يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين القصة والرواية ، و مفهوم القصة والرواية ، و ما العناصر الفنية لكل من الرواية والقصة ، و القضايا التي تعالجها المسرحية والقصة ، و ظهور القصة والرواية في الأدب العربي ، يعدُّ الأدب وسيلة من الوسائل التي يستخدمها الإنسان للتعبير عمّا يجول في خاطره من أفكار ومشاعر، أو فسحة روحية يلجأ إليها بحثًا عن تجارب تُحاكي تجاربه الحياتية، أو مواقف حياتيّة يعيشونها، وقد يختلف أسلوب الأدب باختلاف الفنّ الذي يلجأ إليه الأديب للتعبير عمّا يجول في خاطره، فقد يستخدم المقالة أو الخاطرة، أو المسرح، أو القصة أو الرواية، ولكن تظلّ القصة والرواية الفنّيْن الأكثر انتشارًا من الفنون الأدبية وقربا إلى الأنفس البشرية نظرًا لطبيعتِها المرنة، وأسلوبها المحبب للنفوس، ورغم أن القصة والرواية في أصلهما حكاية، إلا أن هناك الفرق بين القصة والرواية يلمس من اسميهما، وينسحب تباعا إلى عناصرهما، وهذا ما ستتطرق إليه هذه المقالة، الفرق بين القصة والرواية.

الفرق بين القصة والرواية

تعدّ القصة والرواية من أكثر الأعمال الأدبية انتشارًا بين الناس واستخدامًا في إنشاء العروض المسرحية، المسلسلات وغيرها من البرامج المعروضة أمام الناس؛ نظرًا لامتلاكها العديد من الميزات، مثل أسلوبها المتدرج بين السهولة والصعوبة، لمسها لكثير من أحداث الواقع، وتفسيرًا لكثير من خفايا النفس وأمنياتها، وفي المقابل، توجد الكثير من الفروقات بينهما وغير الملاحظة لدى الكثيرين.

الفرق بين القصة والرواية
الفرق بين القصة والرواية

الطول

تُعتبر القصة من ناحية الطول مقارنةً بالرواية هي الأقصر، ويتراوح طول القصة ما بين 1500-30000 كلمة، أمّا الرواية فتبدأ من 50000 كلمة ويمكن أن تزيد عن ذلك.

الشخصيات

تحتاج الرواية إلى عدد كبير من الشخصيات لسرد أحداثها، على عكس القصة التي لا تحتاج إلى ذلك العدد فتكتفي بعدد قليل من الشخصيات، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الرواية تحتاج إلى أكثر من شخصية رئيسية لتخدم رسالتها، أمّا القصة تكتفي بشخصية رئيسية واحدة لإيصال رسالتها.

المكان

تٌغطّي أحداث الرواية حقبة زمنية كبيرة تمتد إلى شهور وسنين؛ وبالتالي فإنّ أحداثها تُسرد في أماكن مختلفة، فقد يتنقّل الروائي من شوارع وسط المدينة إلى الريف، ثمّ إلى الضواحي، في حين أنّ القصة تُغطي فترة زمنية تمتد ليوم أو قد تصل إلى أسبوع؛ لذلك يتحتّم على الكاتب أن يسرد قصته في مكان واحد في أغلب الأحيان، فهو محصور بعدد الكلمات المتاحة له وبطول النص.

الحبكة والذروة

تشتمل الرواية على عدّة حبكات فرعية وحبكة رئيسية واحدة أكثر تعقيداً، في حين أنّ القصة تقتصر على حبكة واحدة رئيسية، كما يتخلّل أحداث الرواية عدّة انعطافات وتحوّلات في سرد الأحداث يشكّل كلّ جزء منها حبكة قد تصل بالأحداث إلى الذروة؛ بالتالي فإنّ الذروة في الرواية تتعدد وتتنوع، على عكس القصة التي تشتمل على حبكة واحدة تؤدي بها إلى ذروة رئيسية واحدة في القصة، ويمكن تعريف الذروة بأنها نقطة التحول المركزية في القصة؛ أي ذروة التوتر والصراع التي حدثت كرد فعل على الصراعات السابقة.

الفصول

تشتمل الرواية على عدة فصول في قصتها، على عكس القصة التي تُسرد أحداثها في عدة صفحات وبالتالي فهي لا تنقسم إلى فصول كما هو الحال في الرواية.

