أحسن القصص : قصة خليل الله إبراهيم – ذكر الله تعالى في كتابه العزيز المقصد من قص القصص القرآنية على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)،[١] فتثبيت فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام كما قال ابن عاشور زيادة في يقينه بموعود الله تعالى، وتسلية عن قلبه مما يلقاه من التكذيب من قومه، كما أنّ المطلع على كتاب الله يجد فيه من المواعظ النافعة البالغة، والقصص النافعة، والمشاهد المؤثرة، ما فيه أعظم عبرة وعظة.

أحسن القصص : قصة خليل الله إبراهيم

في قديم الزمان كان هناك ملك طاغية يدعى نمرود إبن كنعان إستطاع ان يملك مشارق الدنيا ومغاربها فقد أعطاه الله الخير والنعم الكثيرة التي تعد ولا تحصى وبدلا من الشكر كفر بالله وإعتقد أنه أقوى وأكبر من الله لذلك كان يحكم قومه في العراق بالحديد والنار.

وبعد أن كان يعبد الأصنام في بادئ الأمر مرت السنين وإدعى الألوهية وطلب من شعبه ان يعبده وفي ذلك الوقت ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام في عائلة تعبد الأصنام وتصنعها.

ولكن إبراهيم منذ كان طفلا كان قلبه يمتلئ بكراهية هذه التماثيل التي لت تأكل ولا تشرب ولا تضر ولا تنفع وعلم في صباه أن الله هو الخالق الواحد الأحد .

بعد ذلك بدأ بدعوة والده لعبادة الله وترك عبادة الأصنام لكن الأب رفض وطرده من بيته.

وفي أحد الأيام بينما كان قومه يحتفلون خارج المدينة دخل سيدنا ابراهيم عله السلام المعبد وقام بتحطيم الأصنام بفأس حادة إلا كبيرهم وضع الفاس في رقبته.

قد يهمك : قصص و حكايات

أحسن القصص : قصة خليل الله إبراهيم

وعندما عاد القوم من الحفل وجدوا الاصنام مهدمة فسألوا سيدنا إبراهيم عن من حطمها فقال إنه كبيرهم فأسئلوه.

فأخدوه لنمرود الذي جادل سيدنا ابراهيم في ربه وعندما قال له سيدنا ابراهيم ربي يحيي ويميت وقال نمرود بكل غرور انا أيضا احيي وأميت ولكي يبرهن على ذلك أحضر رجلين حكم عليهما بالقتل فأمر بقتل أحدهما وعفى عن الآخر وذلك لكي يوهم سيدنا ابراهيم بأنه قادر على إحياء الموتى.

تتمة القصة

فلم يناقش ابراهيم النمرود في فهمه الخاطئ للحياة والموت وإنما إنتقل الى آية من آيات الله عز وجل إن الله يؤتي الشمس من المشرق فأتي بها من المغرب .

” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ” الاية 285 سورة البقرة

أي إذا كنت تدعي انك تستطيع ان تحيي وتميت فهل تستطيع ان تغير مجرى الكون تأتي بالشمس من المغرب بذل المشرق .

وهنا خرس النمرود بعد ان قامت عليه الحجة وأمر بإيقاد نار كبيرة و ألقى فيها ابراهيم عليه السلام فجعل الله النار باردة بقدرته تعالى ولم تؤذيه.

 ” قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) ” سورة الأنبياء

ثم دعى سيدنا ابراهيم النمرود مرة أخرى ليؤمن بالله ولكنه تكبر وعصى وكفر بالله فأرسل الله سبحانه على النمرود بعوضة دخلت في أنفه ومن إنتقلت إلى رأسه وضرب بالنعال في رأسه حتى يخف ألمه وعذبه الله سنوات حتى مات ذليلا.

إستمر ابراهيم عليه السلام لدعوة قومه للإيمان بالله ولمؤمن معه سوى إمرأته تسمى سارة وأصبحت فيما بعد زوجته ورجل هو لوط وسارفيما بعد نبيا يدعوا لعبادة الله .

” وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) ” سورة الانبياء