يعرض لكم موقع إقرأ أقوى ايجابيات وسلبيات الاشهار ، و أشكال الإشهار ، و عناصر الإشهار التجاري ، و تأثير الإشهار في المتلقي ، و تأثير الإشهار على سلوكيات المجتمع ، فالإشهار هو نوع من الاتصال المرئي أو المسموع هدفه الترويج و التسويق لتحقيق مبيعات كبيرة للمنتوجات المعروضة سواء كانت سلعا(أغذية ، ألبسة و مواد التجميل…) أو خدمات(أبناك ، نقل ، تأمين و انترنت …) ، و أصبح الإشهار جزءا من الرسالة الإعلامية المعاصرة و نشاطا خدماتيا و موردا ماليا أساسيا لأطراف متعددة، إضافة إلى كونه يحمل خطابا معرفيا او ثقافيا او فنيا.

ايجابيات وسلبيات الاشهار

ما هي ايجابيات وسلبيات الاشهار ، هو ما نسعى الى التكلم عنه اليوم بشكل مختلف وعميق من اجل الوصول إلى أكثر استفادة لزوار موقعنا الكرام.

ايجابيات وسلبيات الاشهار
ايجابيات وسلبيات الاشهار

ايجابيات الاشهار :

  • يعتبر الإشهار من المفاهيم ذات الأهمية البالغة, وذلك على المستوى الأكاديمي حيث كان موضوعا لدراسات وبحوث في مختلف التخصصات، أو حتى من حيث الممارسة باعتباره نشاط اتصالي بين منتج لسلعة أو خدمة وبين مستهلك يريد تحصيل هذه الخدمة أو السلعة قصد الحصول على قيمتها الاستعمالية أو النفعية.
  • لقد حددنا هنا نوعين من الجماهير، يكتسي الإشهار بالنسبة إليهم أهمية بالغة وهما المنتج والمستهلك. فبالنسبة لهذا الأخير يعد الإشهار ضرورة ملحة لتحقيق غايته في الإشباع لأنه هو الذي يزوده بالمعلومات ويحيطه إحاطة كاملة بأفضل أنواع السلع والخدمات المعروضة وكذا مواصفاتها وأسعارها وكيفية الحصول عليها. وأماكن تواجدها لكي يمكّنه من المفاضلة والتمييز بين أنواع وبدائل فيما يتعلق بالسلع من نفس الصنف.
  • فالمستهلك قبل أن يقوم باتخاذ قرار الشراء يكون في حالة تشويش معرفي بينما يختاره وما بتوافق وما يطلبه وما يملكه من إمكانات الحصول عليه.أمّا بالنسبة لفئة المنتجين فيعد الإشهار من أهم الوسائل التي تربطه بعلاقات دائمة مع جمهور المستهلكين. فهو يحث المستهلك على شراء سلعة أو تحصيل خدمة وهذا ما يؤدي إلى تصريف المنتجات في السوق وبالتالي فهو حل لمشكلة الكساد التي تؤرق المنتج.

سلبيات الإشهار :

  • يفرز الإشهـار التجـاري سلبيات عدة تمس المجتمـع في قيمه و سلوكه، فيقع الفرد ضحية الاستلاب وضغط الرسائـل الإعلانيـة التي تحـدث فيه الرغبة الجامحـة في الاستهلاك رغم دخلـه الذي قد يكـون محـدودا،مما يسبب لـه توتـرا ويشعـره بالحـزن لعـدم قدرتـه على الشـراء.
  • و يزيد هذه الوضعية تعقيـدا أفراد أسرته الذين قد يلحـون عليه لتلبية حاجاتهـم المتزايدة من السلع.
  • من جهة أخرى يحول الإشهار التجاري دون استخدام الفرد لقدراته العقلية بحرية، لاختيار السلعة التي تتناسب و رغباته،خاصة و أن كثيرا من السلع ذات الجودة العالية و الثمن المناسب لا يشملها الإشهار التجاري.