مفهوم القصة والرواية

  • القصة: في اللغة تُعرّف على أنها عبارة عن نوع من أنواع الحكايا مختلفة الطول ومكتوبة من نسج الخيال، الواقع، أو كلاهما والجمع منها قصص.، وأما اصطلاحًا فهي عبارة عن نص أدبي يُبنى من تجمّع أحداث وأشخاص معينيين، ممزوجة بالوصف والتشويق وصولًا إلى نقطة الذروة وتكوّن اللب، إذ تتعقد فيها مجريات الأحداث وتنتهي بانحلالها نتيجة الوصول إلى الحل أو نهاية القصة، وعادة ما تكون القصة حالة توسط بين الأقصوصة والرواية.
  • الرواية: تُعرّف لغةً على أنها من أنواع الفن القصصي وتعني القصة الطويلة والجمع منها روايات.، وأما اصطلاحًا فهي عبارة عن نص أدبي يتميز بالسرد، وطول الأحداث، وتعدد الشخصيات، وتتناول العديد من القضايا المنفصلة في عدة فصول، أي كأنها أشبه ما تكون عبارة عن مجموعة قصص متنوعة الحبكات المستقلة، إذ إنّ كل قصة مستقلة منفصلة على حدة ضمن فصل واحد، وكل الفصول متشابكة تحت مسمى واحد.

قديهمك:

ما العناصر الفنية لكل من الرواية والقصة

ما العناصر الفنية لكل من الرواية والقصة
ما العناصر الفنية لكل من الرواية والقصة
  • الطول: تمتاز القصة بالقصر، إذ لا يتجاوز عدد صفحاتها عشر صفحات، في حين أن الرواية تمتاز بالطول، إذ من الممكن أن يصل عدد صفحاتها إلى أكثر من عشرين صفحة.
  • السرد: تمتاز القصة بالسرد اللغوي، أي نقل الصورة الواقعة إلى الصورة اللغوية باستخدام الألفاظ وحركات الأفعال المختلفة في وصف والتعبير عن الحالات النفسية التي تمر بها الشخصية، مثل وهو يركض، يلعب وغيرها.، أما الرواية فهي تعتمد على لغة الحوار بين الشخصيات المخلتفة وقد يكون حوارًا داخليًّا بين الشخصية ونفسها (مونولوج)، أو خارجيًّا بين الشخصيات (ديالوج).
  • الشخصيات: القصة تتركز على شخصية رئيسية والقليل من الشخصيات الثانوية، وقد ينعدم وجودها، أما الرواية فتكثر فيها الشخصيات الثانوية وقد تحتوي على أكثر من شخصية رئيسية.
  • الأطروحة: قد تختزلها القصة في موضوع واتجاه واحد لإيصال الفكرة مباشرة للقارئ، على خلاف الرواية التي تتوسع في مجال الأطروحة لتشمل مواضيع مختلفة ولربما تعالج قضايا متعددة.
  • الزمان والمكان: تتسم القصة بوحدة الزمان والمكان إذ ينحصران في إطار محدود، وأما إطار زمان ومكان الرواية فهو واسع وممتد؛ إذ تتعدد الأزمنة والأمكنة في أكثر من فصل في الرواية.
  • الأحداث: تنقسم إلى الأحداث العامة وحدث الذروة (العقدة أو الحبكة)، إذ تحتوي القصة على حدث واحد (العقدة) تدور حوله لقطات وأحداث سريعة، وأما الرواية فتتنوع أحداثها العامة والحبكات، وتكون متشابكة ومعقدة.

القضايا التي تعالجها المسرحية والقصة

  • القصة: تختلف أنواع القصة باختلاف الموضوعات التي تعالجها، ويمكن تقسيم أنواع القصة كالتالي: القصة النفسية التي تحاول الكشف عن أسرار النفس الإنسانية واضطراباتها، والقصة البوليسية التي نشأت عن تطوّر الجريمة في العصر الحديث، والقصة الواقعية التي تصور الواقع وتناقشه وتحاول إدانته، وقصة الواقعية الاشتراكية التي تصور الواقع كما ينبغي أن يكون، والقصة الرومنسية التي تهتم بالفرد وتحاول الهروب من الواقع.
  • الرواية: تتسع مجالات القضايا التي تعالجها الرواية وتزداد تعقيدًا فهي تتناول الفلسفة، وعلم الاجتماع، والسياسة والاقتصاد، وعلم النفس، ولا يعني هذا أن موضوعاتها تختلف عن موضوعات القصة القصيرة، بل أن موضوعاتها تتسع أكثر، فالقصة تتناول موضوع الواقعية والواقعية الاشتراكية، في حين أن الرواية تتناول الواقعية والواقعية الاشتراكية والواقعية السحرية، والواقعية التحليلية والواقعية الرمزية وغيرها كثير، كما نرى الرواية التاريخية، والرواية الوجودية، والرواية العبثية، والرواية الرمزية، والرواية الرقمية التي تطرح التكنولوجيا كمادة لغوية لها، ومن كتابها محمد سناجلة.

