يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال الفرق بين الحمد والشكر ، و ما الفرق بين الحمد والشكر ، و فضل الحمد والشكر ، و ما الفرق بين الحمد والشُّكْرُ إسلام ويب ، و كيف يكون الحمد والشكر لله ، يتساءل كثيرٌ من المسلمين عن الفرق بين حمد الله وشكره، وهل هُما لفظتان لكلمة ذات معنىً واحد، أم أنَّ لكل لفظةٍ منهما معنىً خاصاً بها، ويُعزى ذلك التساؤل إلى ورود عدد من النصوص في القرآن الكريم تذكر حمد الله والثناء عليه، كما قد وردت نصوص ذكرت شُكر الله على نِعمه وفضائله التي أنعم بها على العباد، فما الفرق بين الحمد والشُّكر؟

الفرق بين الحمد والشكر

نعم الله سبحانه على عباده كثيرةٌ ومتنوعةٌ؛ منها نعمٌ مادية، وهي جميع ما خلق الله للإنسان، ومنها نعم روحيةٌ، وهي الدين الذي أرسله الله سبحانه لإسعاد العباد في الدنيا والآخرة، وهذه من أجَلّ النعم وأعظمها وأكملها، فيحمد العبد الله سبحانه ويشكره على جميع نعمه التي أنعمها عليه، المادية والروحية منها، حمداً كثيراً طيّباً مباركاً.

الفرق بين الحمد والشكر
الفرق بين الحمد والشكر

تعريف الحمد

الحمد في اللغة

  • الحمد في اللغة: حمِدَ يَحمَد، حَمْدًا، فهو حامد، والمفعول مَحْمود وحَميد، حمِد الشَّيءَ: رضي عنه وارتاح إليه، وحمِد اللهَ: أثنى عليه وشكرَ نعمتَه قال الله تعالى:(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قال الله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ) أي: الرَّاضون بقضاء الله، الشَّاكرون لأنعمه، ويقال حمِد فلانًا على أمر أي: أثنى عليه، وعكسه ذمَّه.
  • قال أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: (حمد) الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدلّ على خلاف الذم، يقال حمدت فلاناً أحمده، ورجل محمود ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة.

الحمد في الاصطلاح

يُعرّف الحمد في الاصطلاح بأنه الثناء بالفضيلة.

  • وقيل إنّ الحمد هو: ثناء على المحمود لكمال ذاته وصفاته، والحمد المطلق لا يكون إلاّ لله. وقيل يُعرّف الحمد بأنه: الوصف بالجميل الاختياري على المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره.(الوصف الجميل الاختياري): مثاله القول: بأنّ فلان كريم أو شجاع، (على المنعم): الذي أعطى النعمة، وهو الله عزّ وجلّ.
  • يعّرف الحمد عند الأصوليين وغيرهم بأنه: ليس قول القائل: الحمد لله، إنما هو فعلٌ يُشعر بتعظيم المنعم، بسبب كونه منعماً، وذلك الفعل إما فعل اعتقاد بصفات الجلال والكمال، أو فعل لسان ذَكَر ما يذكره القلب، أو فعل جوارح بالإتيان بأفعال دالة عليه.

تعريف الشكر

الشكر في اللغة

يُعرّف الشكر في اللغة بأنه: عرفان الإحسان، ونشره، وحمد موليه، وهو الشكور أيضاً. وقيل: الشين والكاف والراء أصول أربعة متباينة بعيدة القياس. فالأول: الشكر: الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه. ويقال: إن حقيقة الشكر الرضا باليسير، والأصل الثاني: الامتلاء والغزر في الشيء، الأصل الثالث: الشكير من النبات، وهو الذي ينبت من ساق الشجرة، الأصل الرابع: الشكر، وهو النكاح.

الشكر في الاصطلاح

يُعرّف الشكر في الاصطلاح بأنه: عبارة عن معروف يقابل النعمة، سواء كان باللسان أو باليد أو بالقلب، وقيل: هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فالعبد يشكر الله، أي: يثني عليه بذكر إحسانه الذي هو نعمة، والله يشكر العبد، أي: يثني عليه بقبوله إحسانه الذي هو طاعته.