قد يهمك :

أشكال الإشهار:

يعتبر الإشهار نشاطا تواصليا بين منتج لسلعة أو خدمة و بين مستهلك يريد تحصيل هذه الخدمة أو السلعة للاستفادة من قيمتها الاستعمالية أو النفعية ، و يتخذ الإشهار عدة أشكال :

  • الإشهار المباشر : يعتمد هذا النوع من الإشهار على تسليط الضوء على كل خصوصيات المنتوج من حيث الشكل و المواصفات و الجودة ، و قد تفنن المخرجون في صناعته من خلال الوصلات الإشهارية المتلفزة أو الإذاعية أو اللوحات المصورة على صفحات الجرائد و المجلات أو اللوحات الإلكترونية المعلقة في الفضاءات العامة خاصة في الشوارع التي تكثر فيها حركة السير و المرور ،و في حالات كثيرة يعتمد هذا الإشهار على شخصيات رياضية أو فنية مشهورة.ايجابيات وسلبيات الاشهار
  • الإشهار غير المباشر : يلعب هذا النوع من الإشهار دور المكمل للإشهار المباشر ، و غالبا ما يكون سيد الموقف حين تشتد المنافسة بين منتجي السلع المتشابهة فهو يعمل بالأساس على إثارة انتباه و مشاعر المستهلك بالزيادة المجانية أو بالتخفيض من ثمن المنتوج و أحيانا تنظيم بعض العروض و المسابقات و توفير بعض الهدايا ، الشيء الذي يزيد من الإقبال على اقتناء المنتوج.
  • الإشهار المموه : سمي بالمموه لأنه لا يدخل في تفاصيل الحديث عن المنتوج بل يكتفي بإظهاره من خلال بعض الحوارات و اللقاءات التلفزيونية و كذا من خلال بعض الأفلام و المسلسلات و البرامج.

عناصر الإشهار التجاري

  • يقوم الإشهار التجاري على نوعين رئيسيين هما: العنصر المادي يقصد به وجود عامل مشترك بين الجهة المعلنة والأداة المستخدمة في الإعلان أو الإشهار وذلك لتحقيق الهدف المطلوب وهو نشر المنتج بين المستهلكين وتحقيق أعلى نسبة من الأرباح.
  • حيث يقصد بالجهة المعلنة على أنها مالك السلعة أو المندوب أو أي جهة حكومية أو خاصة تسعى إلى عرض خدماتها وإيصاله إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف، في حين أن أداة المستخدمة يقصد بها هي الطريقة المستخدمة في إشهار المنتج سواء بالبث الإذاعي أو التلفزيوني أو المكتوب علة وسائل التواصل الإلكتروني وغيرها.
  • العنصر المعنوي يقصد به النية الموجودة لدى صاحب المنتج أو السلعة وذلك بتسويق أفكاره أو منتجاته من أجل تحقيق الربح، حيث ما يميز الإشهار التجاري عن أنواع الإشهار الأخرى مثل الإعلانات أو الإشهار التوعوي الصادر عن العديد من الجهات الحكومية بهدف التوعوية الصحية مثلًا هو تحقيق الأرباح.

تأثير الإشهار في المتلقي

إذاً، يعد الإشهار مؤثراً في الأفراد، لأنه يساهم في بناء الأفكار والمواقف والاتجاهات والقيم والسلوك، نظراً إلى أن الفرد يتميز بكونه يتفاعل شعورياً ووجدانياً لا شعورياً ، للتدقيق أكثر، سنقوم بتوضيح هذه الفكرة من خلال العودة إلى برنار كاتولا في كتابه “الإشهار والمجتمع”، إذ يقول: “يبدو الإشهاري فعلاً، باعتباره ممثلاً واعياً أو غير واعٍ لبيداغوجيا اجتماعية، ومعلماً للموضات، وأستاذاً لأنماط الحياة، ومديراً لوعي سوسيو ثقافي”.

