يعرض لكم موقع إقرأ أفضل إيجابيات وسلبيات الاختلاف ، و مفهوم الاختلاف بين الناس ، و أسباب الاختلاف بين الناس ، و الاختلاف في الرأي ، و الاختلاف لا يعني الخلاف ، و حجج حول الاختلاف ، إن لعدم قبول الآخر تبعات ومشاكل حقيقية قد لا يُحمد عقباها، فإذا تفشت في مجتمعٍ أرجعته سنين إلى الوراء ذلك بأنها مرض يبث روح الفرقة بين الشعوب في أوطانهم وخارجها، وأن للتأريخ الماضي والمعاصر رأيا واضحا في هذا الصدد، حيث الكثير من الصراعات في عالمنا كان سَببها الأساسي بشكل أو بآخر هو: “عدم قبول الآخر” ، و نظرا لأهمية هذا الموضوع إليكم أهم إيجابيات وسلبيات الاختلاف .

إيجابيات وسلبيات الاختلاف

لإدراك أهمية التعامل مع الاختلاف بعقلانية تامة، تذكر أنك إذا تجنبت التعامل مع الخلاف في العلاقات الشخصية بعقلانية أو قمت بحل مشاكلك الشخصية بطرق غير مناسبة وغير حبية ، لنتعرف فيما يلي أبرز إيجابيات وسلبيات الاختلاف :

إيجابيات وسلبيات الاختلاف
إيجابيات وسلبيات الاختلاف

إيجابيات الاختلاف :

  • الاختلاف يساعد على معرفة نقاط الضعف ومكان الخلل كذلك مكان القوة، لذلك وجب التكيف معه بنحو من الايجابية والعقلنة، وهناك كما نعلم مجالس او مدارس فكرية للحوار والبحث والتمحيص في كل الامور الهامة.
  • المجتمع الذي لا تنمو فيه هذه الاختلافات هو مجتمع سقيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اختلاف امتي رحمة ) حيث ان اختلاف الاراء والافكار هي اجتهادية يثري الوصول الى الصواب والحل الامثل لأي ازمة او اي مشكلة مهما كان نوعها وحجمها لان العقول الكبيرة النيرة الحكيمة لا تفرز قراراً جمعياً الا بالادلة وتستنبط وتوزن وترجح المصلحة العامة على المصلحة الخاصة بعيداً عن حب الذات والمصالح الشخصية.
  • ليس الاختلاف بسبب تضارب المصالح والمكتسبات الخاصة بل المصلحة العامة، وذلك تجنباً للتفرقة والعداوات والتمزقات ويترتب على ذلك اثار سلبية. وهذا هو منشأ الاختلاف بين البشر الطرف الاول عقل وعلم ورحمه والطرف الثاني مصلحة وشهوات.
  • في الاختلاف العلمي تنمو الطاقات وتتفجر القدرات في اجواء ايجابية، اما في اختلاف المصالح على المكتسبات تسود الصراعات والتمزقات وتصفية الحسابات والاختلاف قد يكون فكرياً او اجتماعياً واقتصادياً لكن لكل واحد منهما ادبه الخاص به في كيفية التعامل بين الاطراف المختلفة بالرأي، وهذا ايضاً يخلص النفس من الاحتقان والتوتر او الانفجار اللفظي او السلوكي اي يخلصها من الاسر الداخلي دون ان نطلق الالفاظ والاحكام على هوانا، حتى لا يبطل المعنى الحقيقي للاختلاف.
  • من الطبيعي ان الاحتكاك والعمل يولد بعض الاخطاء ولا احد منا يدعي العصمة عن الخطأ بل علينا ان نساعد بعضنا بعضاً لتجاوز الاخطاء والازمات، وحتى لا يكون هناك ممارسات خاطئة يسعى البعض لينال منها فهو قصر نظر، فهناك معايير وموازيين لادب الاختلاف والاختلاف يعيش معنا وعلينا ان نسلم به ونتكيف معه لننتقل به الى الحالة الايجابية للبحث عن الهدف السليم ومتسلحين بنقد الذات قبل الاخر سواء كان فكراً او سلوكاً او أداء.

