبُ.
  • تمايلت الأزهار وهي مزهوة بثوبها الجميل.

موضع الشّاهد في الجمل السابقة هو الجمل الاسمية: (وهو يركض، وهي تغيب، وهي مزهوة)، وهي كلّها جمل اسمية، تحمل رابطًا يدلّ على صاحب الحال، وهي خبرية وليست إنشائية، إضافة إلى خلوّها من حرف استقبال، فهي جمل اسمية في محل نصب حال.

جمل على الحال الجملة الفعلية

  • رأيت القمر يسطعُ بنوره.
  • عاد الطفل وقد ملأ الفرح قلبه.
  • عدنا إلى المنزل نحمل الهدايا.

الجمل السابقة فيها أمثلة عن الحال الجملة الفعلية، وقد تحقّقت في كلّ منها شروط جملة الحال من حيث الخبرية واشتمالها على رابط يدلّ على صاحب الحال وخلوّها ممّا يدلّ على الاستقبال، وإعرابها: جملة فعلية في محل نصب حال.

جمل على الحال شبه الجملة

  • رأيْت الهلالَ بين السحابِ.
  • وقف العصفور على الغصنِ.
  • خبّأتُ القطّةَ داخلَ الصندوقِ.
  • الأزهارُ، على أغصانها، تكون أجمل.
  • الشاعرُ بين المعاني كالنحلة بين الأزهار.
  • يعجبني القمر بين النجوم.
  • العصافير في الفضاء الفسيح أبهى منها في القفص الصغير.

كلّ الجمل السابقة تشتمل على شاهد عن الحال شبه الجملة، وقد وردت بكلا الحالين: شبه الجملة جار ومجرور، وشبه الجملة ظرف مكان. ومن المُمكِن التأكُّد من أنّ شبه الجملة مُتعلّقة بحال محذوفة من خلال النّظر إلى أنّ صاحب الحال معرفة، ومن خلال تقدير الحال المحذوفة بكلمة مستقرًا أو كائنًا، وهي في الإعراب: شبه جملة جار ومجرور/ ظرف مكان متعلّقة بحال محذوفة وجوبًا تقديرها مستقرًا أو كائنًا.