  • انطلاقاً من هذا التعريف، يقوم المشهّر بالاستعانة بما يتداوله الواقع الاجتماعي لدى الأفراد، أي لإنتاج إشهار معين، يجب الاحتكام إلى العادات والتقاليد والطقوس والعادات الاجتماعية التي تُبنى عليها أنماط الحياة المعيشة، ثم إلى الوعي السوسيو ثقافي، بمعنى أن المشهر يخاطب المتلقي في ثقافته ونمط حياته وحاجته إلى المنتج، على الرغم من أن المتلقي يمكن أن يستغني عن هذا المنتج، إذ إن الإشهار يقوم ببناء الذوق لدى المستهلك، ويقوده إلى الاقتناء.
  • يتمثل ذلك من خلال قول آخر لكاتولا: “وفي ما هو أبعد من هذه التبسيطات، هناك مع ذلك مشكلة خاصة بالتطور الاقتصادي الذي يدخل ضمن الاهتمامات المركزية للإشهار. يتعلق الأمر باتهام الإشهار بخداع المستهلك من خلال تركيزه على منتجات غير ضرورية، ومن خلال إقناع الأفراد بشراء الكماليات عندما تنعدم الحاجة إلى الضروري، وهو ما يعوق تكيف المستهلك مع وضعه”.
  • يتبيَّن لنا أن الإشهار يخلق الحاجة لدى المستهلك، إذ لا يكون المنتج المعروض أحياناً حاجة ضرورية للاقتناء، لكن من خلال وسائل الإقناع والاستراتيجيات المستعملة في الإشهار، يُدفع المستهلك إلى شراء المنتج.
  • بناءً على ما تقدم ذكره، تتضح لنا العلاقة بين المنتج وما يرتبط به من عمليات إشهارية تتم صياغتها انطلاقاً من النسق الثقافي والحاجة لدى المستهلك. هذه العلاقة بين الحاجة والمنتج أصبحت علاقة عكسية، فلم تعد الحاجة هي التي تخلق المنتج.
  • وفي إطار تطور الصناعة الإشهارية وما تقوم به من عمليات إعادة بناء الأذواق والاتجاهات وأنماط العيش، أصبح المنتج هو الذي يخلق الحاجة إليه، إذ تمثل بعض المنتجات إلى حد قريب حاجات تكميلية أو لنقل من الكماليات، لكن بفعل تأثير الإشهار صارت حاجات ضرورية (الموضة على سبيل المثال).
  • وفي سياق آخر، يستعمل الخطاب الإشهاري اللغة كوسيلة من وسائل التأثير، وهي غالباً ما تكون لغة إغرائية تجذب المستهلك للإعجاب بالمنتج وشرائه. بهذا المعنى، يقول برنار كاتولا: “باعتباره لغة شاملة، يعطي التجسيد الجديد للثقافة الشعبية للإشهار شكلاً ومعنى لمجموع الأشكال التواصلية الاجتماعية”.
  • في ضوء هذا التحليل، تتضح لنا كيفية تغير الأذواق والقيم الثقافية لدى الفرد عن طريق الإشهار الذي يتم بلغة يفهمها المجتمع ككل، وهو بحد ذاته وسيلة للتغير الثقافي الشعبي داخل المنظومة الاجتماعية.

تأثير الإشهار على سلوكيات المجتمع

  • يشكل الإشهار ظاهرة متفشية في مجتمعاتنا الحديثة، التي تبنت غالبيتها نظام السوق الرأسمالي، حيث أصبح منتشرا في الطرقات و في وسائل الإعلام المختلفة ، كما هو معلوم فإن لوسائل الإعلام دورا مهما في عملية التنشئة الاجتماعية و التطبيع الثقافي إذ أنه يساهم في اكتساب المجتمع لأنماط تفكيرية متشابهة.
  • لقد عرفت شركات الاتصال و التسويق استغلال قنوات الإعلام بمختلف أشكاله ( الراديو، التلفزة، الانترنيت… ) في التأثير على مستهلكيها من خلال الإشهار و ذلك بالترويج لسلعها.
  • إن الإشهار غدا بمثابة فيروس خبيث يهاجم مجتمعنا اليوم، إذ أن حضوره أصبح قويا في حياتنا اليومية حتى أنه قليلا ما يمر يوم دون أن نتعرض لكم هائل من الإعلانات. تتجلى خطورة الإشهار في كونه يروج أفكارا و أنماطا استهلاكية لا تتوافق دائما مع قيم وأعراف مجتمعاتنا، ذلك لأن الشركات المتعددة الجنسيات قليلا ما تكترث لخصوصيات لكل مجتمع على حدَة.
  • أما الفئة الأكثر تعرضا لتأثير الإعلان هي الفئة الصغرى فكما هو معلوم فإنه يسهل التأثير على عقلية الأطفال و ذلك من خلال الصور الخليعة الغير ملائمة لأعمارهم، كتلك التي تستعمل في الترويج للمنتجات النسائية بالخصوص العطور و مستحضرات التجميل.
  • من خلال ما سبق يمكن القول أن الإشهار أصبحت له سلطة في تنشئة الأطفال تضاهي سلطة الأسرة والمدرسة إن الإشهار يعتبر مؤثرا في الأفراد و الجماعات لأنه يساهم في بناء الأفكار و المواقف و الاتجاهات و القيم و السلوك، لأن الفرد يتميز بكونه يتفاعل شعوريا ووجدانيا ولا شعوريا مع كل ما يتلقاه ويدفعه إلى اكتساب هذه الأفكار والقيم، ويعمل هذا الفرد على تقليد سلوكيات غير صحيحة كالتشبت بالقيم الاستهلاكية والمادية والمنافية لأخلاقنا وقيمنا.