سلبيات الاختلاف :

  • قال شوقي: “اختـلاف الرأي لا يفسد للود قضية”، لكـن ما يحدث أنه ما أن يبدأ الخلاف أو الاختلاف في الرأي بالظهور حتى ينتهى بالخلاف القلبي الذي يحيل مساحات التسامح اليانعة الخضراء داخل نفوسنا، إلى منطقة جدباء.
  • وقد يضيق الطريق الذى يتسع الجميع بك وبـمخالفك، جرب أن تفـسح لـعقـلك أن يتـقبل وجهة نـظر الآخر، تعامل معها وناقشها ولكن لا تسفهها، إنس مقولة “من ليس معى فهو ضدي”، فتلك المقولة السائدة أدت إلى زرع الضغينة بين الناس، وفرض الرأي بالقـوة.
  • وأصـبحـت هـناك حروب لا جـدوى منها ولا طـائل غـير مزيد من المشاحنـات، والصراعات وإصـرار كل طرف على جمع مـريديه لمحاربة الطـرف الآخـر وللأسف قد تكون حـربا غير أخلاقية.

قد يهمك :

مفهوم الاختلاف بين الناس

  • الاختلاف قديم قدم الإنسان في هذه الأرض، ابتدأ معه حيث بدأ ينظر إلى الكون فيشده بعظمته، وتأخذه الحيرة في إدراك كنهه وحقيقته، وإذا كان العلماء يقولون إن الإنسان من يوم نشأته أخذ ينظر نظرات فلسفية إلى الكون، فلابد أن نقول إن الصور والأخيلة التي تثيرها تلك النظرات تختلف في بني الإنسان باختلاف ما وقعت عليه أنظارهم وما أثار إعجابهم، وكلما خطا الإنسان في سبيل المدنية والحضارة اتسعت فرجات الخلاف، حتى تولد من هذا الاختلاف، المذاهب الفلسفية وغير ذلك.
  • الاختلاف بين الناس هو سنة في هذه الحياة ، فمن غير الوارد إطلاقا أن يجد المرء تطابق بين الخلق تام ، في كل الجوانب ، بل إن الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى اعتبار الاختلاف ضرورة من ضرورات الحياة والدنيا ، ذلك أن هذا الاختلاف هو نوع من أنواع التكامل جزء من الحكمة من خلق الناس شُعُوبًا وقبائل.
  • ولا ينكر عاقل أنه لولا هذا الاختلاف بين البشر ، لكان كل شخص استغنى بنفسه عن الكون ومن فيه على الأقل من الناحية النفسية والروحية والعاطفية ، فما حاجة الفرد نسخة أخرى منه ، وما كان هناك عمار في الأرض ، ولا حياة تخلق التفاعل بين الجميع .

أسباب الاختلاف بين الناس

في الحقيقة تتجلى العبر الإلهية في جعل الناس مختلفون لعديد من الأسباب والفوائد التي تعود على الأمم بالنفع فمن أسباب اختلاف الناس ما يلي :

