قصص واقعية للعبرة خرج 30 سنة مجاهدا في سبيل الله ولما عاد كانت المفاجئة الكبرى – في سنة واحد وخمسين للهجرة مضى الصحابي الجليل الربيع بن زياد على رأس جيشه الغازي ومعه غلامه فروخ ليرفع رايات التوحيد فوق بلاد ما وراء النهر.

بداية القصة

عندما بدأ القتال اظهر فروخ صورا من البسالة وانتهت المعركة بانتصار المسلمين فكفاءة القائد غلامه فروخا وأعتق رقبته وقسم له نصيبه من الغنائم.

عاد الفتى الشجاع فروخ إلى المدينة المنورة ويحمل معه سهمه من الغنائم و حريته الغالية وكان في هذا الوقت يبلغ 30 من عمره  فاشترى منزل في المدينة وتزوج بفتاة راجحة العقل.

وبعد أشهر من زواجه لم يتغلب فروخ على حنينه إلى الجهاد في سبيل الله فأعلن العزم على مغادرة بيته والذهاب الى ميادين القتال.

أخبر زوجته وقالت له لمن تتركني وتترك هذا الجنين الذي أحمله فقال لها أتركك لله ولرسوله وسوف اترك لك ثلاثون ألف  دينار أنفقي منها على نفسك ووليدك بالمعروف حتى اعود أو يرزقني الله الشهادة.

وبعد أشهر وضعت مولودها غلام جميل أطلقت عليه اسم ربيعة وعندما بدت فيه علامات النجابة أسلمته للمعلمين فأتقن الكتابة والقراءة وحفظ القرآن ثم حفظ ما تيسر من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أغدقت على معلميه المال وكانت تترقب عودة أبيه لكن فروخا طال غيابه .

مضت الأعوام وأقبل ربيعة على حلقات العلم ولزم البقية الصالحة من الصحابة على رأسهم أنس ابن مالك حتى ارتفع ذكره و بزغ نجمه وكثر تلاميذه وأصبح عالم المدينة .

وذات ليلة دخل المدينة فارس في الستين من عمره قاصدا داره وكان يسأل نفسه عن زوجته وعن جنينها الذي كانت تحمله  أ وضعته ذكرا أم أنثى  حي أم ميت كما فكر في المبلغ الكبير الذي جمعه من غنائم الجهاد وتركه وديعة عندها .

وفيما كان يفكر وجد نفسه أمام داره دخل الدار دون استئذان أهلها فشعر به ربيع ورأى رجلا يقتحم عليه داره فجاء إليه غاضبا واستعد للهجوم عليه تواثب كل من الرجلين على صاحبه.

تتمة القصة – قصص واقعية للعبرة

ارتفع ضجيجهم وتدفق الجيران على البيت أحاطوا الرجل الغريب فقال ربيعة للرجل والله لا أطلقك يا عدو الله إلا عند الوالي فقال الرجل ما أنا بعدو الله  لم ارتكب ذنبا إنما هو بيتي وجدت بابه مفتوحا فدخلت .

قد يهمك : قصص و حكايات

ثم التفت إلى الناس وقال يا قوم أنا فروخ الذي غادر منذ ثلاثين عاما مجاهدا في سبيل الله فاستيقظت الزوجة على الضجيج ورأت زوجها فكادت الدهشة تعقد لسانها ولكنها تماسكت .

وقالت دعه يا ربيع دعه يا ولدي إنه أبوك  في هذه اللحظة أقبل فروخ على ربيعة يضمه ويعانقه وأقبل ربيعة على فروخ يقبل يديه ورأسه.

وجلس فروخ إلى زوجته يحدثها عن أحواله ولكن كانت تقول في نفسها ماذا لو سألني عن المبلغ الكبير الذي تركه أمانة عندي  لقد صرفتها في تعليم إبنه وفيما كانت تفكر إلتفت إليها زوجها وقال:

لقد جئتك بأربعة آلاف دينار فأخرجي المال الذي أودعته عندك لنضم إليه هذا ونشتري بالمال بستانا أو عقارا نعيش فيه .

وقالت لقد وضعت المال حيث يجب أن يوضع سوف أخرجه لك بعد أيام قليلة إنشاء الله

قبل أن يكملوا حديثهم أذن المؤذن وغادر فروج للمسجد وسأل عن إبنه وقالت له زوجته أنه سبقه للمسجد.

وعند الإنتهاء من الصلاة هم بمغادرة المسجد إذا بالشيوخ والشباب ملتفون في مجلس علم لم يرى له نظيرا ولم يتركوا الناس موطئا لقدم لسماع ما يقوله الشيخ ويحفظونه في دفاترهم.

تتمة القصة

قصص واقعية للعبرة

وحاول فروخ أن يتبين صورة الشيخ ولكن لم يستطع لبعده عنه وبعد إنتهاء المجلس هب الناس ليودعوا الشيخ , وعندها سأل فروخ الرجل الذي بجانبه عن إسم الشيخ وقال له إنه سيد من سادات التابعين وهو إمام المدينة رغم حداثة سنه يضم مالك بن أنس وغيره من الشيوخ إنه ربيعة الرأي , إسمه ربيعة ولكن مشايخ المدينة دعوه ربيعة الرأي لأنه إذا كانوا لم يجدوا لقضية نصا في كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لجئوا إليه وإسمه الحقيقي ربيعة بن فروخ.

لقد ولد بعد غادر والده المدينة مجاهدا وتولت أمه تربيته وتنشئته عند ذلك بكى فروخ وأسرع نحو بيته فلما رأته أم ربيعة والدموع في عينيه سألته عما به قال : لقد رأيت إبننا في مقام من العلم والمجد ما رأيته لأحد من قبل قالت الزوجة أيهما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أم الذي بلغه ولدك من العلم والشرف فقال بل والله هذا أفضل عندي وأحب من مال الدنيا كلها فقالت له لقد أنفقت ما تركته من مال عندي عليه فهل طابت نفسك بما فعلت فقال نعم وجزيت عني وعنه وعن المسلمين خير الجزاء.

قصص واقعية للعبرة خرج 30 سنة مجاهدا في سبيل الله ولما عاد كانت المفاجئة الكبرى