منذ جائحة كورونا، أثبت التعلم الالكتروني أنه عائق كبير أمام الشركات والمؤسسات التعليمية. ومع ذلك، فإن هذه الصعوبات والقيود عجلت من اعتماد التكنولوجيا الجديدة، استجابةً لمطالب تعليمية محددة. ومنذ أن بدأ الوباء، أحدثت اتجاهات برامج التعلم الإلكتروني ثورة في طريقة عمل وتوزيع الشركات والمؤسسات التعليمية من أجل ضمان التعليم الصحيح.

بحيث أصبحت المؤسسات والشركات التعليمية غير قادرة إلا أن تُطور من بنيتها من أجل الحفاظ على الاتصال بين الطلاب والأساتذة من أجل استمرارية التلقين والتعليم. نتيجة لذلك، تم إعطاء الأولوية للتعلم الإلكتروني في البحث عن استراتيجيات للحفاظ على التعلم بالطريقة الصحيحة.

ولا يزال أثر التعليم الإلكتروني الذي جلبته جائحة كورونا موجود، إذ أصبحت المؤسسات التعليمية تعتمد على جعل بعض من موادها مدمجة أو مٌلقنة عن بُعد. وهنا في هذا المقال، سوف نقوم بإدراج أهم 10 اتجاهات وتطورات برامج التعلم الإلكتروني لعام 2023/2022، والتي ستؤثر على دراسة الأشخاص عبر الإنترنت، من ناحية تطوير حلول تكنولوجية أخرى لتلبية الاحتياجات الخاصة للطلاب، ومن أجل جعل تجربة التعلم الإلكتروني أسلس.

10 اتجاهات لبرامج التعليم الإلكتروني لعام 2023/2022

1.   استخدام التدريب الافتراضي

من أجل تسهيل التعلم في مكان العمل ومن أجل مواكبة القوى العاملة الحالية، يعد التدريب الافتراضي ضروريًا لتسهيل وتقديم الأنشطة اللازمة. والواقع الافتراضي هو تقنية تعليمية إلكترونية مهمة للتدريب الافتراضي. ومع تغير القوى العاملة، تتجه المزيد من الشركات إلى الواقع الافتراضي لمعالجة المخاوف الفريدة.

سيكون كل من الواقع الافتراضي والواقع المعزز مكونات مهمة لتعلم الشركات في المستقبل. وقدرة الواقع الافتراضي على الجمع بين مكونات التعلم الإلكتروني والتعليم الدقيق والتدريب العملي والتخصيص لا مثيل لها. وفي عام 2023، من المتوقع أن تنفق الشركات 4.26 مليار دولار على الواقع الافتراضي، إذ تبيّن من خلال احصائيات عن التعليم الالكتروني بأنه سوف يسود في الأعوام المقبلة ليتم تغطيته في العديد من القطاعات

2.   بيئات مخصصة للتعليم المصغر

نمو بيئات التعلم المصغر هو اتجاه آخر للتعليم الإلكتروني. حيث يعد التعلم المصغر قائماَ على مبادئ العلوم المعرفية. وبمساعدة التكرار المتباعد الذي تعتمد عليه هذه البيئات، والذي ثبت أنه يحسن من استبقاء المعلومة وحفظها، يتم تقسيم موضوعات التعلم إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للهضم من أجل التعلم بشكل أسرع، وذلك من خلال تكرار المواد مع الوقت المناسب بين الدروس، حيث يتم تعزيز التعلم.

ويعزز تنسيق التعلم المصغر تحفيز المتعلم على المذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن التعلم المصغر يقدم المواد في أجزاء صغيرة يمكن التحكم فيها، يكون المتعلمون أكثر قدرة على تذكرها. حيث يتم رفع معدلات الفهم على المدى الطويل من خلال إطار التعلم المتكرر. ويجب على أي صاحب عمل أن يتطلع إلى تثقيف المتقدمين بالمهارات الصعبة، وأن يأخذ في عين الاعتبار التعلم المصغر؛ لأنه يستخدم بنك الذاكرة العاملة والمستمرة لدى للمتعلم.