  • أتباع الأهواء : فقد يكون الخلاف ناتج عن رغبات نفسية لدى الفرد ويريد تحقيق غرض ذاتي أو أمر شخصي يهمه ويعنيه إزاء هذا الخلاف، فبعض الأشخاص تلجأ للخلاف من أجل التظاهر بالفهم أو العلم أو الفقه والدرايه بكل شيء، إن هذا النوع من الخلاف مذموم مهما كانت أشكاله وفي مختلف صوره لأن هذه الأهواء لا تعطي صاحبها الخير.
  • فساد النية : بعض النفوس يسيطر عليها البغي والحسد والعلو في الأرض والاستكبار والفساد، فيقوم بذم فعل أحدهم أو الاستهزاء أو الاستهتار به أو حسده على ما يملك فيلجأ إلى الاختلاف معه تعبيراً عن صفاته الدنيئة، أو غلبته ليتميز عليه. إيجابيات وسلبيات الاختلاف
  • النزوع إلى السلطة، والعصبيات القومية، أو الإقليمية، أو العنصرية: يظهر هذا السبب للخلاف في حال كان المتخالفين أمة ضد أمة والمقصود بأمة دولة أو مجموعة دول أو شعب ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة غالباً في هذا النوع من الآراء لا تتفق مع آداب الخلاف المنطقي وتفتقر للحق والعدل هنا المختلف ينظر فقط لكرسي سلطه وعرشه فتبعد أصحابها عن الحق.
  • جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه: إن الجهل علة من العلل التي ليس لها دواء، فإن جهل الشخص بالموضوع الذي يناقش فيه أو جهل أحد الأطراف بالدليل الذي يرشد به أحدهما الآخر أي ليشرح له وجهة نظره فلا يرى أي سبيل من أجل أيصال وجهة نظره للمختلف معه.
  • المحاكاة وتقليد السابقين مع الفقر للدليل والبرهان : غالباً ما يتعصب الناس لآراء السلف الأقدمين ويدافعون عنا مع علمهم أن بعضها غير صحيح (كالعادات والتقاليد الموجودة في بيئة معينة) فيذهب أحد ما لمخالفتها والحيد عنها مما يسبب له مخالفة من قبل هذه الجماعة، ومن الطبيعي أن ينشأ عن ذلك الاختلال والمشاحنة، والجدال العقيم الذي لا طائلة له، وخاصة إذا تناقش اثنين من بيئتين مختلفتين وحاملان لآراء مختلفة وذلك لأن كل واحد يناقش وهو مكبل بقيود الأسلاف فهو يدافع عن فكر من حيث لا يشعر.
  • عدم تحقيق النقطة المحددة التي يدور حولها النزاع: وذلك يكون بعدم ثبات النقاش على موضوع بعينه فيجب على الشخص أن يحدد الشخص الهدف الرئيسي الذي يريد أن يصله للآخر أو الفكرة الرئيسية التي يجب أن يصل إليها بعد انتهاء النقاش، فتجد كل من الشخصين يتحدث بفكرة ليس هي التي يتحدث عنها الآخر، مما يؤدي لكبر الخلاف بينهما، ومهما حاولوا لا يستطيعون الوصول لطريقة من أجل حل خلافهم.

الاختلاف في الرأي

اتفق أكثر من مصدر على أن صاحب المقولة الشهيرة «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» هو الأستاذ الدكتور أحمد لطفي السيد الذي كان أول رئيس لجامعة القاهرة ووزيرا للمعارف ووزيرا للداخلية ورئيس مجمع الكتب، وأنه قال هذه العبارة ليؤكد أن لكل شخص رأياً ووجهة نظر خاصة به تختلف من شخص لآخر، وعلى كل إنسان أن يحترم كل وجهات النظر الموجودة وعدم التشدد برأيه.

  • لا شك أن كثيراً من المفكرين والعلماء قد سبقوا الدكتور السيد إلى التصريح بمعنى هذه العبارة دون لفظها، فقد قال الشافعي: «ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة». وقال: «ما ناظرت أحداً إلا قلت اللهم أجرِ الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني وإذا كان الحق معه اتبعته».
  • وقال مالك للخليفة العباسي، حينما أراد حمل الناس على «الموطأ» وهو كتاب مالك وخلاصة اختياره في الحديث والفقه،: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فلكل قطر علماؤه وآراؤه الفقهية، فرجع الخليفة عن موقفه بسبب هذا الموقف الرفيع من مالك في احترام رأي المخالف وإفساح المجال له.
  • وكان الذهبي مثالاً للعالم المتفتح المنصف، فكان يثني ثناء عاطراً على تقي الدين السبكي مع أنه شيخ الأشاعرة الذي كان بينه وبين شيخه الشيخ تقي الدين بن تيمية من الخلاف ما هو معروف، ثم يتعذر الذهبي عن الظاهرية قائلاً: «ثم إن ما تفردوا به هو شيء من قبيل مخالفة الإجماع الظني وتندر مخالفتهم الإجماع القطعي».
  • وقال عنهم: «وفي الجملة فداود بن علي بصير بالفقه عالم بالقرآن حافظ للأثر رأس المعرفة من أوعية العلم له ذكاء خارق وفيه دين متين، وكذلك فقهاء الظاهرية جماعة لهم علم باهر وذكاء قوي فالكمال عزيز والله الموفق».

