يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين الرحمن والرحيم ، و الفرق بين الرحمن والرحيم للشعراوي ، و من آثار الإيمان باسمه سبحانه الرحمن الرحيم ، و رحمة الله لعباده نوعان ، و صور من رحمة الله تعالى ، و مظاهر رحمة الله العامة بالإنسان ، دومًا ما نبدأ قراءة السور القرآنية أو القيام بأي عمل بآية بسم الله الرحمن الرحيم، وهذين الاسمين من أسماء الله الحسنى التي تعبر عن صفاته عز وجل، ولقد بلغ عدد مرات ذكر اسم الرحمن في القرآن الكريم 57 مرة، بينما بلغ عدد مرات ذكر اسم الرحيم 114 مرة، والكثير يظن أن الاسمين يدلان على صفة واحدة، ولكن أوضح العلماء أن هناك فرقًا بينهما سنوضحه من خلال السطور التالية.

الفرق بين الرحمن والرحيم

الفرق بين الرحمن والرحيم
الفرق بين الرحمن والرحيم

الرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله تعالى، يدلان على اتصاف الله تعالى بالرحمة، وقد ذكر أهل العلم في الفرق بين الرحمن والرحيم؛ أن الرحمن هو صفة الله التي تعني المبالغة في رحمة الله التي تشمل مخلوقاته جميعاً، سواء آمنوا به أم لم يؤمنوا، أما الرحيم ففيه خصوصية الرحمة بالمؤمنين؛ فهو المتصف بالرحمة التي تشمل المؤمنين فقط، وبذلك يكون معنى الرحمن أشمل وأعم من الرحيم.

قال ابن كثير في تفسيره: “قال أبو علي الفارسي الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة، يختص به الله تعالى، والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين”، وقال ابن عثيمين: ” الرحمن: هو ذو الرحمة الواسعة؛ لأن فَعْلان في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان، إذا امتلأ غضبا، الرحيم: اسم يدل على الفعل؛ لأنه فعيل بمعنى فاعل، فهو دال على الفعل، فيجتمع من ( الرحمن الرحيم ) أن رحمة الله واسعة، وتؤخذ من (الرحمن)، وأنها واصلة إلى الخلق، وتؤخذ من(الرحيم)، وقال بعض أهل العلم أن الرحمن عَلَم على الله، خاص بالله تعالى، فلا يُطلق على أحد سوى الله، أما الرحيم فيُمكن أن يوصف به غير الله سبحانه.

الفرق بين الرحمن والرحيم للشعراوي

الفرق بين الرحمن والرحيم للشعراوي

من آثار الإيمان باسمه سبحانه الرحمن الرحيم

يعدّ الإيمان باسميّ الله الرحمن والرحيم، من التوّحيد بأسماء الله تعالى وصفاته العلا، والإيمان بهما يخلّف آثارًا عظيمةً نذكر لكم منها ما يأتي:

  • الإيمان باسميّ الرحمن والرحيم هو إثباتٌ وإيقانٌ بصفة الرّحمة لله تبارك وتعالى.
  • تتجلّى للإنسان صور رحمة الله تعالى له في الأرض بشتّى أنواعها.
  • معرفة الإنسان أنّ رحمة الله تعالى واسعةٌ وشاملةٌ لكلّ ما خلق وذرأ في الأرض.
  • يعلم الإنسان أنّ رحمة الله تعالى تتنزّل عليه أسرع من غضبه سبحانه وتعالى.
  • عدم القنوط واليأس من الدّنيا، فرحمة الله تعالى تشمل كلّ شيء.
  • معرفة الإنسان أنّ الله تعالى أرحم به وألطف به حتّى من أمّه الّتي ولدته.
  • معرفة الإنسان أنّ كلّ ما رزقه الله تعالى من نعمٍ ما هي إلّا رحمةً به ورأفةً منه سبحانه.

قديهمك:

رحمة الله لعباده نوعان

إنّ لرحمة الله تعالى نوعين اثنين، أحدهما يشمل الآخر، والنّوعان هما:

  • النوع الأوّل: هي الرّحمة الشّاملة الّتي وصف الله تعالى نفسه بها، أي أنّها رحمةٌ ذاتيّة، وتشمل جميع الخلق والكائنات دون استثناءٍ إطلاقًا، قال الله تعالى عن هذا النّوع من الرّحمة: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. وهذه الرحمة خاصّةٌ ومنسوبة لله تعالى وحده لا شريك له فيها.
  • النّوع الثاني: هي الرّحمة الّتي أنزلها الله تعالى في الدّنيا وزرعها بين عباده، وفي قلوب الكائنات جميعها، وتعدّ هذه الرّحمة جزءٌ بسيطٌ من رحمة الله جل جلاله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ للَّهِ مائةَ رحمةٍ ، قَسمَ منها رحمةً بينَ جميعِ الخلائقِ ، فبِها يَتراحمونَ ، وبِها يَتعاطفونَ ، وبِها تعطِفُ الوحشُ على أولادِها ، وأخَّرَ تِسعةً وتسعينَ رحمةً ، يرحمُ بِها عبادَهُ يومَ القيامةِ”.

صور من رحمة الله تعالى

أنزل الله تعالى جزءً من رحماته المائة على عباده، وتجلّت هذه الرّحمة في العديد من الأمور الّتي رآها الإنسان وما زال يراها ويدركها في الكثير من جوانب حياته، لذا سنعرض فيما يأتي بعضًا من صور رحمة الله تعالى بعباده في الأرض وهي:

  • بعث الرسل، لهداية الناس من ضلالهم وظلماتهم إلى نور الله والحق والخير والجنة، فلم يرضَ الله على الناس أن يتخبطوا في الحياة لا هم يسمعون ولا يعقلون.
  • إنزال الغيث، الذي يروي ظمأ الإنسان والمزروعات، ويستخدمونه في حياتهم عند نقص الماء لديهم، فنقص الماء يعني انتهاء الحياة لكل المخلوقات.
  • الأم، جعل الله للإنسان أماً ترعاه وتسهر على راحته، وتهتم به وبأكله وشربه ولبسه، حتى يصبح رجلاً قوياً يعتمد على نفسه، كما ورزقها به طفلاً ليشبع حاجة الأمومة المهمة جداً لديها.

مظاهر رحمة الله العامة بالإنسان

تتجلى مظاهر رحمة الله تعالى بالخلق على وجه العموم، بعدة مظاهر، منها ما يلي:

  • خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأنعم عليه بنعم كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، منها: أنه ميّزه عن جميع مخلوقاته بالعقل ليفكّر به، ويميّز الخير من الشّرّ، والنّافع من الضارّ.
  • خلق الله -سبحانه وتعالى- كل ما في الكون لمصلحة البشر ونفعهم، ورزقهم من الطيبات، وسهّل لهم العيش على هذه الأرض.
  • إرسال الرسل إلى كافة الناس، وإنزال الكتب السماوية؛ لهداية النّاس، وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم وخيرهم في الدّنيا والآخرة.
  • جعل الله- سبحانه- الرّحمة والمودّة في قلوب البشر، فتحن الأم على ابنها، ويحن الأب على ابنه، ويحب الإنسان أقرباءه وأصدقاءه؛ مما يؤدي إلى ترابط الأسر والمجتمعات.