3.   الدورات الالكترونية الجاهزة للتلقين

في بداية الوباء، ارتفع الطلب على التعلم عبر الإنترنت والحصول على الشهادات الإلكترونية. إذ تحتوي الدورات الجاهزة على ما يسمى “بمستودع من وحدات التعلم” حول مجموعة متنوعة من الموضوعات. هذه الدورات مصممة مسبقًا ومتاحة للشراء ومنها ما هو مجاني. في عام 2021، قدمت جوجل دورات تدريبية مدتها ستة أشهر والتي تمت في النهاية معادلة جميع الشهادات لأغراض التوظيف الخاصة بالشركة. وأبلغ موقع التعليم الالكتروني يوديمي، وهو مزود آخر للدورات التدريبية الجاهزة، في أبريل 2020 عن زيادة بنسبة 425 ٪ في الالتحاق وسط الإغلاقات التي حصلت من قبل جائحة كورونا. وما زالت هذه الاعداد مستمرة بالنمو الى الآن، إذ يتجه معظم الأشخاص الى التعلم عبر الإنترنت من قبل هذه المواقع التعليمية.

4.   رحلات التعلم المخطط لها

التعليم هو مفتاح إدارة الأعمال الناجحة. حيث تنفق الشركات في جميع أنحاء العالم مليارات الدولارات على التعلم القائم على العمل. حيث تعد رحلة التعلم المخطط لها هي اتجاه التعلم الإلكتروني الذي يضمن عائدًا جيدًا على الاستثمار.

وهي عبارة عن نهج استراتيجي لتطوير الموظفين والذي يعتمد على طبيعة استراتيجية العمل، حيث يتضمن مجموعة متنوعة من مكونات التنمية الرسمية والغير الرسمية التي تحدث بمرور الوقت. وتخلق معظم المنظمات رحلة تعليمية للموظفين الذين يشغلون مناصب قيادية. إذ تهدف إلى زيادة الاستثمار والالتزام بالتعلم من أجل تغيير السلوك.

5.   تنظيم محتوى ذكي

يمكن أن تستغرق قراءة المعلومات التي لا صلة لها وقتًا طويلاً. وغالبًا ما يجد المتعلمون صعوبة في التعلم عندما يكون هناك الكثير من المحتوى. لذا أصبحت المؤسسات تلجأ إلى تنظيم المحتوى الذكي في إستراتيجية التعلم والتطوير الخاصة بها من خلال توفير خيارات للمتعلمين.

إذ يعد تنظيم المحتوى الذكي عملية تحديد واختيار ومشاركة المعلومات الأكثر صلة عبر الإنترنت باستمرار. ويتم ذلك لمطابقة احتياجات جمهور معين. إذ هناك دائمًا حاجة إلى تنظيم المحتوى في التعلم الإلكتروني لأن التدريب عبر الإنترنت يحتاج إلى تركيز.

ومن خلال تصفية المعلومات حول موضوع معين، يُقدم تنظيم المحتوى الذكي محتوى منظمًا في وقت مناسب وقصير. مما يجعل التعلم الإلكتروني أكثر فاعلية ويعزز التعلم الاجتماعي أيضًا عندما تتم مشاركة جزء من هذه المعلومات المفيدة بسرعة. إذ ينتج عن إنشاء المحتوى الذكي من خلال استخدام التحليلات محتوى غني يوفر معلومات مفيدة للمتعلمين.

6.   التعلم الهجين

يعد التعلم الهجين أحد أكثر المصطلحات استخدامًا لوصف جائحة كورونا. إذ يعد التعلم الهجين نوعًا من التعلم الإلكتروني الذي يدمج مكونات عبر الإنترنت في عملية التدريس والتعليم. والهدف هو استخدام مجموعة متنوعة من طرق التسليم لتحل محل وقت الفصل الدراسي، لذا تقوم بتوفير الوقت وتجعل الطلاب ينجزون مهامهم في وقت أسرع.