الفرق بين الحمد والشكر

ذهب العلماء في القول في مسألة الفرق بين الحمد والشكر إلى قولين: الأول: أنّ الحمد بمعنى الشكر، وإلى هذا ذهب المبرد والطبري. الثاني: أنّه يوجد فرق بين الحمد والشكر، ومن هذه الفروق ما يلي:

  • الحمد نقيضه الذم، أما الشكر فنقيضه الكفران.
  • الحمد أعم من الشكر من حيث ما يقع عليه؛ فالحمد يقع على الصفات اللازمة والمتعدّية، اللازمة مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).والمتعدية مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ). أما الشكر فلا يقع إلاّ على الصفات المتعدّية؛ مثل القول: شكرته لكرمه وفضله.
  • الحمد أخص من الشكر من حيث الأداة التي يقع بها؛ فهو يكون باللسان فقط مع إقرار القلب، أما الشكر فهو أعم من حيث الأداة التي يقع عليها؛ فهو يكون بالقلب واللسان والجوارح.
  • الحمد لا يكون إلا عن علم، أما الشكر فقد يكون عن ظن.

ما الفرق بين الحمد والشكر

على الرغم من شدّة ارتباط كلمتي الحمد والشكر ببعضهم البعض في كلام العرب، وكثرة استخدام أحدهما للدلالة على الآخر، وقد درج كثير من المفسرين على اعتبارهما بمعنىً واحد؛ ومن أبرزهم ابن جرير الطبري -رحمه الله- إلّا أنّ البحث في السياق القرآني لكلّ من الكلمتين أثبت وجود عدّة اختلافاتٍ تؤكد وجود الفرق بين الحمد والشكر، ويُكثِر العلماء عند الحديث عن الفرق بين الحمد والشكر الإشارة إلى أنّ بينهما عمومٌ وخصوصٌ؛ أيّ أنّهما بمعنى واحد في الإطار العام، مع وجود عدّة مواطن دقيقة تُظهر الفرق بينهما، وتعني أيضًا أنّ الحمد يشمل الشكر في بعض المحاور والعكس صحيح؛ وفيما يأتي توضيح تلك الفكرة، وبيانٌ لبعض جوانب الفرق بين الحمد والشكر:

  • الشكر أعمّ وأشمل من الحمد من جهة تحقيق كلٍّ منهما؛ فالحمد يكون باللسان فقط، أمّا الشكر فيكون باللسان والقلب والجوارح.
  • الحمد أعمّ من الشكر في مسألة وجود النِعَم من عدمه؛ فالحمد يكون مقابل نعمة، ويكون بدون مقابل، أمّا الشكر فلا بدّ فيه من وجود مقابل أدّى إليه.
  • الحمد يكون على الصفات الحسنة بشكلٍ عامٍ، وإن لم ينال الحامد فضلًا من تلك الصفات؛ كأن يحمد إنسانٌ إنسانًا آخر على كرمه، وإن لم ينله شيءٌ من ذلك الكرم.
  • الشكر لا يكون إلّا على الصفات والأفعال الحسنة التي تنفع وتجلب الخير للشاكر؛ كالذي يحمد ابنه على برِّه به، وحُسنِ خلقِه معه.

قديهمك:

فضل الحمد والشكر

ورد فضل الحمد والشكر في نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبويّة المطهّرة منها:

فضل الحمد والشكر
فضل الحمد والشكر
  • قول الله سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) أي أنّ الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين بذكره وشكره، ونهاهم عن نسيانه وكفره، فذِكْر الله تعالى بأسمائه وصفاته من موجبات محبة الله للعبد، وفي شكره بإقامة الصلاة وأداء العبادات من مقتضيات رحمته وفضله.
  • قول الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)فقد وعد الله تعالى لمن يشكر نعمه بزيادة تلك النعم.
  • عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي؟ قالوا: نَعم قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه؟ قالوا: نَعم قال: فما قال؟ قالوا: استرجَع وحمِدك قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ)
  • عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ ليرضى عن العبدِ أن يأكلَ الأكلةَ فيحمدَه عليها. أو يشربَ الشربةَ فيحمدَه عليها)
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ أمر ذي بالٍ لا يُبدَأُ بالحمد للَّهِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: بالحمدِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: كل كلامٍ لا يُبدَأُ فيهِ بالحمد للَّهِ فَهوَ أجذَمُ، وفي رواية: كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأُ فيهِ ببسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فَهوَ أقطعُ).

