يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال بحث جامعي عن التخطيط ، و تعريف التخطيط ، و أنواع التخطيط ، و خصائص التخطيط ، و أهمية التخطيط ، و مراحل التخطيط ، و شروط نجاح التخطيط ، يُمكن تعريف التخطيط على أنّه التطلّع إلى المُستقبل، وتحديد المسارات التي يجب اتّباعها عن طريق كتابة برنامج مُفصّل لسير العمل، ويُعدّ التخطيط مرحلةً تحضيريّةً للعمل، وخطوةً مُمنهجةً، ومُنظّمةً لتحديد المهام والوظائف وموعد القيام بها وكيفيّة إنجازها، والشخص المسؤول عن تنفيذها.

بحث جامعي عن التخطيط

بحث جامعي عن التخطيط
بحث جامعي عن التخطيط

بحث جامعي عن التخطيط

تُعد عملية التخطيط أحد أهم العمليات التي يقوم عليها تنفيذ جميع المشروعات الإدارية وغيرها من المهام، حيثُ يتم من خلالها وضع الأساسات التي يقوم عليها المشروع الإداري من خلال تحديد المهام التي يراد القيام بها، كيفية القيام بهذه المهام، المدى الزمني والمكاني للقيام بها مع تحديد الموارد اللازمة لإتمام الأمر على الوجه الأمثل.

فتقوم عملية التخطيط على وضع الأهداف التي ترغب المنشأة في تنفيذها وتحديد السياسات العامة للتنفيذ في إطار زمني محدد، مع مراعاة وجود العوامل المستقبلية التي يُمكنها الحدوث فجأة، على أن تظل الجهة الإدارية العليا عيناً فاحصة على تطبيق الخطة التي تم تحديدها من خلال توجيه العاملين على التنفيذ لاكتمال تنفيذ الخطة المحددة.

وهنا نرى أن أية جهة إدارية ناجحة تسعى للتطور والتقدم لابد لها أن تصب قدراً كبيراً من اهتمامها على عملية التخطيط، فالإدارة الفاشلة هي التي لا يُمكنها تحديد أهدافها أو التخطيط لكيفية تنفيذها وبالتالي لا يُمكنها الوصول إليها، فالتخطيط أمر في غاية الأهمية سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي.

تعريف التخطيط

تتكوّن الإدراة من مجموعة من الوظائف الرئيسيّة وهي؛ التخطيط، والتنظيم، والتوظيف، والقيادة، والتخطيط هو أهم وظيفة لأنّه الأساس الذي تُبنى عليه الوظائف الأخرى، والتخطيط هو وضع مخطط لتحقيق هدف معين من خلال تحديد الموارد والمهام والإجراءات والجداول الضروريّة لتحقيقه، بحيث يُعبر الهدف عن الغرض المستقبلي الذي تسعى المنظمة للوصول إليه وتحقيقه، وهذا يوضح الفرق بين الهدف والخطة؛ فالهدف يُحدد الغاية المستقبلية، بينما الخطة تُحدد الوسيلة المتبعة لتحقيقه.

يشمل مصطلح التخطيط كلا الفكرتين من حيث أنّه يحدد أهداف المنظمة المستقبليّة ويحدّد الوسائل المناسبة لتحقيق هذه الأهداف، ويكون التخطيط عادةً من قبل مدير المنظمة؛ إذ يتنبأ بالمخاطر التي يُمكن أن تحدث بالمستقبل وهذا يُساعد على متابعة العمل لفترة أطول، كما تُساعد عملية التخطيط المدير على حل المشكلات وتطوير استراتيجيات لتسهيل العمل وإعداد المسار المناسب لتحقيق الهدف في النهاية.

أنواع التخطيط

توجد أربعة أنواع رئيسيّة للتخطيط في الشركات والمؤسّسات، وهي كالآتي:

  • التخطيط التنفيذي أو التشغيلي: تُعدّ الخُطّة التشغيليّة دليلاً موجزاً، ومجموعةً من الإرشادات حول كيفيّة تحقيق رسالة المؤسّسة، وعادةً تصف الأحداث والمهام اليوميّة للعمل، وتنقسم إلى خطط منفردة أو أحادية، وخطط مُستمرّة، حيث إنّ الخطط الفرديّة يتمّ وضعها للمشاريع، والأنشطة التي تحدُث لمرّة واحدة مثل الحملات التسويقيّة، أمّا الخطّة المُستمرّة فتتضمّن سياسات حلّ المشاكل، والقوانين، والأنظمة، والإجراءات التي يجب اتّباعها خطوةً بخطوة لضمان تحقيق هدف مُعيّن.
  • التخطيط الاستراتيجي: وهو تخطيط طويل الأمد، ويتضمّن رؤيةً شاملةً لكامل الأنشطة، وهو أساس عمل المؤسّسة، وتُبنى عليه القرارات طويلة المدى، حيث إنّه تخطيط لما يتراوح بين سنتين إلى عشرة سنوات، وعناصر التخطيط الاستراتيجي الأساسيّة، هي: الرؤية، والرسالة، والقيم.
  • التخطيط التكتيكي: يهدف إلى عمل خطّة مُحددّة وقصيرة الأمد للعمل الفعلي، الأمر الذي يدعم الخطط الاستراتيجيّة، حيث إنّها توضّح كيفيّة إنجاز المؤسّسة لأهداف الخطّة الاستراتيجيّة، وعادةً ما يكزن التخطيط التكتيكي لما يقل عن سنة، حيث يعمل على تقسسم الخطّة الاستراتيجيّة إلى أجزاء قابلة للتنفيذ.
  • التخطيط الاحترازي: يتمّ من خلاله وضع خطط الطوارئ أو الخطط الاحترازيّة عند حدوث أمر غير متوقّع، أو عند الحاجة إلى التغيير، وهذا النوع من التخطيط مهم أيضاً عند وضع أيّ نوع من أنواع الخطط الأخرى.

قد يهمك:

خصائص التخطيط

يتميز التخطيط بعدّة خصائص مهمة، وهي كما يلي:

  • أهم وظيفة إداريّة: يُعد التخطيط الوظيفة الإدارية الرئيسيّة والأهم من بين الوظائف الأخرى، بحيث تُنفّذ الخطط خلال تطبيق الوظائف الأخرى لتحقيق الأهداف الموضوعة.
  • يوجه نحو هدف معين: يُحدد التخطيط أهداف المنظمة، ثم يُحدد المسارات المحتملة ويُقرر المسار الأنسب لتحقيق سير العمل والوصول إلى الهدف المُراد.
  • عملية واسعة الانتشار: تتطلّب جميع القطاعات والمستويات تطبيق التخطيط، وكل مستوى يختلف نطاق التخطيط فيه عن باقي المستويات.
  • عملية مستمرة: تُوضع خطط تُطبّق خلال فترة محدودة لمدّة شهر أو سنة وما إلى ذلك، وبعد انتهاء المدة المحددة والمتفق عليها، تُوضع خطط جديدة لمواكبة الظروف والاحتياجات الحاليّة والمستقبليّة، لذا فالتخطيط عمليّة مستمرة تُنفّذ بمراحل متتابعة.
  • عملية فكرية: فالتخطيط عملية تتطلب عصفًا ذهنيًا وتمرينًا عقليًا يشمل التفكير والتخيل والابتكار والإبداع وغير ذلك.
  • عملية مستقبلية: تشمل عملية التخطيط النظر إلى المستقبل ودراسته وتحليله والتنبؤ بالمشاكل والتحديات التي من الممكن أن تحدث، والعمل على مواجهتها ووضع خطط لتجنّبها في المستقبل.
  • عملية مهمة لصنع قرار: تُوضع عدّة مسارات بديلة ممكنة للعمل للوصول إلى تحقيق الهدف، ثم بعدها يتم اتخاذ قرار بشأن جميع المسارات واختيار المسار الأفضل بين الجميع من حيث عدد النتائج السلبيّة والنتائج الإيجابيّة.

أهمية التخطيط

لا ريب في أن التخطيط يُعد حجر الأساس الذي يساعد أي فرد أو مؤسسة في مواجهة المستقبل الغامض، ففي حالة عدم التفكير في هذا المستقبل لكيفية مواجهته قد يضر هذا الأمر المؤسسة من خلال إعاقة تحقق الأهداف المرغوبة لتنحرف بوصلة التقدم عن مسارها الصحيح، ويُمكننا إيجاز أهمية عملية التخطيط في:

  • يساعد أصحاب القرار الإداري في المنشآت المختلفة على اتخذا القرارات الصائبة.
  • يساعد في تنمية عمليات التواصل المتبادلة بين أقسام وإدارات المؤسسة، مما يجعلها بمثابة سلسلة مترابطة تساعد في إنجاز الأهداف المشتركة.
  • يعمل على توفير متابعة مستمرة لعمليات تنفيذ المهام المحددة للوصول إلى الأهداف المطلوبة.
  • يساعد في استخدام الموارد والإمكانيات المادية والبشرية المتوافرة بالشكل الأمثل للتمكن من تحقيق الأهداف.
  • يسهم في تقليل معدل المخاطرة من خلال التنبؤ باحتمالات المستقبل.
  • يسهم في تسهيل عملية المراقبة الداخلية والخارجية.
  • تخفيض النفقات المالية المطلوبة من خلال ترشيد استخدام الموارد بالشكل الأمثل، مما يعود بالفائدة على زيادة إيرادات المؤسسة.
  • تنمية المهارات الذهنية للمدراء من خلال وضعهم للخطط والبرامج المخصصة لتسهيل الوصول إلى الأهداف.

مراحل التخطيط

تقوم عملية التخطيط على عدد من المراحل المتتالية التي تتكامل مع بعضها البعض لتحقيق أهداف المؤسسة، ولا يُمكن البدء بمرحلة دون الانتهاء من المرحلة السابقة لها حتى تُحقق عملية التخطيط أهدافها المنشودة:

  • جمع المعلومات: الخطوة التي يتم خلالها جميع كافة البيانات والمعلومات والإحصاءات البيانية المتعلقة بالأهداف التي تسعى المؤسسة للوصول إليها.
  • وضع الافتراضات: يتم تدوين جميع الافتراضات التي سيتم بناءً عليها وضع خطة تنفيذ الأهداف المطلوبة.
  • تحديد الأهداف: خلال هذه الخطوة يتمم تحديد الأهداف الأساسية التي تسعى المؤسسة لتحقيقها مع استخراج الأهداف الفرعية القائمة عليها.
  • تحديد البدائل المتوافرة: وتتم خطوة تحديد البدائل من خلال متطلبات الموارد التي يحتاج إليها المشروع، ويتم تقييم هذه البدائل من خلال قياس كفاءة كل بديل منها على حدا.
  • اختيار البديل الأمثل: من خلال جميع البدائل التي تم تحديدها سابقاً فإننا نقوم بتحديد البديل الذي سيوصلنا لهدفنا، كما يثمكن مقارنة كل بديل من خلال مدى ملائمته، مردوده القريب والبعيد، وقد يكون هناك اكثر من بديل متوافراً في الوقت الحالي.
  • تحديد خطوات العمل: خلال هذه الخطوة يتم وضع الطرق الأفضل لتطبيق البديل، لأنه من الوارد عدم نجاح الخطة التي تم وضعها بسبب الظروف المتغيرة مستقبلاً.
  • إقرار واعتماد الخطة: عقب الانتهاء من تحضير الخطة سيكون من الواجب اعتمادها والموافقة على بدء تنفيذها من الجهة الإدارية العليا.
  • بدء تنفيذ الخطة: عقب الموافقة على بدء تنفيذ الخطة من الجهة الإدارية العليا، سيتم بدء تعميم هذه الخطة على كافة الأقسام في المؤسسة لبدء تنفيذها.
  • متابعة تنفيذ الخطة: خلال هذه المرحلة يتم متابعة تنفيذ الخطة ولك بهدف تقويم وتصحيح مسار الوصول للأهداف في حال انحرافه، وحتى يتم ضمان تحقق أهداف المؤسسة المنشودة.

شروط نجاح التخطيط

لتحقيق النجاح في عمليّة التخطيط، لا بُدّ من تحقُّق الشروط الآتية:

  • وضوح الأهداف، بحيث تكون مُحدَّدة بشكل لا يقبل الاجتهاد، بالإضافة إلى تهيئة النتائج التي يتمّ توقُّعها، والجداول الزمنيّة بشكل دقيق.
  • الالتزام من قِبل المُنفِّذين جميعهم في المُنظَمة، ومن قِبَل المُخطِّط نفسه أيضاً طوال عمليّة التخطيط.
  • صحّة المعلومات، والإحصائيّات التي تُعبِّر عن الواقع المُتوفِّر، حيث إنّ الفشل في تحقيق الأهداف المطلوبة يرتبطُ بالتنبُّؤ العشوائيّ الذي يعتمد على ما هو غير موضوعيّ من حقائق.
  • الواقعيّة، بحيث تكون الأهداف قابلة للتنفيذ ضمن ما هو مُتاح من إمكانيّات، وبشكل يتلاءم مع ما هو سائد من المُعطيات.
  • كفاءة الجهاز الإداريّ، جيث لا بُدّ من الاهتمام بالعنصر البشريّ الذي يُعَدُّ الأساس في عمليّة تنفيذ الخطط، من حيث إعداده علميّاً، وفنّياً.
  • البدائل، والأولويّات، حيث لا بُدّ من ترتيب الأولويّات، واختيار البدائل المناسبة لتنفيذ الخطّة، ممّا يعني نجاحها.
  • البساطة؛ وذلك ليسهلَ فهمها، وإدراكها من قِبَل من يُنفِّذونها جميعهم.