يشير مصطلح “مختلط” أو “هجين” إلى الفصول التي تجمع بين المكونات الافتراضية والشخصية، حيث يقوم المعلمون في الفصل بالتدريس شخصيًا وعبر الإنترنت.

7.   أدوات تعليمية لا تحتوي على أكواد صممت لغير التقنيين

أدى ظهور الأدوات التي لا تحتوي على أكواد ورموز إلى تغيير المشهد التكنولوجي. إذ أدى اتجاه التعلم الإلكتروني إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على قوة المصممين، حيث تتجه 84٪ من المؤسسات نحو استخدام هذه الأدوات وإضافتهم في تعليمات برمجية نظرًا لقدرتها على تقليل الضغط على موارد تكنولوجيا المعلومات.

8.   الطلب على برامج التعلم سهل الوصول إليهم

مع تحول الشركات إلى العمل عن بُعد، احتاج الموظفون ذوو الإعاقات الجسدية إلى تقنيات مساعدة لمواصلة إعداد العمل الجديد. إذ أصبح هناك اتجاه هام للتعليم الإلكتروني وهو الطلب على برامج التعلم التي يسهل الوصول إليها. وأصبحت هناك حاجة ماسة للمنصات وتنسيقات المحتوى التي تم تحسينها لتلبية احتياجات الطلاب الذين يعتمدون على التقنيات المساعدة.

9.   توحيد التعلم التكيفي

تعد تجربة التعلم المخصصة في صميم التعلم التكيفي، إذ هي مرحلة ما من حياتنا، وربما اختبرنا الدخول في التدريب فقط لنجد أننا نعرف بالفعل ما تتم مناقشته وتعليمه. ومن ناحية أخرى، هناك أيضًا جلسات تدريبية صممها التعلم التكيفي لمعالجة هذا الأمر

نظرًا لكونه مستقبل التعليم، أصبح التعلم التكيفي معيار سريع في التعلم الإلكتروني. بالمقارنة مع النهج التقليدي الذي يحتوي على القاعدة العريضة، فإن اتجاه التصميم التعليمي المستند إلى البيانات هذا قادر على تقديم نتائج تعليمية إيجابية.

10.  زيادة الطلب على التعلم الاجتماعي

في عملية التعلم الاجتماعي، تتفاعل كل من العوامل البيئية والمعرفية، مما يؤثر في النهاية في التعلم والسلوك. إذ يعد التعلم الاجتماعي اتجاهًا مهمًا للتعليم الإلكتروني يجب مراقبته لأن العالم الرقمي يجذب الجماهير.

عندما يتم وضع المتعلمين في بيئة مع متعلمين آخرين، يكونون قادرين على مراقبة سلوك الآخرين ونمذجة السلوك إذا كان يتماشى مع النتائج التي يقدرها المتعلمون. ويتم توظيف هذا التعليم داخل لوحات الصدارة في الألعاب ووظائف الرسائل المباشرة ومناقشات المنتدى ومربعات التعليقات. وبالتالي، فإن هذه البيئة المتكاملة تمهد الطريق لتكوين قيّم مشتركة.

وفي النهاية، التعلم الإلكتروني هو النموذج التعليمي للمستقبل. إذ تقوم اتجاهات وتوقعات برامج التعلم الإلكتروني لعام 2023/2022 صورة إيجابية لجميع الطلاب. ومع هذه الاتجاهات التي تؤكد على المساواة في الوصول والتخصيص لتلبية احتياجات كل متعلم، يمكننا أن نكون على ثقة من أن أفضل أدوات التعلم الإلكتروني ستستمر في تجهيز المجتمعات وتمكينها.