الاختلاف لا يعني الخلاف

  • إن الاختلاف ليس تخلفاً ولكن الخلاف بسبب الاختلاف هو قمة التخلف، ويتغذى الخلاف وأدواته العنيفة وغير الحضارية على الجهل والأمية والتعصب، والأمثلة لدينا عديدة، فعندما سئل قاتل فرج فودة عن الدافع في قتله أجاب بأنه كاتب كافر، وسأله القاضي هل قرأت ما كتب، فأجاب بالنفي ولكنه سمع أنه كافر.
  • وهذه حادثة من الحوادث العديدة حيث يجتمع الجهل والتخلف لتصبح أسلحة تغذي التعصب والانغلاق حيث لا مكان للعقل والحكمة.
  • وأستذكر هنا مقولة الخليفة عمر بن الخطاب»لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها». إن الاختلاف أمر مشروع ومطلوب وخاصة عندما تواجه الأمم والشعوب لحظات تاريخية في مسيرتها لتحديد وجهتها ومستقبلها في عالم تتصارع فيه الأفكار عابرة للحدود ومتخطية المعيقات الجغرافية.
  • وفي مسيرة الشعوب فإن الاختلاف يعني التوقف لتقييم المسيرة ودراسة مدى الاقتراب من الهدف وتحقيق ما نصبو اليه. إن التعصب هو مفسدة للاخلاق وإذا فسدت أخلاق الأمة فهي لا محالة تسير إلى الهاوية وتسود فيها ثقافة الانحطاط، وإذا تفشى مرض التعصب في قوم فهم لا محالة إلى الزوال.
  • وقد قيل إن السبب في تعدد الاراء أنه لا أحد يعرف الحقيقة، ولكن تعدد الآراء بعيداً عن التعصب تقربنا من الحقيقة، وأعتقد أن هناك متعة في البحث عن الحقيقة لأن في ذلك راحة للنفس والعقل.

حجج حول الاختلاف

خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين في كل شيء، في عقولنا وأفكارنا وأشكالنا حتى في بصمة الأصابع، فلا يوجد شخص في العالم بصمته مطابقة لبصمة الآخر لذلك فإن ثقافة الاختلاف تعني احترام وجهات نظر الآخرين، وأن اختلاف الآراء والأفكار درجة من درجات التفكر والتدبر، التي تعد ظاهرة صحية شريطة ألا تتحول إلى تسفيه آراء الآخرين والتقليل منها ومصادرتها.

  • لا يمكن لأحد أن يُنكر الاختلاف في وجهة النظر والرأي بل ينبغي تقبّل جميع الآراء والاختلافات والتحاور، ويجب أن يكون ذلك بالأسلوب الليّن والكلمة الطيبة لا بأسلوب الصياح ورفع الصوت وعدم الاحترام، مما يدل على ضعف الحجة وتحوير النقاش إلى فائز ومهزوم بعيدا عن محاولة تقبل الآراء ومحاولة معرفة الحلول الصحيحة لمحور وصلب النقاش.
  • ومن المؤشرات التي تضع المجتمعات المتقدمة في الصدارة دائما، هو تطبيق مبدأ التعايش رغم الاختلاف، ودرجة التعايش بين مكونات المجتمع هي المعيار الأكثر دقة، وكلما كان المجتمع أكثر استعدادا للتعايش والانسجام والتقارب والتناغم، كلما كان المجتمع أكثر تطورا وتقدما واستقرارا.
  • من المقولات التي سيخلدها التاريخ ‏إجابة الفيلسوف والعالم الإنجليزي برتراند راسل عام 1959، عندما سئل في مقابلة لشبكة BBC: ماذا تريد أن تخبر الأجيال القادمة عن أهم الدروس التي تعلمتها من الحياة فأجاب: علينا تعلم التسامح فيما بيننا وتعلم قبول حقيقة أن بعض الناس يقولون ما لا نحب أن نسمعه، لذلك لا يمكننا العيش سويا بهذه الطريقة الحتمية لبقاء البشر على الحياة.
  • ولتعزيز عملية قبول الاختلاف علينا التركيز على نشر الإثراء الثقافي والعلمي، كذلك إضافته في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام ووسائل التواصل لنشر هذه الثقافة، وتعزيزها وتكثيف البرامج والدورات المتعلقة بثقافة قبول واحترام الرأي الآخر للتعايش السلمي.
  • تذكر دائما أن أفكارك لك لكن أقوالك لغيرك، وأن تقبل الاختلاف والنقاش المثمر يغذي العقل وينمي الفكر، وعلى النقيض فعدم تقبل الاختلاف والجدال ما هو إلا تباعد وتنافر بين وجهات النظر ، وقوله تعالى «ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين».