قصة سيدنا موسى عليه السلام – الحلقة الثانية – ذكر الله تعالى في كتابه العزيز المقصد من قص القصص القرآنية على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)،[١] فتثبيت فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام كما قال ابن عاشور زيادة في يقينه بموعود الله تعالى، وتسلية عن قلبه مما يلقاه من التكذيب من قومه، كما أنّ المطلع على كتاب الله يجد فيه من المواعظ النافعة البالغة، والقصص النافعة، والمشاهد المؤثرة، ما فيه أعظم عبرة وعظة.

قصة سيدنا موسى عليه السلام – الحلقة الثانية

بعد ان سمح الفرعون لزوجته بتربية موسى واده إلى القصر جاءت مرضعة من القصر لترضعه ولكنه رفض وحضرت أخريات ولكنه رفضهن كلهن فظل يبكي وحزنت آسيا ولم تعرف ماذا تفعل كما حزنت ام موسى حيث شعرت ان قلبها فارغ وكادت تذهب الى قصر فرعون لتبلغهم نبأ إبنها.

لولا ربط الله قلبها وتركت أمره لله وقالت لأخته أن تذهب وترى ما حدث لموسى وعندما ذهبت الى القصر سمعت بخبر وجود رضيع يحتاج مرضعة وقالت لهم إن كانوا يريدون أن تدلهم على مرضعة تهتم به وترضعه .

ففرحت زوجة فرعون وطلبت بإحضار هذه المرضعة , وحضرت الأم وأرضعت موسى وتهللت زوجة الفرعون وقالت خدي الطفل حتى تنتهي فترة رضاعته وأعيديه إلينا بعدها .

قد يهمك : قصص و حكايات

قصة سيدنا موسى عليه السلام - الحلقة الثانية

وبعد إتمام الرضاعة سلمته أمه لزوجة الفرعون ليكبر بحفظ الله وعنايته وكبر موسى في القصر وهو يعلم أنه ليس إبن فرعون بل واحد من بني إسرائيل .

كبر موسى وبلغ أشده ودخل المدينة ليرى أحد من أتباع فرعون وهو يعتدي على أحد بني إسرائيل واستغات به الرجل الضعيف وكان موسى قويا جدا فتدخل فأزاح الرجل المصري الظالم فقتله بدون قصد منه .

فقال لنفسه هذا من عمل الشيطان إنه من الشيطان إنه عدو مظل مبين ثم دعى ربه وقال: ربي إني ظلمت نفسي فإغفر لي فغفر له فوعد الله موسى الا يكون ظهيرا للمجرمين.

وفي ليوم التالي فوجئ موسى اثناء سيره بنفس الرجل الذي أنقده بالأمس يناديه يتعارك مع احد آخر فعرف موسى انه مشاغب وقال له إنك لغوي مبين.

وتدخل مرة اخرى لإنقاده وكاد يقتله لولا أن أوقفه الرجل حيث كاد يقتله وقد إستغفر ربه من قبل وقد عرف الرجل المصري أن الرجل المصري المقتول بالأمس موسى الذي قتله ونشر الخبر.

تتمة القصة

ونصح موسى بالخروج من مصر لأن المصريين ينوون قتله خرج من مصر وظل يسير حتى وصل مدين وجلس تحت ظل شجرة وبئر يسقي الناس منه دوابهم.

ولاحظ موسى أن قوما يسقون غنمهم ولاحظ أن نساء يكفون غنمهن عن الإختلاط بغنم القوم , وتقدم منهما وعلم انهن لا يسقين غنمهن حتى يسقي الرعات غنمهم .

وسقى لهما موسى الغنم وعاد للجلوس تحت ظل الشجرة ونادى ربه في قلبه ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير

بعد قليل عادت واحدة من الفتيات وقالت له إن أبي يدعوك ليعطيك أجر ما سقيت لنا وسارت الفتاة وموسى ورائها وعينيه في الأرض فهبت الرياح ورفعت ثوبها وخفض بصره حياءا وقال لها سأسير أنا امامك ونبهيني انت إلى الطريق.

وعندما وصل إلى الشيخ حدثه عن قصته فقال له الشيخ لقد نجوت من القوم الظالمين وأخبره أن يتخد واحدة من بناته زوجة له وان يعمل عنده في عي الغنم مدة ثمان سنوات وإن اراد عشر وعند إتمام الإتفاق عاد موسى إلى مصر مع أهله.

 ” فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28) ” سورة القصص