ما الفرق بين الحمد والشُّكْرُ إسلام ويب

  • فإن الحمد أعم من الشكر، فمن حمد الله تعالى فقد شكره وأثنى عليه، والفرق بينهما -كما قال أهل العلم- أن الحمد يكون على النعم وعلى غيرها، كأن تثني على شخص لحسن أخلاقه، وأما الشكر فلا يكون إلا عن يد أي نعمة وإحسان، فهذا هو الفرق بينهما، وقيل هما مترادفان، قال ابن منظور في اللسان: والحمد والشكر متقاربان والحمد أَعمهما، لأَنك تحمد الإِنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته، ومنه الحديث: الحمد رأْس الشكر، ما شكر الله عبد لا يحمده ـ كما أَن كلمة الإِخلاص رأْس الإِيمان، وإِنما كان رأْس الشكر، لأَن فيه إِظهار النعمة والإِشادة بها ولأَنه أَعم منه، فهو شكر وزيادة. انتهى.
  • وفي تاج العروس: الحَمْدُ نَقِيض الذَّمِّ، وقال اللِّحيانيُّ: الحَمْدُ: الشُّكْرُ، فلم يُفرّق بينهما.
  • وقال ثَعْلَبٌ: الحَمْدُ يكون عن يَد، وعن غير يَدٍ، والشُّكْرُ لا يكون إِلّا عن يَد.
  • وقال الأَخفشُ: الحَمْد لله: الثَّنَاءُ.
  • وقال الأَزهريُّ: الشُّكْر لا يكون إِلا ثَنَاءً لِيد أَولَيْتَهَا، والحمدُ قد يكون شُكْراً للصنيعةِ، ويكون ابتداءً للثّناء على الرَّجل، فحَمَدُ الله: الثَّنَاءُ عيه، ويكونُ شُكْراً لِنِعَمه التي شَمِلَت الكُلّ، والحمْدُ أَعمُّ من الشُّكْر. 
  • مع التنبيه على أن الشكر ليس مقصورا على اللسان فقط، بل يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا وبالجوارح طاعة وانقيادا،

للمزيد من المعلومات يمنكم زيارة موقع إسلام ويب من هنا

كيف يكون الحمد والشكر لله

إنّ حال المسّلم إما أن يكون شاكراً لنِعَم الله تعالى، وإمّا صابراً على ابتلائه، ولذلك فإنّ شكر الله -تعالى- له أهميّة كبيرة في حياة المسّلم، وخاصّة عندما يعلم الإنسان أنّ الله -تعالى- وعده بالمزيد من النّعم إن أقبل عليه بالشّكر؛ ورد في القرآن الكريم: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم)، والشّكر هو مقابلة الإحسان والفَضْل من الغير بالثّناء والحمد، والشّكر في الشّرع هو الاعتراف بفضل الله -تعالى- ونِعَمه على الإنسان، ويكون ذلك باللسان مع توظيف النّعم بما يرضي الله تعالى، وللشّكر ثلاثة أركان يقوم عليها، وهي:

  • شهادة القلب على نِعَم الله -عزّ وجلّ- وفضله على الإنسان، والتذلّل له بالخضوع والمحبّة.
  • ذكر اللسان لنِعَم الله -تعالى- وشكره عليها لفظاً وبأدعية الشكر، والثّناء عليه والتبرّء من حول الإنسان وقوّته فيما عنده من نِعم.
  • تسخير نِعَم الله -تعالى- على الإنسان بما يرضي الله تعالى، والبُعد عمّا يغضبه.