ظهور القصة والرواية في الأدب العربي

لم يقتصر الفرق بين القصة والرواية على البناء أو العناصر أو الموضوعات التي تعالجها، وإنما تجاوزها إلى ظهورها أيضا في الأدب العربي، كون الفنيين هما بالأصل فنين غربيين ظهرا في أوروبا في عصر النهضة، وانتقلا إلى الأدب العربي على يد طلائع الأدباء العرب الذي اتصلوا بالغرب من خلال بعثاتهم العلمية بداية العصر الحديث 1798، لغايات الدراسة أو بفعل الحروب الناشئة في الوطن العربي، فتأثروا بالآداب الغربية، ونقلوها إلى الأدب العربي عن طريق الترجمة، ثم المحاكاة والإبداع، وتاليًا عرض للفرق بين القصة والرواية العربية في الأدب من حيث النشأة. 

نشأة الرواية العربية

يجمع كل النقاد العرب بأن أول رواية عربية بالمعنى الفني الحديث لمصطلح رواية هي رواية زينب لمحمد حسين هيكل، التي ظهرت عام 1920، ولكن كيفية نشأتها فقد كان موضوع خلاف كبير بين النقاد، فمنهم من رأى أنها فن جديد من حيث الموضوع والبناء والهدف، ولا علاقة بينها وبين الفنون العربية القصصية القديمة، ويستدلون على رأيهم ذلك بأن رواد الرواية العربية، قد درسوا في الغرب، وتأثروا بالرواية الغربية، ومنهم محمد حسين هيكل، وتوفيق الحكيم.

بينما رأى آخرون أن الرواية العربية، هي تطور طبيعي للقص العربي التراثي، مثل المقامات والحكايات الشعبية والسير، ورأيهم هذا استندوا فيه إلى أن القصة موجودة لدى كل الشعوب منذ نشأتها، ومن حرصهم على ضرورة التأكيد على الذات العربية. في حين ذهب أصحاب الرأي الثالث أن الوطن العربي مرّ في أوائل القرن العشرين، مرّ بتحولات اجتماعية كظهور الطبقة البرجوازية واقتصادية متعلقة بظهور الصحافة والمجلات والمدارس والثورة الصناعية وسياسية مشابهة للتحولات الأوروبية التي أدّت إلى نشوء الرواية الأوروبية، فبالتالي كانت الرواية العربية وليدة التغيرات المحلية التي لم تعد الأشكال القصصية التقليدية قادرة على التعبير عنها.

وقد كانت الرواية العربية في بداياتها قبل أن تكتمل بمفهومها الحديث متأثرة بالفنون الأدبية القديمة كالمقامات والحكايات، فجاءت مليئة بالمحسنات البديعية والأساليب الحكائية، كما أن موضوعاتها كانت تميل إلى التعليم والوعظ الأخلاقي، كما ورد في روايات جورجي زيدان ومحمد المويليحي، وفيما بعد تغيرت موضوعاتها بالتغيرات المجتمعية الطارئة، وحاجة الإنسان العربي، إلى رواية تعبر عن تجاربه الشخصية الكاملة.

نشأة القصة القصيرة العربية

تعود نشأت القصة العربية وترسخ أصولها إلى بداية القرن العشرين، ولم تكن الظروف التي نشأت فيها الرواية العربية، بأبعد عن الظروف التي نشأت فيها القصة القصيرة العربية، إلا أن ظهور القصة القصيرة كان تاليا لظهور الرواية، ولعل الفاصل الزمني في ظهورها يعتبر مؤشرا مهما لملاحظة الفرق بين القصة والرواية، فقد كان القصة العربية في بدايتها متأثرة بقوة بقصص تشيخوف الروسي جان دي موباسان الفرنسي، وكان التأثر من باب التمثيل لفن أدبي جديد، ولكنه انتقل فيما بعد ليستوعب قضايا مجتمعية كانت الرواية أسبق إليها. وقد اختلف النقاد في ظهور أول قصة عربية، فمنهم من قال أن أول رواية عربية كانت في القطار لمحمد تيمور والمنشورة عام 1917 في جريدة السفور، بينما ذهب بعضهم إلى أن قصة سنتها الجديدة لميخائيل نعيمة المنشورة في بيروت عام 1914 هي أول قصة عربية.