أحسن القصص على مر التاريخ قصة سيدنا يوسف عليه السلام – ذكر الله تعالى في كتابه العزيز المقصد من قص القصص القرآنية على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)،[١] فتثبيت فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام كما قال ابن عاشور زيادة في يقينه بموعود الله تعالى، وتسلية عن قلبه مما يلقاه من التكذيب من قومه، كما أنّ المطلع على كتاب الله يجد فيه من المواعظ النافعة البالغة، والقصص النافعة، والمشاهد المؤثرة، ما فيه أعظم عبرة وعظة.

أحسن القصص على مر التاريخ قصة سيدنا يوسف عليه السلام

رأى يوسف عليه السلام وهو غلام صغير رؤيا قصها على أبيه فقال له أبوه لا تخبر إخوتك برؤيتك , وذلك خوفا عليه من حسدهم لأنه كان محبوبا عند ابيه من بين إخوته ولكن إخوته حسدوه على حب أبيهم له وتفضيله عليهم.

وقرروا إلقائه في البئر, وبعدما القوه في البئر مرت قافلة وأخدوه ليبيعوه وإشتراه عزيز مصر بثمن قليل وعاد سعيدا الى زوجته بالطفل الذي إشتراه.

وطلب من زوجته أن تكرمه وأن تحسن معاملته كبر يوسف وأصبح شابا قويا رائع الجمال وكانت إمراة العزيز تراقبه يوما بعد يوم فأحبته ثم هددته بدخول السجن إذا لم يلبي رغبتها .

أحسن القصص على مر التاريخ قصة سيدنا يوسف عليه السلام

فقال في نفسه دخول السجن أفضل من معصية الله الخالق وظل يوسف في السجن فترة وكان الله قد اعطاه علم تفسير الرؤى فاستخدم ذلك في دعوة السجناء معه الى توحيد الله عز وجل .

ودخل معه السجن فتيان أحدهما رئيس سقات الملك والآخر رئيس الخبازين وبعد فترة صلب رئيس الخبازين وخرج الساقي من السجن ليكون في خدمة الملك مرة اخرى .

وفي يوم من الأيام نام الملك فرأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع نحيفات وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات, وقام خائفا مرعوبا من نومه مما رأه .

فجمع رجاله وعلماء دولته وطلب منهم تفسيره ولكنهم عجزجوا عن التفسير وظلت هذه الرؤيا تحالق الملك اثناء نومه فأصر على تفسيرها عند ذلك تذكر الساقي أمر يوسف عليه السلام .

فذهب الى السجن ليقابله وهناك طلب منه تفسير رؤيا الملك التي شغلته ففسر يوسف عليه السلام الحلم وقدم لهم الحل السليم أيضا.

فرجع الساقي الى الملك ليخبره بما قال له يوسف ففرح الملك فرحا شديدا وراح يسأل عن الذي فسر رؤياه فقال الساقي إنه يوسف فقال الملك إئتوني به.

ذهب رسول الملك الى يوسف عليه السلام وأخبره أن الملك يريده فرفض يوسف أن يذهب الى الملك قبل أن تظهر برائته .

فاعترفت إمرأة العزيز وأظهرت براءة يوسف عليه السلام أمام جميع الناس وبعد تبرأته أمر الملك بإخراجه من السجن وتكريمه وتقريبه إليه ثم خيره أن يأخد من المناصب ما شاء.

فقال يوسف عليه السلام إجعلني على خائن الأرض فوافق الملك بكل سرور.

أثناء توزيع الحبوب على الناس إذا بيوسف أمام إخوته اللذين ألقوه في البئر عندما كان صغيرا وقد جائوا محتاجين الى الطعام وقفوا أمامه دون أن يعرفوه .

قد يهمك : قصص و حكايات

تتمة القصة

فقضى يوسف عليه السلام حاجتهم واحسن إليهم ثم قال لهم إتوني بأخ لكم من أبيكم .

عندما عاد إخوته الى أبيهم طلبوا منه ان يرسلوا أخاهم معهم فرفض يعقوب عليه السلام ولكم بعد إلحاح شديد أذن لهم يعقوب عليه السلام بأخده .

ولما وفد إخوة يوسف عليه دبر لهم أمرا يستبقي به أخاه عنده فكلف رجاله أن يدسوا الإناء الفضي في رحل أخيه.

ولما حملوا طعامهم عائدين الى بلادهم أرسل الجنود للبحث عن السقاية فوجدوها في رحل أخيه فأخدوه وعاد الإخوة الى يوسف يتوسلون إليه ليخلي سبيل أخيهم ويأخد أحدهم مكانه ولكنه رفض .

فرجعوا الى أبيهم إلا كبيرهم وأخبروه الخبر فظن بيهم سوءا فعادوا الى عزيز مصر ليطلبوه بإرجاع اخيهم بعد أن حكوا له حال أبيهم .

” فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ قَالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ” الأية 88 الى 99 سورة يوسف

وهكذا تسامح يوسف مع إخوته وقال لهم أن يحضروا أهلهم من البدوي ليعشوا في مصر, و الشيطان هو الذي أزاغ قلبوبهم عن أخيهم يوسف ليرموه في البئر.